أحمد العبداللّه
اغتصاب حرائر المسلمين في سجون النصيريين
إزهاق النفس البشرية ظُلمًا, هو من أبشع الذنوب والآثام, إذ قال تعالى؛((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)). وفي الحديث الشريف:(لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم). ولكن هناك جريمة أنكى من القتل بكثير, وهي(الاغتصاب). وإن لسان حال كل إمرأة عفيفة تتعرض لهذا الابتلاء, هو؛يا ليتني مِتُّ قبلَ هذا وكنتُ نَسيًا مَّنسِيّا. فهي تحطّم نفس الضحية وتترك لديها جرحًا لا يندمل, كما هي كسر لكرامة وشرف أهلها. وهي من(قهر الرجال)الذي كان النبيّ الكريم محمّد(صلى الله عليه وسلم)يتعوّذ منه.
ومن الأحاديث الواردة عن سيّدنا محمّد(صلى الله عليه وسلم)عن فتن آخر الزمان, ذكرَ أربع فتن تأتي من بعده, وأنها؛(تطيف بالشام، وتغشى العراق) !!,الثالثة منها؛(تُستحلُّ فيها الدماء والأموال والفروج)!!. وهذا ما وقع في سوريا في عهد النصيريين الكفرة, وفي العراق بعد احتلاله في 2003. وبدون أن أُنزِل تلك الأحاديث على هذه الوقائع حصرًا, فربما حدث ما يقاربها سابقا, خلال الغزو المغولي مثلا, وقد تتكرّر في المستقبل. ولكن يقينًا إن تلك الأفعال الشنيعة لم تحصل فيما مضى, وربما لن تقع مستقبلًا, بهذا الحجم المرعب والامتداد الزمني الطويل. وأنا هنا أتكلّم بالتحديد عن الشام والعراق.
(اذهبوا واغتصبوا نساءهم.. افعلوا ما يحلو لكم، ولن يحاسبكم أحد)!!!.. هذا ما قاله لأحد مساعديه, المجرم العميد جودت الأحمد, وهو نصيري من القرداحة, ووظيفته رئيس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الوسطى بمدينة حمص، وفق شهادة المساعد أول إبراهيم فرزات المنسوب للفرع المذكور, والذي انشق في تموز 2012, وقد تحدّث بذلك لصحيفة(ليبراسيون)الفرنسية, ومتهمًا المجرم المذكور وجماعته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال عنف واغتصاب وقتل.
وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال ما يناهز المليون سوري, منهم(155)ألف إمرأة, منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011, من قبل أجهزة النظام القمعية. كما نشرت الأمم المتحدة في 15 آذار 2018 تحقيقا استند إلى(454)مقابلة، أكّد وقوع عمليات(اغتصاب وعنف جنسي واسع وممنهج)قام بها جنود جيش النظام الطائفي المجرم وعناصر ميليشيات عاملة معه . بهدف ترويع الحاضنة الشعبية للمنخرطين في الاحتجاجات.
ونشر موقع الحرة مقابلة مع حسنة الحريري(64 عاما)،أو كما يطلق عليها(الحاجة حسنة), وهي من رموز الثورة السورية, قالت إن العميد سهيل الحسن قد حقق معها، وإنه؛(لم يترك أي فتاة هناك دون اغتصاب). وتضيف؛ عمليات الاغتصاب كانت تتم على مرأى العيون.. كانوا يدخلون على أي غرفة ويغتصبون الفتاة التي تعجبهم.. يغتصبها 10 إلى15 مجرمًا, وكثير منهن حملن ووضعن أطفالهن في السجن. وقد شاهدت طفلة عمرها عشر سنوات ماتت وهم يغتصبونها!!.
أما(أم أحمد)التي كانت تعمل سابقا حارسة سجن، فقد تحدثت عن صراخ النساء وعويلهن أثناء تعرضهن للاغتصاب والتعذيب في المعتقلات، وكيف كانت توزع عليهن حبوب منع الحمل يوميا مع الطعام منذ آذار 2011؛(أي منذ أول الثورة). ولما احتجّت على هذه الفظائع التي كانت شاهدة عليها، اعتُقلت وتعرضت بدورها للاغتصاب!!. وروت قصة شابة في الـ23 من العمر خرجت من السجن حاملا، ففضلت الانتحار ورمي نفسها من إحدى العمارات على مواجهة أهلها!!.
وتضيف(أم أحمد)؛ جاءوا بفتاة صغيرة, ربما دون الرابعة عشر, لهجتها ريفية, وهي تصرخ وتستغيث بالله, فقال المحقق لزبانيته؛(خلوها تشوف الله)!!, فقام ثلاثة سجّانين باغتصابها أمامي, لا أعرف كم من الوقت دام الأمر, لكنها ظلت تنزف. وتضيف؛أخذوني إلى غرفة فيها سرير وربطوني عليه.. سرير فيه جزء متحرك تُربط عليه الساقان, مثل سرير الفحص عند الطبيبة النسائية. ثم قالوا لي؛ إن اليوم يوم اغتصابي، لكنهم سيعطونني فرصة..سيتركونني لخمس دقائق أدعو الله فيها أن ينقذني منهم، فإن جاءوا بعد ذلك واغتصبوني فهذا يعني أن الله يقف معهم وليس معي، وأن ما يحدث لي عدل!!.
وتقول معتقلة فلسطينية اسمها(هدى): كنت من ضمن عشرات الفتيات الفلسطينيات المعتقلات في سجون النظام المجرم. ولمدة 15 يوما تعرضت للاغتصاب، في يوم واحد اغتُصِبت عشر مرات!!. وتضيف؛ كانت إحدى المعتقلات قد حبلت جراء الاغتصاب ثم أنجبت في الزنزانة طفلا غير مكتمل النمو، ربما كان ابن ستة أشهر.. أطلق السجّانون الرصاص عليه أمامها بعد أن وضعته, فتناثر رأسه عليها، وأُصيبت الفتاة بالجنون، وقتلوها لاحقًا للتخلص منها!!.
وتصف سجينة سورية كتب الله لها النجاة من سجون النظام الأسدي القرمطي المجرم, ما وقع في إحدى مراكز الاحتجاز التابعة لفرع(فلسطين)لمخابرات العصابة الأسدية, وهو الفرع الأشد إجرامًا من بين الفروع القمعية الأخرى, فتقول في شهادة صادمة أدلت بها لقناة(بي بي سي)البريطانية:(لقد شاهدت امرأة وقد أدخل أحدهم فأرًا في رحمها، كانت تصرخ.. بعد ذلك شاهدت الدم ينزف من رحمها.. لقد ظلت ترتعش للحظات.. كانت تحتضر قبل أن تتوقف عن الحركة تماما)!!!.
وأحيانًا تُغتصب النساء أمام ذويهن, وقد يُجبر بعض المعتقلين على ممارسة الفاحشة مع محارمهم. وعند مداهمة البيوت، كثيرا ما يتم اغتصاب النساء بحضور أبنائهن أو آبائهن أو أزواجهن أو إخوانهن، خلال الحملات التي يقوم بها الجيش الأسدي القرمطي على الأحياء المدنية. وهناك شهادات عن مجرمين سفلة من ميليشيات(الدفاع الوطني)يرافقون قطعان الجيش يقومون بتكسير أبواب البيوت واقتحامها واغتصاب النساء. وتقول إحدى الناجيات أنه تم تعليقها مرّة من ثديّيها!!.
وتقول إمرأة من حمص اسمها(سلمى)في شهادتها التي أدلت بها لمنظمة(هيومن رايتس ووتش): قام الشبيحة بكسر باب بيت جارتي الملاصق تماما لبيتي وكنت أسترق السمع لما كان يحدث، كان لديها أربع بنات، فقاموا بتجريد البنت الصغرى ذات الـ 12 عاما من كل ملابسها وتناوبوا على اغتصابها, هي وشقيقتيها اللتين يبلغان 16 و18 عاما، أما الأخت الكبرى ذات العشرين عاما فقد أطلقوا عليها رصاصة في رأسها وقتلوها بعد أن منعتهم من اغتصابها وخدّشتهم بأظافرها!!.
وقد وثّقت(الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية), عمليات نقل نساء معتقلات من داخل(سجن جورين)إلى خارجه ليلًا للاتجار بأجسادهن، وبإشراف ضباط ومسؤولين في السجن، أكدتها شهادات متقاطعة لسكان محليين في المنطقة ونازحين منها وضباط منشقين وناجين من السجون النصيرية. والشهادات تقاطعت عند نقطة استغلال(المنظومة الأمنية)في السجن للمعتقلات واجبارهن على ممارسة(البغاء القسري)مقابل أموال تعود للمسؤولين الأمنيين!!.
وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في سنة 2021, يذكر التقرير ما يلي؛ عادت(نور)من لبنان، فاستوقفها أحد ضباط الأمن على الحدود، وقال لها؛لماذا رحلتِ عن سوريا؟.. لأنك لا تحبين بشار الأسد, ولا تحبين سوريا.. أنت إرهابية.. سوريا ليست فندقًا تغادرينه وتعودين إليه متى تريدين. ثم قام هذا المجرم اللعين باغتصابها هي وابنتها البالغة من العمر خمس سنوات، في غرفة صغيرة تستخدم في التحقيق عند المعبر الحدودي!!.
ويذكر التقرير جريمة أخرى للقرامطة النُصيريين الكفرة المجرمين؛(ياسمين)التي عادت من لبنان أيضا مع ابنها المراهق وابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات, فألقت قوات الأمن القبض عليهم فور عودتهم عند المعبر الحدودي، واتهمت بالتجسس لدولة أجنبية ونقلتها هي وابنها وابنتها لمركز اعتقال تابع للمخابرات الأسدية, حيث احتُجزوا لمدة 29 ساعة, وقام ضباط المخابرات باغتصاب ياسمين، وأخذوا ابنها لغرفة أخرى حيث انتهكوا شرفه هو الآخر بآلة ما. ثم قال لها ضابط المخابرات السافل المنحط الذي اغتصبها:(نحن نريد إذلالك أنت وابنك.. ولن تنسوا هذا الإذلال مدى حياتكم)!!!.
ويهدف النظام الأسدي القرمطي الساقط من اعتقال النساء لتركيع المجتمع السوري السُنّي وإذلاله. واستخدم حثالاته من أحقر الخلق الاغتصاب الممنهج كسلاح لتحطيم مقاومة كل من يعارض السلطة. وكانت هناك عبارة تكرّرت في أكثر من فرع أمني على أسماع النساء المغتصبات, وتدلّل على نقص مزمن في موضوع الشرف لدى أولئك الأوباش, وعقدة نفسية مستحكمة في أعماقهم ممتزجة بالحسد والحقد, وتلك العبارة هي؛(هذا الشرف اللي بيقولوا السنّيات عندن ياه.. أخدناه)!!!.
إنها مشاهد محزنة وأليمة لما كابدته الأسيرات المسلمات في سجون النصيريين الكفرة المجرمين من أحفاد القرامطة والحشاشين, ويجب أن تكون لدينا وقفة تفكير وتبصّر إزائها, كي نستخلص منها الدروس والعبر للمستقبل, وأن لا نُلدغ من الجحر نفسه مرارا وتكرارا. وعلينا, كمسلمين, أن نتسلّح بالفطنة, ولا ننخدع بزخرف القول. والحذر كل الحذر من تسلّق أقليات مشبوهة تعمل بـ(التقيّة)وتحت واجهات قومية أو وطنية, وتتخفّي وراء شعارات مخادعة كاذبة, ثم بعد أن تتمكن, تسفر عن وجهها الطائفي الكالح القبيح, وتفتك بنا. ومن لا يعتبر, فـ(سياط القدر)كفيلة بتلقينه أقسى الدروس.
1104 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع