طارق احمد السلطاني
بغداد
الموقف الدولي يتطلب إنشاء :المنظمة الدولية لرعاية ضحايا الإرهاب
في عام 1939م اكفهر الجو الدولي عندما كثرت اعتداءات المانيا النازية على جيرانها ، واعلنت عزمها على استعادة ميناء دانتزج والممر البولوني اللذين ادخلتهما معاهدة فرساي ضمن حدود بولونيا . ولكي تؤمن المانيا جانب الدول الكبرى القريبة منها ، عقدت مع ايطاليا معاهدة تحالف ، ومع الاتحاد السوفيتي معاهدة عدم اعتداء ، وخيل الى فرنسا وبريطانيا ان تدخلهما في الامر ، او ظهورهما بمظهر الحازم سيردع هتلر عن تنفيذ مآربه ، فسارعتا الى التحالف مع بولونيا ، والتعهد بالدفاع عنها عند وقوع اي اعتداء على اراضيها .
ولم تبال ألمانيا بذلك . فهاجمت بولونيا في أول أيلول ( سبتمبر) سنة 1939م . ولم تجد فرنسا وبريطانيا حفظا للكرامة ووفاء بالالتزامات – بدأ إعلان الحرب على المعتدي . وانظمت دول كثيرة الى هذا المعسكر ، او ذاك ، واشتعلت نيران الحرب التي دامت ست سنوات – للفترة ما بين آذار (مارس) 1939م حتى 2 ايلول (سبتمبر) سنة 1945 – كادت تأتي على الأخضر واليابس فوق الأرض ، وتقضي على اروع ما وصل إليه العقل البشري من حضارة ومدنية .
ونتائج الحرب العالمية الثانية مرعبة ومؤلمة لكل انسان ومعروفة للجميع ولا داعي لذكرها من جديد .
وفي خلال المعارك اخذ قادة الحلفاء ، يفكرون في ايجاد هيئة عالمية جديدة ، تستطيع ان تنظم العلاقات الدولية على اسس متينة جديدة ، وبطريقة تحقق العدالة لكافة الدول ولجميع الشعوب .
وبالفعل برزت الامم المتحدة الى حيز الوجود ، بصفة رسمية يوم 24 تشرين اول (اكتوبر) عام 1945 ، بعد ان صدقت على الميثاق الصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي (السابق) والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية واغلبية الحكومات الاخرى ، ويحتفل العالم بيوم 24 تشرين الاول (اكتوبر) من كل عام بأعتباره يوم الامم المتحدة .
اشتدت الجرائم التي ترتكب على متن الطائرات سنة 1970 . حيث استولى المختطفون خلال تسعة اشهر من السنة المذكورة على ستة وثمانون طائرة ، ووقع في خطر الحوادث ما يزيد عن ثمانية الاف راكب – ففي شهر ايلول ( سبتمبر) 1970 – خلال اسبوع واحد حدث تضاعف هائل في حالات اختطاف الطائرات وتدمير اربعة خلال هذا الاسبوع .
وفي 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وقعت سلسلة من الهجمات (الارهابية) في قلب الولايات المتحدة الامريكية ، وتركزت في العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك ووصفت بأنها اسوأ الاعمال (الارهابية) في التاريخ . فقد انهار مبنى مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك اثر ارتطام طائرتي ركاب به . وكانت طائرة ثالثة قد هوت بالقرب من وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون في العاصمة واشنطن وتسببت في انفجار كبير وانهيار جزء من المبنى . وذكرت تقارير ان طائرة رابعة من طراز بوينغ 767 قد تحطمت في ولاية بنسلفانيا
وهذه الاعمال الارهابية زهقت ارواح ما يزيد عن ثلاثة الاف انسان ، ووقعوا ضحايا ابرياء ! خلفوا ورائهم الاف الارامل واليتامى والمعوقين وبعد هذه الاحداث اتخذت اجراءات وقائية على الارض وفي كافة مطارات العالم . كفحص الصورة النفسية ، واستخدام الاجهزة الالكترونية او المقاييس المغناطيسية ، وتفتيش الاشخاص وحقائبهم اليدوية والتحقق من هوية المسافرين ، والحراسة المسلحة للمطارات ، اضافة الى الاجراءات الوقائية التي تسبق صعود الركاب الى الطائرة . والتزام العديد من الحكومات بتنفيذ الاتفاقيات الدولية للطيران المدني الدولي كأتفاقية طوكيو لسنة 1963 واتفاقية لاهاي لسنة 1970 واتفاقية مونتريال لسنة 1971 . كل هذه الاجراءات كان لها اثر كبير وتغييرات فعالة ومهمة في قواعد القانون الدولي وخفض اعمال الارهاب في الجو ومنع اختطاف الطائرات وتفجيرها .
لكن اعمال الارهاب فوق الارض قد تزايدت وانتشرت في مناطق عديدة من العالم واكفهر الجو الدولي من جديد بأعمال :
1. تفجير القطارات .
2. تفجير بالسيارات المفخخة عن بعد .
3. تفجير سيارات ملغومة بالقنابل يقودها انتحاريون .
4. زرع عبوات ناسفة على الطرق والاماكن العامة والاسواق .
5. تفجير بأحزمة ناسفة يربطها انتحاريون على اجسادهم .
وهذه الأعمال الإرهابية تزهق الكثير من ارواح الناس الابرياء . ونتائج اعمال الارهاب مرعبة ومؤلمة لكل انسان ؟! تخلف اعدادا كبيرة من الارامل واليتامى والمعوقين .
ان القرارات الصادرة في الماضي من قبل مجلس الامن او الجمعية العامة التابعين لهيئة الامم المتحدة كانت تحتوي (تتضمن) الجوانب الامنية والقانونية للاعمال الارهابية كقرار مجلس الامن المرقم 1373 الصادر في 28/9/2001 ولم تلتفت تلك القرارات الى الجوانب الانسانية الواردة في الفصلين التاسع والعاشر من ميثاق الامم المتحدة والمتعلقة بخصوص التعاون الدولي الاقتصادي والاجتماعي وفقا لما جاء في نصوص المواد المذكورة في ادناه :
المادة الخامسة والخمسين (( رغبة في تهيئة الاسقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سلمية ودية بين الامم مؤسسة على احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها ، تعمل الامم المتحدة على :
(أ) تحقيق مستوى اعلى للمعيشة وتوفير اسباب الاستخدام المتصل لكل فرد والنهوض بعوامل التطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي .
(ب) تيسير الحلول للمشاكل الدولية الاقتصادية والاجتماعية والصحية وما يتصل بها وتعزيز التعاون الدولي في امور الثقافة والتعليم .
(جـ) ان يشيع في العالم حقوق الانسان والحريات الاساسية للجميع بلا تمييز بسبب الجنس او
اللغة او الدين ، ولا تفريق بين الرجال والنساء ، ومراعاة تلك الحقوق والحريات فعلا ))
المادة السابعة والخمسين :
1- الوكالات المختلفة التي تنشأ بمقتضى اتفاق بين الحكومات والتي تضطلع بمقتضى نظمها الاساسية لتبعات دولية واسعة في الاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم والصحة وما يتصل بذلك من الشؤون يوصل بينها وبين (( الامم المتحدة )) وفقا لاحكام المادة 63 .
2- تسمى هذه الوكالات التي يوصل بينها وبين (( الامم المتحدة )) فيما يلي من احكام الوكالات المتخصصة )) .
المادة التاسعة والخمسين :
(( تدعو الهيئة عند المناسبة الى اجراء مفاوضات بين الدول ذات الشأن بقصد انشاء اية وكالة جديدة يتطلبها تحقيق المقاصد المبينة في المادة الخامسة والخمسين )) .
المادة الثالثة والستون :
1- للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ان يضع اتفاقات مع اي وكالة من الوكالات المشار اليها في المادة السابعة والخمسين تحدد الشروط التي على مقتضاها يوصل بينها وبين ((الامم المتحدة)) وتعرض هذه الاتفاقات على الجمعية العامة للموافقة عليها .
2- وله ان ينسق وجوه الوكالات المتخصصة بطريق التشاور معها لتقديم توصياته اليها والى الجمعية العامة واعضاء ((الامم المتحدة)) .
ومن اجل توفير العيش الكريم والتعليم والعمل لضحايا الارهاب من الارامل واليتامى والمعوقين خاصة الاطفال من صغار السن .
واستنادا الى مواد ميثاق الامم المتحدة المذكورة اعلاه . يتطلب الموقف الانساني الدولي اليوم من الجمعية العامة ومجلس الامن واعضاء الامم المتحدة انشاء وكالة انسانية دولية متخصصة في رعاية شؤون ضحايا الارهاب في العالم اجمع تحت اسم المنظمة الدولية لرعاية ضحايا الارهاب .
خاصة ضحايا عوائل عدوان روسيا الاتحادية ضد ارض اوكرانيا وشعبها!
876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع