أحمد العبدالله
المُغيّبون.. المأساة الكبرى
جريمة فظيعة وفي منتهى البشاعة, ولم يقترف عُشر معشارها؛ لا اليهود في فلسطين, ولا الأمريكان في العراق. وهي قطرة من بحر الإجرام الشيعي المستمر منذ 2003, ضد أهل السُنّة. إنها مأساة العصر بلا منازع؛ عشرات الآلاف من الأبرياء يُساقون إلى المجهول, ويختفي أثرهم ويُغيّبون من قِبل ميليشيات طائفية مجرمة وموتورة ومعبأة بكل عقد التاريخ. ولم يُعرف مصيرهم منذ سنين, ولحد يومنا هذا. أمّهات ثكالى وما هنَّ بثكالى, وزوجات أرامل وما هنَّ بأرامل, وأطفال أيتام وما هم بأيتام, يعيشون على لظى الترقّب والانتظار والقلق المُمِضّ. وساسة(سُنّة)إمّعات وفاسدون, يلهثون وراء الحثالات الإيرانية الحاكمة لترضى عنهم, وترمي لهم ببعض الفتات, وتُجلِسهم على كراسي خاوية ومتهالكة, وعلى تلول من جماجم أهلهم!!.
إنها مأساة عشرات الآلاف من المواطنين السُنّة الذين جرى اقتيادهم من قبل تلك الميليشيات الإيرانية المجرمة, بين سنتي 2014 و2016، إبان نزوحهم من مناطقهم التي سيطر عليها تنظيم(داعش)في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى وبابل وكركوك وبغداد. وفي كل مرة تتفق(القيادات السُنيّة)مع الحكومات الطائفية الشيعية على(كشف مصير المغيّبين), يتم التملّص والزوغان من الاتفاق, والمماطلة والتسويف في تنفيذه, وآخرها كانت مع شياع السوداني. بل وصل الحال إلى إن حيدر العبادي في لقاء على قناة دجلة الفضائية بتاريخ 3-4-2023, وفي استخفاف واضح بهذا الملف الإنساني, (نفى)وجود آلاف المغيّبين أو المفقودين من أساسه، وشكّك في صحّة كل الروايات التي يجري الحديث عنها منذ سنة 2014!!.
https://www.youtube.com/watch?v=Z1d3yyEJQPM
وفي مقابلة لمشعان الجبوري مع قناة دجلة الفضائية في 2022, قال؛(إن الكاظمي أبلغ قيادات سُنيّة بأن المغيّبين قد تمت تصفيتهم)!!. وأضاف؛ بأن الأهالي قد كشفوا مقبرة جماعية في منطقة(مكيشيفة)جنوب تكريت فيها حوالي(300)جثة, وعندما عرفت الميليشيا التي تحتل المنطقة بالأمر هدّدتهم؛(بقطع رأس كل من يمدُّ يده نحو المقبرة, أو يُبلّغ عنها)!!. وإن؛(الحكومة تعرف القتلة جيدا,ولكن المطلوب هو الانتقام من أهل تكريت وعشائرها ومن كل السُنّة بشكل عام)!!. وأقرَّ؛(بأن السُنّة يعيشون حالة من الذلّ والهوان هي الأسوأ منذ ألف سنة)!!. وختم مشعان تصريحه؛(إن كل عشيرة ومنطقة سُنيّة قد لُفّقت لهم قصة للانتقام منهم. وإن الدولة والحكومة فشلت في حمايتهم,ولا بد من الذهاب لخيار الإقليم أو حتى الكونفدرالية, لحماية وجودنا)*.
ومشعان الجبوري الذي يتحدث الآن بالإقليم والكونفدرالية, كان لحد فترة قريبة, يعتبر ذلك(رجس من عمل الشيطان)!!. وهو نفسه الذي كان قد مارس دور(حمّالة الحطب)في سنة 2014, من خلال قناة(الشعب)التابعة له, وحرّض على قومه وألصق بهم تهمة(سبايكر)لينال رضا الميليشيات الطائفية, يوم كان في(شهر عسل)معها. وقدّم روايات مضلِّلة ومفبركة, تبيّنَ كذبها بعد حين. ليعود بعد أشهر قلائل, ليذرف دموع التماسيح, وهذه المرة ليس على(ضحايا سبايكر), بل على ضحايا جدد آخرين وبالآلاف المؤلفة, ساقتهم الميليشيات الطائفية الإيرانية الى الموت بذريعة(الثأر لضحايا سبايكر)!!!.
والساسة السُنّة يتذكّرون هذه المأساة الإنسانية عند(المواسم الانتخابية)فقط, وعندما تنتهي حملاتهم الدعائية, يدخل الموضوع في دهاليز النسيان, وينشغلون بتقاسم(الغنائم). وقد أثارت تصريحات رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، الذي تحدث بتاريخ 7-12-2022 في مقابلة مع محطة تلفزيون عراقية محلية, عن مقتل المختطفين العراقيين من سكّان مدن شمال وغرب ووسط العراق، والمُقدّر عددهم بعشرات الآلاف، أثارت صدمة واسعة لدى أهل السُنّة في المحافظات المنكوبة, عندما أقرَّ صراحة, وللمرة الأولى, بإنهم[المُغيّبون], قد قُتلوا غدرًا, بقوله؛(يجب أن نُصارح الناس بحقيقتهم، ونغيّر اسمهم إلى المغدورين وليس المغّيبين)!!!. هكذا بكل بساطة واستخفاف بمشاعر ذوي الضحايا, وكأنه يتحدث عن قطيع من الخرفان!!.
وفي كلمة لخميس الخنجر في جامع أم القرى ببغداد, في رمضان 2023, قال؛(ثبّتنا جميع حقوق أهلنا في ورقة الاتفاق السياسي). وأضاف؛(لن نتنازل عن إخراج المعتقلين الأبرياء من السجون وحلّ ملف المختفين قسرًا, وعودة المهجّرين..ولا نريد أن يأتي العيد دون إقرار قانون العفو العام). وجاء العيد وراح العيد, وجاء العيد الآخر, ولم تتحقق الوعود(الخنجرية)!!.
كما إن ردّ الميليشيات لم يتأخر, وجاء على لسان المسؤول الأمني لما يسمّى بـ(كتائب حزب الله)، المدعو(أبو علي العسكري)، والذي وصف كلام خميس الخنجر بأنه؛(حلم إبليس بالجنّة)!!. وكلام(الميليشياوي)هذا, هو بمثابة بصقة في وجوه كل سياسيّي أهل السُنّة بدون استثناء. فماذا أنتم فاعلون يا جماعة(إخوان سُنّة وشيعة)!!, و(الصلاة الموحّدة)!!, و(ماكو فرق)؟!.
إن هذه الميليشيات الطائفية الفارسية المجرمة باتت تشعر بأنها تمتلك(فائض قوة)كبير, فـ(الصمام)منحهم الغطاء الشرعي بـ(فتوى الجهاد الكفائي), وحكومة حزب الدعوة التي يحرّكها الهالكي والخزعلي والعامري,..الخ, وواجهتها السوداني, توفّر لهم الغطاء القانوني والسياسي والمالي, وإيران من خلفهم, وأمريكا تدغدغهم, والعالم يجاملهم, والدولة بكل مقدراتها باتت بقبضتهم. فلذلك هم يتصرفون بكل هذه الوقاحة والصَفاقة والانفلات.
https://www.youtube.com/watch?v=1uaPgACbW10
والمقطع التالي الذي يُدمي القلب ويبكي الصخر الأصمّ, أقدّمه(هدية)للساسة السُنّة التافهين المتكالبين على العظام التي تلقيها لهم الحثالات الشيعية المتسلطة, وتتلاعب بهم كيفما تشاء. فتعسًا لكم ولمناصبكم التي لم تستطيعوا من خلالها حماية ما تسمّونه بـ(المكوِّن)من عمليات الإبادة التي يتعرّض لها من قبل الميليشيات الفارسية التي تعملون ماسحي أحذية لديها.
https://www.youtube.com/watch?v=Xm8J54ADG9Y
................................................
* الغريب جدًا إن(مشعون), في الوقت الذي يتحدّث بجرأة لا يمتلكها باقي السياسيّين السُنّة عن جرائم الحشد الشيعي في المحافظات الغربية, فإنه في الوقت نفسه يكيل المديح والثناء بـ(الهبل)!!للمجرميَن المعلوسيَن؛(سليماني والمهندس), ويتباكى على هلاكهما!!. بل وصل به السقوط والتردّي أن يصف أحدهما بـ(المَلاك)!!!. أما نجله(يزن), فقد لطم وجهه وشقَّ جيبه لدى سماعه بعلس المجرم(أبو مهدي), والذي يعتبره يزن؛(والده الروحي)!!. وإن القاصي والداني يعرف إن هذين المجرمين, هما اللّذان أوجدا هذه الميليشيات اللعينة, وهما(الربّ الأعلى)لها, وكل جرائمها هي بأمر وتخطيط وتوجيه منهما!!. ولا أجد تفسيرًا لهذه التناقضات(المشعونية), سوى إنه يريد أن يضع قدمًا هنا وأخرى هناك, ويعتبر ذلك نوعًا من(الفهلوة)!!. والمهم عنده هو مصلحته الشخصية, والتي هي الثابت الوحيد لديه, وما عداها قابل للمساومة!!.
2027 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع