حول وضع المرأه في مجتمعنا وازدواجية النخبة ..!!

                                                  

                               عبدالله عباس

حول وضع المرأه في مجتمعنا وازدواجية النخبة ..!!

• اول حكاية :

في الواقع لااحب أن ادخل عن طريق الكتابة في موضوع يتحدث عنه الكثير من الذين يسمونهم نشطاء المجتمع والمتعلق ب (حرية المرأه ومشكلة اضطهادهن و ....ألخ ) وكثير من هذاالاحاديث عبارة عن عرض كوميديا سوداء و اذا قراءتها بدقة ترى ان المواضيع المثارة في كتاباتهم يتطرقون الى مواضيع حساسه ‘اخطرها انهم يربطون بين وجود ظواهر اجتماعية سلبية في نظرهم الى حرية المرأه واضطهادهن ب ( انتماء مجتمعنا ) في اكثريته لل(الدين الاسلامي الحنيف ) ..!!
ولكن ‘ عندما تريد قراءة دقيقة للاراء هؤلاء ‘ ترى وبوضوح ‘ أن (المنتقدون النخبويون ) الذين يعتبرون أنفسهم ‘ بأنهم يمثلون اصحاب افكار منفتحه على مناقشة اراء اخرى ‘ تراهم يلجأون الى نفس التوجهات التي يلجأ اليها ادعياء ( رجال الدين ) الذين يظهرون من توجهاتهم السطحية و الاعتماد على اثارة العواطف باتهام الاخر من خلال استغلال ضعف الوعي الاجتماعي ومستغلين هذه الظاهرة الخطيره في المجتمع طريقا لاقناع المناصرين لافكارهم ‘ فهم يستغلون اخلاص انتماء اكثرية المجتمع لنهج الدين كظاهرة حضارية لايمانهم بأن رسالة الاسلام رسالة البناء فيعتبرون من هو خارج هذا النهج من الموسيئين في المجتمع ‘ مقابل ذلك ‘ أن غربي الهوى ‘ يعرفون ان هجمة الغرب لتخريب النهج الاسلامي يعتمد على التوجه الى اثارة العواطف ‘ فيردون على السلبيات الاجتماعية من خلال الهجوم على ظاهرة ضعف الوعي منفذا لتمرير افكارهم ‘ هكذا نرى ‘ ان نخبة غربي الهوى يستغلون بساطة توجهات الناس في نظرتهم لظواهر العصر و البحث عن التوازن الاجتماعي ‘ يثيرون رغبة الانسان في مجتمعهم من خلال انتقاد نهج الدين واتهامه بانه السبب الرئيسي للتخلف والجهل الاجتماعي ...!! من هنا يقومون بالترويج والحديث عن ايجابيات المظاهر البراقة في المجتمعات الغربية تحت عنوان الحرية والعزف على اسطوانة فصل الدين عن الدولة ..!!! دون التوجة الى مفهوم ان الحرية ليست في الالوان البراقة بل هي نهج البناء المسؤول
ولآن هذا العزف الذي يثير العواطف فقط موجه مباشرة للمتلقي الذي يعاني اساسا من وجود ظواهر التخلف الاجتماعي ليس له علاقة برسالة الدين السماويه ونهجه الحضاري ‘ يؤدي التركيز على خلق التوتر ويفتح منفذ لترويج الفوضى الاجتماعيه من خلال تشجيع الضعفاء من بينهم على التمرد دون وجود ارضية الوعي والذي يظهر من خلاله أن البديل هو طريق الرقي الاجتماعي ..وانمافقط عملهم يهدف الى التركيز على الانتماء الديني في المجتمع الاسلامي
على سبيل المثال عندما يعلن خبر انتحار إمرأه ‘ يتم اثارة الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المصادر الاعلامية بشكل يوحي ان الوضع الاجتماعي عندنا يعاني من ظاهرة سادية رهيبة ابرز علامته التعامل الوحشي مع المرأه ‘ ولكن عندما ينتحر (شاب ) تحت ضغط البطاله و الفراغ الاجتماعي بعد ان تخرج من الجامعة ‘ ينشر الخبر كانه حادث عابر ليس الا ....!!
الحدثين من افرازات الوضع الاجتماعي وضغوطات الحياة اليومية في جانبي الاقتصادي والاجتماعي مما يؤدي ثقل الافرازات والذي يشكل عبأ على الشاب او الشابه والذي يدفعه الى اختيار وضع لنهايه حياته ‘وهذا يحدث في المجتمعات الواعية ايضا ‘ ولكن في تلك المجتمعات لايتعاملون مع الحدث ونشره من منطلق الاثارة اذ ينتقل بين كل فئات المجتمع ‘ بل يعتبر حدث خطير يستحق البحث والدراسه لذا يتم مناقشة الظاهره في المراكز الاكاديميه و البحثية للوصول الى الاسباب التي تؤدي بالانسان الى ان يختار وضع نهايه لحياته بشكل مأساوي ..!!
عدد من النخبة الذين يتطرقون الى مساله حرية المرأه في مجتمعنا والمجتمعات المتشايهه لوضعنا مصرين بشكل مدروس للتركيز على جانب الاثارة فيها ‘ عندما تدقق في واقعهم الاجتماعي ترى انهم ينطبق عليهم الوصف الذي اطلقه الراحل المعروف في علم الاجتماع و الخبير في التحليلات العلمية عن المجتمع العراقي ( بانهم ازدواجين ) في الفكر والموقف و ابداء الاراء تجاه الاحداث في المقدمة الاجتماعية .
عن هولاء اريد ان اقول : ككاتب وامارس العمل والتعامل معهم عندما يتحدثون عن مسالة اطلاق حرية المرأه ‘ تكشف عند البحث انه يتعامل في بيته مع هذه المسألة بالتحديد بشكل رجعي يوازي التعامل الذي يتعامل به مع افراد العشائر الغريبة عن مايسمى الان بـ( المجتمع المدني ) بل اروي حادثة حقيقية في هذا المجال سمعته من احد زملائي الفنانين في مجال المسرح ‘ حدثني قائلاً : قبل سنوات ‘ كان لي صديق يكتب بالتحديد عن المواضيع الاجتماعية وهو يبدو كانه داعي لحرية المرأه من النواحي الاجتماعية والثقافية وحرية الاختيار ....ألاخ ‘ صادفنا مرة نهيأ في احد مدن العراق لتقديم مسرحية ‘في المراحل الاخيرة صادفنا مشكلة مشاركة العنصر النسوي في العمل ‘ كنت اعلم أن لزميلي الكاتب الداعي لحرية المرأه اخت مثقفة ‘ ففي احد جلسات مناقشة الموضوع ‘اقترحت علية ان ياتي باخته لتشاركنا في عمل المسرحية ‘ قال لي : أتدري ماذا كان جوابه ؟ لكمة قوية ( بوكس ) على حلقي نتيجته كسر احد اسناني ...!!! فقيسوا على ضوء هذه الحادثة كنموذج للمزدوجين الذين مالئين الدنيا ومطالبين باطلاق الحرية ودون قيود للمرأه
• حكاية أخرى :
في مدينتي التي اعيش فيها و (مواقعها للتواصل الاجتماعي ) المتميز في الدفاع عن حقوق وحرية المرأه بشكل واسع ونموذجي قل ماله وجود في المدن الاخرى في بلدنا وحتى (دول الجوار ...!!!!) ‘ كنا جالسين في مكتب رجل كل سماته تدل على انه جدير بالاحترام .
فاجئنا دخول سيده أيضا مظهرها كانت تدل على الكمال ...!!وكانت حامله كميه من الخبز ‘ قامت وامامنا كأن ليس بيدها ‘خبز بل حجر ضربت به واحدا واحد على رجل وقور جالس على مكتبه وكأن ليس لنا وجود في الموقع ‘ صارخا مع ضربه بالخبز : (يعني انت رجال ؟ لم توافق اذهب لبيت امي الابعد غداء الظهر والان وبعد ساعه وقوف للحصول على الخبز ...احذرك اذا رجعت لتتغدى بالبيت اوكلك سم ..!!!) وتركت المكتب بنفس الشموخ الذي دخلت فيه المكتب ‘‘ اما الرجل الوقور ‘ لم يرفع رأسه الى ان تركنا نحن الجالسين في المكتب واحدا بعد الاخر مذهولين مما حدث من ( تلك السيدة المضطهدة .....ولاحول ولاقوة الا بالله
ياقوم ‘ يامتحمسين بشكل غريب للدفاع ( المشبوه ...!!!) عن المرأه المضطهدة في مجتمعنا ‘ اسمعو وعوا : صدقوا يوجد رجالات وليس رجل واحد مضطهد من عنف المرأه وهو يحتاج لوجود منظمة قوية ذات جرئة رجولية ليدافع عن حقه ..والسلام عليكم
• مختصر مفيد :
أصبحنا لانعرف بأي مكان يختفي السيئون ‘ فالجميع يتحدثون بمثالية / أحد حكماء الزمان
( مقال مترجم من اللغة الكردية )

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع