علي الزاغيني
اذا كنت في كل الامور معاتبا صديقك لم تلقى الذي لاتعاتبه
العتاب الجمبل هو سمة النقاء والقلب الابيض بين الجميع ولا سيما الاخوة و الاصدقاء و لكن ان يصل الامر الى المقاطعة دون معرفة الاسباب والتفاهم والتحاور فيما بينهم هذا هو الامر الخاطئ وقد يؤدي هذا التسرع الى اتساع هذه الفجوة وقد يكون لتدخل الاخرين الاثر الاكبر في هذا الاتساع وبالتالي القطيعة وانهيار علاقة اخوية صادقة لايمكن ان تعود كما كانت .
هل يكفي العتاب ؟ وكيف لنا ان نعاتب بدون مقدمات
قد يستخدم البعض طرق غير حضارية بالعتاب او بالاحرى بالهجوم على المقابل بدون مقدمات وبدون معرفة الاسباب والوقوف على حقيقة الامور وهذا اكثر ما يسئ للعلاقة ويؤدي الى الانهيار بسبب التهور والانقياد الى الاهواء والمزاجية في تفسير الامور على العكس من التحاور والتفاهم بطريقة تنم عن روح الاخوة والصداقة بعيدا عن كل التشنجات والانقياد الى الاهواء والتهويل المبالغ به الى عدم السيطرة على النفس وبالتالي لايكون للعتاب اي معنى سوى خصام مؤقت او دائم من يعلم .
من المخطئ ومن الذي يتقبل الاعتذار , وكيف نتعلم فن الاعتذار وكيف يتقبل المقابل ذلك الاعتذار , وهل هناك للاعتذار طقوس يجب ان تراعى ام هو مجرد اذلال للمقابل .
الاعتراف بالخطأ فضيلة
فالاعتذار خلق رفيع و جميل ينم عن صفاء القلب ، ويمحو ما يمكن ان يهدم العلاقات الإنسانية من توتر أو تشاحن نتيجة الاحتكاك المتبادل بين الناس , وهذا لايعني الاعتذار التقليل من كرامة الانسان وهيبته بقدر ما هو تصفية النفوس والقلوب
الاعتذار ليس هو شرط ان يكون الشخص مخطئ او متجاوز على الاخر بقدر ما هو احترام للمقابل ومحاولة تبرير ما وصل اليه من خبر او فبركة ذلك الخبر وكيف نقل اليه بطريقة لاترضيه ولا تليق به وهذا يعتمد على الحالة النفسية التي يعيشها الشخص ولكن هذا لايبرر له ان لا يقبل الاعتذار او العتاب بروح اخوية صادقة تحاول ان تمحي الاخطاء والعودة الى العلاقة كما كانت في سابق عهدها .
علينا ان نتعلم كيف نعاتب الاخوة والاصدقاء بطريقة ودية جميلة وعلينا ان نستمع الى رائيهم بكل ود واحترام وبعدها علينا ان نحكم بالامر دون تسرع وعلينا ايضا ان لاننسى الروابط التي جمعتنا ولا ندعها تتفكك بسهولة لكي لا ينتهي كل شئ بسبب سوء فهم او خطا صدر دون قصد او سوء في النيات .
وكما يجب ان ندرك ولا ننسى ان الاعتذار خلق رفيع لا يتمتع به الكثيرون فهو صفة جميلة لايمكن ان ننساها بسهولة فهي صفة تجعل كل منا قوي بهذه الصفة وليس ضعيفا وتمنحنا صورة اجمل للتعايش بكل ود .
948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع