مريم الشكيلية / سلطنة عُمان
خريف في منتصف صيف...
أحس أن الأشياء تتحول بشكل غريب من القوة إلى الضعف من الرقة إلى الحنين كأنها تخبر الغائبين عنا بلا كلمات....
أحس بأن تدفق الحبر بعد الهطول الأخير في الليلة الماضية لايزال نشطاً وكأن الإنقطاع الأخير أحدث موجة جارفة للمخزون المتراكم للمشاعر المبهمة..
لا أعرف حقاً ما هذا الذي أكتبه وإلى أين أسير وأنا أجر قلمي خلفي حتى أصبح تداخل صوت خطواتي مع صوت صرير القلم على طرقات الورق...
لست متعبة من الوقوف هنا طويلاً تحت ظل الوقت المنصهر بحرارة شمس حزيران وإنما تعبي من الفراغ الذي أصبح يتسع في داخلي بعد كل الصدمات التي صادفتها....
نادراً وأنا أكتب أبحث عن المعنى الحقيقي لما هو متأصل في النفس لما هو واضح دون الحاجة إلى التأويلات ولا التفسيرات المشتتة للمعنى...
قال لي: ذات يوم عندما تكتبين حاولي أن تصوبي كتاباتك للشمس للضوء.. وقلت في نفسي كيف لي بأن أحول غزارة كلماتي إلى ركود في بركة أو أعرضها إلى ضربة ظل وأجعل منها سراب بلا أثر؟..
الخريف الذي لا يشبه ملامحي في الحقيقة هو نصفه يستوطن نبضي ويعبث بحواسيب ذاكرتي ويرتشف البقية المتبقية من حلمي...
906 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع