ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
أبحاث في اللغة والأدب/٣١
التغرب بين مؤيديه ومعارضيه /الجزء الثاني
قال السيوطي" الغريب في كل مكان مظلوم". (الكنز المدفون/91)
شعراء التغرب
ـ قال طلائع بن رزّيك الأرمنىّ أبى الغارات:
أحباب قلبى إن شطّ المزار بكم ... فأنتم فى صميم القلب سكّان
وإن رجعتم إلى الأوطان إنّ لكم ... صدورنا عوض الأوطان أوطان
جاورتم غيرنا لمّا نأت بكم ... دار وأنتم لنا بالودّ جيران
فكيف ننساكم يوما لبعدكم ... عنا وأشخصكم للعين إنسان
(النجوم الزاهرة5/360).
ـ أنشد الشاعر:
قالت تسافر يا فتى وتفارق الوجه الحسن
فأجبتها بتذلــــــل والقلب يعلوه الشجن
همٌ المعيشة فرقة بين الأحبة والوطن (هز القحوف /46)
ـ قال أبو الحسن ابن منقذ:
ونفسك فز بها إن خفت ضيما ... وخلّ الدار تنعى من بناها
فإنك واجد أرضا بأرض ... ولست بواجد نفسا سواها (التذكرة الحمدونية8/123)
ـ قال القاضي أبو الحسن بن أضحى:
أزف الفراق وفي الفؤاد كلوم ودنا الترحل والحمام يحومُ
قل للأحبّة كيف أنعم بعدكم وأنا أسافر والفؤاد مقيمُ
قالوا الوداع يهيج منك صبابة ويثير ما هو في الهوى مكتومُ
فلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ودعوا القيامة بعد ذاك تقومُ (قلائد العقيان/217).
ـ قال ابو عيينة المهلبي:
جسمي معي غير ان الروح عندكم فالروح في غربة والجسم في وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنـا لا روح فيه، ولي روح بلا بدن (الإعجاز والإيجاز/175)
ـ قال شاعر:
لست ممن يقول مسقطُ رأسي وبلادي وطارفي وتلادي
كلُّ قومٍ أرى ليَ العزّ فيهم فهمُ أسرتي وأهل بلادي (المنتحل/205).
ـ قال الشاعر:
عليك سلام الله يا خير منزل ... رحلنا وخلفناك غير ذميم
فإن تكن الأيام فرقن بيننا ... فما أحد من ريبها بسليم (المحاسن والأضداد/119)
ـ قال ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألّا أبيعه ... وألّا أرى غيري له الدّهر مالكا
عهدت بها شرخ الشّباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وقد ألفته النفس حتى كأنّه ... لها جسد إن غاب غودرت هالكا (الأزمنة والأمكنة/451).
ـ قال المتنبي:
بما التعلل؟ لا أهل ولا وطن ... ولا نديم ولا كأس ولا سكن
أريد من زمني ذا أن يبلغني ... ما ليس يبلغه في نفسه الزمن
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن
فما يدوم سرور ما سررت به ... ولا يرد عليك الفائت الحزن
ـ قال آخر:
يا بعيد الدار من وطنه ... مفرداً يبكي على سكنه
كلما جد النجاء به ... جدت الأسقام في بدنه (المنازل والديار/51).
ـ قال أبو بكر بن اللبانة:
قد طال بي أقطع البيداء منفرداً ... وليس يسفر عن وجه المنى سفر
كأنما الأرض عني غير راضية ... فليس لي وطن فيها ولا وطر (المنازل والديار/53).
ـ قال على بن العباس الرّومى
ولى وطن آليت ألّا أبيعه ... وألّا أرى غيرى له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا فى ظلالكا
وحبّب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضّاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم ... عهود الصّبا فيها فخنّوا لذلكا ( زهر الآداب3/737).
ـ قال محمد بن حَازِم الْبَاهِلِيّ:
وارحل إِذا أجدبت بلادٌ ... مِنْهَا إِلَى الخصب وَالربيع
لعلّ دهرًا غَدا بنحسٍ ... بكرّ بالسعد فِي الرُّجُوع (الفرج بعد الشدة5/24).
ـ قال شاعر:
وإذا البلاد تغيّرت عن حالها ... فدع المقام وبادر التحويلا
ليس المقام عليك فرضا واجبا ... في بلدة تدع العزيز ذليلا (المستطرف/288).
ـ قال المبرّد:
الفقر في أوطاننا غربة ... والمال في الغربة أوطان
( محاضرات الأدباء1/576). نسب هذا القول الى علي بن أبي طالب.
ـ قال الشاعر:
لا يمنعنّك خفض العيش في دعة ... من أن تبدّل أوطانا بأوطان
تلقى بكلّ بلاد إن حللت بها ... أهلا بأهل وإخوانا بإخوان (العقد الفريد2/338).
ـ قال الشاعر:
يا لهف نفسي على عيش نعمت به ... أيام لي فيه أوطار وأوطان
أقسمت ما سر قلبي بعد فرقتهم ... خلق ولا لاح للإنسان إنسان
ـ قال الشاعر:
وفي التنقل عزّ للفتى وعـــــــــــلا ... لم يَكْمُلِ البدَر لولا كثرةُ النُّقَلِ
والمندلُ الرطب في اوطانِهِ حَطَبٌ ... وقد يقوَّمُ في الاسفار بالجمل(حادي الأضعان النجدية/33)
ـ قال الشاعر:
وما غريب وإنّ أبدى تجلده ... إلا سيذكر بعد الغربة الوطنا
إلا العراقي والمصري فأنهما ... لا يرجعان إذا ما شارفا اليمنا (تأريخ المستبصر/32).
ـ قال الشاعر:
اذا كنت في أرضٍ يسوءك حالها ... ولم تك محبوساً بها فتغرب
فإن رسول الله لم يستقم لــــــــه ... بمكة حــــال وأستقام بيثربٍ (حادي الأضعان النجدية/7)
قال الشاعر:
بلاد ألفناها على كل حــــــالة ... وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواؤها ... ولا ماؤهـا عذب ولكنها وطن (حادي الأضعان النجدية/7)
ـ قال أحمد بن المعافى:
إنّ التّواني أنكح العجز بنته ... وساق إليها حين زوّجها مهرا
فراشا وطيّا ثمّ قال لها أتّكي ... فقصرهما لا شكّ أن يلدا الفقرا (كتاب البلدان للهمداني/106)
قال الشاعر:
يا بعيد الدار من وطنه ... مفرراً يبكي على شجنه
كلما هاجت صبابته ... زادت الأسقام في بدنه
ولقد زاد الفؤاد شجاً ... هاتف يبكي على فننه
شفه ما شفني، فبكى ... كلنا يبكي على شجنه (حدائق الأزهار/107)
ـ قال شاعر في تقلّبه في البلاد:
خليفة الخضر من يربع على وطن ... في بلدة فظهور العيس أوطاني
بالشّأم داري وبغداذ الهوى وطني ... بالرّقمتين وبالفسطاط إخواني
وما أظنّ النّوى ترضى بما صنعت ... حتّى تسافر بي أقصى خراسان (كتاب البلدان للهمداني/110)
ـ قال الشاعر:
ودّعته فتناولت ... عيناه من عيني دموعا
أسف الزمان عليّ أن نبقى كما كنا جميعا
وأحلّني في غربةٍ ... وأحلّه البلد الشّسيعا
وما كنت أحسب أن يكو ... ن كذا تفرّقنا سريعا
ـ قال الشاعر:
يا نفس قد حـــــق السفر ... أين المفر من القـــــدر
كل امرىء مما يخــــــا ... ف ويرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزما ... ن يغض يوماً بالكــــدر (البصائر والذخائر1/124).
ـ قال بعضهم:
إذا نلت في أرض معاشاً وثروةً ... فلا تكثرن منها النزاع إلى الوطن
فما هي إلا بلدة مثل بلدة ... وخيرهما ما كان عوناً على الزمن
(أحسن ما سمعت/55).
ـ قال الزبير بن عبد المطلب:؟
ولا أقيم بدارٍ لا أشدُّ بها ... صوتي إذا ما اعترتني سورة الغضب (بهجة المجالس1/49).
ـ قال أبو الفتح الشدوني:
إذا ما الحرُّ هان بأرض قومٍ ... فليس عليه في هربٍ جناح
ـ قال البحتري:
وإذا الزَّمان كساك حلَّة معدمٍ فالبس لها حلل النَّوى وتغرَّب (بهجة المجالس1/45).
ـ قال الشاعر
انَّ الغريب بأرضٍ لا عشير بها ... كبائع الرِّيح لا يعطى به ثمنا
ـ قال آخر:
لا ألفينَّك ثاوياً في غربةٍ ... إنَّ الغريب بكلِّ سهمٍ يرشق
ـ قال آخر:
فلم أرعزَّ المرء إلاَّ عشيرةً ... ولم أر ذلاً مثل نأيٍ عن الأهل (بهجة المجالس1/45).
ـ قال الشاعر:
وإذا خشيت تعذُّراً في بلدةٍ ... فاشدد يديك بعاجل التِّرحال
إنَّ المقام على الهوان مذلَّةٌ ... والعجز أضعف حيلة المحتال
(بهجة المجالس1/50).
ـ قال ابز عمر القرطبي:
وقائلةٍ مالي أراك مرحّلاً ... فقلت لها: صه واسمعي القول مجملا
تنكَّر من كنَّا نسرُّ بقربه ... وعاد زعافاً بعدما كان سلسلا
وحقَّ لجارٍ لم يوافقه جاره ... ولا لاء مته الدَّار أن يترحَّلا
بليت بخفضٍ والمقام ببلدةٍ ... طويلاً لعمري مخلقٌ يورث البلا
إذا هان حرٌ عند قومٍ أتاهم ... ولم ينأ عنهم كان أعمى وأجهلا
ولم تضرب الأمثال إلاَّ لعالمٍ ... ولا عوتب الإنسان إلاَّ ليعقلا (بهجة المجالس1/50).
ـ قال نفطويه:
شيئان لو بكت الدِّماء عليهما ... عيناي حتَّى تؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقَّيهما ... فقد الشَّباب وفرقة الأحباب (بهجة المجالس1/52).
ـ قال أبو الطيب:
إذا لم أجد في بلدة ما أريده ... فعندي لأخرى عزمة وركاب
(زهر الأكم في الأمثال والحكم1/215)
ـ قال اليوسي:
لا يكسك الوطن الأليف مذلة ... أن كنت تكتسب العلى بتغرب
فالجار من يدنو إليك مواتياً ... في كل أرض بالجوار الأطيب
ومن احتبك مودة ونصيحةً ... في حالتيك فذاك خير الأقرب
(زهر الأكم في الأمثال والحكم1/216)
ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
أهم المصادر:
ـ تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي. دار الفكر، بيروت 1981.
ـ زهر الأكم في الأمثال والحكم. الحسن اليوسي. تحقيق: محمد حجي. دار الثقافة. المغرب 1981.
ـ المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية في القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2004؟
ـ تاج العروس من جواهر القاموس، الزبيدي (محمد مرتضى الحسيني)، تحقيق: عبد العليم الطحاوي. وزارة الإعلام، الكويت، 1394هـ-1974م.
ـ بهجة المجالس وأنس المجالس. ابن عبد البر القرطبي المالكي. تحقيق: محمد مرسي. دار الكتب العلمية. بيروت.
ـ لسان العرب، ابن منظور (جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرّم)، تحقيق: عبد الله علي الكبير، ومحمد أحمد حسب الله، وهاشم محمد الشاذلي، دار المعارف، القاهرة، 1401هـ-1981م.
ـ الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، طباعة الوزارة، 1425هـ-2004م.
ـ أحسن ما سمعت. عبد الملك ابو منصور الثعلبي. تحقيق: خليل عمران. دار الكتب العلمية. بيروت 2000.
ـ البصائر والذخائر. ابو حيان التوحيدي. تحقيق: أحمد أمين. لجنة التأليف والترجمة والنشر. مصر 1952
ـ البلدان: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق الهمداني المعروف بابن الفقيه (ت 365) المحقق: يوسف الهادي الناشر. عالم الكتب، بيروت 1996
ـ حادي الأضعان النجدية الى الديار المصرية. محب الدين الحموي. تحقيق: محمد البخيت. منشورات جامعة مؤتة. الاردن 1993
ـ محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء. الراغب الاصفهاني. تحقيق: ابراهيم زيدان. مكتبة الهلالز مصر 1902.
ـ لمستطرف من كل فن مستظرف. شهاب الدين الابشيهي المحلي. مكتبة الجمهورية العربية مصر.
ـ المحاسن والأضداد. ابو عثمان بن عمر الجاحظ. مكتبة الخانجي. مصر.
ـ التذكرة الحمدونية. محمد بن الحسن بن حمدون. تحقيق: احسان عباس. دار صادر. 1995
ـ زهر الآداب وثمر الألباب. ابو إسحق الحصري القيرواني. تحقيق: يوسف طويل. دار الكتب العلمية. بيروت 1997؟
1552 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع