الانسجام في الوظيفة

 د يسر الغريسي حجازي

الانسجام في الوظيفة

لماذا يتم ترك الوظيفة بعد فترة وجيزة من الحصول على مقعد العمل؟ بينما يمكن للآخرين البقاء في نفس الوظيفة طوال حياتهم؟ ما هي الاسباب وكيف يمك اصلاح هذا الوضع؟ فيما يلي الإجابات التي نسمعها دائما: "أرغب في الحصول على تجربة جديدة، واكتساب مهارات جديدة" أو "سأحصل على وظيفة جديدة وراتب أفضل". هناك عدة أسباب يمكن أن تدفعنا إلى ترك الوظيف ومن ضمنها: الملل، وقلة الحوافز، وعدم المساواة في الرواتب، وعدم وجود هيكلية في المؤسسات، ومناخ مشنج في مكان العمل، وعدم التواصل بين الموظفين، وغالبا ما تكون قواعد العمل غير واضحة ومرهقة. هناك أيضًا نقص في المعلومات حول المهمة، وغياب التوجيه في بعض المؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الاعتراف من جانب المسؤول، والصراعات بين الموظفين يمكن أن تكون سبب لمعاناة طويلة. يبدأ الأمر بالمضايقات، والمشاجرات التي يتم شنها بطريقة مستهدفة على مدى فترة طويلة من الزمن لاستبعاد منافس أو طرده من المؤسسة. يعتبر التنمر أيضًا نوعًا معينًا من الصراع، وغالبًا ما يتم توجيهه إلى شخص واحد. في صراع التنمر، يتم وضع الشخص المتضرر في حالة من الدنيوية. وعلى المدى الطويل، يمكن أن تفقد الضحية ثقتها بنفسها واحترامها لذاتها وتصبح حالتها النفسية غير مسقرة. وعندما يحدث ذلك، يمكن أن تأخذ هذه المعاناة شكل متلازمة الإرهاق (الإرهاق المهني). إنه إرهاق عقلي وجسدي ويحدث ذلك عندما تؤدي ظروف العمل السيئة إلى ضغوط كبيرة، وآلام نفسية وجسدية، واضطرابات نفسية يمكن أن تعرض صحة الشخص للخطر الوشيك. تعتبر هذه الاضطرابات النفسية جزءًا من المخاطر النفسية والاجتماعية، وتتميز بالتوتر والصراعات المهنية، والتنمر والمضايقات، والعنف اللفظي. فما هو الإرهاق؟ يُعرَّف بأنه الإجهاد المزمن وهو مرتبط بالعمل في المقام الأول.

في الواقع، لكل شركة ثقافتها، وقواعد سلوك خاصة بها. كما ان المطالب تتصاعد مع التوتر والألم. كلما زادت تراكمات سوء الفهم في العمل، كلما تؤثر الصراعات على الإنتاجية والتوقعات المهنية.
وجاء تصميم جوزيف لوفت وهاري إنغام، علماء النفس الأمريكيين (1955) بنافذة "جوهاري" وهي عبارة عن مصفوفة تسمح بالتحليل وكيفية تقديم المعلومات. ويتم استخدامها للتواصل الجيد بين الموظفين والمسؤولين في سياق العمل.

 

 

 

والغرض من نافذة "جوهاري"، يتمحور حول التصورات في استكشاف الذات وصورة الآخرين. افترض جوزيف لوفت أن التواصل بين الأشخاص سيصبح أسهل وأفضل، إذا تقاربت الصورة الذاتية وصورة الآخرين. كما يتم تحليل العواطف والخبرات، والرؤى، والدوافع لدى الفرد مقارنة بالمجموعة وفقًا لأربعة أرباع تشمل:
المجال العام: وهو يمثل ما يعرفه الشخص عن نفسه ويشاركه مع الآخرين (الهوية، المنصب، المظهر، الخلفية المهنية، إلخ))
المنطقة المخفية: وهي تحدد كافة المعلومات المعروفة للفرد، ولكنها مخفية عن الآخرين (الطموحات، أي أسرار، الوضع العائلي، الراتب، المرض، إلخ). كما يطلق عليه عادة "الواجهة".
المنطقة العمياء: تجسد ما لا يعرفه الشخص، لكن يعرفه الآخرون عنه (الاستياء، الإعجاب، التصور الذي لدى الآخرين عن الشخص، المراوغات، التشنجات اللاإرادية اللغوية، إلخ..
المنطقة غير المعروفة: وتشمل ما لا يعرفه الفرد عن نفسه ولا يعرفه الآخرون أيضًا المواهب الخفية، حدود اللاوعي، التوقعات المستقبلية، إلخ
الغرض من نافذة "جوهاري" هو تصور صورة الذات وصورة الآخرين. افترض جوزيف لوفت أن التواصل بين الأشخاص سيصبح أسهل وأفضل إذا تقاربت الصورة الذاتية وصورة الآخرين.
يوضح نموذج جوهاري أن المخاطر في المؤسسات غالبًا ما يشعر بها الموظفون، ويتم قبولها كجزء من بيئة العمل. كما تتركز أوجه القصور هذه، على سوء إدارة العمل والاعباء بسبب الزيادة في ساعات العمل، والاجهاد، والأجور غير المتكافئة..
ولكن هناك أيضًا أسباب أخرى مثل: عدم المساواة في الأجور بين الموظفين، والافتقار إلى الهيكلية، وجو العمل السيئ الذي يؤدي إلى ضعف التواصل، وقواعد العمل غير الواضحة والمرهقة. هناك أيضًا نقص في المعلومات حول المهام، وغياب التوجيه في بعض الشركات. من المستحيل العمل في بيئة غير صحية وغير آمنة. وبالتالي، قد يأتي الضرر من المؤسسات التي لا تستثمر في التنمية البشرية والأهداف المهنية الخاصة بموظفيها. مما يؤدي إلى ضعف التواصل وقلة الحافز للتوظيف. كما ان قيم المؤسسات هي المبادئ الأساسية التي تحكم نهج الشراكة في العمل، وشروط التعاون بين الزملاء ورفاهية الموظفين. تحدد هذه القيم النغمة من حيث التعاون والمسؤولية داخل الهيكلية الإدارية.
من المهم أن نعرف أن التوسع في الإنتاجية وريادة الأعمال يشمل مناخ العمل كجزء لا يتجزأ من ظروف العمل. تثبت جميع الأبحاث حول إدارة الأعمال، أن الشركات الناجحة لديها اعلي معدلات الربح. يعتمد الاحتفاظ بالموظفين على أخلاقيات العمل ومناخ الشركة. تستخدم الشركات الحديثة اليوم، خبراء في التدريب النظامي ، وتستخدم أدوات محددة لتعزيز التواصل وردود الفعل البناءة لتحسين حالة الموظف وتحفيزه وإشراكه. وهذا يتطلب خلق مناخ من الثقة بين الموظفين وتشجيع الحوار والشفافية. يجب أن يشارك الموظفون في رؤية الشركة التي يعملون فيها، كما يجب أن يفهم الموظفون الأهداف ويقبلونها. 90٪ من الشركات الكبيرة توظف خبراء لدعم الموظفين الذين يواجهون صعوبات أو عقبات في عملهم. في معظم الأحيان، يساعد الاستماع والتواصل الجيد والاحترام المتبادل بين الموظفين، على إيجاد حلول سريعة وفعالة. من الضروري خلق شعور بالانتماء عند الموظفين، لتقوية روح الفريق. ويتم ذلك من خلال التبادل، أو المشاركة في الحفلات، أو أعياد الميلاد، أو وجبات الإفطار الجماعية أو الأنشطة الخيرية. يوصى بحل النزاعات بمجرد ظهورها، لإظهار الاستماع النشط والموقف الجيد تجاه الموظفين. بالإضافة إلى أن شكر الموظفين ومكافأتهم يساعد في تقدير الجهود والتحفيز والإبداع في العمل. إن تفاني الموظفين هو نتيجة المواقف المخلصة والحقيقية لقائدهم: كما ان المعاملة الجيدة من المسؤول، والمزايا المالية والاجتماعية، والترقيات هي محفزات جيدة للاحتفاظ بالموظفين المناسبين للتوافق مع ثقافة الشركة والالتزام بها.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

946 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع