الإنهيار الأمني في العراق.. حصيلة حكم الفاشلين...؟

                                         

                            داود البصري    

في الوقت الذي نجحت فيه قوات ( سوات ) القذرة التي يترأس عملياتها رئيس الوزراء و القائد العام ووزير الداخلية و الدفاع و رئيس المخابرات ( الدكتور ) نوري المالكي ، بقتل المتظاهرين السلميين العراقيين في مدن غرب وشمال العراق المنتفضة ! ،

و في الحين الذي قامت فيه قوات عسكرية مؤللة و مسلحة بمهاجمة و إعلاق المقاهي الشعبية و النوادي الترفيهية في العاصمة بغداد محولة إياها لنسخة ( قندهارية ) جديدة في عاصمة أبي نواس الخالدة ، نرى نفس تلك التشكيلات العسكرية وهي تنهار بالكامل أمام موجات الإرهاب التفجيري الذي سفك دماء الأبرياء و حطم هيبة الدولة ( إن كانت هنالك ثمة هيبة ما )! ، بل أن المهزلة قد توالدت فصولا لتنتج مهزلة أمنية عظمى ممثلة في هروب المئات من السجناء و المدانين بالإرهاب و من جماعة القاعدة كما يقولون من أكبر سجنيين في بغداد و في الشرق الأوسط بأسره ، وهما سجن ( أبو غريب ) الشهير و سجن ( التاجي ) في شمال العاصمة ؟ وهي عملية تشكل فضيحة حقيقية لحكومة فاشلة وعجفاء و ملصقة الأركان  تدار من قبل أشخاص لا علاقة لهم لا بالعسكرية و لا بالستراتيجية و لا بأي شيء آخر سوى بيع الخضروات و تصريف العملات و تهريب السجائر على خط بيروت/ دمشق العسكري!!.. ترى هل حدثت مثل تلكم الفضائح من الإنهيارات الأمنية و هروب المعتقلين بالجملة في أي جمهورية موز ؟ وهل حصل في بلد ما أن تكرر نفس سيناريو الخروق الأمنية و بنفس المواصفات دون أن يحاسب أحد ؟ وهل تمكنت حكومة ما من قتل شعبها و التفنن في إسباغ مختلف أصناف الشتائم على مكون من مكوناته على شاكلة ( النتانة ) و غيرها من عبارات نوري القانوني ، بينما لجمت أفواهها بالكامل أمام جحافل الإرهابيين وهي تضرب أهدافها المنتخبة في الوقت و الزمان المناسبين ؟.. لقد تمكنت الجماعات الإرهابية في العراق من إحداث نجاحات ميدانية مذهلة، وحققت أهدافها بدموية مثيرة للدهشة ، وتراجعت حكومة المالكي بهزائم مدوية ، ومع ذلك يصر رئيس حكومة الفاشلين الدعويين على أنه الأقوى و الأقدر و الأجدر بحكم العراق!! وهو القابع خلف فيالق حمايته يصدر الأوامر و الفرمانات ، و يؤسس لدولة فوضوية منغلقة ، ويحارب الحريات بإسم العقيدة ، وبنثر كل عوامل الفتنة و تخريب السلم الأهلي ، حكومة نوري المالكي فقدت كل أسباب وجودها و ماعادت بعد فضائحها الأمنية الأخيرة تستحق أن تعيش و لو ليوم واحد بعد أن فقدت كل مبررات ذلك الوجود ، لقد أعلنها نوري المالكي بعظمة لسانه سابقا من أنه ( لن ينطيها ) أي لن يعطي السلطة لأي طرف آخر!! وهو تصريح له ماله من أبعاد يعرفها كل من يطلع على الفكر التسلطي الذي يحمله أهل حزب الدعوة الطائفي العميل و الإرهابي العريق ، وهاهو العراق يسير من حفرة لهاوية سحيقة دون أن يشعر المالكي و لا حزبه و لا جماعته بتأنيب الضمير و لا الشعور بالمسرولية الوطنية ، ولن نستغرب ذلك التصرف من رجل برع براعة مطلقة في العمل في سراديب المخابرات الإيرانية و السورية ، وكان له شرف قيادة العديد من العمليات الإرهابية السابقة في لبنان و الكويت و العراق ، ثم جاء به الإحتلال الأمريكي ليكون مسمار جحا الذي يزرع الفوضى في العراق القلق أصلا، و الغريب أن فضائحا عديدة قد أشعل المالكي حرائقها دون أن تجد ردا من القوى السياسية العراقية المنهكة ، ففضيحة نهب وزير التجارة الدعوي السابق عبد الفلاح السوداني قد زكمت الأنوف و مع ذلك لم يتحرك أحد ؟ وقضية البنك المركزي العراقي و محاولات الهيمنة الإيرانية على الإقتصاد العراقي قد مرت مرور الكرام ؟ أما جريمة قتل المتظاهرين السلميين في ( الحويجة ) فقد طواها الزمن ولم يعد يتذكرها أحد!!! وجريمة الوقوف مع مجرم الشام و إمداده بأدوات الموت و القتل وعصابات الميليشيات الطائفية هي في عتمة النسيان!! أما التعامل السري مع الجماعات الإرهابية مثل جماعة البطاط و كتائبه الإيرانية فهي فضيحة نسيها التاريخ و تجاوزتها الذاكرة!!! ترى كيف تستمر سلطة وحكومة لها كل هذا القدر الهائل من ملفات الفشل ؟ و كيف يراد للعراق أن ينهض من كبوته و حكومته تتمرغ كل يوم في أوحال هزائم مريعة... وهل آن الأوان لرحيل حكومة الفاشلين ؟ أم أن في سيناريوهات الموت العراقية مفاجآت جديدة و مريعة ؟.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

561 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع