د.سعد العبيدي
لكل أمة عظماؤها، تفتخر بهم ويفتخرون بها يقدمون لها يضحون من أجلها، لا يدعون العظمة. أفعالهم عظيمة. سلوكهم في الحياة أعظم، الا العراق.
في العراق، العظمة صفة يكتسبها فقط من في السلطة، بقوة السلطة، ومال السلطة، بتصفيق الجمهور الخاضع للسلطة.
انها في العراق وهم عظمة، يعتقد أو يتوهم فيها من يدعي العظمة، أنه الأوحد في زمانه، ويعتقد أو يتوهم الجمهور ان صاحبهم مصدر أمنهم سيشبع حاجاتهم الى العيش والامان كلما أكبرو فيه وهم العظمة، فيبادرون الى تخيل صورته في القمر كالتفاتة من السماء، ويسعون الى اطلاق تمثال له في السماء.
انها وهم عظمة بالفعل، لانها تدفع بصاحبها الموهوم الى التمادي في أخطاءه، فيسقط بسببها، وتنعكس الآية، وينقلب السحر على الساحر، فيعودون ليصفقوا شماتة، بمماته التعس، شخص توهموا أنه عظيم، فيلومون أنفسهم قليلا، ثم يعودون الى ذات الطريق ساعين الى انتاج عظيم آخر موهوم.
هكذا هي بعض الخصائص في الذات الشعبية العراقية، وهكذا هي أحابيل السياسة العراقية قضت على آمال العقلاء العراقيين في أكبار العظماء، الموجودين في الطب والادب والبحث العلمي والاقتصاد والسياسة، وباقي شؤون الحياة.
العظماء الحقيقيون، بسطاء لا يدعون العظمة، بل يخجلون من لفظها مع أنفسهم ومع غيرهم أثناء النقاش، بينهم في مجال السياسة الاستاذ الكبير سعد صالح جبر، الذي بدأ المعارضة الفاعلة للنظام الديكتاتوري السابق قبل غيره من كل المعارضين، وسجل في سجلات المعارضة أنه الانشط من بينهم جميعا، وانه الوحيد الذي أنفق مال جمعه بالتجارة لتنسيق جهد المعارضة حتى أفلس تماما، في الوقت الذي أستغل غيره هبات الدول الاجنبية الى المعارضة العراقية، يأخذ منها جزءاً، يضيفه الى ماله الخاص.
الاستاذ سعد صالح جبر عميد المعارضة العراقية، مريض في الوقت الراهن، لايذكره طلابه اللذين يشاركون أغلبهم في الحكم بجهود هو بذلها لايصالهم الى الحكم.
أنها مفارقة تؤشر:
أن الوهم ما زال باق في عقولنا.
اننا لم نتعض من أخطائنا.
واننا بهذه الطريقة التي نغمط حق عظماؤنا، سوف لن نتمكن من بناء أمة عظيمة.
ومع هذا استطيع أن أُطمئن أستاذنا الجليل سعد صالح جبر أطال الله في عمره، أنه وبعد الرحيل عن هذه الدنيا التي سنرحل منها جميعا:
أن جهدا سيظهر من بين الموهومين يطالب الدولة أن تشيد له تمثالا كأحد العظماء، لانه يصبح روحا لاتنافس الاجساد الباقية في الحياة على كرسي العظمة الموهوم.
أنه سعد صالح جبر يستحق أن تلتفت اليه الدولة في حياته.
أن يعزه تلاميذه في مرضه، قبل التفكير بتشييد تمثال له لاحقا، قد يرفضه الاسلام السياسي كونه حرام.
24/6/2013
1105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع