سمير عبد الحميد
مواقع دور الخلافة العباسية في بغداد
الموقع الاول: قال ابن الجوزي في المنتظم:((وفي يوم الاربعاء لاربع بقين من جمادى الاخرة سنة ثلاث وثمانون وثلاثمائة، وقع الفراغ من الجسر الذي عمله بهاء الدولة في مشرعة القطانين بحضرة دار مؤنس ، واجتاز عليه من الغد ماشيا وقد زين بالمطارد)) .
يقول الدكتور مصطفى جواد رحمه الله في كتاب دليل خارطة بغداد :((مشرعة القطانين تقابل اليوم شريعة بيت الايلجي قرب دار النواب على شاطئء دجلة الغربي وعلى هذا يكون الطرف الشرقي للجسروالذي يقع فيه دار مؤنس المظفر في شارع المحاكم المدنية المعروف (بشارع المتنبي))و يقول في نفس الكتاب ص 128 :وفي اوائل القرن الرابع الهجري اقام الامير مؤنس المظفر دار فخمة عظيمة على دجلة في شمال قصور الخلفاء وفي قسم من هذه الدار انشئت فيما بعد المدرسة النظامية)). يستشف من هذا :ان دار مؤنس تقع في شارع المتنبي وان المدرسة النظاميةالتي تقع في دار مؤنس المظفرتقع في شارع المتنبي ايضا . اما الدكتورقاسم حسن السامرائي في بحثه عن نشاة وتطور محلة باب المراتب في بغداد صفحة 20 فيقول(كما كان يقع الى جانب محلة باب المراتب درب السلسلة والذي كان موضعه جنوب دار الخلافة مباشرة....وانشات بالقرب من درب السلسلة المدرسة النظامية مما يعني ان المناطق الثلاث محلة باب المراتب ودرب السلسلة والمدرسة النظامية كانت متقاربة ويؤيد ذلك ما ذكره السبكي نقلا عن ابن الصباغ قوله :(اعتبرت نفسي في مجيئها من باب المراتب الى النظامية من غير كلفة ومشقة))وذلك يعني ان المسافة بين المحلة والمدرسة النظامية كانت قريبة بحيث لاتستوجب الركوب لانتقال من المحلة الى المدرسة النظامية ...انتهى كلام الدكتور قاسم وللتعضيد كون الاماكن الثلاثة متقاربة فقد اورد ابن الجوزي في المنتظم خبرا في حوادث 510هـ((فمن الحوادث فيها:انه وقعت النار في حضائر الحطب ودكاكين الحطب التي على دجلة واكلت النار الاعواد الكبار وجذوع النخل وتطاير النار الى دروب باب المراتب فاحرق كناسها واحترقت الدور التي بدرب السلسلة والدور الشارعة على دجلة من جملتها دار نور الهدى ابي طالب الحسين بن محمد الزينبي ورباط بهروز الذي بناه للصوفية ودار الكتب التي بالنظامية الا ان الكتب سلمت وحملها الفقهاء الى مكان يؤمن فيه من الناروهذا الحريق كان بين العشائين))وحيث ان باب المراتب هو الباب الجنوبي لدار الخلافة بالاتفاق وجب ان تكون دار الخلافة شمال شارع المتنبي الحالي اي في مباني وزارة الدفاع القديمة في الباب المعظم.
الموقع الثاني: في منطقة الزندورد في باب الازج قال الدكتور مصطفى جواد في كتاب شرح خارطة بغداد ص 32 :((وقد اشتهرت منطقة الزندورد بأديرتها النظرة العامرة وببساتينها وحقولها وكرومها، منها الدير الذي كان يعرف باسم (دير الزندورد) وكان يروي هذه المنطقة نهر يسمى باسمها اي نهر الزندورد ومعناه (النهر الحي )بالفارسية يتفرع من الضفة اليمنى لنهر بين وكانت بساتين هذا الدير مشهورة في العهد العباسي بأترجها واعنابها)).
ويقول كذلك في ص 33 ((وقد شيد الخليفة الامين قصرا قرب موضع هذا الدير ولعله الحق قسما من بساتين الدير بالقصركما انشأ جسرين على نهر دجلة في جوارقصره للتنقل بين قصره في الجانب الغربي وقصر الزندورد. يقول الخطيب البغدادي في تاريخ بغدادص69 ((الا المعتمد والمعتضد والمكتفي فانهم ماتوا بالقصور من الزندورد فحمل المعتمد ميتا الى سر من راى ودفن المعتضد في موضع من دار محمد بن عبدالله بن طاهر ودفن المكتفي في موضع من دار ابن طاهر.قال ياقوت الحموي في باب الخاصة من معجم البلدان ما نصه باب الخاصة كان احد ابواب دار الخلافة المعظمة ببغداد احدثه الطائع لله -الصحيح المطيع- تجاه دار الفيل وباب كلواذا واتخذ عليه منظرة تشرف على دار الفيل وبراح واسع واتفق ان كان الطائع يوما في هذه المنظرة فجوزت عليه جنازة ابي بكر عبد العزيز بن جعفر الزاهد المعروف بغلام الخلال فرأى الطائع منها ما اعجبه فامر بدفنه في ذلك البراح الذي تجاه المنظرة وجعل دار الفيل وقفا عليه. اما ابن الساعي في كتابه المقابر والمشاهد بجانب مدينة السلام ص46 فيورد القصة هكذا:(يحكى انه لما مات عبد العزيز غلام الخلال وكان من اعيان الحنابلة وزهادهم اختلف اهل باب الازج في موضع دفنه فقال بعضهم في مقابر الامام احمد وقال الباقون بل يدفن عندنا هنا وجردوا السيوف فثارت الفتنة فامر الامام المطيع لله ان يدفن بدار الفيل وهو موضع مقابل دار الخلافة في اول شارع البصلية ولم يكن دفن هناك احد فهو اول من دفن فيه وذلك في سنة ثلاث وستون وثلاثمائة وصار الموضع مقبرة سابلة يقصدها الناس بموتاهم طلبا لمجاورة غلام الخلال.
وقال ابن جبير في رحلته الى بغداد سنة 570 هجرية:(ثم شاهدنا صبيحة يوم السبت بعده مجلس الشيخ الفقيه الامام الاوحد جمال الدين ابي الفضائل بن علي الجوزي بازاء داره على الشط بالجانب الشرقي وفي اخره على اتصال من قصور الخليفة وبمقربة من باب البصلية اخر ابواب الجانب الشرقي وهو يجلس به كل يوم سبت). مما ورد في اعلاه يتضح ان محلة الزندورد قد سكنها الخلفاء: فقد سكنها الامين توفي سنة 198 هجرية ومات فيها ثلاثة من الخلفاء اخرهم المكتفي توفي سنة295 هجرية وان هناك سور فيه باب يسمى باب الخاصة عليه منظرة مقابل مقبرة غلام الخلال والتي تسمى الان بالخلاني وان ابن جبير قد حضراحد مجالس ابن الجوزي بازاء داره على الشط بالجانب الشرقي وفي اخره على اتصال من قصور الخليفة وبمقربة من باب البصلية اخر ابواب الجانب الشرقي من بغداد. مما يعطي دليلا على ان هناك حريم للخلافة فيه القصور ومحاطة بالاسوار.
651 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع