الشراكة السعودية التركية لبناء طائرات مسيرة

اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
12 / 1 / 2023

الشراكة السعودية التركية لبناء طائرات مسيرة

مقدمة

الطائرة المسيّرة دون طيار هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقًا لطريق تسلكه، في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف على اختلاف انواعها ، تستخدم لاغراض شتى بعد تطويرها كاعمال الاستطلاع العسكرية والمدنية ،وقد استخدمت في حرب فيتنام ، وحرب تشرين / اكتوبر 1973 ،وقد استخدمها الكيان الصهيوني في حرب حزيران 67 ، 73 لاشباع منظومات الرادار المصرية والسورية ، وفي الحرب العراقية الايرانية لاغراض الاستطلاع التصويري ، كما انتشر استخدامها في خمس حروب كبرى وقعت بين الدول في السنوات الماضية في سوريا وليبيا وناغورنو كارباخ وفي الحرب اليمنية وفي أوكرانيا ، كما تمكن الجيش الأمريكي من القضاء على عديد من قيادات القاعدة و داعش في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، من مسافات بعيدة، كما حصل مؤخرا في استهداف زعيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول ، وقاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العراق وقد قامت هذه المسيرات بأدوار هامة وحاسمة عزز من نجاح مهامها إفلاتها من أنظمة الدفاع الجوي التقليدية بسبب صغر احجامها وبناء اجسامها .
الطائرة المسيرة ذات مميزات اقتصادية تختلف عن الطائرات المقاتلة او الاستطلاعية اخرى بدرجة كبيرة فمثلا بمقارنة بسيطة بين ثمن طائرة واحدة من طراز ف 15 تعادل ثمن 1000 طائرة مسيرة او اكثر .
الاستخدامات
• استطلاع ارض المعركة تمكن القائد من اتخاذ القرار المناسب ، استطلاعات الحرب الإلكترونية الإيجابية أو السلبية.
• حمل مستودعات التشويش السلبية (chaff) ونشرها للتاثير على الرادارات المعادية وكذلك التشويش الايجابي ، ناهيك عن مستودعات التشويش الحرارية .
• كشف وتصحيح نيران المدفعية ونسب الاصابة.
• استخدام المسيرات في كشف درجة الحرارة والرياح والأعاصير.. الخ.
• كما يمكن استخدامه كصاروخ موجه انتحاري في حالة فشل مهمته أو انتهاؤها أو وجود هدف حيوي لتدميره.
• البعض منها قد يستخدم لاشباع منظومات الرادار الارضية.
• اكتشاف الأعاصير:
• شرطة طائرة دون طيار:
• إطفاء النيران .تستخدم الطائرات دون طيار في مكافحة النيران بحيث يحدد لها القمر الصناعي الإحداثيات ويتم توجيهها لإطفاء الحريق وتحدد هذه وتقلل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الطيار ( ١)
الطائرات المسيرة من حيث المهام
• طائرات قيادة نوعان منها السيطرة عليها عن بعد ، والاخر ذات السيطرة والقيادة الذاتية .
• كما يمكن تقسيم هذه الطائرات حسب المهمات التي تقوم بها فمنها العسكرية المتخصصة لاغراض الاستطلاع الجوي وهي الجزء الأكبر من هذه الطائرات ومنها المقاتلة ومنها ما يمكن استعمالها للغرضين. ومنها ما هو نفاث او المروحي .
الدول المنتجة
جرى انشاء وتطوير واختبار أول طائرات بدون طيار في كلا من بريطانيا والولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، في عام 1917، و عام 1918 وهي طائرات صغيرة يتحكم فيها عن طريق الراديو.
وفي عام 1935، صنع البريطانيون عددًا من الطائرات التي يتحكم فيها عن بعد، لاستخدامها كأهداف لأغراض التدريب، إذ بدأ ظهور مصطلح (طائرة بدون طيار)، وتتعدد أسماؤها الآن ما بين (الدرون) والطائرة المسيّرة والطائرة من دون طيار ، نُشرت طائرات الاستطلاع بدون طيار لأول مرة على نطاق واسع في حرب فيتنام، كشراك خداعية في القتال، ولإطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة، وإلقاء المنشورات للعمليات النفسية.
• في عام 2000 كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحتكر صناعة وتطوير الطائرات دون طيار.
• تطور الأمر فصارت الطائرات دون طيار لا ينتجها إلا ثلاث دول هي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
• في عام 2005 وإثر رسالة ماجستير في جامعة أمريكية تمكن شاب تركي يدعى سلجوق بيرقدار نجح في إقناع المسؤولين الأتراك بفكرة صناعة الطائرات المحلية.
• في عام 2010 وفي استعراض هوائي قررت الصين مفاجأة العالم بالكشف عن 25 موديل جديد من الطائرات دون طيار.
• في عام 2011 تم تقدير البرامج البحثية لتطوير الطائرات دون طيار والتي تقوم عليها الحكومات أو الشركات أو المعاهد البحثية في العالم ب680 برنامج بحثي.
• في عام 2012 أظهر تقرير الكونغرس أن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات دون طيار، وأن العدد قفز من 41 دولة تمتلك طائرات دون طيار في 2005 إلى 76 دولة في 2011 وسبب هذا الإقبال هو النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أمريكا على العراق وأفغانستان، فقررت الدول الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، من هذه الدول مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإيران .
• تعمل السويد وإسبانيا واليونان وإيطاليا وسويسرا وفرنسا على برنامج بحثي مشترك لصناعة طائرة حربية دون طيار عالية التقنية.
• صمم مجموعة من الباحثين في جامعة وهران أول نموذج لطائرة دون طيار جزائرية 100%، وهذا كرد فعل على رفض الولايات المتحدة بيع الجزائر هذا النوع من الطائرات ( ٢) .
سوف لااتطرق الى تفاصيل انتاج كافة الدول المصنعة للطائرات المسيرة لكني ساتطرق الى الدول ضمن اهتماماتنا الاقليمية منها ايران وتركيا والسعودية ومدى تاثيرها على الواقع الامني الاقليمي
ايران
خرجت ايران خاسرة من حربها مع العراق بقدرات عسكرية ضعيفة لاتقوى حتى الدفاع عن نفسها في حال تعرض قواتها الى اي تعرض معادي لها ، مما يعتبر ذلك تهديدا لامنها القومي مما اضطرها الى بناء قواتها المسلحة عن طريق استخدام الطائرات العراقية المؤمنة لها والبالغ عددها 140 طائرة مقاتلة بضمنها اسطول جوي استراتيجي سرقتها ايران ولم تعيدها للعراق بالاضافة الى سعيها في بناء ترسانة كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى وكذلك انتاج العديد من الطائرات المسيرة بدون طيار وتقوية دفاعها الجوي ، ساتطرق في هذا المقال الى الطائرات المسيرة .
تحتل صناعة الطائرات المسيرة في ايران مساحة هامة من قطاع تطوير الصناعات العسكرية في المنطقة والعالم في الوقت الراهن، فتعدد مهامها زاد من أهمية امتلاكها وإستخدامها، ولا تتوانى إيران عن إنتاج طائرات بدون طيار لأهميتها الإستراتيجية لأمنها القومي لكن الأمور لم تتوقف عند الحدود الإيرانية، بل تعدتها لتصل مُسيّراتها إلى اليمن وسوريا والعراق ولحزب الله في لبنان، وهو ما يعني التأثير على دور طهران الإقليمي ، وحققت تقدماً كبيراً في صناعة وتصميم وتطوير تلك الطائرات منذ حرب الخليج الأولى(1980 – 1988)، وحتى يومنا هذا. في الوقت الحاضر، هناك شركات لصناعة الطائرات بدون طيار في جمهورية إيران أهمها شركتا (هسا) وهي تعد من أهم المواقع لتصميم وإنتاج هذه الطائرات. ومن أهم الطائرات بدون طيار التي صنعتها ايران هي أبابيل من نوع بي، اِس وتي، وصاعقة (1و2) وتلاش (1و2) ومهاجر( 1و2 و 3و4 و5 و6) وكذلك طائرة طوفان باز وتشابك پر وتيزپر وسهند، وطوفان وحازم وزحل وسفره ماهی وکرّار وسرير وحماسه وشاهد 129 وطائرة فُطرس (٣ ) .



قامت الطائرات المسيرة الايرانية بقيادة الحرس الثوري الايراني بالعديد من المهام الاستطلاعية والقتالية في العراق وسوريا ولبنان (حزب الله) واليمن (من قبل المليشيات الحوثية ضد السعودية والامارات ).
تركيا
تمتلك تركيا اربع أنواع من الطائرات المسيرة اثنتان منها تنتج من قبل شركة بايكار (أكنجي وتي بي 2) والأخريان تنتج من قبل مؤسسة الصناعات الجوية والفضائية التركية (عنقا وأكسنغور). بالإضافة إلى بضعة نماذج أخرى تستخدم لأغراض التجسس والاستطلاع ونماذج أخرى انتحارية ، بجانب برنامجها في تطوير الطائرات المسيرة، تسعى تركيا جاهدة لتحقيق اكتفائها الذاتي والتحرر من هيمنة موردي الأسلحة الغربيين وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا اللتين رفضتا مراراً وتكراراً طلبات أنقرة في شراء السلاح. وتعمل تركيا الاستفادة من هذه الصناعة في تعزيز صادراتها العسكرية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية والاقليمية ( ٤) .



صممت أكنجي لتنفذ عمليات قتالية تحاكي العمليات الجوية التي تنفذها طائرات F-16، فبالإمكان استخدامها سواءً في العمليات الجوية القتالية جو – جو، أو في عمليات الهجوم على الأهداف الأرضية أرض – جو.
الطائرة المسيرة بيرقدار . بدأت أول مرحلة في تطوير نموذج الطائرة المسيرة( TB2 بيرقدار) عام 2007، حيث أجرت أولى رحلاتها في حزيران 2009، وفي شهر كانون الثاني /ديسمبر 2012، انطلقت مرحلة التطوير الثانية، حيث أجريت أولى التجارب في نيسان /ابريل 2014، وسُلّمت أول ست طائرات للقوات البرية التركية في تشرين الثاني /نوفمبر 2014، أعقب ذلك تسليم ست طائرات أخرى للقوات البرية في حزيران /يونيو 2015، ومنذ ذلك الحين دخلت تلك الطائرات الخدمة رسمياً في القوات التركية.
وتُصنف بيرقدار TB2" ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم)، إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20- 27 ألف قدم) أي نحو (8 آلاف متر)، وتحمل معدات بوزن 150 كيلوغراماً، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة، كما أنها مزوّدة بكاميرا تبلغ دقتها 1.8 مليار بيكسل تستطيع رصد الأهداف ليلاً ونهاراً، وتزويد قاعدة الاتصال الأرضية بتلك المعلومات بشكل مستمر، مع إمكانية ضرب أهداف محددة بشكل فوري بسبب قدرتها على حمل الصواريخ (٥ ) 

نبذة موجزة لدور الطائرات التركية المسيرة في اوكرانيا والسعودية

اوكرانيا
كان أداء الطائرة المسيرة التركية( بيرقدار ( لافتًا للانتباه في سوريا، بوصفها بداية قوية لفتت الأنظار إليها. كذلك كانت هذه الطائرة حاسمة في كسر الجمود العسكري في ليبيا، خلال عملية ما سُمِّيت (عاصفة السلام. ) ، كذلك، في حرب عام 2020 م بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو كاراباخ المُتنازع عليهاوقد اظهرت الطائرات المسلحة بلا طيار حجرَ الزاوية لنجاحها في الصراع، في العصر الحديث.
لقد اثبتت الطائرة البيرقدار التركية أنها ذات فاعلية وعملية في ا لاستخدام، حيث سجلَت أكثر من 420 الف ساعة طيران ومهمات في العراق وسوريا، وفي ناغورنو كاراباخ ضد ميليشيات أرمنية، وفي ليبيا ضد جيش خليفة حفتر، المثير أنه في كل هذه المواجهات العسكرية تفوَقت بيرقدار على الأسلحة والمنظومات الدفاعية الروسية، وبشكل خاص منظومة (بانتسير ) (٦ ) الدفاعية، التي تُوصَف بأنها فخر المنظومات الدفاعية المتنقلة من الصناعات الروسية ، التي ظهرت عاجزة تمامًا عن مواجهة (بيرقدار )، وهو ما اعتُبِر إهانة للمنظومة والصناعات الدفاعية الروسية بشكل عام .
قدَّمت أوكرانيا خلال حربها ضد روسيا مفاهيم جديدة حول استخدام الطائرات بلا طيار في النزاعات الحديثة بين دولتين، ما يجعلنا نستنتج بأن الدولة التي تمتلك أقوى طائرات بلا طيار ستزيد قدراتها في استنزاف الخصم. في الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، ظهرت الطائرات بلا طيار (بيرقدار )التركية مصدرًا غير متوقع لتحقيق بعض ا لانتصارات والتدميرللوحدات والدبابات الروسية. لعبت هذه المسيَّرات التركية الصنع دورًا هامًّا في الحرب الأوكرانية، ذلك النجاح أثار فضول عديد من الخبراء في الحروب الجوية. اشترت أوكرانيا منذ عام 2019 م ما يقارب 50 طائرة بيرقدار اظهرت فاعليتها العالية في هذه الحرب. أيضًا أسهمت ثلاث من هذه الطائرات المسيرة في الدعم الإلكتروني لتدمير الطراد الروسي (موسكفا) عندما شوَشت أجهزة الرصد بالطراد، وشغلت منظومة الدفاع الذاتي له، ثم باغتته بصاروخين من طراز (نيبيتون ) الأوكراني فأصابته مباشرة. حققت هذه الطائرات أيضًا فوزًا دعائيا كبيرًا لأوكرانيا، إذ ساعدت في توفير ونشر صور ومقاطع فيديو للضربات الأوكراني ، ينظر إلى الطائرات بلا طيار على أنها جزء مهمّ من النجاح الأوكراني (٧ ) .
السعودية
عقدت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية ، التي تؤدي دورا محوريا في دعم قطاع الدفاع بالمملكة، عقد تطوير الطائرة بدون طيار (حارس الاجواء) مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية.
وتعد(حارس الأجواء) إحدى نتائج مشاريع البحث والتطوير المتعددة في مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، وسيعمل المركز على تطويرها بما يتوافق مع متطلبات الجهات المستفيدة.
وبغرض رفع الجاهزية العسكرية للمنظومة الدفاعية بالسعودية، سيعمل مشروع الطائرة على خلق فرص عمل جديدة للكفاءات الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطائرات المسيرة.
ومن أبرز مواصفات هذه الطائرة، أنها بدون طيار وتم اختبارها لمدة 7 سنوات حتى وصلت إلى هذه القدرة، وستدخل الخدمة عام 2023 وهي صناعة سعودية بالكامل .باستطاعتها حمل قنبلتين من القنابل الذكية وهي مزودة بكاميرات ذكية وأجهزة استشعار كهروبصرية عالية الدقة بالاضافة الى احتوائها على رادارات تصويرية، ما يمكّنها من التقاط الصور من على مسافات بعيدة، ومزودة بنظام تحكم ذاتي بالكامل منذ لحظة الإقلاع وحتى العودة للهبوط بعد إنجاز المهمات (٨ ) .
ماهية الشراكة السعودية التركية
بالنظرللدور المهم للطائرات المسيرة بدون طيار، بالاضافة الى الميزات الاقتصادية المشار اليها انفاً ، واتضاح دورها القتالي في دقة الاصابة واحداث التاثير المطلوب في الاهداف المعادية ، دآبت المملكة العربية السعودية وفقا لمبدئ التعاون السعودي التركي باجراءات السعي للمشاركة مع تركيا لانتاج هذه الطائرات
وبحسب ماتوفر من المعلومات، فإن السعودية تمتلك النسخة القديمة من الطائرة المخصصة لأغراض الاستطلاع فقط ، لكنها بدأت حديثاً شركة الصناعات الدفاعية السعودية بإنتاج النسخة الجديدة من الطائرة بالتعاون مع الشركة التركية الأم تحت اسم “هابوب” على أن تكون طائرة مسيرة استطلاعية وهجومية ويتم تزويدها بصواريخ تركية متطورة.

الإنتاج المشترك لـ النسخة السعودية من الطائرة التركية بدأ فعلياً بداية العام الجاري، بحيث من المخطط أن يتم انتاج 6 طائرات منها خلال عام 2021، على أن يتم إنتاج قرابة 40 خلال السنوات الخمس المقبلة، كما تم الاتفاق على تزويدها بصواريخ تركية موجهة متطورة من طراز (MAM-L) وهي نفس الصواريخ التي تصنعها شركة (روكيتسان) وتستخدمها طائرات بيرقدار.
وبالتالي فإن إعلان الحوثيين عن إسقاط طائرة مسيرة سعودية من صناعة تركية لا يحمل أي جديد، كون أن امتلاك السعودية لهذا النوع من الطائرات هو معلن منذ سنوات ولا يحمل أي مؤشر أو اعتباره دليلاً على وجود دعم تركي جديد للحرب السعودية في اليمن.
فطائرة أقنجي المسيرة لم تدخل الخدمة فعلياً لدى الجيش التركي بعد، في حين أن طائرة بيرقدار متوفرة وتعمل بفعالية كبيرة لدى الجيش التركي وجرى استخدامها في سوريا والعراق وليبيا وقره باغ، كما تم بيعها إلى ليبيا وقطر وأذربيجان وأوكرانيا، لكن لا يوجد أي مؤشرات على أنه تم بيعها إلى السعودية خلال الفترة الماضية والتي شهدت ذروة تراجع العلاقات بين البلدين.
وشهدت الأشهر الماضية مؤشرات على احتمال حصول تقارب بين أنقرة والرياض، وتزايدت هذه المؤشرات في الأسابيع الأخيرة مع التصريحات التركية التصالحية مع مصر ودول الخليج بشكل عام، إلا أن حصول تقدم في العلاقات بين البلدين لا يعني على الإطلاق مشاركة تركيا بشكل مباشر في حرب اليمن أو بيع طائرات بيرقدار بسهولة للمملكة لاستخدامها في حرب اليمن التي تحمل في طياتها تعقيدات كبيرة تتعلق بالمأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب ومستقبل العلاقات مع إيران وغيرها الكثير من التعقيدات.

دور واهمية الطائرات المسيَّرة في مستقبل الحروب
لما تقدم اتضح دور هذه الطائرات في الحرب الحديثة ممكن ايجازها بالنقاط التالية
• التكلفة المنخفضة لهذه الطائرات المسيَّرة مقابل القدرة العسكرية الكبيرة التي تؤمنها
تعتبر المسيرات رخيصة جدًّا مقارنةً بتكلفة الطائرات المقاتلة باهظة الثمن، التي قد تكون عرضة للاعتراض والتدمير، مع خسارة الطيارين الذين تستثمر الدول في تدريبهم مبالغ ضخمة ووقت طويل وصعوبة تعويضهم بالسرعة المطلوبة، أوحتى اذا قورنت مع الصواريخ الباليستية باهظة الثمن أيضًا، والتي يمكن اعتراض أغلبها، خصوصًا ذات السرعات أقل من سرعة الصوت، من قِبَل أنظمة الدفاع الجوي المخصَّصة لها.
• تعدد المهام التي تقوم بها المسيرات جوًّا وبرًّا سلماً وحرباً
توفِّر المسيرات فرصة ا لاشتباك مع خطوط العدو الأمامية لتسهيل تقدم القوات البرية، وتقليل خسائرها البشرية والمادية، وكذلك إلقاء الصواريخ والقنابل، لتدمير تموينات العدوومستودعاته وقواته ا لاحتياطية في المناطق الخلفية. كذلك ستكون الطائرات المسيرة بدلاً من لطائرات ا لاستطلاعية التقليدية، كي تقوم بمهام مميزة ومختلفة، إذ تصبح قادرة على ا لاستشعار الأمامي، ما يعني أنها ستطير قبل الطائرات المأهولة كي تستطلع منطقة القتال وتجمع معلومات عن القوّات المعادية الموجودة عليها، ويمكنها في ذات الوقت تنفيذ حرب إلكترونية عن طريق التشويش على رادارات العدو وأجهزته الإلكترونية وأنظمة دفاعه الجوي وإعمائها.
• الطائرات المسيَّرة ستحدِث تعديلاً على مفهوم السيادة الجوية
تعتبر السيادة الجوية احد اهم المهام للسلاح الجوي في حرمان العدو من الحصول على التفوق الجوي على مسرح الحرب. والمثال الاقرب في ذلك ان روسيا حاولت فرض تفوق جوي على أوكرانيا، لكن يبدو أن الطائرات بدون طيار والدفاعات الجوية الأرضية التي زود بها الغرب أوكرانيا، منعت روسيا من الحصول على السيادة الجوية على سماء أوكرانيا صَعب عليها تقديم الاسناد الجوي لقواتها البرية في العمق الاوكراني
لاتحتاج الطائرات المسيرة الى مدراج للطائرات او مستلزمات فنية كبيرة كما هي في الطائرات التقليدية المقاتلة
لاتزال انظمة الدفاع الجوي ضعيفة في مواجهة الطائرات المسيرة ، وبالعادة يجري مواجهتها عن طريق الأنظمة الدفاعية التقليدية، كنظام الباتريوت او الصواريخ ارض – جو المكلف جدًّا مقارنةً بتكلفة الطائرة المسيرة ( ٩) .
في الختام
في ظل هذه المشاهد المتباينة ، يبدو المسار الإيراني هو الأكثر تجسيداً للتناغم بين الطائرات المسيرة والاستراتيجية العسكرية لبلد ما، أو بشكل أدق، لقوات الحرس الثوري الإيراني. وتسيطر هذه المؤسسة على الجزء الأكبر من إنتاج واستخدام الطائرات المسيرة الحربية الإيرانية.
كما أن إيران لم تتوانَ عن نقل الطائرات المسيرة إلى جماعات من غير الدول في المنطقة. فالمسيرات التي يستخدمها حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن هي ثمرة تعاون تقني مع الحرس الثوري الإيراني تطبيقا لمبدئ ولاية الفقيه.
أخيراً ينبغي او يجب الاستعداد لعالم متغير بتداخل العناصر الفئوية والمليشيات المدعومة من دول معادية للعروبة والاسلام مستغلة ظروف عالمنا العربي المتصاعدة بدعم الكيان الصهيوني وايران بالارتكاز على البعد الرابع للحروب واحدث التقنيات وابسطها والاكثر تاثيراً في استهداف البنا التحتية المهمة .

١). الموسوعة الحرة ويكيبيديا
٢). الطائرات المسيرة .. التكنولوجيا ذات الوجهين : هبة حسين :في 22 / 3 / 2022.
٣).نفس المصدر السابق.
٤). الطائرة المسيرة "أكنجي" أحدث ما أنتجته تركيا: عبد الله سكر

٥). تلفزيون سوريا - سعيد غزّول :الطائرة المسيرة بيرقدار.
٦).بانسير منظومة دفاع جوي روسي ارض – جو محمول على عجلة .
٧). القرني ، أحمد بن ضيف لله : الطائرات المسيرة في الحرب الأوكرانية: سلاح فعّال في مستقبل الحروب الرياض .
٨).صحيفة المرصد : نقلا عن تقرير من قناة العربية السعودية : 24 / 12 /2021
٩). الطائرات المسيَّرة في الحرب الأوكرانية.. سلاح فعّال في مستقبل الحروب : مصدر سابق بتصرف .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع