وداد البياتي
القمار وتاثيره على رب الاسرة .
((يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون .صدق الله العظيم . سورة المائدة ) .
بداية السلوك البشري يعتمد على البيئة والمجتمع والتهذيب النفسي الاسري . لذلك تعتبر التنشيئة العقلية للانسان مفتاح الحياة بل جوهر الانسان في تعامله اليومي والزمني تجاه مجتمعه واهله . ولا يكاد ان يدخل الطمع او الاستحواذ الشيطاني في عقل الانسان فيتبلور الذهن محتضنا لذلك السلوك المشين .
ولو بدانا في العائلة وسبل التعايش والتهذيب الاسري نلاحظ ان الاسرة التي تكون حازمة تجاه التقاليد ومتقيده تجاه كافة لاعمال او الافعال المخلة للحياة من خلال التعليم ان كان قاسيا او مقنعا , او من خلال موازنة الفرد من حيث الحالة المعيشية والمالية فسوف نرى قوة بشرية فكرية تمتلك مضاد فكري ضد تلك الافعال وانه من الصعوبه تقبل العقل بسلوك جديد منافيا للمقايس الفكرية المهذبة . كذلك المجتمع الذي يتواجد فيه الانسان فكلما كان مجتمعا رصينا من حيث الاصدقاء والبئية الجيدة والرقابة الحكومية تكون الافعال تلك قليلة الانتشار خصوصا ان الترويج والتواجد السوقي لتلك الافعال تقع امام الانظار مثل مدينة الملاهي كلاس فيجاس او غيرها في الولايات المتحدة .
ولو رجعنا الى رب الاسرة او حتى الى فرد من الاسرة ونراه قد انزلق في هذا الدهليز التي هو في نظره مشبع له فكريا بالاموال الكثيرة وباحلام السيطرة على الاموال , يكون تاثيره سلبيا على الاسرة خصوصا حينما يبدا المال بالنقص وتبدا الحاجة الى مد اليد والاستقراض بل وحتى تصل الى السرقة وان تكون بالقوة في بعض الاحيان , يكون الطبيب النفسي له الدور الفعال في التدخل العلاجي لغرض معالجة الادمان القهري للقمار .
قد يكون التعامل مع المقامر أمرًا صعبًا. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن معظم الناس لديهم صعوبة في الاعتراف بأن لديهم مشكلة.
ومع ذلك هناك عنصرًا رئيسيًا من العلاج يعمل على الاعتراف بأن المقامر يجب ان يعالج , فإذا ضغطت عليه عائلته أو رب عمله في ان يعالج نفسه ، فقد تجده يقاوم المعالجة. ولكن قد تجد معالجة مشكلة القمار قد يساعد على استعادة الشعور بالسيطرة — وربما تساعد على معالجة العلاقات أو الأمور المالية.
وخصوصا الثقة بالنفس قبل كل شي فيكون للطبيب النفسي الدور الفعال من خلال الندواة المغلقة التي تكون على شكل حلقات يكون الافراد فيما بينهم يتحدثون بمشكلتهم وكيفية استعادة ثقتهم او روحهم الفكرية المفقودة بعد ان يجتاز رحلة العلاج النفسي عند الطبيب الذي يتعامل معه بسرية تامة .
المجتمع ...
كان العراق في السابق لا يملك صالات قمار بل اماكن مخفية في بيوت سرية تسمى (( تلخانة )) ويكون اللعب مقتصرا على ذوي الدخل المحدود وبعض الناس من المجتمع المتوسط . اما العوائل الثرية فكان سباق الخيل هو المكان او الملاذ له في صرف الاموال على امل ان يكسب من سباق الخيل بعض الدراهم بعد ان يكون قد صرق الدنانيرالكثيرة . وقد يخسر عقاراته وميراثه , اما الرجل الفقير او المتوسط فيخسر اموال جيبه وقوة بيته المعيشية وربما حتى ملابسه ويرجع الى بيته بدشداشة تعطى له ليستر بقية جسده .
ولم يكن لصالات القمار مكانا في العراق , الا انه في بداية انشاء الفنادق الفخمة مثل شيراتون وميريديان والرشيد , سمح باقامة طابق خاص لعبة القمار ولكن فقط للمسؤلين والاجانب وكان فندق بابل هو الوحيد على ما اظن يملك صالة كبيرة في اعلى الفندق وفندق منصور ميليا , وكانت تلك الصالات تدار من قبل عاملين مراقبين من جهاز المخابرات كون الاموال التي تصرف كثيرة ولحساسة الموقف فانها تدار بتكتم فقط ...
بعد احداث 2003 .
بالتحديد فندق شيراتون , وقد شهد قبل فترة حادثة مشهورة وهي سقوط مواطن من اعلى طابق في الفندق بعد خسارته لمبالغ كبيرة , وقد كانت في حينها خبرا مهما لكن سرعان ما نسى المجتمع تلك الحادثة . يكون الرهان فيه على كل شي , مثلا على مبارة كرة قدم على اغنية على فلم على اي شي بل قد سمعت بان احد المقامرين تقامر مع صاحبه حينما راى امراة ورجل يركبان سيارة فكان الرهان من سوف يقود السيارة . كذلك كثرة صالات القمار وجلب ناس من جنسيات مختلفة لادارة صالات القمار من اوكرانيا وايطاليا بل وحتى من لبنان قد جعل من صالات القمار تزدخر في بغداد وفي اقليم كردستان على حساب التطور الحضاري للمجتمع . متناسيا قيم ومبادى العائلة العراقية التي تربت على تقاليد قديمة قوية اساسها القران والاجيال القديمة في نقل الموروث التربوي القديم ...
..
889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع