مسح ضوئي

محمد سهيل احمد

مسح ضوئي

بين يدي اربعة من حصاد المطابع تباينت موضوعاتها بين الخلاصات الشعرية والمداخلات اللغوية والبحوث ذات الطابع القرائي اضافة لمجموعة قصصية لإحدى كاتباتنا . هذا المسح الضوئي الخاطف يقدم هذه الباقة للقارئ البصري المتعطش دوما للطريف والجديد وغير المسبوق :

في اصدار الكاتب المتدفق محمد صالح عبد الرضا والموسوم ( الموجز النقدي في الشعر واشكالاته ) نلتقي بخلاصات ذات طابع قرائي جاءت ثمرة تجربة شاعر غزير الانتاج والتجارب الشعرية والحياتية في آن معا .
في صفحات الكتاب نلتقي بأفكار مثل : " الصنعة الماهرة لا تظهر في بناء القصيدة الا في التدبير المحكم الذي ينتجه شاعر متمرس " وقوله : " الإبهام او الاستغلاق في القصيدة يفسد دلالاتها الجمالية ويفصح عن هذر فانتازي ولا يكشف عن وعي إنساني مقبول " مثلما يقول :" من الخطأ مهاجمة الشعر او الدفاع عنه . المهم الانتصار الى حيوية اللغة والروح في أي شكل " وهو يشير الى اشكالية قصيدة النثر الكبرى حيث يقول : " قصيدة النثر ما تزال تبحث عن مكانها وفاعليتها في انعطافات معقدة وحادة لحاضر الشعر وبين التجاوز والإخفاق " . ومما لا شك فيه ان هذه الخلاصات تعكس مجمل تجربة الشاعر الطويلة الأمد مع القصيد بشتى انواعه : " القصيدة المتميزة تمتلك قاموسها الخاص في الرؤى والأصوات ، وهي ذات اسلوب بنائي ناضج فيما طمحت اليه " .
اما كتاب ( ابعاد التباين في اللهجات العربية المعاصرة ) للكاتب الاديب عبد العزيز عسير فهو محاولة لرصد التباين باللهجات بين البلدان العربية المختلفة ، حيث يشير في مقدمة الكتاب : " ومعلوم ان اختلاف الالسنة من بلاد الى اخرى قديم جدا ، ففي عصر ماقبل الاسلام تباينت اللهجات العربية بين القبائل ، واذا كان الاسلام قد وحد العرب بلغة واحدة ، فأن الفتوحات الأسلامية قد اعلنت الاختلاف والتباين على مرّ العصور اولا وعلى تباعد الأمصار ثانيا . وبمرور الزمن تدخلت عوامل مختلفة ليتسع هذا التباين بالألسنة بين سكان الأمصار المختلفة ". وفي الفصل الأول من الكتاب يقودنا الكاتب الى ظواهر التغييرات اللغوية كالإبدال والإعلال والقلب المكاني مثل مفردتي ( حمد ، مدح ) ، مثلما يحدثنا عن شيوع ظاهرة التسكين مثل تسكين كلمة معْ. ثم ينتقل بنا الى ( الحروف الداخلة على الكلمة في اللهجات المعاصرة ) . اما الفصل الثاني فيكرسه المؤلف للأبعاد الفنية والتنوع الابداعي . والكتاب زاخر بالأمثلة حافل بكل ما هو ممتع وجاذب لذائقة القراء بشتى مستوياتهم الثقافية والتعليمية .
وينتقل بنا الباحث الموثق ضياء الحجاج الاسدي عبر كتابه المعنون ( شبابيك بصرية .. تنويعات ثقافية ) متطرقا الى النصوص السومرية التي ذكرت دور النخلة واهميتها في ارض السواد معززا موضوعه بإيراد عدد من القصائد التي جعل مؤلفوها من النخلة محورا لكل نص شعري ، منتقلا الى ( قصص قصيرة ــ حكاوي مجنون نخلة ) . بينما يكرس الباب الثاني لاستذكار تطور مراحل التعليم في البصرة .بينما يكرس ضياء الحجاج الباب الثالث من كتابه للبيبلوغرافيا البصرية متحدثا عن السياب والبريكان وعبد الخالق محمود مع قراءة وافية لعدد من الدواوين الشعرية التي صدرت في البصرة ومن ثم يكتب عن الشاعر كاظم اللايذ من خلال ديوانه ( الطريق الى غرناطة ) ودوواين أخرى للشاعر . والكتاب لا يخلو من مزيج من الجدة والإمتاع في آن معا .

ونلتقي مع الكاتبة السومرية ازهار علي التي حضرت احتفالية ترميم الاعدادية المركزية من قبل احدى المنظمات المعتمدة لدى اليونسكو . وقد افتتحت مشاركتها بإلقاء نصوص شعرية ، ثم قامت بالتوقيع على مجموعتها القصصية ( مصابيح ) والصادرة عن الاتحاد العام للأدباء و الكتاب في العراق . وكان من نصيب محرر الصفحة واحدة من نسخ المجموعة التي ضمت ثلاث عشرة نصا قصصيا تجلت فيها قدراتها الواعدة والتي جعلت القارئ المتلقي يتمنى ان تكرس قدراتها الكتابية للسرد القصصي الذي تفوق في معالجاته على نصوصها الشعرية .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1468 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع