شاي الظهيرة في ضيافة الحاجة أم سردار

                        

                          محمود داود برغل

           

الزمان ....شهر شعبان
المكان .. بيت كريم من بيوت العزيزية

 
 

يتميز النسيج الاجتماعي لمدينة العزيزية بالتماسك الرصين .. وألوان الموزائيك فيه زاهية تسر الناظرين .. هذه مربية فاضلة قادمة من أقليم كردستان وتحديدا قلعة اربيل الخالدة مع شريك حياتها ورفيق دربها الفقيد المرحوم صالح خوشناو.. توقد هي وهو شموع العلم والمعرفة في مدارس العزيزية لتعليم التلاميذ ابجدية التعايش السلمي وحب الوطن ونثر الورود.
انها العراقية الاصيلة الحاجة أم سردار الحاصلة على البكالوريوس بالتربية الفنية من جامعة عراقية رصينة .. عرفت بخلقها الرفيع وتفقد الجميع في كل صغيرة وكبيرة ..ريشتها ترسم افقا للنور في وطن تحلم ان يستقر ويزدهر اهله .كانت تنظم السفرات لزميلاتها من المدرسات والجيران الى الامام موسى الكاظم عليه السلام و العتبات المقدسة الاخرى كل يوم خميس فتخلق وتشيع اجواء من الالفة والمحبة والتوادد والتراحم ..مع حرصها الشديد في كل سفرة بتقديم طبق شهي يستمتع به الجميع فهي طاهية طعام محترفة .يجبرك طعامها على تناوله بيدك اليمنى بعيدا عن الملاعق والاتكيت..اما ضيوفها الذي يحلون أهلا وسهلا بديوان ضيافة الفقيد ابو سردار رحمه الله فتقابلهم بووجها الكريم الذي يشع بشرا وبشاشة للتعبير عن حسن الخلق والاستقبال . تحيي الخالة الكريمة أم سردار كل عام في الاول من شعبان صيام زكريا حيث تعتمر على يدها المباركة الصينية التى تملأها بالشموع المزينة بالشرائط الملونة والحلوى وأغصان الياس الاخضر الذي تقتطعه من حديقتها المليئة بالوروود ... مسألة الالتزام بالطقوس الدينية عندها كسائر الامهات العراقيات النجيبات اللائي يحيين الموروث الشعبي بالاعتماد على الذاكرة الحية الناشطة في معرفة مواقيت الاعياد ومواسم الزيارات الدينية دون الرجوع الى تقويم او روزنامة أو مفكرة .تتأثر باعماق من عاشت معهن وتتأثر بما يرتسم على وجوههن من تعابير وحركات فرح أومعانات.
تحيا المربية الفاضلة الحاجة ام سردار بالامل والتفاؤل وتعيد ترتيب الألوان وتحريك الفرشاة لترسم مستقبلا ينبض بحب الناس ونكران الذات.
ملاحظة مهمة ..الصورة في المنشورة هي للكاكا سردار الأبن البكر للمربية الفاضلة..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

896 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع