فوزي البرزنجي
فرح الحياة الممزوج بحزن الموت
قصة حقيقية كتبت وقائعها في السماء من قبل واهب الحياة الله سبحانه وتعالى فاطر السموات والأرض وملك الموت الموكل بقبض أرواح البشر..
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ ۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِى ٱلۡأَرۡحَامِ وَمَا تَدۡرِى نَفۡسٌ۬ مَّاذَا تَڪۡسِبُ غَدً۬ا وَمَا تَدۡرِى نَفۡسُۢ بِأَىِّ أَرۡضٍ۬ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ (٣٤) سورة لقمان
مكان وقوع أحداثها
جرت بداية أحداثها بالقرب من شجرة أدم عند ملتقى دجلة بالفرات في مدينة نبي الله أدم (عليه السلام ) مدينة القرنة التي لاتزال وارفه ظلالها منذ الأزل يعرف مكانها السياح الأجانب لأنها مكتوبة لديهم بالكتب المقدسة ويزورنها ويتباركون بها عند زيارتهم الى مدينة البصرة ولايعرفها الى القليل القليل من العراقيين وأنتهت أحداثها بمدينة الحناء التي جبلت تربتها بدماء الأف الشهداء من ضباط وجنود الجيش العراقي الباسل وأصبح لونها مشابه الى لون الحناء أنها مدينة الفاو ثغر العراق الباسل
زمان وقوع أحداثها
بالفترة ما بين معركة تاج المعارك في أذار 1985 ومعركة الفاو في شباط 1986
شخوص أحداثها
أربعة أثنان لا أعرفهم لأني لم أشاهدهم في حياتي وأثنان أعرفهم الأول أنا والثاني الملازم الأول فواز عبد الله تميم
سير أحداثها
بعد معركة تاج المعارك في أذار 1985 أستلم لواء المشاة التاسع عشر منطقة نهرالسويب ولسان الزرداني كموضع دفاعي وكانت منطقة نهر السويب هي الأهم والأخطر كانت ثقتي بالفوج الأول أكثر من بقية الأفواج لكون أمره ضابط كفوء وضباط الفوج كذلك لذلك عهدت مسؤلية نهر السويب الى هذا الفوج كان نصيب السرية الأولى في الفوج مقدمة جسر نهر السويب أمر السرية الملازم الأول فواز عبد الله تميم ضابط طويل القامة نسبيا أبيض الوجه أشقر الشعر ذو وجه بشوش مندفع متفاني في عمله شجاع من محافظة نينوى لأهمية المكان كنت أخصص له وقت أكثر عند زيارتي لقاطع الفوج أمازح الضباط خلال تجوالي في المكان كلما أزور قاطع السرية الأولى أسئل م أول فوازعبدلله..
شوكت تتأهل؟؟؟
يكلي بعد ماليكيت عروسة..
في أحدى الزيارات أستقبلني بأبتسامة خجولة عرفت أنا ما وراء هذه الأبتسامة قلت له:
ليكيت العروسة؟؟؟ قال نعم
قلت له متى الزفة؟؟
قال سيدي بكيفك..
قلت له كملت شراء غرفة العرس..
قال نعم..
أمر الفوج يسير على يساري قلت لأمر الفوج خلي فواز يتوكل على ألله ويروح أجازة زواج.. أمر الفوج يبادلني الشعور أتجاه ملازم أول فواز لأنه ضابط كفوء ذهب أجازة شهر ثم عاد مضت شهرين أوثلاث أشهر كلما أزور قاطع سريته أسئله صار عندك شي بالطريق يكلي لا بعد في أحدى الزيارات قال لي سيدي عندي حجاية وياك قلت له تفضل قال سيدي خاصة.. أستأذنت من أمر الفوج أن يتركنا أبتعد أمر الفوج قلت له أحجي كال سيدي خلال الأجازة الدورية راجعت الطبيب وقال لي لازم بهذه المواعيد يجب أن تكون في البيت وأخرج ورقة الطبيب مثبت بها تواريخ ناديت أمر الفوج قلت له متى يخبرك ملازم أول فواز يريد يروح أجازة أعتبر موافقتي حاصلة يروح مهما كان الموقف..
قال طيب سيدي مضت فترة أكثر من شهرين خلال زيارتي أستقبلني بوجه ضحوك وسبقني وقال الفضل ألك سيدي قلت له مبروك الفضل لله سبحانه وتعالى ...
بعد هذا اللقاء سخن موقف الأستخبارات عن قرب وقوع الهجوم المرتقب وكان قاطع السويب هو المرشح للهجوم حسب تقرير الأستخبارات لكن الذي حصل وقع الهجوم على قاطع الفاو بعد اليوم الأول من المعركة في الليلة الثانية صدر أمربحركة لواء المشاة التاسع عشر الى قاطع الفاو فجر اليوم الثالث تحرك اللواء الى منطقة معسكرالدرهمية في الزبير وقضى اللواء ليلته في هذا المكان بالليل أستلمت الأوامر من الفيلق السابع وفي فجر اليوم الرابع تحركت صحبة أمري الأفواج الى المثابة التي تم تحديدها لي للقاء قائد الفرقة المدرعة السادسة وصلنا مع الضياء الأول الى مقر لواء 110حدود جنوب منطقة البحار كان الموقف لأ أستطيع وصفه من شدة القصف المدفعي المعادي السماء تمطر قنابل مختلفة الأنواع كان طريق (البصرة – الفاو) عبارة عن قطار من العجلات كل 200 متر تحترق عجلة بمن فيها أنا بقيت في أقصى الأمام وأوعزت الى أمري الأفواج بأن يكون التنقل كل 10 دقائق تتحرك سرية من منطقة أبو الخصيب بدأ بالفوج الأول تلافيا للخسائر المحتملة من جراء القصف المدفعي المعادي وأوعزت الى ضابط أستخبارات اللواء بالسيطرة على حركة سرايا الأفواج من منطقة أبو الخصيب..
بحدود الساعة 10 صباحا وأنا في أقصى الأمام وصلني ملازم أول فواز عبد الله تميم أمر السرية الأولى الفوج الأول وبنفس الأبتسامه المعهودة قال سيدي دليني على مكان العدو قلت له فواز روح وزع جنودك أحميهم بالأرض من القصف المدفعي المعادي قال سيدي أمرك ذهب وعاد الي بعد وقت يقارب 10 دقائق أو أكثر بقليل أوجزته عن الموقف ومكان العدو قلت له لم يحن بعد موعد صولة اللواء على العدو ذهب الى مكان سريته وكانت هذه المره الأخيرة التي شاهدته فيهاز..
أتصل أمر الفوج بالجهاز اللاسكي وأعطاني الكلمة الجفرية ( فواز لقمان) قلت له خلي طبيب الفوج يتأكد جاوبني قال سيدي متأكد قلت له أرسل الطبيب معه الى المستشفى قال سيدي الخسائر كثيرة ونحتاج الطبيب قلت له نفذ الأمر قال أمرك ذهب طبيب الفوج معه بسيارة الأسعاف الى مستشفى البصرة العسكري وفي اليوم الثاني عاد الطبيب أستفسرت منه عن مكان الأصابة قال سيدي لايوجد حتى خدش في جسمه ولا قطرة دم واحدة كأنه نائم ويبتسم في نومه مما أضطر أطباء مستشفى البصرة العسكري الى أدخاله الى غرفة الأشعة وبدؤا بتصوير الرأس فكانت المفاجئه ظهر بالصورة الشعاعية شضية بقدر نصف حبة العدس في الحبل الشوكي أسفل الرأس أدت الى وفاته
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٌ۬ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُ ۥ وَمِنۡہُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلاً۬ (٢٣) سورة الأحزاب
بعد أنتهاء المعركة تابعت موضوع الملازم الأول فواز عبد الله تميم مع أحد زملاءه من الضباط من مدينة الموصل وجائني بالبشرى بان زوجة فواز أنجبت ولد لكن لم أشاهده أنا ولم أعرف أسمه وأين هو الأن وقد تجاوز عمره الأن 27 سنة ..
أنا شد كل من يقرأ هذه القصة من أهالي نينوى ويعرف هذه العائلة أن يبلغ تحياتي لهم..
رحم الله شهداء الجيش العراقي الباسل وأسكنهم فسيح جناته في عليين مع الشهداء والصديقين
اللواء فوزي البرزنجي
9/ 9/ 2013
1170 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع