د.ضرغام الدباغ / برلين
22 / أكتوبر / 2024
هل يفلت الشيعة خارج إيران من عباءة المرشد
هل تخرج معركة الطوفان في تفاعلاتها ونتائجها الشيعة خارج إيران من عباءة المرشد ...؟
أنتجت معركة الطوفان، بل لنقل بدقة، أضافت أو حتى حسمت أمراً كان يثير الشكوك و التساؤل، بل وحتى السخط الصامت. حين اخترعت طهران بدعة جديدة (ولاية الفقيه) أبتدعها رجل الدين الخميني، (لم تصادف إلا معارضة بسيطة)، أستولى فيها المرشد الأعلى على مركز القيادة والافتاء، واحتكار استنباط الأحكام والمواقف الشرعية حيال كافة مناحي الحياة، حتى على ما يدور في فراش الزوجية، في عملية استلاب مدهشة للأتباع وإحالة عقولهم وضمائرهم إلى أدوات أستولى عليها المرشد (وكيل الأمام الغائب). يمنح لنفسه الحق أن يقرر بصفة مطلقة حاضرهم ومستقبلهم، أموالهم وأنفسهم، بمنظومة من التنازلات، على الحقوق والكرامة الشخصية (تصل لإهانة الذات) تؤدي إلى تسليم أنفسهم وكيانهم بصفة تامة، مرتبطة بخيوط وهمية بوكيل الأمام الذي له من الصلاحيات والسطوة، كما في القانون الإداري، للأمام الغائب نفسه حرفياً (على ما تنطوي عليه هذه النظرية من شكوك) .
وهذه النظرية (ولاية الفقيه)التي تقتحم واقعياً حياة كثير من الأمم التي تتواجد فيها (بنسب متفاوتة) طوائف من الشيعة (إثنا عشرية، اسماعيلية، زيدية) وتحيل ولائهم بصفة تامة، وما كان قبل صدور هذه النظرية (ولاية الفقيه/ وكيل الإمام الحجة الغائب) من إلزام المواطن الشيعي على تقليد المرجع الأعلى (الموجود في حوزة النجف تقليديا)، انتقلت بعد نفاذ النظرية الجديدة وصيرورتها المذهب الرسمي للدولة الإيرانية انتقلت في إطاعة عامة شاملة على أفعال وأفكار المواطن الشيعي حيثما تواجد، إلى توجيهات المرجعية في طهران،
المواطن الشيعي المتواجد سواء في بلد إسلامي (لنقل الباكستان مثلاً) أو في بلد أجنبي لنقل (بريطانيا مثلاً) هو مواطن تابع لإيران شاء أو أبى، وهنا فالدولة التي ينتمي لها المواطن الشيعي التي تعلم وتدرب هذا المواطن وتمنحه الجنسية، وربما تجعله ضابطاً في قواتها المسلحة، أو عالما في مراكز علمية خطيرة، يجب أن تعلم أن ولاء هذا المواطن هو لإيران، وهو يمتثل لأي قرار تصدره مرجعيته له، بكل ما ينطوي عليه هذا الولاء من خطورة.
فالمواطن الشيعي حيثما كان، هو رقم في التعبئة العامة، ولكن تبقى درجة التزام هذا الشيعي بأهداف تعليمات الولي الفقيه، (وهذا يشبه لدرجة التماثل تقريبا من قانون أن كل يهودي في العالم هو إسرائيلي الجنسية)ولكن من البديهي ليس الجميع بدرجة واحدة في الالتزام الديني، حتى في قبول نظرية ولاية الفقيه أو رفضها، ولكن قد تبلغ درجة الولاء النقطة 100، وهي الولاء التام القطعي، ولا سيطرة مطلقا للفرد حتى على ذاته، تفكيره وأفعاله، وإرادته، وحتى بدنه وأهوائه. وهذا نتاج عملية غسل دماغ فالتسليم بخرافة واحدة، متوارثة تعني منطقياً التسليم بسلسلة متكاملة من الخرافات اللاعقلية، يتعرض لها هذا الإنسان، تمتزج به معطيات كثيرة.
وهذه لها مقاربة تاريخية في طائفة الحشاشين (الصباح) من مغريات العيش في مجتمع اباحي توصله لدرجة عميقة من الكوابح العقلية، والامتثال لأوامر القائد الروحي حتى بالانتحار من حصون القلعة إلى وادي عميق (وهذه مسألة رمزية) ، يلبيها المنتمي لهم بسرور ظناً منه أنه سينعم خالداً بالنعيم الاباحي من المتع اللانهائية. من خلالها تريد إيران الدولة فرضت إرادتها السياسية والعقائدية على الشيعة سواء في مراكز تجمعهم التقليدية(العراق / لبنان/ أذربيجان) أو في جميع أرجاء العالم. ولكن إرادتها في فرض هيمنتها، لم تكن سهلة، بل أنها واجهت المعارضة وأحيانا ليست بسيطة، عبرت عن رفض قوي من رجال دين كبار لهم مكانتهم رفضاً بلغ أحيانا درجة الخروج على الولي الفقيه، أو المرجع الأعلى، وصولاً إلى تأسيس مراكز دينية وقيادات، تختلف بهذه الدرجة أو تلك مع التوجهات السياسية لطهران، وتبلغ أحيانا درجة الخلاف لتلامس القضايا العقائدية وفي تفسير قضايا مهمة من صلب العقيدة.
إن التاريخ لا يبخل علينا بأمثلة عديدة، نستعرضها ونتأمل دروسها وعبرها. وهذا النوع من الاستيلاء التام على الذهن، له سوابق دينية، أبرزها وأقربها للأذهان هي مذهب الحشاشين(صباح الحسن)، ولكن هناك حادثة تنطوي على دليل مهم وهي الانتحار الجماعي (من أتباع جونز تاون) مجموعة دولية كانت في الشمال الغربي لـ غيانا جماعة الأب جيم جونز هي طائفة بروتستانتية متطرفة تأسست في كاليفورنيا عام 1963 وبلغ عدد اعضائها ثلاثين الفا . تكونت كطائفة دينية من الأمريكيين من أعضاء المعبد بقيادة جيم جونز أصبحت تلك المجموعة سيئة السمعة عالمياً في 18 نوفمبر1978 إثر وفاة 913 شخص في المستعمرة من بينهم قتل أكثر من 200 طفل من جراء التسمم بمادة السيانيد، وكان من بين هذا العدد الكبير مثقفون وفنانون، وحتى عضو في الكونغرس الأمريكي، وهي مثال على اختلاط العقائد الدينية والسياسية في خلطة تؤدي لغسل دماغ مدهش، تضع الإنسان وقدراته في خدمة (وكيل الرب)، وأن ما يفعله الإنسان هو خدمة الرب، من خلال تنفيذ الأوامر، ولكنها تنطوي على أفكار سياسية أيضاً.
ولا يبدو الفرق كبيرا بين المثالين : طائفة الحشاشين / إيران، وطائفة جونز تاون، فالحشاشين، ومثلهم نظام ولاية الفقيه، هم طائفة دينية، والالتزام بولاية الفقيه تلزم اتباع سائر منظومة الأوامر والتعليمات، وهو الادرى بمصالح الأفراد، وحتى ميولهم الجنسية بما في ذلك مضاجعة الأطفال، وتنظيم الإباحية، وتعاطي المخدرات وتجارتها، وهي (ولاية الفقيه) طائفة دينية، تلزم أتباعها، طالما هو منتسب لها رسمياً. ونظام ولاية الفقيه تتدخل في شؤون الدولة، وحجم الخرافة في التثقيف يعتمد على شخص غائب، وشخص وكيل أو نائب له. وما يقرره فهو ملزم، وما يمنعه فهو حرام.
والتوصل لمثل هذا الغياب العقلي لم يأت بسهولة، بل عن طريق تربية طويلة الأمد، اختلطت فيها الخرافة، بالهلوسة، وبتعذيب النفس وإهانتها، وإضعاف الشخصية بدرجة لا تعود قادرة على الوقوف بوجه الخداع. فلا يعود الفرد يقوى على إبداء التذمر والاحتجاج وهو ما يرسخ فكرة " أننا نعلمك، وعلمنا هو الصحيح وكل ما سواه خطأ بل لدرجة الكفر". وهذه مقدمة لزرع كوابح أخرى في ذهنه، تمنعه من التفكير وإجراء المقاربات، وإخضاع ما يفكر للفحص المادي العلمي. وقد تبلغ شدة درجة الإخضاع للتنويم المغناطيسي، منع التابع من فحص بسيط لمستودعات فكره، وآنذاك سيكتشف عمق بئر الضلالة التي غاطس فيها.
وساهم إسناد الدولة لهذا الفكر (ولاية الفقيه) بوضع كامل قدرات الدولة الإيرانية في خدمة نشر هذا الفكر، بما في ذلك التشجيع بواسطة المال، واستخدام الجنس والمخدرات، إضافة للاغتيالات، للشخصيات الرئيسية في المجتمع من صحفيين ورجال فكر وسياسيين، والتسقيط، لمعارضي هذا الفكر في منظمات مشبوهة. ولذلك أنتشر في مناطق الاضطرابات، وفي أوساط شاع فيها الانفلات الاجتماعي والسياسي، فاضحت سمة هذه المجتمعات هو الانهيار الخلقي والقانوني. فهذا الفكر الهدام لا يمكن أن يتقدم في مجتمعات راقية . وشخصيا تعرفت مرة على شخصية يفترض بها الرقي في التفكير، ألا أنه مغيب تماماً، لدرجة معارضته لجدول الضرب ..!
برغم الكوابح الكثيرة والحلقات والقيود تصعب من احتمال حدوث خروق فكرية، او سريان تيارات متفتحة، والقيود تكون احياناً شرسة، في الفكر الشيعي رغم ذلك يمكن رصد على نحو دقيق، إلى محاولات التطوير والتغير، الجادة والمهمة داخل المؤسسة الدينية، فلدى الجميع معرفة بأجواء التغيير والتطوير، سواء في المركز الديني التقليدي (حوزة النجف/ العراق) أو في المركز القيادي السياسي / الديني الجديد (حوزة قم / إيران). فطوال عقود كانت المدرسة الدينية الشيعية في النجف أو فروعها، تبتعد بقدر كاف عن الشأن السياسي الدقيق، ولكن تغير هذا الأمر بعد الثورة الخمينية، وطرح مبدأ الولي الفقيه، وهذا يستحيل أن يكون بعيداً عن التوجهات الغربية (البريطانية والأمريكية خاصة) لأنه يتفق تمام الاتفاق مع آرائهم ورؤيتهم وخططهم للمنطقة. ولكن من المرجح أن الخميني أرادها أن تكون لعبة خمينية صرف، ولعب خارج الخطة ...!
إذن رسمياً وفعلياً، وعلى صعيد إضعاف المدرسة النجفية، الذي مارسته طهران بعد الثورة الخمينية عام 1979، ببطء وتؤدة، ولكن دون توقف، لصالح مدرسة قم، ولصالح إحلال نظام " ولاية الفقيه "،، رغم أن حكومات طهران تاريخياً حتى قبل نظام ولاية الفقيه، تحرص على وضع مدرسة النجف هي بذاتها تحت الهيمنة الإيرانية/ الفارسية والتأثير عليها، ويقاومون بثبات أي تقدم للعنصر العربي في المراكز المهمة الفكرية والسياسية، وهذه سياسة مارستها حكومات فارس وإيران على مر عهود، ونجم عن هذا الصراع العلني / الخفي، ولكن بوجود بؤر ضوئية حالت دون أنتشاره التام، بمؤشرات مهمة، أبرزها:
• المدرسة الخالصية : التي أسسها مهدي الخالصي عام 1911في (الكاظمية / بغداد)، وقاومتها طهران حتى في عهد الشاه، وتواصلت في عهد ولده محمد الشيخ محمد الخالصي، حتى الوقت الراهن بإدارة الشيخ جواد الخالصي،
• المدرسة الصدرية : التي تأسست في النجف، بشعارات وطروحات قوية، فأغتيل الأمام محمد صادق الصدر(1995)، وهو كان يتوقع اغتياله، وعبر عنه ذلك للمقربين منه، وتمثل اليوم تياراً عقائدياً سياسياً مهماً في العراق.
• مدرسة النجف : وبعد الحرب واحتلال العراق، طرأ تغير جديد على الموقف، وذلك باشتداد ضغوط نظام طهران وتوجهات مدرسة قم، وتراجع واضح لمكانة مدرسة النجف. والملاحظ، هو تعاون سلطات الاحتلال الامريكي لمساندة تيار مدرسة قم (الولي الفقيه) وتحويل الولاء المذهبي للولي الفقيه وكيل الإمام الحجة (المهدي المنتظر). وهذه سياسة غربية : بريطانية أمريكية ثابتة منذ عقود.
• ولكن لم تكن حركات التمرد لتمر دون أن تهز أركان المؤسسة الدينية الشيعية بدرجة مؤثرة ، ودون ارتدادات وتداعيات، ولا تزال هناك المدرستان المشار إليهما : الخالصية والصدرية ماكثتان الأولى في الكاظمية، والثانية في النجف، تناوران، وتحاوران، ولكن إلى جانب وجود شخصيات لها وزنها في الوسط الشيعي، نأت بنفسها عن الصدام الصامت والصاخب أحياناً، (عبر أساليب سلمية) الذي يدور في ساحات متعددة ليس في النجف وقم فحسب، بل وفي لبنان، وفي المهاجر ولاسيما في لندن وباريس. صدام أسفر حتى بلغت درجة الاغتيالات( على شريعتي/ لندن)، وتوجهات أحمد الكاتب، الذي له استنتاجات مهمة حول قضايا محورية في المذهب الشيعي، ولاية الفقيه، والامام الحجة، وموضوعات جوهرية أخرى. والعاملين في هذا المجال يعلم أنه يعمل في قاعة زجاجية مزخرفة، يحاذر أن يصطدم بشيئ فتنهار أشياء أكبر ... فالانتظار والاحتكام للزمن سيد الاحكام والصبر بضاعة رائجة في الشرق.....!
• ونجد في أبرز الحركات والتيارات التي برزت في الساحة بعد الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق، وناهض الاحتلال :
• المدرسة الخالصية : الشيخ جواد الخالصي، الذي مارس الجهاد ضد الاحتلال.
• المدرسة الصدرية، : الشيخ السيد مقتدى الصدر.(كانت له مواقف مترددة بين العمل ضد الاحتلال أو اتخاذ موقف السكون والاشتراك في العملية السياسية.
• وحركة مجاهدي خلق / مسعود رجوي (الأيرانية).
• مجاميع من مثقفي الشيعة الليبراليين في إيران الذين حلموا بتأسيس مدرسة شيعية ليبرالية آن لها أن ترتدي ثياب العصر وتتحدث بلغة مفهومة ومنطقية : ابو الحسن بني صدر، صادق قطب زادة، إبراهيم يزدي، كريم سنجابي، (إيران).
• محاولات مهمة لتأسيس عمل مناهض لفكر حوزة إيران / قم أهمها :
المحاولات الإيرانية
• آية الله محمد كاظم شريعتمدري (إيران)
• آية الله محمود طالقاني(إيران)
• علي شريعتي
• أحمد الكاتب
• رجال دين إيرانيون كثر آثروا الانزواء بصمت.
المحاولات العراقية
• رجال دين عراقيون مجتهدون، اعترضوا، وكانت لهم مواقف فكرية .
• آية الله حسين المؤيد(العراق).
• آية الله محمود الصرخي.
• آية الله كمال الحيدري.
• آية الله أحمد البغدادي.
المحاولات اللبنانية
• الشيخ محمد حسين فضل الله.
• الشيخ صبحي الطفيلي. (الرئيس الثاني في حزب الله).
• الشيخ محمد علي الحسيني.
• الشيخ محمد الحاج حسن، رئيس التيار الشيعي الحر.
وهناك دون ريب، علماء آخرون بدرجات متفاوتة، ولكن يجمع بين كل هذه الشخصيات الدينية / العلمية المرموقة، التي لمواقفها وأفكارها صدى يستحق الانتباه في الوسط الشيعي، 4 توجهات في غاية الأهمية، وهي جوهر الخلافات والصراعات الخفية والعلنية:
أولاً : رفض الانسياق في تيار طهران، المتحالف مع الولايات المتحدة (يجتهدون في طهران وأتباعها كثيرا في التمويه على هذه العلاقة).
ثانياً : رفض سياسة التصعيد والتحريض ضد البلاد العربية والإسلامية، وخوض الحروب العبثية معها، بل الدعوة إلى تقليص الفجوة بين الإسلام السني والشيعي.
ثالثاً : ملاحظات فكرية / فقهية
رابعاً : هناك إدراك عميق أن الشيعة بوضعهم الحالي، ولا سيما بعد الجمهورية الإسلامية 1979، إنما يجازفون بسلوكهم منهجاً طائفياً إعتدائياً، اعتماداً على دعم الغرب. ويصح فيهم مقولة الكاتب علي شريعتي: "ليعلم تجار الدين هؤلاء، سيأتي يوم وتثور الناس عليهم وأنا أخشى أن يذهب الدين ضحية لتلك الثورة ".
خامساً : رغم كل ما بذلته طهران والاستخبارات البريطانية والأمريكية من تفجير العلاقات بين السنة والشيعة، إذا أن هذا التوجه رفض غريزياً وعقلانياً من أوسع الجماهير. فالأساس هو الجذر المشترك، تاريخيا وعقائدياً، وهو يدعو للالتحام في البرامج المصيرية لا إلى الحروب.
ولكن شريعتي قتل غيلة، ولو كان يعيش هذه الأيام، لقال " رجال الدين في طهران حولوا الدين لمليشيات، وكانتونات طائفية، وبازارات ووسيلة لجني ثروات مسروقة ". وتعرض أحمد الكاتب للقمع الفكري، وربما لصنوف من التهديد، فآثر الانزواء.
الشيعة يعيشون في هذا العصر ومعطياته، وفي الوطن والأمة المشتركة، في ظروف سياسية واجتماعية وثقافية، مع أبناء وطنهم وأمتهم، وفيهم المفكرون، والديمقراطيون، والليبراليون والقوميون، وتقدميون .... يستحيل أن تضع جميع الشيعة في علبة معلبة، يقرأون كتبا راقية، ويشاهدون الأنترنيت، ويدرسون الرياضيات، ولكن عليهم الاسترشاد بخرافات، وهناك من يريد أن يعيدهم للعلبة المعلبة ...!
بطلقة كاتم صوت تستطيع اغتيال كاتب، ولكنك لا تستطيع أن تعتقل الضوء ولا بقنبلة ذرية ...!
ولا شك أن هذه المدارس والحركات والتيارات تعلن عن نفسها وتشكيلها على أنها حركات وتيارات واسعة ، ثم بصور واضحة أنها تيارات عقلانية عميقة في أوساط المجتمعات الشيعية، تناهض التيار الشيعي الحاكم في طهران (نظام ولاية الفقيه) التي تلتقي مع الاستراتيجية الأمريكية في الحرب السرية على الإسلام والعرب. وتستخدم الشيعة كأدوات ووسائل ووقود في هذه الحرب.
والاحتمالات بتغير جوهري، وارد بإطارات متعددة.
1. سقوط مراكز النفوذ في الخارج
آ . سوريا أولاً بسبب عمق التناقضات
ب. لبنان، وهناك مؤشرات عن تحالفا المكونات الاسلامية (لسنية، الشيعية)،
ج. المسيحية،
د. الدرزية.
ه. العراق
و. اليمن.
2. اندلاع ثورة شعبية عارمة في إيران تعجز السلطات عن قمعها بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، والأمنية.
3. انفصال إحدى الأقاليم وابرزها أذربيجان الغربية. سيقود إلى زعزعة أركان الدولة.
4. تحول إحدى التكتلات إلى حركة أنشقاق واسعة في أركان المذهب، وأعتقد أن الجانب اللبناني والعراقي أبرز المرشحين لقيادة هذا الدور.
قد تطول مرحلة الاشتباكات، إلا أنها ستسفر عن نتائج كبيرة. تقود إلى استقرار المنطقة
1094 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع