أحمد صبري
المقاربة بين حال العراق في عقدين وبلغة الارقام اصبحت ضرورية لتسيط الضوء على حقبتين شهدها العراق رغم الفارق الزمني بينهما من دون الانحياز لهذا الطرف او ذلك في محاولة لتقريب الصورة الحقيقية لما آلت اليه اوضاع العراق بعد غزوه واحتلاله.
ورغم هدر نحو 800 مليار دولار منذ عام 2003 وحتى الان فان العراقيين لن يلمسوا اية نتائج تقربهم من العيش بامان ورفاهية واستقرار .
وخلال العقد المنصرم هدرت اموال العراق وذهبت معظمها الى جيوب اللصوص فيما التهم البقية الفساد وتغوله في المجتمع العراقي .
واذا قارنا حال العراق بين عقدين على سبيل المثال سنرى المأساة التي حلت بالعراق وامواله وفشل الطبقة السياسية في توظيف الاموال الهائلة لسعادة العراقيين وتعويضهم عن سنوات الحصار الظالم ونقصد بالعقد الاول هو الفترة من عام 1970 ولغاية 1980 فيما العقد الثاني يبدأ من احتلال العراق عام 2003 وحتى الان .
ونرصد ماذا تحقق خلال العقدين والاموال التي صرفت خلالهما وابرز ماشهدته الحقبتين في شتى الميادين
وبعيدا عن توصيف المقارنة بين العقدين بالموقف السياسي فان المتحقق بالعقد الاول الممتد من العام 1970 لغاية 1980 كان :
·أمم العراق نفطه من رقبة الشركات الاحتكارية ونجح في انتاجه وتصديره وكرس المتأتي من الثروة النفطية في مشاريع تنموية عملاقة .
·تصدر العراق قائمة دول العالم بخلوه من الامية وطبق نظام التعليم الالزامي لجميع العراقيين .
·وضع حدا للبطالة باستيعاب العاطلين عن العمل بمشاريع التنمية الانفجارية التي طالت اوجه الحياة .
·وفر فرص العمل لجميع خريجي الجامعات والمعاهد العراقية .
·طبق نظام البطاقة الصحية لجميع العراقيين وفتحت المستشفيات ابوابها لمحتاجيها بشكل مجاني وارتقى الى اعلى درجات التامين الصحي بشهادة الامم الامتحدة .
·ايصال الكهرباء والماء الصالح للشرب الى ابعد نقطة في شماله وجنوبه ووسطه وغربه .
·ارسال نحو 30 الف طالب عراقي للدراسات العليا في ارقى جامعات العالم .
·بناء عشرات المستشفيات والفنادق والمنتزهات والمدن السياحية .
·بناء عدة مطارات متطورة في بغداد والبصرة والموصل .
·بناء عدة مدن سكنية في بغداد وتوزيعها على مستحقيها من الدخل المحدود باقساط مريحة اضافة الى توزيع الاراضي السكنية بين المواطنين .
·تحديث وتاهيل المؤسسة العسكرية لتكون الحارس لأمن وحدود العراق .
·انشاء الصندوق العراقي للتنمية الخارجية ورصد الاموال اللازمة لمساعدة الاقطار العربية في التغلب على مصاعبها الاقتصادية .
·بناء الخط الاستراتيجي لنقل النفط العراقي الى العالم عبر موانىء جيهان التركي وينبع بالسعودية والبكر على الخليج العربي .
·بناء شبكة من الطرق الدولية التي تربط العراق بدول الجوار .
·انتخاب العراق رئيسا للجمعية العامة للامم المتحدة .
·الاستعانة بالفلاحين المصريين والمغاربة في العمل الزراعي في تجربة هي الاولى من نوعها بالعالم العربي .
·ازدادت قيمة الدينار العراقي امام العملات الخارجية .
·لم يكن العراق يعاني من التضخم واحتفظ باحتياطي من الذهب والعملة الصعبة اودع جزء منها في مصارف عربية وعالمية .
·دعوة الكفاءات والنخب العراقية في الخارج الى العودة للعراق للمساهمة في عملية البناء ووفر لهم السكن والراتب المجزي .
·حل القضية الكردية باتفاق تأريخي بين الحكومة والقيادة الكردية في بيان 11 آذار ضمن الحكم الذاتي للاكراد .
·المشاركة بحرب اكتوبر مع العدو الصهيوني وحماية دمشق من السقوط .
·بلغت ميزانيات العراق خلال العقد الذي نتحدث عنه نحو 70 مليار دولار فقط.
وبالمقارنة مع العقد الثاني الذي تلى احتلال العراق فان المتحقق كان على النحو التالي :
·ادخلت المحاصصة الطائفية والعرقية في النظام السياسي الجديد الذي قسم العراقيين على اساس العرق والطائفة .
·استشراء الفساد في مرافق الدولة الى حد تصدره الى قائمة الدول الاكثر فسادا بالعالم .
·هدر اكثر من 30 مليار دولار على المنظومة الكهربائية من دون ان يرى العراقيون النور لعدة ساعات باليوم .
·انتشار البطالة وتراجعت فرص العمل بسبب توقف العمل بالمشاريع الصناعية والزراعية والخدمية .
·هدر نحو 700 مليار دولار هي المتأتية من عوائد النفط من دون معالجة تركة الاحتلال وسعادة العراقيين .
·تراجع العناية بصحة المواطن بتدني وانهيار الواقع الصحي .
·هجرة نحو ثلاثة ملايين عراقي خارج العراق بفعل فشل الدولة في توفير الامن والاستقرار لهم .
·تغول المليشيات المسلحة في الخطف والقتل والابتزاز .
·توقف عمل المشاريع وتحول العاملين من مؤسسات الدولة الى مجرد ارقام من دون عمل فعلي .
·نكفاء العراق عربيا ودوليا وانعزاله عن محيطه العربي .
·سن دستور ناقص لم يحظ باجماع العراقيين فتح شهية الساعين للانفصال و الاقاليم والفدراليات .
·استخدام سلاح الاقصاء والعزل السياسي والتهميش الذي حرم قطاعات كبيرة من العراقيين من حقوقهم المشروعة .
·حل المؤسسة العسكرية التي كانت ضامن لوحدة العراق وامنه واستقراره .
·دمج المليشيات الحزبية في تشكيلات الجيش العراقي الجديد .
·انفاق نحو 90 مليار دور على القوات المسلحة والاجهزة الامنية منذ الاحتلال وحتى الان من دون فعل على الارض يوقف العنف والهجمات المسلحة.
·تحول العراق من فاعل ومؤتمر في محيطه العربي والدولي الى دولة معزولة وفاشلة .
·بناء عشرات المعتقلات والسجون لاستيعاب معتقلي الاحتلال والسلطة السياسية .
·تحول العراق بعد احتلاله الى ساحة للتدخل الاقليمي في شؤونه الداخليه .
·تحولت بغداد الى اسوء مدينة بالعالم بعدما كانت حاضرة العالم وقبلتهم·
ونختم بالقول ان المقارنة بين الحقبتين وماتحقق للعراقيين خلالهما من دون الانحيار لاي منهما غير ممكنة وتدعو للحزن للحال الذي وصل اليه العراق الذي يحتاج الى مشروع وطني جامع ينقذه من مأزقه ويحافظ على ثروته ووحدته ومستقبله
998 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع