د . وَائِلْ اَلْقَيْسِي
جَبْرْ اَلْخَوَاطِرِ
صِيَامُكَ لَكَ أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُ فَلَا تُبَالِغُ فِي اَلتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْنِئَاتِ . . .
صِيَامُكَ تَجِدُ ثَوَابًا أَعْظَمَ مِنْهُ عِنْدَ فَقِيرٍ يَتَلَظَّى جُوع ، عِنْدَ أَرْمَلَةٍ مَكْسُورَةٍ اَلْجَنَاحِ ، عِنْدَ مُطَلَّقَةِ جَارٍ عَلَيْهَا اَلزَّمَنُ ، عِنْدَ أَيْتَامٍ مَعُوزِينَ ، عِنْدَ عَائِلَةِ مُعْتَقَلٍ ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ ظُلْمًا ، فَعَائِلَتُهُ لَا ذَنْبَ لَهَا .
تَجِدَ اَللَّهَ عِنْدَ أُمٍّ عَقَقْتَهَا ، عِنْدَ أَبِ هِجْرَتِهِ بِعُقُوقٍ ، عِنْدَ مَرِيضٍ لَا يَمْلِكُ ثَمَنَ اَلدَّوَاءِ ، عِنْدَ أُخْتٍ أَكَلَتْ حَقَّهَا ، عِنْدَ شَقِيقٍ قَطَعَتْهُ ، عِنْدَ اِبْنَ طُلِّقَتْ أُمُّهُ وَرَمْيَتُهُ لِتَتَقَاذَفِهُ اَلْأَقْدَارُ .
تَجِدَ اَللَّهَ عِنْدَ اَلْمُعْتَقَلَاتِ اَلنَّازِيَّةِ اَلَّتِي يَرْزَحُ خَلْفَ أَسْوَارِهَا وَقُضْبَانِهَا وَفِيٌّ زَنَازِينِهَا مَظْلُومُونَ غَدَرَتْ بِهُمْ كِلَابَ اَلْأَحْزَابِ وَخَنَازِيرِ اَلسُّلْطَةِ .
تَجِدَ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - تَتَنَزَّلَ عَلَيْكَ ، فِي بَيْتِ أَيْتَامٍ مَقْطُوعَيْنِ . . .
تَجِدَ اَلرَّحْمَةُ وَالثَّوَابُ عِنْدَ خَيْمَةٍ اَلْمُهَجَّرِينَ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ، تَجِدُهَا عِنْد اَلنَّازِحِينَ قَسْرًا . . .
وَالْقَائِمَةُ تَطُولُ .
تَجَنَّبُوا مَوَائِدُ اَلْفَاسِدِينَ ، اِبْتَعَدُوا عَنْ نَشْرِ صُوَرِ مَوَائِدِ اَلْإِفْطَارِ ، فَهُنَالِكَ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اَللَّهُ مِمَّنْ لَا يَجِدُونَ رَغِيفُ خُبْزٍ يُفْطِرُونَ عَلَيْهِ .
لَا تَتَبَاهَوْا وَتَقُومُوا بِتَصْوِيرِ مَا تُعْطُونَ، فَاجْعَلْ شِمَالَكَ لَا تَعْلَمُ مَا تُعْطِي يَمِينَكَ ، فَأَنْتَ تُبْطِل ثَوَابَ مَا أُعْطِيَتْ أَوَّلاً ، وَتَحُطَّ مِنْ كَرَامَةِ اَلَّذِي أَعْطَيْتُهُ ثَانِيًا .
كُونُو جَبَّارِينَ لِلْخَوَاطِرِ دَوْمًا وَأَبَدًا ، خُصُوصًا فِي شَهْرِ رَمَضَانْ اَلْمُبَارَكِ .
1465 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع