عبدالله عباس
حكاية الحكايات :حظ الثعلب اجرب وارادات الامة المبعثرة ..!
في عصر كان يحكمنا النظام الملكي وبدعم من الانكليز الذين كانوا العراقيين يسمونه (ابو ناجي ) وهو اسم اطلق على سفيرهم كاشارة على ان ألامور في البلد يسير باشرافه ...! ولكن كان العراق .. بلدا ذو تاثير عملي على المنطقة وكان الشعب يعيش بامان وما كنا نسمع عن المصطلحات : العمل السياسي ‘ ومكونات الشعب الابيض والاسود‘ و كوتا في البرلمان ‘ ومنظمات المجتمع المدني اذ ان لكل منظمة مظلة يحميها و مصدر يغريها ‘ بالاضافة اننا ماكنا نسمع في الاعلام و على لسان الناس الفساد الاداري و المالي ..باختصار كان شرنا وخيرنا يكفينا وكنا نعيش في امان .
وبشهادة الامم المتحدة و المنظمات الدولية المسؤولة عن التربية والتعليم كانت مسيرة هذه العملية الحضارية محل تقديرهم عند القيام بالتقيم السنوي من قبلهم ‘ رغم ان مايسمى حصة شعبنا بالنفط قل من 5% .
اتذكر في ذلك الزمان نحن الكرد في ( شمال الوطن العزيز – اقليم كردستان ) دون ان نرفع السلاح كنا ندرس باللغة الكردية وبنفس المنهج الدراسي المقرر في المركز وبدون تقديم مذكرة ‘ بادرت الدولة بفتح اذاعة باللغة الكردية بعد اقل من سنة على افتتاح أذاعة بغداد الرسميه ...ومكاسب اخرى كثيرة من ضمنها المواقع الوزارية والسياديه الحساسه دون وجود منهج التفريق الكريهه
( المحاصصة – ابطال العملية السياسية يدعون ان هذه المحاصصة من بدعات المحرر الامريكي حيث يستحون ان يعترفون بان اعتمادها كان منهجا من ضمن شروطهم مقابل تعاونهم لتنفيذ خطة احتلال بلدهم..!!)
بالعودة الى مفتاح الحكاية ‘ كنت في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة ( چوارتا ) الابتدائية وكما قلت كنا ندرس باللغة الكردية و منهج دراستنا هو نفس المنهج المركزي و الكتب المدرسية مترجمة الى اللغة الكردية من قبل هيئة متخصصة بالترجمة برئاسة عالم اللغة الراحل توفيق وهبي بيك ‘ ما لاانساه من مضمون كتاب ( قراءة اللغة الكردية ) واتذكرها كلما اسمع ( صيحات اصدقاء أمريكا لتخرج من العراق ويقابلها تحليلات ايضا من اصدقاء امريكا بانها اذا خرجوا خربة البصرة و المحاصصه وسيتم تأطير بيع العملة الصعبة في البنك المركزي و ....وهلمه جرى )
والحكاية تقول : ( كان ياماكان في قديم الزمان ‘ هناك ثعلب ماكر متربص بالطيور الاليفه في احدى القرى من دجاج وديك واوز ...الخ ‘ يقودهم في حقول واماكن خصبه في القرية ديك قوي ومتفتح ‘ كلما يحاول الثعلب ان يحصل على فرصة لصيد احدهم ‘ تفشل محاولته بسب عيون الديك المفتوحة حيث اول ما يظهر الثعلب يبدأ بالصياح و ينتخي اول رجل في القرية ببندقيته ويطارد الثعلب الى ان يبعده عن القرية وهكذا كل مرة تفشل محاولات الثعلب إلى ان لجأ الى حيله ليستطيع ان يفتح ثغرة و يصيد ما يمكن صيده .. وهو يعرف ان الديك له جوله صباحية بوحده بين الحقول ‘ فلبس الثعلب ملابس التقوى وحمل عصاه ) من هنا تتحول الحكاية من السرد النثري الى اغنية بايقاع موزون حيث تقول الحكاية : ( ...في ذلك اليوم ‘ جاء ثعلب وهو يسير و يغنى اغنية التقوى ويقول صلاوت والسلام على من اتقى ‘‘ وتوجه الى الله ‘ ماموجود فى الدنيا فانى ‘ لايستحق ان نهلك أنفسنا من أجله ... تعالو نتوجه الى الله ) عندما سمع الديك صوت واثر عليه اللحن وكلمات الاغنية اقترب منه وسأله : الى اين يا سيدنا الشيخ ‘ قال الثعلب : اسير على طريق الحج والتوبه ‘ الجنة والماوى أمان هناك ) كلامه و نبرت صوته اثر على الديك وبسرعة غير متوقعة قال له : ممكن أن ارفقك في سفرتكه المباركه ..؟ فقال له : انك تفتح امامك باب الثواب هيا الى سفر مبارك و بعد خطوات وفي اول انعطاف في الطريق لزم الثعلب رقبة الديك بقوه الى ان اغمي علية وبدء اول وجبة شهية من خلال فتح باب القرية ...)
وهكذا فتح كل حقول المنطقة امام الثعلب التقي وبدأ بنشر نهج جديد للتقوى امام من يستعد ان يركض خلف المظاهر ... كان هذا الدرس هوهدف الحكاية كما قال لنا المعلم ...
الاداره الامريكية وحسب برنامجها المؤطر من مصدر القرار فيها ورغم انها وفي هذه المرحلة بالذات تمثل حقيقة نفس الرجل المريض الذي سميت به قوة امبراطورية العثمانية ‘ ولكن لان ذلك المصدر امامه نهج ستراتيجي منظم بطريقة من الصعب التخلى عنه بسهوله ‘ ترى العالم الان هي في الحقيقة اقل من نمر من الورق الذي وصفهم بها الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونك ‘ وهي وقبل ان يهزمهم البسطاء من الشعب الفقير (ماديا ) كالشعب الافغاني ‘ هزمتهم الارادات الصلبه لشعوب العالم في اكثر من مكان ‘ بقدر تعلق الامر بالعراق ‘ الغريب في الامر ان اصوات القوى تطالب بتقزيم قوة الادارة الامريكية ‘ هم الذين معروفين من القاصي والداني ماكانوا يرون اي مقعد يجلسون علية حتى في بيتهم لولا مساومتهم مع مصدر القرار المسؤول عن نهج الهيمنة الامريكية ‘ ولا يستطيعون ان يخفوا حقيقة تصلب موقفهم هذا انه مستند على قوى ايضا خارج ارادة ابسط طموحات العراقيين في العيش الكريم .
مقابل هذه الاصوات ‘ هناك أصوات سلبية ولاتستند الى الطموح العراقي و يعلنونه بوضوح (مرعوبين ) مما ينتظر العراق ضمن التطورات المتلاحقة يظهر فيها مصدر القرار الامريكي مرتبك و مهزوم ‘ يعتقدون انه اذا خرج النمر الورقي الامريكي سيتأزم وضع العراق كأن العراق ومنذ 9 نيسان 2003 لم يحدث فيه الا الرفاء والبناء وان حدود دولته المستقلة حديدي وليس طريق مفتوح لكل من يعتبر من الناحية الجغرافية الدولية دولة جار وان تركيا الشقيقة لايصول ويجوب في شمال العراق كان عاد اليهم ولاية الموصل وان ايران ماكان يصمد لو لم يفتح له حدود العراق و ياخذ مايريد ورغم ذلك يذل اهل العراق ويرد لهم الجميل بقطع الماء ولا يستطيع مسؤول عراقي حتى يبادر ويقدم شكوى اصوليه ‘ ليس لمجلس الامن بل لمنظمة الكارتونية التابعة للامم المتحدة ويسمى ( حقوق الانسان )...!!! ممكن تسميتهم انهم مرتاحين من ان يكون ناتج الصراع في المنطقة يؤدي حتى اذا استوجب لاصدار قرار اممي بشكل قرارات المحاكم ( عدالة العصر العولمة ) نقول : اما بالنسبة للعراق يبقى الحال على ماهو عليه ‘ و سيبقى العراق رهينة صراع الطامعين في المنطقة و القوى الهادفة على ادامة الهيمنة الغربية والمتربصين بتقسيمه او زيادة اضعافه بحيث لاتكون هناك قوة تردع اهدافهم الانكليزية
ان مصدر القرار في الادارة الامريكية عندما ترى ان ستراجياتها بعيدة المدى عموما و مستقبل سيطرة القوة الاستيطانية العدوانية في قلب منطقة الشرق عموما والعالم الاسلامي خصوصا ( اسرائيل )في خطر و هذا الخطر ياتي من التمسك بوجودها في هذه المنطقة اوذاك ‘ سينسحب ويترك من فتح الباب لها ليدخل المنطقة المطلوبة لوحده امام غضب الشعب الذي احتله واذى استقلالية وجوده الوطني واقصى ما تفعلة لحلفائها انه يسهل له طريق الهروب مع ما استطاع ان يحمله ‘ هكذا فعلت مع اخرحاكم فيتنامى في سايكون و مع الدكتاتور الكوري و مع شاه ايران واخيرا مع حكام افغانستان ‘ ولا تكون خروجها من العراق ايضا خارج هذه المعادلة وليس لمصدر قرار الادارة الامريكية اخلاقية اعطاء دور البطوله خارج امريكا ويساعدها لتنفيذ سياسة الهيمنة واذلال الشعوب ‘ اقصى ما تقدمه له ان يفتح له باب اللجوء مع ما يحمله وينهي دوره ...!!!!
ومن ايجابيات الوضع ان الشعب فاقد الثقة بالمشاركين في العملية السياسية التى اوجدها العدوالمحتل على طريق عرجاء المستفيد الاول فيها لاحول ولاقوة لهم الا من خلال الارتباط بالقوى الخارجة عن ارادة العراقيين وهذه القوى من مشجعي الفساد والطائفية و التفرقة وصراعات المكونات والى اخره ‘ والسلبي في المشهد هو ان داخل حدود العراق قوة السلاح والتهديد بتخريب اكثر بحيث يمنع التوجه السليم لبناء ارادة وطنية وبالتالي بناء دولة العراق بارادة العراقيين بيد هولاء الذين لهم كل مستلزمات التشجيع لابقاء الوضع على ماهو علية حتى لو توجه لعمليات تركيعية مثل الانتخابات المبكرة ‘ ان من يشجع الانتحابات المبكرة هم الحكام الذين لايزالون يطاردون المنتفضين لثورة تشرين والذين يشجعونة وكذلك لهم سلاح اكثر من سلاح الجيش ‘ بل ان بعض العشائر لديها السلاح مع الاسف تستطيع وبتشجيع اكثر من طرف ان يقلب كل الموازين بحيث يكون المستفيد لكل قوة لاتريد للعراق بناء دولته حتى لو بمستوى دولة التي بناها الانكليز في عشرينات القرن الماضي ‘ يجرى الان في العراق استنساخ تجارب بعض الدول المنطقة الهدف منه كما اشرنا ترسيخ الوصول لقرار : ابقاء الحال على ماهو عليه والله اعلم
1186 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع