علي المسعود
من الذاكرة قبل زحف الزهايمر عليها ؟ رحلتي الى باريس
باريس تلك المدينة الرائعة ذات العمارة والأصالة والتاريخ؛ إذ تُشكل منارةً للجمال والروعة وفيها تتجلى فنون العمارة بأبهى صورها ، نظرًا للطراز المعماري الرفيع في أغلب مبانيها، وتُعد من المدن المُلهمة للفنانين والشعراء والفلاسفة، وقد شعرتُ بإلهامٍ كبير مجرّد أنْ قرأت تاريخها الرائع وتمعّنت فيه، وفيها الكثير من الآثار الفنية والتاريخية ، إذ تضم مدينة باريس مجموعة كبيرة من المسارح التاريخية والمتاحف والمعالم الأثرية الرائعة التي تم بناؤها عبر التاريخ الطويل. من أهم معالم باريس التاريخية التي شكلت إلهامًا كبيرًا للشعراء والفلاسفة برج إيفل . زرت مدينة باريس أكثر من مرات مرات ، ولكن زيارتي الاولى لها في منتصف الثمانينيات لها طعم خاص ، في أول ركوبي للطائرة في حياتي ، كانت رحلتي ألاولى صوب عاصمة النور (باريس) ، أبهرتني تلك المدينة الساحرة بنشاطها الثقافي والفني ورحت أتنقل من مركز بومبيدو ، الذي افتتح أبوابه في قلب باريس عام 1977 بعد رحيل بومبيدو، واعتبر بفرادته المعمارية ومبناه الثوري ومفهومه جيلا جديدا من المتاحف والمراكز الثقافية، وأثار الفضول والجدال بتصميمه المعماري الجريء ورؤيته الأخرى للفن وتشجيعه لأعمال الفيديو آرت والصور. واعتبر مكانا لتجديد الفن ومركزا للتلاقي والنقاش بين مختلف الافكار والرؤى الفنية. وتعتبر مجموعاته من الفن المعاصر والحديث الأغنى في العالم وهو معروف عالميا بفضل معارضه القيمة وفرادته . ويضم المركزأهم مجموعة للفن الحديث والمعاصر في أوروبا، حيث يتماشى الفن التشكيلي والتصميم والهندسة المعمارية والتصوير الفوتوغرافي مع الحداثة ويحوي أكثر من 000 70 عمل فني . يقيم المركز زهاء عشرين معرضا سنويا ، كما يقدّم المركز برنامجا حافلا بالعروض والحفلات الموسيقية والرقص والمسرح وفنون الأداء والعروض السينمائية، التي تستكشف التفاعل بين هذه الفنون المختلفة والفنون البصرية ، في مركز بومبيدو أيضا مكتبة عامة، مجانية ومفتوحة أمام الجميع . وهو من تصميم المهندسين المعماريين ريندزو بيانو وريتشارد رودجرز . ويُعتبر هذا المبنى، الذي أحدث ثورة ببنيته البارزة للعيان وألوانه الحاضرة بقوة، منذ بنائه أيقونة لهندسة القرن العشرين المعمارية، وما زال مصدر إلهام لجيل كامل من المهندسين المعماريين . كل من يصل باريس يعرف طريقه ، أو يجد من يدله الطريق الى ما يناسب ذوقه وثقافته وأفكاره في تلك المدينة المثيرة التي تحوي التناقضات ، وأنا عرفت طريقي في أكتشاف الجمال والبهجة والثقافة في هذه المدينة الساحرة ، كنت محظوظاً بحضورمهرجان الافلام العربية الذي افتتح بفيلم دريد لحام ( الحدود) وشاركته البطولة الفنانة رغدة،، ومن اللوفر الى مهرجان كان ومشاهدة فيلم وداعا بونابرت واللقاء بالمخرج الراحل يوسف شاهين ، وكذالك الانبهار بمشاهدة الفيلم العظيم ( أماديوس) ، ومن خلال اقامتي في فندق في منطقة بورتي دي فرساي قادتني الصدفة الى التعرف على فرقة أمريكية تقدم استعراضات فنية ورقصات على الجليد ترافقها مقطوعات من الموسيقى العالمية ، التي عودنا الراحل مؤيد البدري وفي أخر فقرة من برنامجه الخالد ( الرياضة في أسبوع) في منحنا فسحة من النوع من الجمال ، وعندما جائتني الدعوة لحضور العرض الذي دام ساعتين، أستمتعت وقضيت اجمل ساعتين من عمري (لآن الاعمارتقاس بساعات الجمال والابداع اللتان تلامسان الروح) . في مدينة باريس يوجد امتزاج رائع ما بين الحضارة الممتدة لآلاف السنين، وما بين الحداثة الجميلة والتطور والازدهار؛ إذ إنّ الحضارة والحداثة متعانقتان فيها بشكلٍ رائع، فتحافظ المدينة على جمالها الرائع وتاريخها المذهل وأماكنها التاريخية، وهذا ما يجعلني أحبها أكثر فأكثر .المشى في شارع الشانزليزيه بحد ذاته متعة و لن تشعر بالتعب و انت تسير مع الاف البشر الذين يسيرون ويتجولون بين المقاهي و المحلات التجارية و اماكن الترفيه . عند السیر في شارع الشانزليزيه ستشاھد الكثیر من المباني القديمة و الجميلة , المبنية على الطراز الاوربي والمزينة بديكورات و زخارف جميلة جداً يصل عمر بعضها لحوالي 400 سنة . وتمر في الذاكرة أستراحة في مقهى الفوكيت في الشارع الباريسي الشهير الشانزليزية .
وكل عام والاصدقاء والأحبة في واحة مجلة الكاردينيا بخير وسلام وراحة البال ، وعيدكم سعيد
علي المسعود
الصورة – 1 - تحت برج إيفل الشهير
الصورة - 2 - أمام مسرح الليدو في باريس
الصورة - 3 – امام دار السينما في باريس لمشاهد فيلم ( جيمس بوند)
الصورة - 4 – من امام المتحف في منطقة تراكاديرو
3178 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع