سقوط الذاكرة ...

                                                                                    


                                سهر كوسا

هوت الذاكرة مرتطمة بأرضية الغرفة..صدر عنها صوت مرعب .. تمزقت أشلاء..

ارتفعت .. حلقت في سماء القرية .. تعلقت حفنة منها بسقوف المنازل .. سقطت أخرى على الدروب والأزقة ... صبغت ثالثة وجوه البشر بلون التوهان ..وتطيرت رابعة زبداً رابياً رابياً سبح على موجات النهير الراقصة.. تناثرت فقاقيع حملتها نسمات صيف وأسكنتها حواميل طيور جارحة : صاحت الجواريح مهللة :

ها قد فقدت الذاكرة أيتها القرية .

اشرأبت الأعناق ..وحملقت العيون الناعسة في سماء تطلعت حجبا لكن للحظات ..

ثم عادت الى السكون اللاإرادي .. الى الغيبوبة المزرية .

تعالت مكبرات الصوت في الزوايا والمنحنيات , تجلجل وتهذر قولاً ممسوخاً..

الكل منبهر به .. الكل هائم باللفظ الممسوح !!.. لاشئ يعلو كل الطرقات تقود .. من ليس معنا .. الآخر .. الحرية الحمراء..

 ضجيج.. ضجيج..  

ذاب كل شئ وتقلص في بوتقة القوم ..وسال في أنبوب الوطن..تساوت الأشياء.. وضاع الأمل.. وغاب الماضي بدأ ضوء خافت ضيعت اللمعان..تلفتت وجوه.. إلتوت الأعناق وصاح القاتل :

ماذا جرى ؟؟ ما الأمر؟؟

أجابت أصوات محجوبة : انه التجديد.. الانبعاث..النهضة..مرايا جديدة ..صقيلة بدون ظهر..شفافة الى حيث لايُعلم ..وافتفد مايجب ان يكون ؟؟

تعالت النداءات .. ألون من الألبسة تخفي الحياء.. مشهيات تملئ البطون وتفرغ الأدمغة.. طريق التبعية ياسادة.. هو الأمثل.

يهرع الجميع الى الساحات رغبة وشوقاً ..

تكدست غوايات المتعة ..

ملأت الأرصفة وتمحورت في الأزقة ..

أصبح الظهر قفا..

.. لاغرابة..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

609 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع