مباحث في اللغة والأدب/٦٧

 ضحى عبد الرحمن

مباحث في اللغة والأدب/٦٧ الطعام والمطبخ العربي

الپاچة والكراعين

قيل لاعرابي: اتحسن أن تأكل الرأس؟ قال: نعم؛ أعض العينين، وأفك لحييه، وأنقي خديه، وأرمي بالدماع إلى من هو أحق مني، وكانوا يكرهون أكل الدماغ، ولذا يقول قائلهم. ولا أبتغي المخّ الذي في الجماجم". (العقد الفريد7/205). وروها الزمخشري" قيل لأعرابي: كيف تأكل الرأس؟ قال: أفكّ لحييه، وأبخص عينيه، واعفص أذنيه وأسحى خديه، وأرمي بالدماغ إلى من هو أحوج مني إليه".( ربيع الأبرار3/218).
قال ابن سيده" تسميط الرُّؤس وأكْلُها) ابْن الْأَعرَابِي، التَّسْمِيط فِي الرأْس وغيْره - كَشْط الشَّعر عَن الجِلْد سَمَطته أَسْمِطه وأَسْمُطه سَمْطاً فَهُوَ مَسْمُوط وسَمِيط وَقد تقدم فِي غَيْر الرأْس، ابْن السّكيت، شَيَّطْته وشَوَّطْته كَذَلِك وَقد تَشَيَّط وتَشَوَّط وَقد تقدَّم أَنه الاحْتِراق، أَبُو حنيفَة، الحَسُّ والاحْتِساسُ - أَن يَضَع الرأْس فِي النَّار فكُلَّما تَشَيَّط مِنْهُ شَيْء نَزَعه بالشَّفْرة، صَاحب الْعين، سَحَفت الشعَرَ عَن الجِلْد أسْحَفه سَحَفاً - كشَطْته، ابْن الْأَعرَابِي، عَلْهَضْت العيْنَ - اسْتَخْرجتها من الرأْس، ابْن السّكيت، همْ أَكلَة رَأس - أَي بقَدْر قومٍ اجْتَمَعوا على رأسٍ يأكُلُونه، قَالَ، وَتقول لبائِع الرؤوس رَأْس". (المخصص1/427).
قال أبو هلال العسكري" عن هشام بن محمد قال كان عوانة يكثر أكل الرؤوس فقيل له إنها متخمة فقال إنها فاكهة اللحم".(ديوان المعاني1/293)
قال الأصمعي " قيل لأعرابي كيف تأكل الرؤوس قال أفك لحييه وأبخص عينيه وأفعص أذنيه واقرص خديه وأرمي بالدماغ إلى من هو أحوج مني إليه".(ديوان المعاني1/293)
قال ابو الورد في طفيلي:
طفيلي يؤم الخبز أنى رآه ولو رآه على يفاع
ولا يروي من الأخبار إلا أجيب ولو دعيت الى كراع (كتاب طراز المجالس/127)

السميط
قال ابن سيده" السَّمِيط والمَسْموط - الَّذِي قد نُزِع شعرُه أَو صُوفُه وَلم يُشْوَ بعدُ، أَبُو زيد، سَمَطت الجَدْي أَسْمُطه وأَسْمِطُه، صَاحب الْعين، سَمَطَ يَسْمُط سَمْطاً والخَمْط كَذَلِك، وَقَالَ مَرَّة السَّمْط - السَّلْخ، أَبُو عبيد، فَإِن شَوَيته حَتَّى يَيْبس فَهُوَ كَشِيءٌ وَقد كَشَأته وأكْشأته وتَكَشَّأته". (المخصص1/418).
رؤية الكشكية
قال إبن سيرين" رؤية الكشكية إن كان فيها دسم دل على تجارة دنيئة بمنفعة كثيرة". (منتخب الكلام1/233).
الهبرة
قال ابن سيده" عن أَبُو عبيد، أعطَيْته هَبْرة كَذَلِك، صَاحب الْعين، الهَبَّرة - بَضَّعة من اللَّحْم لَا عَظْم فِيهَا وَقد هَبَرْته أهْبُرُه هَبْراً - قَطَعته قِطَعاً كِباراً، ابْن السّكيت، ضَرْبٌ هَبْر - يَهْبَر اللحمَ وُصِف بالمَصْدر". (المخصص1/422).

حلاوة السنبوسة
" سنبوسق محشو معطر وحلاوة ناشفة جعله في خريطة" المصدر – التيفاشي ص 71 ملاحظة: السنبوسق هي فطائر مثلثة الشكل من رقائق العجين بالسمن وتحشى باللحم او الجوز وربما منها اخذت كلمة السنبوسة او السمبوسة. والخريطة- وعاء من الجلد او نحوه يشد على ما فيه

الكباب/ فضلات الأئمة
دخل رجل من الحسبانية على المأمون، فقال: لثمامة بن أشرس: كلّمه، فقال له:
ما تقول؟ وما مذهبك؟ فقال: أقول إن الأشياء كلها على التوهّم والحسبان، وإنما يدرك منها الناس على قدر عقولهم، ولا حقّ في الحقيقة. فقام إليه ثمامة فلطمه لطمة سوّدت وجهه. فقال: يا أمير المؤمنين، يفعل بي مثل هذا في مجلسك؟ فقال له ثمامة: وما فعلت بك؟ قال: لطمتني، قال: ولعل إنما دهنتك بالبان. ثم أنشأ يقول:
ولعلّ آدم أمّنا ... والأبّ حوّا في الحساب
ولعلّ ما أبصرت من ... بيض الطّبور هو الغراب
وعساك حين قعدت قم ... ت وحين جئت هو الذّهاب
وعسى البنفسج زنبقا ... وعسى البهار هو السّذاب
وعساك تأكل من خرا ... ك وأنت تحسبه كباب (العقد الفريد2/248

طرفة
يحكى أن امرأ القيس كان عاشقا لابنة عمه، ويقال لها عنيزة؛ وأنه طلبها زمانا فلم يصل إليها، حتى كان يوم الغدير، وهو يوم دارة جلجل؛ وذلك أنّ الحيّ تحمّلوا، فتقدم الرجال، وتخلف النساء والخدم والثقل؛ فلما رأى ذلك امرؤ القيس، تخلف بعد ما سار مع رجال قومه غلوة، فكمن في غيابة من الأرض، حتى مرّ به النساء وفيهنّ عنيزة، فلما وردن الغدير قلن: لو نزلنا واغتسلنا في هذا الغدير فذهب عنا بعض الكلال. فنزلن في الغدير، ونحيّن العبيد، ثم تجرّدن فوقعن فيه، فأتاهنّ امرؤ القيس فأخذ ثيابهنّ، فجمعها وقعد عليها، وقال: واللَّه لا أعطي جارية منكنّ ثوبها ولو قعدت في الغدير يومها، حتى تخرج متجرّدة فتأخذ ثوبها! فأبين ذلك عليه، حتى تعالى النهار وخشين أن يقصرن عن المنزل الذي يردنه، فخرجن جميعا غير عنيزة؛ فناشدته اللَّه أن يطرح ثوبها، فأبى، فخرجت؛ فنظر إليها مقبلة ومدبرة. وأقبلن عليه فقلن له: إنك عذبتنا وحبستنا وأجعتنا! قال: فإن نحرت لكنّ ناقتي أتأكلن معي؟ قلن: نعم، فجرّد سيفه فعرقبها ونحرها، ثم كشطها، وجمع الخدم حطبا كثيرا، فأجّجن نارا عظيمة، فجعل يقطع أطايبها ويلقي على الجمر، ويأكلن ويأكل معهنّ، ويشرب من فضلة كانت معه ويسقيهنّ، وينبذ إلى العبيد من الكباب". (العقد الفريد8/102).
ذكر الراغب الأصبهاني" قصد رجل الحجّاج فأنشده:
أبا هشام ببابك ... قد شمّ ريح كبابك
فقال: ويحك لم نصبت أبا هشام فقال الكنية كنيتي إن شئت رفعتها وإن شئت نصبتها". (محاضرات الأدباء1/87). وقال" كان لبعضهم مملوك يتشطر وكان إذا قال له صاحبه: هات الدواة، قال: مرحبا بجعفر البرمكي. وإذا قال: ناولني ثوبي. قال: قيصر يلبس وإذا قال: اغسل ثيابي. قال: يونس النبي كان خيرا منك. لبس القرع، وآدم عليه السلام لبس ورق التين، وأنت لا تلبس ثوبا وسخا. وإذا قال: اذهب إلى السوق. قال: خذلني الله إن ذهبت حتى آكل كبابا وأتناول شرابا". (محاضرات الأدباء1/265).


التوابل
قال الليث" القديرُ مَا طُبِخَ مِنَ اللَّحْمِ بتَوابِلَ، فإِن لَمْ يَكُنْ ذَا تَوابِلَ فَهُوَ طبيخ". (لسان العرب5/80)

الفلفل
قال أبو هلال العسكري" الدُّقَّةُ الملحُ الطَّيِّبُ، لأنَّهُ يدقُّ مع أباريزِهِ. وقيلَ: الدُّقَّةُ التَّوابلُ، نحوَ القزحِ. والقزحُ هو الكزبرُ".(التلخيص في معرفة الاشياء/ 244). واضاف" من عجيب ما ورى عن الأعراب في شهوة الطعام ما أخبرنا به أبو أحمد عن أبي بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي عن جعفر بن سليمان قال لقيت اعرابياً فقلت هل لك في ثردة؟ فتنفس الصعداء ثم قال:
واهاً على مجمومة ... وصحفةٍ مكتومة
بالدَّسم موْسُومة ... واللحم مغمومة
قد كملتْ عراقا ... وألحفت رقاقا
منقوشة الحواشي بطيبِ التماشي
بفلفلٍ وحمّص ... فكلْ هنيئاُ وارقص
فأخذت بيده وذهبت إلى المنزل فأمرتهم فصنعوا ثردة كما وصف فلما قدمتها ارتعش طرباً ثم قال أي بأبي والله هذه المرقصة ثم وثب على رجليه فرقص ساعة وجلس فأكل أربعة أرغفة في ثردة وستة في السقي ثم قبل رأسي وقال بأبي أنت وأمي لك حاجة في بدونا؟ قلت تمضي، ثم قال أي والثردة والله ما دخلت الحضر إلا في طلبها ثم أنشأ يقول:
عمرتُ بطناً لم يزلُ مصفرا ... لم يعرف الرُعفَ ولا المزدرا
حتى لقد أوجعت واللَّهِ ترى ... ما صنعتْ كفاي في جنب القرى (ديوان المعاني1/296)


السماق
قال الأزدي المصري " من جيد الشعر المجهول في الملح والسماق:
رأيتُ الملح والسماق لما ... أتانا يومَ تفسيخ الرءوسِ
كدرٍّ مع عقيقٍ كسرته ... مفجعةٌ بإبنتها العروس (غرائب التنبيهات/150).
ألا لا أعادَ الله ليلى بحجرةٍ ... وقفتُ بها حتى الصباحِ على ساقِ
وللبقِّ فيها بالبراغيثِ خلطةٌ ... كبذرِ قطونٍ ذر في حب سماق (غرائب التنبيهات/163).
وزاد المملوك عليه فقال:
كأنما قد فرشتْ أرضه ... بالأرزِ والسماق والخردلِ (غرائب التنبيهات/164).
ـ قال السيوطي" مما يذهب خشونة اللسان السماق حيث يسحق ويعجن بعسل ويدلك به اللسان، مرة بعد مرة فيبرأ بإذن الله". (الكنز المدفون/91)
السكباج
قال المقدسي وقد اجتمع بمصر من خصائص فلسطين القلقاس وهو شيء على قدر الفجل المدوّر عليه قشر وفيه حدّة يقلى بالزيت ويطرح في السكباج". (هامش أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/204).
الترمس
قال المقدسي عن مأكولات مصر" الترمس حبّ مثل الظفر يجلا ويباع في الأسواق ويدقّ ويخمر ثم يطرح عليه الأبازير ويحمل الى ببخارا يشترونه الحرم للقدور". (هامش أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/204).
الخردل
قال محب الدين الطبري" عن عمر أنه كان يقول: لو شئت لدعوت بصلاء وصناب وصلائق كراكر وأسنمة وأفلاذ كثيرة من لطائف اللذات، ثم قال: ولكني لا أدعو بها، ولا أقصد قصدها لئلا أكون من المتنعمين. شرح" الصلاء بالكسر والمد: الشوي، والصناب: الخردل المعمول بالزيت وهو صناع يؤتدم به، والصلائق: الرقاق واحدتها صليقة، وقيل: هي الحملان المشوية من صلقت الشاة: إذا شويتها، ويروى بالسين المهملة وهو كل ما سلق من البقول وغيرها، والكراكر: جمع كركرة وهي الثفنة التي في زور البعير، وهي إحدى الثفنات الخمس، والأفلاذ: جمع فلذة وهي القطعة, وكأنه أراد قطعًا من أنواع شتى". (الرياض النظرة2/366).
ـ قال المقدسي عن الجزيرة العربية" اعلم انها بادية واسعة كثيرة العرب فيها نبت يقال له الفثّ على عمل الخردل ينبت من نفسه فيجمعونه الى الغدران ثم يبلّونه بالماء فيتفتّح عن ذلك الحبّ ثم يطحنونه ويخبزونه ويتقوّتون به". (هامش أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/252). وقال ابن المجاور عن اليمن" طبيخهم الملوخية ومأكلهم الدخن والذرة ويعمل منه الخفوش والكبان واللحوح والفطير، يأكلوه باللبن والسمك ويسمونه الملتح". (تأريخ المستبصر/33). ويضيف" يأكلون بطيخ الدباء مشوي في التنور. وينادى عليه: دباء حب حب، كثير الماء قليل الحب". (تأريخ المستبصر/34). قال بعض أهل الكوفة: دخل عليّ جعيفران، فقال له: هل من طعام؟ فقلت: سلق بخردل، فقال: فاشتر بطيخا، فقلت للجارية: قدّمي الطعام واذهبي فاشتري بطيخا، فقدمت الطعام وذهبت وتباطأت، فقال جعيفران:
سلقتنا وخردلت ... ثمّ ولّت وهرولت
وأراها بواحد ... وافر المتاع قد خلت
فخرجت في طلبها، فإذا بالسائس قد خلا بها في الدهليز كما وصف". (محاضرات الأدباء1/735).
قال أبو سعد الآبي من القاب الْأَطْعِمَة وَغَيرهَا على مَذْهَب الطفيليين " الْخَرْدَل: أَبُو كُلْثُوم". (نثر الدر في المحاضرات2/187). واضاف" قال أحد الشطارين: أصدقائي أَكثر من خوص الْبَصْرَة، وخردل مصر، وعدس الشَّام، وحصى الجزيرة، وَشَوْك القاطول، وحنطة الْموصل وقصب البطائح، ونبق الأهواز، وزيتون فلسطين". (نثر الدر في المحاضرات2/202). وقال أيضا" َاشْترى جحا يَوْمًا نفانق فانقض عَلَيْهِ عقابٌ، وانتسفَ بعض النفانِق فَطَار بِهِ فنظَر إِلَيْهِ، وَقَالَ: يَا شقيُّ. وَمن أَيْن لَك خَردَلٌ تأكلُه بِهِ؟ ". (نثر الدر في المحاضرات5/211).
قال الجاحظ " قال لي أبو الفتح، مؤدّب منصور بن زياد، انّ أناسا من الناس يغمسون اللقمة الى أصبارها في المري، فأقول هؤلاء قوم يحبّون الملوحة، ولا يعجبون بالحامض. فما ألبث أن أرى أحدهم يأخذ حرف الجردقة، فيغمسها في الخل الحاذق، ويغرقها فيه وربما رأيت أحدهم يمسكها في الخل، بعد التغريق، ساعة، فأقول: هؤلاء قوم يجمعون حبّ الحموضة الى حب الملوحة. ثم لا ألبث أن أراهم يصنعون مثل ذلك بالخردل. والخردل لا يرام؟". (البخلاء/83). وقيل" سمعت مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ نَوْفَلٍ المروزي يقول سمعت مُحَمَّد بْن صالح الوركاني يقول قِيلَ للنضر بْن أي بيت قالته العرب أبخل فقال:
لو جعل الخردل في كفه ... مَا سقطت من كفه خردله (روضة العقلاء/241)
ذكر ابن منظور" قَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَغَدَّى أَعرابي مَعَ قَوْمٍ فَاعْتَمَدَ عَلَى الخَرْدَل فَقَالُوا: مَا يُعْجِبُكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: حَمْزُهُ وحَرَافته". (لسان العرب5/339)
طرفة عن الطبيخ
قال الثعالبي" قعد ابن أبي عتيق يوماً وقال: ليت لنا لحماً فنطبخ (سكباجاً) فما لبث أن جاءهُ جارٌ بصحفة فقال: أًعْطُونا قليل مرق، فقال: جيراننا يشمون رائحة الأمانى". (درر الحكم /33).
كانون الثاني 2024

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

939 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع