كتبت ودع الياسين
موروثات و رموز الفنانة التشكيلية العراقية الرائدة الراحلة بهيجة الحكيم
(ملاحظة المقال تابع لمؤسسة الدار ارت گاليري في إربد المملكة الأردنية الهاشمية "مجلة الدار العربية ")
الفنانة بهيجة الحكيم من مواليد كربلاء / العراق سنة ١٩٣٧،سنة الوفاة (٢٠٠٨/١١/١١) عمان / المملكة الأردنية الهاشمية ، درست بكلية الملكة عالية بغداد/ فرع الفن سنة ١٩٥٧ لتقوم بعدها بتدريس الفن في العديد من المدارس و الفنون البيتية و معهد المعلمات في بغداد/ ، و مديرة متحف الفنانين الرواد / بغداد ما بين (1982- 1994)،
-العمل الفني أنجز في بغداد مابين سنة (٢٠٠٠ -٢٠٠١)
-الخامة المستخدمة ،قماش ,ألوان ( Acrylic),لون ذهبي ،معجون فني خاص .
-حجم العمل ٨٠x٨٠
للنص نافذة نطل منها من جانب العمل ذو البعد الواحد أفقي الرؤية .
توجد شجرة مزهرة منحنية إلى الجانب الآخر أسفله شكل هندسي(مستطيل ) مع خلفية باللون الأسود،و في الوسط شكل هندسي آخر أشبه بالقبة داخلها مجموعة من الرموز و الأشكال تأخذ منحى التكرار و التشابه و التناظر وفق منظومة التكوين ، الأشكال ( الطير ، اليد ، الكف ،النخلة ،المآذن و القباب ).
و كذلك حروف من القرآن الكريم ، و لفظ الجلالة الله ، و بسم الله الرحمن الرحيم.
الطابع الفني للعمل الزخرفي (المنمنمات ).
الشجرة ذات الجذع و الفروع و السيقان المتشابكة الذهبية و الورود و الأوراق الزخرفية الملونة بدت كأنها أحجار كريمة من الفيروز ، الزبرجد ، الجمشت، بألوانها الدالة متدليه من الشجرة مع اللون الذهبي أعطى للعمل فخامة .
الشكل المستطيل الفيروزي ( كتلة )أعطى اتزان للعمل الفني بالنسبة للجانب الآخر ( الشجرة ).
وسط العمل الفني أخذ الخط المنحني ممثل بقبة رمزية في داخلها طير و مثله و كأنه أنعكاس ،و النخلة بشكلها الرمزي المتكرر المتباعد قليلا، و المآذن و القباب العشرة في أعلى و وسط و أسفل العمل الفني متفرقة ،اما المئذنتان في الأعلى زخرفية متكون من أغصان و أوراق دقيقة فوقها الهلال و لفظ الجلالة الله،و الكف ذو الخمس أصابع متكرر بنفس الصيغة أسفل العمل الفني في المنتصف كل منهم احتوى في داخله مجموعة من الحروف لها المدلول و المعنى الرمزي العميق في التكوين و الكف الآخر يحتوي رسم العين في المنتصف. و في أعلى إصبع الإبهامين ورقة حمراء اللون و كذلك احتوى العمل أغصان و أوراق دقيقة متوزعة بأشكال منحنية و بعض من حروف القرآن الصغيرة الحجم ،و الخلفية السوداء للعمل منحت و ضوح و بروز لمكونات جماليات الخط و اللون و الاشكال و الرموز.
للعمل الفني روحية واضحة من اللون و الرموز و له بعد عميق إجتماعي بيئي و ديني تراثي ، بصيغة رمزية حديثة ذات معاني قيمة بإسلوب زخرفي متفرد ربط بين روح الإنسان و المكان و أفاض العمل كأنه بستان من الجمال يحاكي الروح بعيد عن الجسد المادي يربط الإنسان بالمكان المألوف لدى الفنانة و القريب على ذاتها و قريب على الإنسان صاحب بيئته .و بهذا أرتبط الرمز بذلك المكان المقدس لدى الفنانة ،و أخذت أغلب أعمال الراحلة الرائدة طابع الزخرفي ( المنمنمات ) الا أن هذا العمل تميز بالحروف العربية من القرآن الكريم و خاصة الكف بدا و أنه بصيغة أخرى بعيد عن المألوف المتداول عن باقي الأعمال و أغلب أعمال الفنانة تحتوي نفس الرموز .
إتسم العمل بالرمزية البسيطة و بإسلوبها المتفرد الزخرفي و استخدامها مادة ( المعاجين الخاصة ) أعطى وضوح للورود و الاوراق مع اللون الذهبي.
و أخيرًا لانقول سوى الموروثات و الرموز و قدسية المكان لدى الفنانة و الإنسان صاحب البيئة لعب دور المؤثر و المتأثر .
و نقف و قفة مقارنة مع اعمال الفنانة التشكلية العراقية الراحلة وسماء الاغا( أستاذ بدرجة بروفسور مكان الولادة بغداد سنة ١٩٥٤ الوفاة بتاريخ ٢٠١٥/٥/٩ العاصمة عمان المملكة الأردنية الهاشمية)
و خاصة فترة بعد تأثرها بتصوير ( يحيى بن محمود الواسطي )
طابع المواضيع من الحياة العامة للمجتمع البسيط بإسلوب ( المنمنمات ) و لكن الإسلوب كان مختلف في تقديم الأعمال الفنية أخذ طابع القريب و البعيد، و للنصوص ألوان مختلفة و متنوعة ذات الطابع الشعبي و كان عنصر النساء هو الغالب بأعمالها و ايضا النص يقص حكايات بألوان من الفرح و مواضيع من الواقع و تفاصيل ملمة بطبيعة الحالة ،
أنشاء العمل الفني مبني على الحركات و الخطوط و الأشخاص و الألوان المختلفة ، عمل يقص حكاية مفهومة للمتلقي .
و نصل الى نقطة مشتركة بين الفنانتان الراحلتين ، أنهما قدما إسلوب المنمنمات بتأثير من البئية و المجتمع و الموروث لكن بطريقة مختلفة ، نص عمل الفنانة بهيجة الحكيم روحي ديني ونص عمل الفنانة وسماء الاغا واقعي شعبي .
(و ارغب التنويه هذا اول مقال نقدي كتبته في نهاية الدورة الاكاديمية الاولى الموسومة بمباديء و آليات كتابة النقد الجمالي
التي اقيمت من تاريخ ٢٠٢٠/١١/١٢ إلى ٢٠٢٠/١١/١٧ بمشاركة خيرة المحاضرين النقاد الجماليين العرب و من مختلف الدول العربية و في ختام الدورة اعلن عن تأسيس اتحاد النقاد الجمالين العرب في بغداد ونلت شهادة شكر و تقدير و عضو مؤسس و الغاية من الاتحاد الارتقاء بالتخصص الجمالي و ازدهار الممارسات النقدية الاكاديمية )
و ارغب ان اذكر ايضا اثناء تحضيري للمقال احد مصادر البحث مجلة الكاردينيا .
1260 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع