وطني .. ماذا ستخسر بعد؟؟

                                         


                          علي لطيف الدراجي

"الوقت من ذهب"، انطلاقا من هذه المقولة نُدرك أهميّة الوقت في حياتنا المليئة بالمشاغل والاهتمامات. هذا الشيء غير الملموس هو أثمن ما نملك في الحياة ومن البديهي أن يسعى كلّ منّا إلى محاولة استغلاله والاستفادة منه إلى أقصى الحدود، وأيّ هدر في الوقت يمكن أن يشكّل لنا التأخّر في تحقيق أحد أهدافنا..

ولكن يبدو ان حكومتنا لاتعير اهمية تذكر للوقت (حقهه) لأنها تملك خزين كاف من المستقبل ربما يفوق خزين اليابان او المانيا وكل اعمال الوزارات والدوائر قد استكملت قبل حلول العام 2014 وكذلك الجامعات والمدارس وكل شئ يسير وفق خطة محكمة وغير قابلة للفشل.

من الجميل جداً ان يستشعر المرء بأن بلده متأخر قليلاً نتيجة ظرف ما ولكن من الغباء فوق الجداً ان يستغفل الكثير حالة التأخير في كل مفاصل الدولة وحالة العقم والجهل التي شلت العمل الحكومي ووضعت حاجز اسمنتي بين الموظف والمواطن.

قبل ايام طرح الاعلامي المصري عمرو اديب شعار اكثر من رائع وهو العمل ساعة اضافية من اجل النهوض باقتصاد مصر ، وهي ومضة جميلة من اعلامي يريد ان يشارك في رقي بلده الذي تأخر سنة واحدة فقط وهو عمر حكم الاخوان لمصر ولكن هذه الكلمات التي تختلج فؤاده ستعطي دافع اكبر للعمل من اجل الوطن.

والسؤال ماحال من عاش طيلة عشر سنوات على سكة التأخير لا التغيير التي ارهقت بلادنا كثيراً وجعلت امل الرجوع كابوساً بلون العتمة.

فمن بلد الحضارات والانجازات الى بلد الاجازات والخسارات ومن بلد البناء والارتقاء الى بلد العناء والشحناء ، وفي الوقت الذي كان من المهم ان نستثمر (الوقت) ارتأى بعض النفعيين الجهلة ان يضاف يوم السبت عطلة رسمية لراحة الابدان ، وكلما حل شهر رمضان وارتفعت درجة الحرارة بدأت عطلة الخميس الحولية التي بات موظفينا الاشاوس ينتظروها كل عام وبعد عيد الفطر هناك رحلة الشتاء والصيف وبعد عيد الاضحى هناك سبات ماقبل الخريف.

ولكن هناك من اثبت ان الوقت له قيمة في مكان اخر عندما يتحفظون على قياديوا تنظيم القاعدة الارهابي في السجون لكي يحافطوا عليهم من شمس صيفنا اللاهب ويزيدوا في اوزانهم وبعدها ياخذوا على كل (رأس عفن) ملايين الدولارات وكأن العملية اشبه بتربية الابقار.

كل هذا يحصل في اجواء نشم فيها رائحة الدم العراقي ومجلس النواب بأعضائه التافهين منهمكين بكيفية التصويت على ميزانيتهم الحقيرة التي يجدون فيها خير ملاذ لسد جوعهم(القديم) اذ اثبتوا لنا انهم متسولين وحفاة على هيئة سراق محترفين واناس لايملكون ذرة حياء.

هكذا يقتل الوقت في وطننا بعد ان قتل فيه الانسان من قبل وبعد ان ارتفع منسوب الالم فيه وغرقت العيون بصور المآسي .

لقد ضاع كل شئ بعد ان خدعنا السراق وبتنا لاشئ.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع