أحمد العبداللّه
ما قلَّ ودلّ(١٠)
(1). شارع الرشيد؛أعرق وأشهر شوارع بغداد, كان فيما مضى مقصدًا للزائرين؛ بمعالمه التاريخية, ومكتباته الثقافية, ومحلاته التجارية, ومقاهيه التراثية. لكنه تحوّل خلال فترة حكم حثالات إيران إلى أوسخ شوارع العاصمة, وانتشر فيه أهل البسطيات و(الجنابر)والمتسوّلون و(البنجرجية)!!.
فهل ذلك(صدفة)؟!.. أبدًا ليس الأمر كذلك, فإهماله هو جزء من مخطط فارسي مجوسي خبيث للانتقام من الحواضر والرموز العربية والإسلامية. إذ كانت بغداد مركز اشعاع حضاري عالمي, عندما كان يحكمها أهلها المخلصون. فلما وُسّد الأمر لغير أهله, حصل الذي حصل!!.
(2). في يوم الردّ العراقي على العدوان الإيراني في 22-9-1980, تناقلت وكالات الأنباء خبرًا عن إرسال رضا بهلوي ابن شاه إيران المطرود وولي عهده رسالة لرئيس الجمهورية؛أبو الحسن بني صدر, يعلن فيه تطوّعه للقتال كطيار عسكري إلى جانب جيش بلاده ضد(العدوان العراقي)!!. وطيّارون من(فلول الشاه)يتم إخراجهم من السجون ليمتطوا طائراتهم ويشاركوا في القتال, دون أن ينشقَّ أحد منهم, ويفرُّ بطائرته!!.
أقول؛ أما في العراق(العظيم)!!فكان الحال مختلفًا تماما, أحزاب وحركات شيعية وكردية تصطف إلى جانب إيران وتقاتل معها ضد بلدها وشعبها, وتنفّذ تفجيرات واغتيالات داخل العراق. أما أياد سعيد ثابت؛البعثي(العتيق)سابقًا والقومي الناصري لاحقا ثم الإسلامي الولهان بـ(خمينو)آخِرًا, فقد أخذ معه عشرات المرتزقة من تنظيمه الكارتوني, جمعهم من سوريا وليبيا, وبتمويل من القذافي, وشارك في تنفيذ فعاليات قتالية في القاطع الأوسط وقتل جنودًا عراقيين, وعمِل تحت أمرة حرس خميني, ولكن الإيرانيين طردوهم بعد الفراغ منهم, وصادروا أسلحتهم ومعداتهم وسلّموها لشراذم باقر الحكيم. وقد سجّل إياد سعيد ثابت تفاصيل تلك المغامرة في كتابه(قصتنا مع إيران)!!
(3). إيران أمام خيارين أحلاهما مُرّ؛ إمّا صفقة مذلّة مع(الشيطان الأكبر), تلعق بها كل شعاراتها(الثورجية)الخاوية, وتتقوقع على نفسها, وتتبرّأ من حثالاتها وميليشياتها, وتنزع سلاحها. أو إبقاء الخنق الاقتصادي عليها. لينتهي أمرها في الحالتين, بتفتّت داخلي وانهيار على طريقة الاتحاد السوفيتي المتحلّل.
2140 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع