حسن حاتم المذكور
ايغال الطائفيون في تفكيك الدولة العراقية, وخنق النفس المتبقي في رئة الوطنية العراقية , يمكن اضافته لنظرية زاير چفات في الــ " لا ينحچي ولا ينسي ".
اي بلد كان , اذا فرض عليه من خارجه , نظام شمولي ممركز المظالم , يبقى من داخله موحد الجهد النضالي , محافظ على وعيه وارادة التغيير فيه , هكذا يولد الأمل , ثورة 14 ـ تموز ـ 1958 مثالاً . اما اذا ترك خارجه مموهاً برتوشات ديمقراطية ودستورية وترك داخله ميداناً لديدان الطائفية العرقية , تتقاسمه , تفترسه , وتتفارس من داخله كما هو الحال في العراق الراهن , فالأمر كارثة جدية مخيفة , والنهاية فاجعة تحترق فيها مكونات الأمة والهوية , وتقتلع فيها جذور المواطنة , تلك هي الطفرة الأمريكية ( لتحرير !!! ) العراق والربيع العربي من حوله , بكل مضامين وحشيتها وسفالة مشاريعها وثأراتها التاريخية .
حريق الموت العراقي اليومي , صناعة امريكية وفعل مليشياتي لأحزاب الطوائف والمذاهب والأعراق , ديدان متوحشة يعوي داخلها جوع قديم للسلطة والمال وجسد المرأة, اما ( طنطل القاعدة والبعث الصدامي ) ما هو الا واجهات ومبررات للتمويه على واقع تتصرف به جميع كيانات حكومة ( الشراكة الوطنية !! ) دون استثناء بغية الأحتفاظ بالسلطة والمال والوجاهة الى ما لا نهاية .
هذا الخراب العراقي , زحفت واحتلت وافترست ديدانه ضمير الثقافة العراقية, المستثقفون منها يتعهرون في احظان سلاطين الزمن الأغبر.
ــــ نقرأ احياناً او نسمع عن ( كتاب السلاطين ) , قيل انه كان في الأزمنة الغابرة ـــ مالنا والأزمنة الغابرة ــــ ؟؟؟ , السنوات العشرة الأخيرة , انسلخت عن مضامين القرن الواحد والعشرين , عائدة بالعراق وعلى جميع الأصعدة , الى ذلك الغابر من الأزمنة , الفرق : ان الغابر كان قصيدة وخطبة وموعضة او مناظرة محتشمة , الراهن مسلفن بعباءة ممركة بأعلانات ديمقراطية الطوائف والعشائر والبيوتات , كتاب سلاطين القرن الواحد والعشرين , خليعون يفتقرون لقطرة الحياء ازاء الوطن والرأي العام , من المقالة والحديث الصحفي والتصريح والمناظرة التلفزيونية , تحكم على ان هذا من قطيع مستثقفي سلاطين المركز , وذاك من جندرمة سلاطين الأقليم , وسرب مدجن ينعق الحاناً بائرة عند ابواب سلطنة مؤسسة المدى لسلطانها الزنكنه , انهم شهود زورعلى جريمة تحاصص ثقة واصوات العراقيين وتقاسم الرأي العام واعادة سحق اضلاع الدولة العراقية ومحاصرة القاريء والمتلقي في زاوية موته اليومي .
ـــ الكتل التي تمسك طرف الحبل الموصول بعنق مغيبي طائفتهم مذهبهم وقوميتهم , يوصوا بعضهم وممثليهم داخل البرلمان ومجالس المحافظات والمؤسسات الحكومية, ان يتوحدوا ويتكاملوا ويندمجوا في حالة استنفار واستعداد جهادي, اذا ما تجرأ الوعي الوطني ودق ابواب فساد مشتركاتهم , انهم ورغم الظاهر من خلافاتهم وصراعاتهم حول فضلات الكعكة العراقية , فمليشياتهم العلنية والسرية , ستندمج من داخل دولة طائفيتهم وعرقيتهم بكل ما هو متعسكر من احزابهم ومليشياتهم وخطوطهم داخل القوات المسلحة والأجهزة المخابراتية والأستخباراتية , الجاهزة بذات الوحشية والقسوة الزيتونية , الوطن والمواطن لا وجود لهما في خرائب ضمائرهم والممسوح من داخل قواميس مراجعهم ورموزهم, ومن الخرافة المراهنة على احزاب وكيانات افسدت جيناتها فيروسات اعضاء الفرق الزيتوني , مستشارين واعلاميين وصحفيين وناطقين رسميين ومسؤولي اجهزة مخابراتية واستخبارية استورثوها واقتسموها وتلقحوا بذات الخميرة التي تركها النظام البعثي المجرم, انهم الآن يعيدون انتاج وشرعنة ثقافة العنف والتصفيات الفكرية والسياسية والجسدية والتنظيمية للآخر ثم الغائه .
14 / 08 / 2013
1233 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع