عبدالغني علي يحيى
شبه بعضهم ، إنهيار نظام مرسي في بعض من جوانبه بانهيار النظم الشيوعية السابقة في مطلع التسعينات من القرن الماضي. سيما في تحميلهم القادة والافراد مسؤولية السقوط وتبرئة العقيدة منه،
وأرى ان العكس هو الصحيح فالقادة لينين وديمتروف وكادار وشاوسيسكو.. الخ كانوا مناضلين محبين للفقراء صادقين مع مبادئهم وقل الشيء عينه عن شيوعيين خارج الحكم مثل فهد سلمان وسلام عادل في العراق وآيديت في اندونيسيا وعبد الخالق محجوب في السودان، من الذين ضحوا بحياتهم لاجل نصرة الفقراء والكادحين والمعدمين بيد انهم اي الذين انتزعوا السلطة وقاموا بدمج الماركسية بالحكومة والذي كان انعكاساً لدمجها بالحزب أولاً، وإذا بالحريات تصلب ويدب الضعف والهزال في جسد دولهم التي تحولت الى دكتاتوريات سافرة بلغت بعض منها مرتبة الفاشية كنظام بول بوت في كمبوديا وستالين في الاتحاد السوفيتي السابق، وفي عهد ما و قتل في الصين جراء السياسات الخاطئة للدولة الشيوعية ما يقارب الـ 60 مليون إنسان.
لقد عاش اولئك القادة الشيوعيون فقراء وماتوا فقراء ولم يخلفوا وراءهم ثروة او مالا حراما، كما ظلت دولهم فقيرة متخلفة مقارنة بالغرب الرأسمالي بسبب من احلالهم العقيدة محل علم ادارة الدولة لتدبير أمور الحكومة وتمشيتها. ولما كانت العقيدة عرضة لتفسيرات متقاطعة ، فان الانشقاقات بين معتنقيها كانت قدر أحزابهم ودولهم، وهكذا وقفنا على اختلافات كبيرة وخصومات لافتة بين الشيوعيات: الروسية والصينية والرومانية والالبانية، والاوروشيوعية..الخ، الى ان سقطت دولهم، ورب معترض، من ان الصين ظلت شيوعية وصارت احدى اعظم دول العالم، واقول لهذا النفر، ذلك بفضل اتباعها للأسلوب الرأسمالي في الأنتاج وتخليها بالمرة عن الماركسية وجعلها مرشدا ودليلا.
كذلك القول في مرسي ومرزوقي والغنوشي.. الخ الذين فازوا بالحكم ومن لم يفوزوا منهم بالحكم قبلهم مثل: حسن البنا وسيد قطب والصواف.. الخ كانوا في معظمهم مخلصين للدين والعقيدة ومع ذلك منيت احزابهم بسقوط سريع عندما تسلموا السلطة ولقد راينا سقوط الأخوان في مصر وان بوادر سقوطهم، تلوح في تونس التي تأسست حركة (تمرد) و(تعود تونس) فيها لأسقاطهم وفي المغرب انسحب حزب الاستقلال من الحكومة الاسلامية،وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الاسلام السياسي حاكما كان أو محكوماً على خطى النظم الماركسية العقائدية التي سادت لعقود من السنين بعضاً من البلدان، مع الفارق بين الاحزاب الماركسية والاسلامية طبعاً، ومثلما كان(الماركسي السياسي) ان جاز التعبير يختلف من هذا البلد الى ذاك فان الاسلام السياسي في مصر هو غيره في تونس وكلاهما يختلفان عن الذي في تركيا وايران والعراق.. الخ الا انهم جميعاً يلتقون في دمج الدين بالسياسة والحزب والحكومة ومن جرائه سينهارون، وكلما عجلوا من تطبيق الشريعة الاسلامية على حكوماتهم كلما كان سقوطهم أسرع.
خلاصة الكلام: لايتحمل القادة وزر انهيار نظمهم واحزابهم العقائدية دنيوية كانت (الماركسية) أو دينية اسلامية كانت أم مسيحية ويهودية، بل ان خلطهم للعقيدة بالحزب والدولة هو السبب في الانهيار. ومع هذا لن يكونوا بمنأى عن المحاسبة والعقاب بسبب من جعلهم حقل تجارب. لنظرياتهم وعقائدهم. وحذاري من دمج الدين، اي دين بالحزب والدولة والسياسة، وسيسقط الاسلام السياسي عاجلا أو اجلا للسبب اعلاه وان غداً لناظره قريب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع