بثينة خليفة قاسم
قرأنا جميعا خبر ابعاد مدرسة رياض أطفال أميركية الجنسية التي كانت تعمل لصالح حزب الله الارهابي اللبناني في البحرين، والتي نجحت وزارة الاتصالات في كشف نشاطها الالكتروني المعادي للدولة البحرينية.
فشكرا لوزارة الدولة لشؤون الاتصالات على دورها في كشف تلك الأميركية، ابتداء من الوزير وحتى أحدث العاملين بها، وشكرا لجريدة أخبار الخليج التي نشرت خبر هذه الجاسوسة كسبق صحافي، وشكرا لكل من له دور في هذه المسألة، ولكن تبقى لنا ملاحظات:
إذا كانت هذه السيدة قد عملت في البلاد في أنشطة معينة دون ترخيص، وقامت بإعداد تقارير من شأنها الاضرار بالأمن القومي للبلاد وأرسلتها لمنظمات محظورة في الداخل أو في الخارج، وهي متخفية تحت غطاء التدريس حسب التعبير الذي ورد في الخبر، وقامت بإعداد تقارير ملفقة عن البحرين وأذاعتها في قنوات حزب الله، وتواصلت بشكل منتظم مع عناصر تابعة لحزب الله الارهابي، وعملت بدون ترخيص كمراسلة للسفير اللبناني في البحرين، فهل إبعادها عن البلاد كان الشيء الوحيد الممكن القيام به تجاهها؟.
أم أنه كان من الضروري أن تخضع لتحقيقات معينة للحصول على مزيد من المعلومات عن الدائرة التي تعمل معها وصلاتها بذلك الحزب الارهابي، فربما يقود ذلك إلى مفاجآت تتعلق بنشاط هذا الحزب وخلاياه،ليس فقط في البحرين ولكن في الخليج العربي كله؟.
نحن لا نتدخل مع عمل الجهات الأمنية، ونعلم أن لديها ما ليس لدينا من المعلومات التي على أساسها تقوم بتقييم الأوضاع واتخاذ التدابير والاجراءات التي تحفظ أمن البلاد ومصلحتها العليا، ولكن الخبر الذي ورد بالصحف عن تفاصيل مع جرى مع هذه المرأة لم يشف غليلنا وغليل الكثير من الناس، لأن هذه المرأة فعلت ما فعلته خلال فترة بقائها في البحرين،وهي لا تتمتع باي حصانة،فلا هي دبلوماسية أميركية،ولا هي في مهمة تخص الدولة الأميركية في البحرين، ومع ذلك لم يتم التحقيق معها من قبل أية جهة أمنية بحرينية (هذا حسب ما جاء بالخبر)!.
فهل الأمر لا يستحق التحقيق، أم أن أجهزة الأمن اكتفت بالمتابعة وأحاطت بكل شيء عن الموضوع واكتفت باستئصال هذه المرأة من البلاد؟ أم أن جنسيتها الأميركية لها دور في عدم توقيفها والتحقيق معها، رغم أنها تعلق علم ذلك الحزب الإرهابي في غرفة نومها؟. على حال لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب في مسألة التحقيق معها من عدمه بعد أن تم ترحليها من البلاد بالفعل، ولكن تبقى نقطة مهمة، وهي مسألة توظيف الأجانب في أعمال معينة في البحرين دون أدنى حذر، وأقصد بذلك الجزئية الخاصة بعمل هذه المرأة في معهد البحرين للدراسات الاستراتيجية إلى جانب عملها كمدرسة للغة الانجليزية في إحدى رياض الأطفال في البحرين، فمن الذي أمر بتشغيلها في هذا المعهد،وبناء على أية توصية أو تقرير؟. إذا كانت الأمور تتم بهذه السهولة فمن الممكن أن يتم اختراق جميع مؤسساتنا من قبل حزب الله ومن قبل غيره، ولعلنا نتذكر ما كان من أمر صلاح البندر.
1051 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع