د علوان العبوسي
27 / 2 / 2024
غزة تنتصر- ٦ - تجويع وابادة الشعب الفلسطيني
في مقالاتي حول مايجري في قطاع غزة حاولت التوصل الى استنتاجات تقودنا للواقع الفلسطيني والاسرائيلي ،وما هي الغاية الاسرائيلية النهائية للحرب على القطاع بعد كل مايجري من سلوك العدو الاسرائيلي من حرب ابادة حيال حوالي مليونين فلسطيني وسكوت العالم العربي عنهم ،يفسره الكيان الصهيوني قبوله بهذا الواقع بعد تبريره بحجج واهية غير مقبولة ولديه كل الامكانيات للتاثير على مجريات الحرب الدائرة منذ 7 تشرين الاول/ اكتوبر 2023 ، ومن المعيب ايضا الموقف السلبي من الدول الاسلامية التي لم نسمع او نعلم بموقف ايجابي واحد منها حيال هذه الحرب، على العكس من المواقف الامريكية والاوربية المساندة بالمال والسلاح للكيان الصهيوني .
انها حرب ابادة ياسادة ياكرام ولا هدف دون ذلك كما يدعي الكيان الصهيوني بانهاء حرب ضد حماس ، فقتل حوالي 30 الف شهيد فلسطيني تقريباً ، و70 الف جريح وحوالي 7 الاف مفقود من المدنيين لاعلاقة لهم بالحرب على حماس ، وتدمير مدينة غزة مؤسسات حكومية وجامعات ومساجد ،ودور للمواطنين ،وابراج سكنية ، وتجريف الشوارع والمقابر ، وتدمير المستشفيات وحجز الاطباء والممرضين وقتل البعض منهم،وقتل الصحفيين، وكافة معدات وعجلات البلدية ، والعمل على طفح المجاري ومنع دخول الغذاء لتجويع الفلسطينيين ، وايقاف تجهيز معدات(الانروا) وعدم الامتثال لاوامر محكمة العدل الدولية بل زادت مخالفتها دون خجل ، وعدم الامتثال للقانون الدولي والدولي الانساني ، ومقررات الامم المتحدة ،وقوانين حقوق الانسان ،وغير ذلك كلها تؤكد ان نوايا العدو الصهيوني هو تقليص اعداد الفلسطينيين وانهاء وجودهم ولا سبيل في ذلك سوى قصفهم وقتلهم دون هوادة بدون عامل انساني او اخلاقي ، كل ذلك يجري يومياً بقصف بالقنابر شديدة الانفجاء بالقوة الجوية والبحرية والمدفعية والدبابات (باسناد جوي وبحري امريكي وبريطاني والماني وفرنسي) على رؤوس الفلسطينيين العزل دون توقف، لاجبارهم على الهجرة ليخلو الجو للكيان بتوسيع الاستيطان وانهاء موضوع الدولة الفلسطينية كل ذلك ،ولم نجد موقف عربي او اسلامي واحد طوال هذه الحرب سوى عقد عدد من المؤتمرات البائسة التي تطالب بايقاف الحرب لعدوا واعوانه الصهاينة الاميركان والاوربيون ومعهم بريطانيا ،انهم لايفهمون هذه اللغة سوى القوة او المواقف الايجابية التي اشرنا لها في مقالنا السابق ( غزة تنتصر – 5 ) ،وهي باختصار ، سلاح النفط ، طرد السفراء الاسرائيليين من الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني ، الغاء اتفاقيات التطبيع المذلة مع الكيان الخ .
كلمة لابد منها ان الكيان الصهيوني بالرغم من قدراته العسكرية العالية ومعه القدرات الامريكية والبريطانية ودول اوربا ، وعلى مدى اكثر من خمسة اشهر لم تستطيع انهاء موضوع حماس كما وضع ذلك في غايته القتالية الاستراتيجية رغم ضعف القدرات القتالية لحماس وهذا الموضوع يقلق اسرائيل ويجعلها متمسكة بالحرب وتعتبر ايقافها خسارة لهم وهذه حقيقة على حماس ان تفتخربها ، ولكن لجاة لتبرير خسائرها بالهجمات البائسة على المدنيين العزل وقتلهم دون احداث التاثير المطلوب على حماس ، كما ان حماس تنجح دائما بتكبيد الاسرائيليين خسائر كبيرة جدا باسلحتهم البسيطة وشجاعتهم الفائقة ، بالاعتماد على مضاعفات القوة كما اشرنا لها في احدى مقالات هذه السلسلة .
اختم مقالي مشيدا بالصمود الاسطوري لشعب غزة وقيادات حماس الشجاعة ،الذي خرج عن المالوف بعد فقدان احبائهم بسبب القصف الاسرائيلي كما يجب ان نقدم الشكر والتقدير لاحرار العالم بتظاهرهم الاسبوعي ومطالبة الكيان الصهيوني بايقاف القتال ،وكذلك المواقف المسلحة لبعض المليشيات في العراق واليمن ولبنان وسوريا ، واقول لنتنياهو انت وقياداتك العسكرية والسياسية الجبانة الخسيسة لن تستطيعوا كسر صمود شعبنا الفلسطيني مهما اتيتم من قوة سينتصرون عليكم في النهاية ،كما لايفوتني حرق الطيار الاميريكي ( رون بوشنل) نفسه احتجاجاً على ماتقوم به امريكا واسرائيل من حرب ابادة للفسطينيين .
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الانفال
2129 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع