عبدالله عباس
السودان و التوجه الامريكي لاشعال نار الشغب الهادئه في الشـرق
كثيرا ما أوكد في تحليلاتي السياسية المتواضعة حول وضع بلدنا و مايحدث في المنطقة ‘ لاأؤمن بمقولة أن التأمر الامريكي الشرير هو المسؤول عن كل المشاكل و الازمات السياسية المعقدة التي تؤدي احيانا الى الحروب الطويلة ‘ وأوكد أن الحقيقة ( بالاخص في منطقة الشرق الاوسط ) هي : أن أمريكا تلعب ‘ (وهي مرتاحة لهذه اللعبة ..!) ‘ بالوضع الذي بنيت على اساس مقلق وبتعمد سابق الاصرار من قبل التحالف الغربي المنتصر بعد الحرب العالمية الثانية و بعد خلق دويلة عدوانية وبطريقة غير شرعية على حساب تشريد الشعب الفلسطيني ‘ لتكون منطقة متوترة دوماَ يسمح لهم في كل المراحل خلق الازمات حجة للتدخل و الهيمنة في المنطقة ‘ بمعنى ‘ أن ضعف الارادات الوطنية في المنطقة ‘ خلق ارضية مليئة بالعقد والمشاكل بحيث ياتي تدخل الغرب عموما والامريكي على وجه الخصوص كانه دعوة لهم لفرض هيمنتهم .
بعد احتلال العراق و اسقاط ركائز دولته نتيجة الحماقة التي فعلها بدخوله (الكويت ) ‘ انفتحت كل ابواب الشرق الاوسط امام الالعيب الغرب عموما والادارة الامريكية والكيان الصهويني المسخ خصوصا‘ فكان اشعال الازمة السوريه بعد احتلال العراق الخطوة الاولى لاستمرارية عدم الاستقرار ‘ حيث قامت الادارة المعتمدة على (صرف المال ) من بعض اشباه الحكم في الخليج باستغلال تظاهرات الشعب السوري مطالبه بتغير الحكم بطريقة ديمقراطية ‘ لتحويلها الى الشغب الداخلي الدامي استمر لمدة اكثر من عشراعوام افرزت عشرات الدكاكين المسلحة حاملين كل افكار الارهاب والشغب والتدمير ‘ فلم تحصل هذه الازمة الرهيبة بتخطيط امريكى إنما خلقه عدوانية اصحاب المال لتستغلها الادارة الامريكية ويدخل دون عناء الاراضي السورية ويزرع الارهاب و يسرق نفطه امام انظار حكام المنطقة الاشاوس ..!
ضمن هذا المشهد المعقد ‘ في سوريا منذ اكثرمن عشر اعوام ‘ وكما يقول المثل العراقي ( بعد خراب البصرة) شعر بعض (أولياء الامور ) في المنطقة ان النار الذي ساعدوا على اشعالها في سوريا أحرق اكثر من المطلوب ‘ من هنا شعرت جهات الشر الغربي عموما و الامريكي على وجه الخصوص ‘ أنه من الممكن أن يكون اول شيء يظهر على السطح في سوريا عندما يستقر الوضع هو المطالبة بخروج القوات الاجنبية غير الشرعية من سوريا وفي المقدمة القوات الامريكية التي دخلت عنوة وبدون اي اتفاق رسمي محلي او دولي لان بقاءها يعني التوجه نحو تعقيدات أكثر واستمرا ر اللص الامريكي في سرقة نفط المنطقة .
• الشرير الامريكي مهيأ دوما ..!
أن الادارة الامريكية وعصابات الكيان الصهيويني (خصوصا بعد اذلال العراق ) متأكدين بأنه لايوجد ارادة وطنية في المنطقة تقف بوجههم ويمنع تنفيذ خططهم ‘ سيستغلون ( ومن دون خوف ) كل المنافذ من خلال اشتداد الازمات ‘ وما أكثرها ..!! فها اتاهم حرب الكراسي في السودان دون عناء او تضحية منهم .
بعد الانقلاب العسكري ‘ فتح باب خرطوم امام إسرائيل ‘ وحيث أن الذين استلموا الحكم في السودان ‘ هم بقايا العسكر ساهموا في ارساء الحكم الفردي الذي انقلبوا عليه ‘من هنا أن الهم الاول كيف يستفادون مما حصل بشكل يضمن لهم مكاسبهم ..؟
الذين اسقطوا حكم الجنرال عمر البشير ‘ حالهم كحال : الجنرلات العسكرين وما يحصلون عليه ناتج تقلباتهم في الموقف والتصرف ‘ وليس كما يدعون قيامهم بالاصلاح من اجل الشعب ‘ بل أن مايسمى بـ ( قوة التدخل السريع ) من مكاسب حكم البشير وهو الذي شكلها من المليشيات المسلحة لمساعدة العسكر في حل المشاكل المناطقية والقبلية ‘ وحتى قائد تلك القوة ( وأسمه حميدتي ) أختاره البشير والبسه لباس الجنرال بعد أن كان قائد لمجموعة مسلحة يحرس تجارة الابل بين الحدود السودانيه وليبيا ‘ وعندما انقلب الجنرالات من البشير ‘ دفع الانتهازية بـ ( حميدتي ) وساند الانقلابين ‘ بل تم تعينة نائب قائد المجلس العسكري الحاكم ‘ وعندما زادت الضغوط الشعبية على العسكر مطالبين بتخليهم عن الحكم وإجراء الانتخابات العامة واستلام الحكم للمدنيين ‘ فاجأ العسكر أن ( حميدتي ) يتهم المجلس العكسري بعدم الاستجابة لمطالب الشعب علما انه وقواته المتهم الاول بعد البشير بالتجاوزات على حقوق الانسان خصوصا خلال المعارك في دارفور وهو شخصيا متهم بهذه التجاوزات .
أن مايحصل في السودان هو من نوع الازمات التي تستغلها مصدر القرار في الادارة الامريكية لاشعال نار الازمات في المنطقة طريقا للهيمنه ‘ فهي الان تتدخل باتجاه يجعل المعارك بين الجنرالين ‘ يؤدي بأن يكون الحل بينهم كارادتين لقرار مصير السودان بعيدا عن ارادة الشعب ‘ ومن المؤكد عندما يكون ( حميدتي ) طرف و الجيش الرسمى طرف ... انتظرو اعوام لعودة الحياة الطبيعية ‘ حيث تستمر الازمات لصالح الاستراتيجية الامريكيه الشريره على حساب اضعاف ارادات الشعوب ...
• العراق ضمن البرنامج
أن العراق وسوريا و ليبيا والان السودان ضمن برنامج مصدر القرار في الادارةالامريكية هو أن تكون هذه البلدان في وضع ازمات بل مشاغبات ولتعانون من الوجود أكثر من الثقوب القابلة بسهوله للاستغلال والتدخل من خلاله ‘ لان ذلك مطلوب ‘ لانها بحاجه الى فترة طويلة الامد لمنع عودة هذه البلدان الى وضع مستقر يسمح لهم بتاسيس ارادة وطنية مستقلة ‘ وهذا الطريق الوحيد الذي يضمن لهم ( أمريكا و اسرائيل )ان تكون الادارات (غير مستقرة ) في تلك البلدان وتبقى محتاجة لهم واذا ظهر منهم اي اتجاه عكس هذا الهدف ‘ فانهم ومنذ 2003 زرعوا بذور من المشاكل يفجرونها في الوقت المطلوب ‘ بحيث يكون اطفاء نارها صعب لعدم وجود ارادة وطنية ‘ ومع الاسف أن العراق أكثر عرضة لان ( ومع الاسف مرة أخرى ) ان في جداره الوطني أكثر من ثقوب بمختلف المعاني بدأ بالمحاصصة ولاتنتهي باشعال نار الطائيفية حيثما مطلوب ...والله أعلم.
• مختصر مفيد :
أغلب الناس عند السلطة يصيرون أشرار / أفلاطون - فيلسوف
مقال مترجم من اللغة الكردية
658 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع