محمد واني
توحيد البيشمركة الكردية متى يبدأ ؟!
عندما قامت الأحزاب والحركات السياسية الكردية بتشكيل الحكومة والبرلمان عام 1992 عقب انسحاب القوات العراقية من كردستان بضغط من قوات التحالف الغربية بقيادة أمريكا ، كان المفروض ان تبادر هذه الاحزاب فورا بتوحيد قواتها العسكرية "البيشمركة" واسم البيشمركة يعني "الفدائي" وقد تأسست في العراق أوائل العشرينات من القرن الماضي وخاضت حروب ومعارك كثيرة ضد الحكومات العراقية المتعاقبة لنيل الحقوق الشرعية للشعب الكردي .
رغم القاسم المشترك الوطني بين هذه الحركات والأحزاب فانها لم تنظم نشاطها داخل منظومة مؤسساتية بل ظلت قوات حزبية حتى بعد ان تشكلت المؤسسات الحكومية وتحولت الى قوات وطنية نظامية مؤسساتية ، وانضمامها الى وزارة البيشمركة عام 2009!
رغم الضغوطات الكبيرة التي مارستها القوى الغربية على هذه الأحزاب وبشكل خاص على الحزبين الكرديين الرئيسييين المهيمنين على السلطة في إقليم كردستان واللذين يمتلكان اكبر وحدتين عسكريتين"الاتحاد الوطني برئاسة بافل طالباني يمتلك الوحدة 70 والديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وحدة 80 وتتراوح اعداد الوحدتين بين 150 و200 الف "بيشمركة" مدربة ومدججة باحدث الأسلحة القتالية .
وظل الحزبان يحتفظان بوحدتهما العسكرية الخاصة رغم المحاولات الكثيرة التي جرت لتوحيد القوتين الاعظمين في الإقليم ، ففي عام 1992 جرت محاولة لدمجهما في وزارة شؤون البيشمركة ولكنها دخلت في اتون حرب أهلية كردية في العام 1994 ، وفي 23 /يوليو 2014 وقبل أسبوع واحد فقط من استيلاء تنظيم الدولة اإلاسلامية على الموصل وزحفه نحو أربيل، عاصمة كردستان العراق، أمر البرلمان الكردي حكومة إقليم كردستان بتوحيد قوات البيشمركة في غضون ستة أشهر" ولكن فشلت المحاولة أيضا ، ومحاولات أخرى كثيرة جرت من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا لهذا الغرض ، ولكن كلها فشلت امام إصرار الحزبين على موقفهما الرافض للوحدة .
ولا احد ينكر دور رئيس اقليم كردستان "نيجيرفان بارزاني" في توحيد الصف الكردي السياسي والعسكري ، فقد دأب دائما على تقريب وجهات نظر الطرفين كرئيس غير منحاز لاي طرف من خلال زياراته المستمرة لمدينة السليمانية معقل حزب طالباني والتقائه بقادته ، وقد ساهمت زياراته المتكررة الى المدينة في انهاء حالة الانسداد السياسي في العراق عام 2022 على حد تعبير الباحث السياسي العراق "عدنان السراج" " زيارة بارزاني سوف تساهم في انهاء حالة الانسداد السياسي وهي قد وضعت الأرضية لانطلاق الحوارات داخل إقليم كوردستان لمناقشة مختلف الملفات سواءً التي تخص الشأن الكوردستاني الداخلي او التي تخص العراق عموماً و والاتفاق بشأنها ".
ورغم انشغاله بتوحيد القوى السياسية وانهماكه في تقريب المسافات بينها ، فانه لم ينسى االجانب العسكري كقائد عام لقوات البيشمركة والاهتمام بامورها والمطالبة بتوحيد صفوفها، ففي 4 /ابريل / 2023 اشرف على مراسم "حفل تشكيل فرقتين الأولى والثانية من قوات البيشمركة اللتين اعيد تنظيمهما في اطار عملية الإصلاح بوزارة شؤون البيشمركة" في أربيل العاصمة في 4 ابرل 2023 حضره القائد العام لقوات التحالف الدولي "ماثيو ماكفارلن"ووزراء وكبار المسؤولين العسكريين ، وقد عبر"بارزاني"عن سعادته الكبيرة بهذا الحدث الكبير وكذلك عبر عن سعادته بوجود" عدد من البيشمركة المسيحيين والعرب والإيزديين في صفوف هذه القوات ، وهو أمر يبعث على الارتياح، رغم أنه لا يزال دون المستوى. علينا أن نعمل ونمهد الطريق أكثر أمام كل القوميات والمكونات للانخراط في قوات بيشمركة كوردستان."
وفي النهاية "أثنى الجنرال "ماكفارلن" بدوره على "نيجيرفان بارزاني" لخطواته في مجال توحيد قوات البيشمركة وعملية الإصلاح في وزارة شؤون البيشمركة"
1514 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع