كركوك الكوردية جغرافياً وتاريخياً في الماضي والحاضر وهوية كركوك الكوردية والأدلة التأريخية والجغرافية

 الدكتور عبدالعزيز المفتي

كركوك الكوردية جغرافياً وتاريخياً في الماضي والحاضر وهوية كركوك الكوردية والأدلة التأريخية والجغرافية

في ضوء التنقيبات الأثارية، أكدت الدراسات الأركولوجية في أن كوردستان العراق كانت موطناً لأقدم قرية في العالم كوردية زراعية، وذلك منذ أكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد ... ومع اتساع اليابسة في جنوب العراق (السهل الرسوبي). أقام السكان الكورد القادمون من الشمال (كوردستان العراق)، مستوطناتهم الاصلية الى (جنوب العراق) وفي ذلك يشير المؤرخ (طه باقر) إلى (أن الحضارة السومرية في جنوب العراق، ما هي إلا امتداد للحضارة الزراعية الأولى في كوردستان العراق)( ).
وشهدت المنطقة (السهل الرسوبي) خلال الفترة بين الألفين الرابعة والثانية قبل الميلاد، موجات بشرية متتالية، قادمة بعضها من جزيرة العرب وبعضها من المناطق الجبيلة (كوردستان) من بينها: الأكديون، الأموريون، الأشوريون، الآرميون .. ويظهر أن العراق الحالي، كان وحتى الألف الأولى قبل الميلاد. مقسماً بين الميديين (الكورد) الذين حكموا الأقسام الشمالية منه (منطقة كوردستان العراق الحالي) ، والكلدان الذين سيطروا على الجنوب السهل الرسوبي (العراق الحالي)( ).
أما (العرب)، فقد ظهرت لهم مستوطنات شبه مستقرة جنوب نهر الفرات منذ القرن الأول الميلادي، فيما كانوا قبل ذلك يغيرون من جزيرة العرب باتجاه الأطراف الجنوبية من العراق. ويرى المؤرخ (جرجي زيدان) أن (مصطلح العرب، كان يطلق قبل الإسلام على سكان جزيرة العرب فقط) ( ).
ويعد الزحف العربي، في ظل الفتوحات العربية الإسلامية في القرن السابع الميلادي للعراق أعظم حدث كان له تأثيره في التكوين القومي العربي لسكانه (العراق)( ). وقد استمرت هذه الظاهرة خلال العهود التالية( ). وما أن حل مطلع العصر الحديث حتى ظهرت عشائر وقبائل بدوية (العربية) تجوب بادية الجزيرة الكوردية غرب دجلة، متجهة نحو المنطقة الجغرافية لكوردستان العراق منها: الجبور، الدليم العبيد، الحديدين، عنزه، وقبائل شمر( ). واستمرت مثل هذه الهجرة العربية، بعد الحرب العالمية الأولى( ).
وفي ظل قيام الدولة العراقية العربية الجديدة 23 اب1921م، وبعد أن وضعت الحرب العالمية الاولى أوزارها، وإلحاق ولاية الموصل (كوردستان العراق) ذات الاغلبية الكوردية بها (دولة العراق العربي الجديد)، وضعت السلطات الحكومة العراقية العربية برنامجاً لإعادة التكوين القومي للسكان، ولاسيما في المحافظات ذات التنوع الأثنوغرافي مثل: كركوك، الموصل، وديالى .. بهدف إحكام سيطرتها عليها، وبسط نفوذها .. وهي البرامج التي عرفت بـ (سياسة التعريب).
ولعل أكثر تلك المحافظات التي ابتليت بسياسة التعريب، هي محافظة كركوك الكوردية، التي تمثل بوابة إقليم كوردستان العراق. إلى السهل الرسوبي ومنطقة البادية (العراق). وقد كانت، إلى عهد قريب كانت كركوك/اربخا جزء من ولاية شهرزور الكوردية وعاصمتها، مثلما كانت مدينة كركوك الكوردية مركزاً (عاصمة) لها (ولاية شهرزور) الكوردية. وذلك قبل أن تشكل و(تصبح) كركوك سنجقاً مهماً ضمن ولاية الموصل (كوردستان العراق) ذات الاغلبية الكوردية، ثم لواءاً في التشكيلات الإدارية الأولى للدولة العراقية العربية الجديدة.
تشغل محافظة (لواء) كركوك الكوردية المنطقة الكوردية الممتدة بين نهري الزاب الأسفل وسيروان من جهة والجبال العالية ومرتفعات حمرين من جهة أخرى. وتضم أقضية: جم جمال، كفري، كلار، وقضاء المركز ثم استحدثت فيما بعد أقضية: دوزخورماتو، الحويجة، داقوق، وقضاء كلار، بحيث بلغت مساحته (5/4)% من مجموع مساحة العراق، (7/5)% من مجموع سكانه(العراق) سنة 1970( ).
وفي عقد الستينات من القرن الماضي، وما بعده، شهدت المحافظة (كركوك) تغيرات واسعة ليس فقط في مساحتها وتشكيلاتها الإدارية حسب، بل وفي حجم سكانها وتوزيعهم الجغرافي والاثنوغرافي. وفي منتصف العقد السابع (السبعينات). عمدت السلطات العراقية ونظام حزب البعث السابق تمزيق وحدة المحافظة (كركوك الكوردية) فألحقت أقضية: كلار وجم جمال الكوردية بمحافظة السليمانية وقضاء دوزخورماتو الكوردية بمحافظة صلاح الدين فيما ألحق قضاء كفرى الكوردية بمحافظة ديالى. وتقلصت بالتالي (كركوك) مساحتها إلى (2/2%) من مساحة العراق. ولم يتجاوز عدد سكانها نسبة (4%) من مجموع سكانه (العراق)، كما تم استبدال اسمها من كركوك بـ (محافظة التأميم) (انظر خارطة رقم 1).

من جانب آخر شهدت محافظة كركوك الكوردية توطين الآلاف من أبناء العشائر العربية من وسط وجنوب العراق، لغرض تعريب مدينة كركوك وحلالهم العرب محل سكانها الكورد والتركمان (السكان الاصليين للمنطقة الكوردية في كركوك) والذين تم ترحيلهم قسرا إلى خارج المحافظة (كركوك) الكوردية، فيما تعرض الالاف من السكان الكورد إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، لاسيما خلال فترة الحرب العراقية – الإيرانية بين عام 1980-1988.

ومن خلال المشاريع الاستيطانية للعرب القادمون او مايسمون بجماعة العشرة الاف من وسط وجنوب العراق في كركوك الكوردية التي أقامتها الحكومات العراقية العربية المتعاقبة، لاسيما بعد تنفيذ مشروع ري الحويجة، ومشروع ري كركوك (مشروع صدام)، وتوزيع الأراضي الكوردية في كركوك على العشائر العربية القادمة اليها من وسط وجنوب العراق لتطويقهم وتعريبها للاكراد في كركوك ومنحهم المكافآت والامتيازات المغرية، تم استقرار الكثير من أبناء تلك العشائر العربية في المناطق الغربية والشمال الغربية من المحافظة (كركوك) الكوردية، كإجراء أولي للتوغل العربي نحو مدينة كركوك الكوردية. ومن هنا أشارت نتائج إحصاءات سكان العراق، إلى ارتفاع في عدد سكان الأرياف في قضاء الحويجة بنسبة تزيد على (4/9%) للسنوات (1977-1987) وأكثر من (5%) سنوياً بين (1970-1977)، فيما عانت الأرياف الأخرى في المحافظة (كركوك) هبوطاً في حجم سكانها. انظر الجدول التالي:

جدول رقم (1)

نسب سكان الأرياف في محافظة كركوك وقضاء الحويجة (%) سنوياً بعد توطين العرب في اماكن واراضي الكورد( )

وشهدت الفترة بين عامي (1963-1989) سياسة تدمير وحرق القرى الكوردية في محافظة كركوك، وترحيل سكانها الاصليين من الكورد وتهجيرهم قسرا بعيداً عن الأهل والموطن ... وبلغت أعداد مثل تلك القرى (779) قرية وتجمع سكني، وأكثر من (198) ألف أسرة وعائلة كوردية تم تهجيرهم قسرا من مناطقهم الجغرافية الكوردية والمتواجدين فيها منذ الاف السنين مدينتهم كركوك الكوردية قسرا، لاحظ الجدول رقم (2).

جدول رقم (2)

القرى الكوردية المرحلة في محافظة كركوك ومجموع الأسر الكوردية المهجرة منها قسرا( )

لقد كان من شأن سياسة التعريب في (كركوك) الكوردية هذه، تغيراً كبيراً في التكوين القومي لسكان الكورد في المحافظة (كركوك) الكوردية، حيث ارتفعت نسبة السكان العرب من (28%) إلى أكثر من (44%) من مجموع سكانها فيما انخفضت نسبة السكان الكورد من (58%) إلى أقل من (38%) بين سنتي 1957 و 1977)( ).
تلك هي الصور المأساوية التي شهدها سكان الكورد في محافظة كركوك، مثلما شهدها الكثير من سكان إقليم كوردستان ايظا، حتى تحرير العراق في 9 نيسان سنة 2003، حيث عاد الأمل إلى النفوس الكوردية المتطلعة إلى الحرية والعدالة في العراق الجديد، وإلى يوم العودة للاكراد المهجرين قسرا من كركوك إلى الأهل والديار(مناطق سكناهم الاصلية)، وتعويض ما عانوه الكورد من تشرد وحرمان وظلم وقتل جماعي.. فكانت المادة (140) من دستور العراق البلسم الذي يداوي تلك الجروح .. والأمل الذي يعيدهم (الاكراد) إلى الوطن وقراهم .. إنها دعوة إلى أخوتنا المسؤولين العرب والحكومة في العراق ومن غيرهم من المواطنيين والمسؤلين .. لإنهاء هواجس الشعب الكوردي عبر التاريخ الأسود من الممارسات الحكومات العراقية السابقة والاستفادة من تجارب الماضي ... ولنا امل في اجتماع البرلمان العربي في أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق، ما يبرر هذا الأمل .. ويعزز وشائج الصلة بين الشعبين العربي والكوردي .. بما يصب في بناء الوطن ويعيد الأمن والاستقرار إلى النفوس الكوردية والاستقرار إلى البلاد (الوطن-العراق) ... ليعود العراق الى الأرض الخصبة والعطاء الدائم للجميع.

هوية كركوك الكوردية والأدلة التاريخية والجغرافية
كان سكان كركوك الأوائل من السوباريين (سوبير- سابار) على ما جاء في دائرة المعارف البريطانية أي أن كركوك كانت جزءً من بلاد سوبارتو قبل أن يستولي الكَوتيون الكورد على العراق التي حددها مؤسس الدولة الأكدية (سرجون الاكدي 2340- 2284 ق.م) بأنها "ماتام عالليتام ما- رى- أم لارموتييام كى اييلاكى ايما كَيش، تيركَيش ابرين او كوركوركو) أي أنها تشمل البلاد العليا لحد ابيلا (تل عطشانة شمال غرب حلب) وكل بلاد كوركور (الجبال).
وشملت برأي العالم (هرتسفيلد) مناطق الفرات العليا ووديان نهر مرادصو (أي القسم الشرقي من نهر الفرات الذي ينبع بالقرب من جبال آرارات) وديار بكر ومناطق ثالا وتومانا بوسط كوردستان تركيا( ).
لم تكن كركوك الكوردية ومنطقتها جزءاً من العراق في العهد السومري والأكدي وعهد الدولة البابلية الأولى والعهد الكشي والأشوري وعهد الدولة البابلية الحديثة على ما ذكرت ذلك مفصلاً في المواضيع الخاصة بهذه الدول.

لقد أكد العديد من علماء الآثار والباحثين في التاريخ القديم أن كركوك (ارابخا) كانت عاصمة الدولة الكَوتية الكوردية التي سيطرت على العراق وقضت على الدولة الأكدية حوالي سنة (2210 ق.م) وكانت أيضاً (كركوك) عاصمة الحوريين الكورد في القرن الثامن عشر والسابع عشر قبل الميلاد لملوك حوريين الكورد وهم آموريا ابن أوتا ومانسى وآرن- أورخى وآر- تيشوب وإلهيب تيلا ابن وورو- كونى وغيرهم( ).

أما في عهد (دولة أديابين) الكوردية في العهد الفرثي فكانت كركوك أيضاً عاصمتها قبل أن تتحول العاصمة إلى (أربيل) وقد امتدت هذه الدولة اديابين الكوردية إلى نهر الفرات كما مرّ التفصيل في موضوع حكومة أديابين الكوردية (راجع الموسوعة الاكراد حقائق ووقائع عبر التأريخ-الجزء العاشر) للدكتور عبدالعزيز المفتي.
وفي العهد العثماني كانت (كركوك/اربخا عاصمة) أي مركز أيالت شهرزور الكوردية التي شملت معظم مناطق كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق الحالي) وامتدت في الفترة الأولى بالقرب من بشتكوه وكرمانشاه إلى ما وراء منطقة بارزان أي إلى جزء من هكاري وإلى منطقة (شنة- أشنه) وسردشت وحتى منطقة مريوان وهورامان وباوه كما مرت التفاصيل في الموضوع الخاص بولاية شهرزور( راجع الموسوعة اعلاه-ج10).
هكذا نرى أن مدينة كركوك/اربخا كانت تحتل المقام الأول من بين مدن كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق) حيث أصبحت عاصمتها (كركوك) مراراً منذ أواخر القرن الثالث من الألف الثالث قبل الميلاد إلى النصف الأخير من القرن التاسع عشر.
إن الجغرافيين العرب والمسلمين في العهد العباسي أي في أوج قوة العرب في العراق أي في عهد الخلافة العباسية لم يعتبروا كركوك ضمن العراق ولم يذكر أحد منهم أنها مدينة عربية أو تركمانية مع أن التركمان الذين لم يثبت التاريخ أنه أسكن واحداً منهم في كركوك. من أولئك الجغرافيين ابن خرداذبه والبلخي والاصطخري وابن حوقل والمقدسي والهمداني والجيهاني والشريف الإدريسي كما ذكرنا سابقاً (راجع الموسوعة اعلاه-ج10) و(موسوعة كوردستانج6-7-9) تحديدهم مع صور خرائطهم لحدود العراق وحدود إقليم الجزيرة الكوردية وحدود العرب في العراق.
اعتبر شمس الدين سامي المؤرخ التركي في كتابه قاموس الأعلام المطبوع سنة (1315هـ/ 1896م) وهو من المؤرخين الترك المعتمدين المنصفين ان مدينة كركوك إحدى مدن كوردستان وقال أن ثلاثة أرباع سكانها من الأكراد وقد قال ما يلي:
"كركوك مدينة في ولاية الموصل بكوردستان العراق وتقع على بعد 160 كيلو متراً جنوب شرق مدينة الموصل ووسط تلول صفراء وعلى واد أدهم وتشكل مركز سنجاق/ سنجق شهرزور الكوردية عدد سكانها 30000 وفيها قلعة و 36 جامعاً ومسجداً و 7 مدارس و15 تكية وزاوية و12 خاناً و 1282 مخزناً ودكاناً ودبستان واحد (مدرسة ابتدائية) و8 حمامات وجسر واحد على النهر ورشدية واحدة (مدرسة متوسطة) و18 مدرسة للصبيان و3 كنائس وحارة واحدة وفي القلعة المقامة على التل وكذلك في المحلات (الأزقات) الواقعة تحتها وعلى الجهة اليمنى من النهر التي تتركب منها المدينة نجد أن ثلاثة أرباع السكان كركوك هم من الكورد والبقية هم الترك والعرب وغيرهم وهناك تعيش 760 أسرة يهودية و460 أسرة مسيحية كلدانية الخ".( )
لقد اعتبرت دائرة المعارف الإسلامية: مادة (باجرما بيت كرماى- باكرما) اي كركوك وهي من مدن كوردستان ومركز إقليم يمتد من نهر دجلة إلى جبل لارب وجبل شنعار شرقاً ومن نهر ديالى إلى الزاب الصغير. علماً أن جبل لارب هو سلسلة جبل بازيان (التي تقع بين كركوك والسليمانية) التي تمتد من الضفة الشرقية للزاب الصغير بالقرب من مدينة طق طق إلى نهر باسرا وأن جبل شنعار هو سلسلة جبل (سكَرمه) أي سلسلة قره داغ الجنوبية التي تمتد من نهر باسرا وإلى نهر سيروان أسفل مدينة (دربنديخان) فيبدأ إقليم بيت كرماى (كركوك/اربخا) من قرية (باني خيلان) بالقرب من دربنديخان جنوباً إلى جبل حمرين وطوله من الزاب إلى نهر سيروان حوالي (150 كم) وكانت السلسلتان (بازيان وسكرمة) تشملان الخط الفاصل بين هذا الإقليم كركوك وإقليم شهرزور (منطقة السليمانية) وفي منطقــــة كركوك حالياً مدينة كركوك وحويجة وآلتون كوبرى وجمجمــال وكه لار الحديثة و كفري وقره تبة وطوز وداقوق. وعند البحث عن نفوس الأكراد ورد في دائرة المعارف الإسلامية النص الآتي:
"وهم (الاكراد) يشغلون (يسكنون) لواء السليمانية (189000) وهم (الاكراد) أغلبية في أربيل (170650) ولهم (الاكراد) الأغلبية كذلك في كركوك".
وصل الرحالة (بارون ادوارد نولد) إلى كركوك في أواخر القرن التاسع عشر وقال إنها (كركوك) منطقة كوردية لذلك ألحقت بها منطقة السليمانية. راجع رحلته (كَه شتيك به عه ره بستان وكوردستان وئه رمه نستان ص28) ترجمة الدكتور حميد عزيز.
وقال المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني في ص220 من (العراق قديماً وحديثاً):
"وينقسم سكان كركوك إلى ثلاثة عناصر الكورد والعرب والتركمان
ولكن الأغلبية الساحقة للأكراد لأن معظم قبائل اللواء (كركوك) هم من الأكراد كما
قدمنا".
أما يحيى الخشاب فكتب في مقدمة شرفنامه ص20 بخصوص الأكراد
قائلاً:
"وهم يسكنون مدينة السليمانية كلها كما يكونون غالبية السكان في أربيل وكركوك".
وقد اعتبر الدكتور شاكر خصباك لواء كركوك ضمن ألوية كوردستان وكذلك لواء الموصل وذلك في كتابه (الكورد والمسألة الكوردية ص41 وقال الدكتور شاكر خصباك إن نسبة الأكراد في لواء كركوك هي (56.2%). لكن النسبة غير صحيحة واعتبر محمد هادي الدفتري أيضاً كركوك من مدن كوردستان في كتابه ( العراق الشمالي ص3، 4) وكذلك (ميجر ميلينغن) الذي جاب البلاد الكوردية (كوردستان) حيث نص على أن حدود كوردستان تمتد إلى جبل حمرين كما سبق كلامه وكذلك (أدموندز وجرجيس وجبرائيل وهومى) واعتبر (لونكَريك) نهر الروز أي أن بلدروز الواقعة جنوب جبل حمرين بمسافة كبيرة والواقعة بمسافة 45 كم إلى الشرق من بعقوبة الخط الفاصل بين العرب والأكراد وبهذا أدخل كركوك الكوردية ومنطقتها ضمن كوردستان وكذلك كابتن (هي) وتقدم ما كتبوه في موضوع (لكوردستان الجنوبية /كوردستان العراق/ ولاية الموصل حدود طبيعية) وكذلك لجنة عصبة الأمم (لجنة تقصي الحقائق) الاممية الموفدة سنة 1925 إلى ولاية الموصل (كوردستان العراق) للبت في تقرير مصيرها (لجنة تقصي الحقائق) وأكدت على كوردستانية الولاية (الموصل) بما فيها كركوك وغيرها ووصت لجنة تقصي الحقائق الاممية (عصبة الامم) بتشكيل دولة كوردية (كوردستان) فيها من ولاية الموصل كوردستان على ما سبق حتى اعتبر (مؤتمر القاهرة أذارسنة 1921) كركوك ضمن كوردستان الجنوبية كوردستان العراق وخارجة عن الأراضي العراق العربية ووصى مراراً رئيس وزراء بريطانيا ونستن جرجل عدم إدخال كركوك الكوردية في العراق العربي كما سيأتي في كتاب (مؤتمر القاهرة) راجع (كتاب مؤتمر القاهرة أذار 1921م للدكتور عبدالعزيز المفتي).
واعتبر أيضاً مؤلفو كتاب (كوردستان) كركوك ومنطقتها جزءً من كوردستان الجنوبية كوردستان العراق وقد ألفت هذا الكتاب بالإنجليزية في فلسطين سنة 1923 لجنة من الخبراء والضباط السياسيين البريطانيين فجاء فيه بعد ذكر موقع ووصف مدينة كركوك الكوردية: أن سكانها يتكونون من الكورد والعرب والترك وأن أكثريتهم تتكلم الكوردية
والعربية وبصورة عامة يفهمون التركية وأن لهجتهم الكوردية فرع من اللهجة الكوردية السورانية( ).
قال (لونكريك) المفتش الإداري البريطاني في العراق في كتابه أربعة قرون
من تاريخ العراق الحديث ص23، وقد أعجب الرحالون بكركوك الكوردية فوصفوها بأنها
"مدينة جميلة رائعة كان لغة النطق السائد في كركوك اللغة الكوردية الشهرزورية والتركية المفككة"
علماً أن (لونكَريك) كان في سنة 1921 معاون الضابط السياسي البريطاني للواء كركوك.

الدكتور
عبد العزيز المفتي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع