د.سعد العبيدي
الحل يكمن في الحل
لم يتمكن البرلمان العراقي طوال السنين الماضية من تكوين صورة الكيان المُهاب، أو الوطني المؤثر ذا القيمة الاعتبارية عن نفسه في عقل الجمهور، ولم يتمكن ان يكون طرفاً فاعلاً في معادلة النماء والتطوير، بل وعلى العكس من هذا وذاك، غاص في مستنقع الجهل والتجهيل، شرّعَ قانونه الغريب في معادلة الشهادات ليقدم الى المجتمع الذي يعاني من تصاعد الجهل، آلاف من حملة الشهادات المزورة، غير آبه بالعودة الى الوراء، الى أيام الجاهلية، وغير مهتم بأعداد البطالة التي تتزايد بتزايد الجهل، ولا بانهيار العملية التعليمية، وضخ آلاف الخريجين الأميين الى شارع يعج بالجهلة وغير المتعلمين، وكانت حصيلة تسعة عشر عاماً من التغيير غير المنضبط والعمل البرلماني ناقص الأهلية، شارع، أو جمهور يغلب عليه انفعال الغضب الموقفي، تائه بين مستلزمات المواطنة، ودوافع الطائفة والجماعة، لا يدرك أبعاد مصلحته والدولة، ومستلزمات حركتها داخلياً وخارجياً، حتى إنه ولما واجه مثيرات صراع بين الأطراف السياسية التي ينتمي اليها، زاد غضبه، أو تضاعف بأيام، أو ساعات دفع به لمهاجمة البرلمان تلك السلطة التشريعية التي يفترض بها تشريع قوانين لإدارة شؤون حياته، ومراقبة تطورها ونموها، قذف بها سطلة غير مقبولة من قبله، خارج أسواره بطريقة مهينة، وكأنه بفعلته هذه يريد رد الاعتبار الى ذاته الشعبية التي أهملها البرلمان، بل وأهانها مراراً.
إن ما حدث للبرلمان العراقي من استباحة وتعطيل، حدثاً يستحق الوقوف عنده، ومناقشته من زاويتين، أو بابين، الأولى باب الجهل والتجهيل الذي أوصل الحال الى ماهي عليه، واقع أسهم هو في فتحها منذ تأسيسه والى هذا اليوم، والثانية قدرة هذا البرلمان بدورته الحالية على تقديم الحلول لأزمة سياسية دستورية، لا يمكن حلها الا بحل البرلمان لنفسه، والاستعداد لانتخابات مبكرة بإشراف اممي، لا يكون فيه تأثير للفريقين المتصارعين، أما التزمت والإصرار على مواقف الانسداد، قد تزيد من شدة الغضب حدود لا يمكن السيطرة فيها على الذات المتعبة.
1675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع