(بلاء بوش) في العراق؛(خوش بوش) في الكويت!!

                                               

                         أحمد العبدالله

(بلاء بوش) في العراق؛(خوش بوش) في الكويت!!

كُنّا نسمع من أهالينا ونحن أطفال الدعاء الشهير؛(بلابوش),على من يرتكب خطأً أو حماقة, ولم نكن ندرك معناه, فهل هو داء وبيل أم وحش كاسر أم مارد من الجن!!. ولكن انطبع في ذاكرتنا إنه هول عظيم وشرّ مستطير. ويمضي الزمن وتمرُّ السُنون, حتى نصل إلى أقساها؛ 1991, وما أدراك ما هي؟ّ!, ويقع العدوان الغاشم على بلادنا بقيادة مجرم الحرب؛(بوش) ومعه ثلاثين دولة في أضخم تحالف عسكري منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد قصف مركّز بآلاف الصواريخ والطائرات, وعلى مدى أربعين يوما وليلة, تم تدمير العراق وإعادته إلى عصر ما قبل الصناعي, كما توعّدوا من قبل.

لقد كانت تلك الأيام والليالي؛ قاسية ومريرة وثقيلة, ولا يعرف وطأتها إلّا من عاشها, وعندها تذكّرنا ذلك الشبح القابع في ثنايا الذاكرة؛ الـ(بلابوش), فقد تحقق ما كان يردده أهلنا, فوقع على رؤوسنا بلاء عظيم, ولكن هذه المرة عرفنا سببه, فكان بلاء(بوش), الذي دمّر بلادنا الناهضة. وليستمر البلاء بشكل أشد على يد (بوش الثاني), والذي لم يكتفِ بما فعله(بوش الأول), بل جرّد هذا حملة عسكرية كبرى ليحتل العراق بذرائع كاذبة وملفقة, ويسلِّم مقدراته إلى شراذم من أحقر الخلق, عاثوا فيه فسادا, وأرجعوه إلى العصر الحجري!!.
وبين(البوشين), جاءت ثمان سنوات عجاف هي فترة عهد(المُحلِّل)* بيل كلينتون, والذي (اكتفى) بتشديد وإدامة الحصار الإقتصادي على العراق والتهيئة للمرحلة القادمة بالتوافق مع الإيرانيين, لاحتلاله بإصدار ما سُمّي بـ(قانون تحرير العراق)!! عام 1998, مع رشقات بصواريخ عابرة للقارات تنطلق من أراضٍ ومياه عربية, كلما مرّ(زوج هيلاري) بإختناق سياسي وطفحت فضائحه الجنسية على صفحات الجرائد وقنوات التلفزة الأمريكية والعالمية, حيث تحوّل (المكتب البيضاوي)في عهده إلى (ماخور), يمارس فيه الفاحشة مع المتدربة الحسناء (مونيكا لوينسكي).
ويبدو إن كلينتون, وعلى شاكلة رؤساء أمريكان لاحقين مثل باراك حسين أوباما؛(أبو عمامة), مهووس بإكذوبه؛(الحضارة الفارسية)!!, (الحضارة) التي صدّرت للعالم الخراب والدمار والإرهاب والفساد والمخدرات, فجعل من نفسه أحد (الموالين)** لولاية الفقيه, وأراد (التعجيل) بظهور (المسردب) الغائب منذ 1200سنة, وهذا لا يتحقق إلا بنشر الفساد وإشاعة الرذيلة بكل الطرق, فكان لا بد من ليالٍ (حمراء) في البيت (الأبيض), والذي يطمح الملالي الدجالين بتحويله إلى (حسينية)!!. ولكن (الإمام المخفي) خيّب ظنهم مرة أخرى, فأبى الخروج من سردابه رغم كمّ الفساد والظلم المتفشّي, ويبدو إنه طابت له الإقامة فيه, ولا تهزّه هزايز وصرخات القطيع المستمرة بـ؛(اللهم عجّل لوليّك الفرج)!!.
والظاهر إن ما جذب الرئيس الأمريكي لما يسمّى كذباً بـ(الحضارة الفارسية), هو ما يعرف بـ(نكاح المتعة), والذي يبيح لفاعله دخول(جنة خميني)!! من أوسع أبوابها, وهو(باب المتعة)!!. ففي رواية (الصادق), إنه قال؛ (ما تمتع شخص ثم اغتسل الا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملك يستغفرون له الى يوم القيامة ويلعنون مجتنبيها حتى تقوم القيامة)!!!.وفي رواية أخرى للكاشاني أو بالأحرى(الكشواني)!!؛(من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجدع)!!. ومن خلال هذه النصوص وأخرى أسوأ منها بكثير, انتشر(الزنى المشرعن) كإنتشار النار في الهشيم, في كثير من مدن إيران والدول السائرة في ركابها من محور(المقاولة والمماتعة), حتى غدت بعض مدن المحور(المقدسة)!! تنافس بفسادها الأخلاقي مدينة(تيخوانا) المكسيكية, والمعروفة بـ(مدينة الشيطان), بل وتتفوق عليها!!.
أما في الكويت فـ(بوش) عندهم هو؛(محرِّر الديرة), الذي لولاه لبقي علي حسن المجيد حاكما عسكريا عليها لأجل غير مسمى, فأرادوا أن يجزلوا له العطاء, فدعوه لزيارتها بعد خروجه من البيت(الأسود). وفي العادة إن الرؤساء الأمريكان السابقين عند زيارتهم لدولة أخرى لا يستقبلهم في المطار سوى موظف صغير في التشريفات, ولكن مع(بوش) اختلف الأمر, فخفَّ (شيخ جابر) وولي عهده(الأمين) ورئيس مجلس(الأمّة)! والوزراء, وحشدوا أعدادا كبيرة من الوافدين و(البدون)***, ملؤوا بهم المطار ومقترباته للترحيب بمقدمه, ونكاية بـ(الشقيق) العراقي الذي حماهم سابقا من احتلال إيراني وشيك على مدى ثمان سنوات.
ومما لفت النظر في مراسم الإستقبال, إنهم وضعوا لافتة كبيرة في المطار بطول نصف كيلو متر, مكتوبا عليها عبارة؛(خوش بوش/ بوش خوش)!!. وبعد ثلاثة أيام(ملاح) قضاها بوش في ربوع الكويت (المحرَّرة), حيث نظمت له القصائد, وأطلق العديد من الكويتيين إسم(جورج بوش) على مواليدهم الجدد!!, عاد إلى بلاده مُحمّلا مع زوجته(بربرة), بقناطير مقنطرة من الذهب والمجوهرات النفيسة, مكافأة(نهاية الخدمة)!!. وسابقا كان (الكوايتة) يضنّون على العراق الذي حماهم بدماء أبنائه من الغول الفارسي بمبالغ تافهة, بل إن ولي عهد الكويت؛ سعد الصباح, هدّد الوفد العراقي في مؤتمر جدة في 31 تموز 1990, بأنه بمقدورهم أن يضعوا جنديا أمريكيا على باب كل بيت كويتي!!.
...............
* هذا المصطلح أطلقه على كلينتون, الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح, والذي كان يهيّء نجله لوراثته, فسأله المذيع كيف يكون ذلك وأنتم نظام جمهوري؟!, فأجابه؛ لقد حصل قريب منه في أمريكا, عندما حكم بوش الإبن بعد أبيه, وكان كلينتون بمثابةالـ(مُحلِّل)!!.
** في عهده ابتدأ مشروع إيران النووي العسكري (السري) لصنع القنبلة النووية, وتم غض الطرف عنه, هو والذين خلفوه في البيت الأبيض. والآن نظام ملالي طهران الإرهابي على وشك تصنيع القنبلة الذرية. بينما تم تدمير المفاعل الذري العراقي السلمي, والخاضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية, بعد أشهر قلائل فقط من وصوله من فرنسا!!.
*** حَمَلة الجنسية الكويتية لا يتجاوزون الربع, وهؤلاء طبقة متميزة تشبه (طبقة البراهمة) في الهند, والباقي من الوافدين, أو(البدون جنسية). وتتمتع الجالية الإيرانية بحضور قوي, ويسيطر الكثير من أفرادها على مفاصل الاقتصاد والتجارة. وعند زيارة شاه إيران للكويت سنة 1969, احتفى به(إيرانيو الكويت) كثيرا لدرجة أنهم فرشوا السجاد(الكاشاني)على امتداد طريق المطار الذي سلكه وصولا لمقر إقامته!!.وهم الآن أشد الناس ولاءاً لولاية الفقيه, وقُبض على كثيرين منهم متلبسين بالتجسس لصالح بلدهم إيران.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2240 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع