بسام شكري
شيخ المنقطعين
لقد صادفت وجبة الاجازات في ثالث أيام عيد الفطر المبارك عندما كنت في القاطع الأوسط من الجبهة خلال الحرب العراقية الإيرانية سنة 1984 وكنت ضمن المستحقين للإجازة , ولكي يتم ترتيب الاجازات بشكل عادل فقد تم منح الوجبة التي ستلتحق في ثاني أيام العيد يومين إضافيين حتى يرجعون بعد انتهاء العيد بيوم واحد ومنح وجبة الاجازة التي تستحق في ثالث أيام العيد وهي وجبتنا يومين إضافيين على أساس اننا قد حرمنا من العيد وتكون اجازتنا بعد العيد مباشرة , العيد في الجبهة كاي يوم عادي كباقي الأيام وعلاقتنا بالعالم الخارجي عن طريق راديو الترانزستور الصغير فلا أجواء عيد في الجبهة ففي الراديو الترانزستور نستمع الى إذاعة بغداد والى اذاعتي مونتي كارلو والبي بي سي , وقد اصابنا التعب من صيام شهر رمضان في درجات حرارة عالية جدا إضافة الى اننا واجهنا تعرضا للعدو انهك قوانا ولكن بشكل عام خلال أيام العيد اخذنا راحتنا في الواجبات اليومية اكثر من الوقت الاعتيادي فقد سمح لنا نحن الذين صادفت اجازتنا في ثالث يوم العيد بالنزول الى المقر الخلفي لقطعاتنا والذهاب لأقرب قرية لإداء صلاة العيد او للتمتع قليلا وتغيير جو الجبهة والعودة مساء, زميلي محمد الذي يعمل في المرصد المجاور لي في اول ايام العيد دخلت في عينه قشة ولم يتمكن الممرض الموجود معنا من إخراجها على الرغم من استعمال بعض المنظفات لكنه لم ينجح وكانت القشة تضايقه بحيث لم يتمكن من النوم بسبب الحكة المزعجة وبعد أداء صلاة العيد في قرية صغيرة جدا تقع على الحدود العراقية الإيرانية طلب مني محمد الذهاب معه الى قرية صغيرة مجاورة لزيارة امرأة من عائلة صوفية هناك تقوم بإخراج القشة من عينه وقال لي بان الأصدقاء في مقر الفوج نصحوه كي يصحبني معه لأني اعرف كيف اتعامل مع الدراويش وكلمة الدرويش في اللهجة العراقية تعني المتصوف فوافقت وقلت في نفسي انها تجربة جديدة ان ازور ذلك البيت واتعرف عليهم , في يوم العيد الثاني وبعد أداء صلاة العيد وتناول الفطور في مقهى صغير في القرية حيث يقدمون إفطارا بسيطا وهو عبارة عن لبن خاثر عالي الحموضة مع خبر تنور حار وشاي فيه كمية كبيرة من السكر , سألنا صاحب المقهى عن البيت فدلنا عليه وكان البيت الريفي الذي يقع على جدول مائي جميل يبعد عشر دقائق بالسيارة عن المكان الذي كنا فيه وكانت البيوت في تلك القرية متفرقة ومتباعدة عن بعضها البعض قليلا , وصلنا البيت وطرقنا الباب الحديدي الكبير فسمعنا من الداخل صوت امرأة تقول اهلا وسهلا تفضلوا فتحنا الباب الكبير بهدوء ودخلنا الى ممر طويل يشبه الكراج الذي يتسع لثلاث سيارات فعلى جهة اليمين غرفة طويلة عليها علم اخضر وهي الديوان لاستقبال الضيوف وعلى اليسار تنور من الطين وكمية كبيرة من الحطب وبجانبه مطبخ وتلك عادة اهل الريف يعملون مطبخ اضافي خارج البيت والبيت كان في نهاية الممر في الواجهة يتكون من طابق واحد وكل المباني من الطابوق الأصفر الداكن وما ان وصلنا منتصف الممر حتى راينا امرأتين تجلسان على الأرض متقابلتين على اليمين واليسار بيد كل واحدة منهما صينية عدس تقوم بتنظيفها فالمرأة على اليمين عند باب الديوان كانت عجوز في منتصف السبعينات من عمرها ترتدي ثوب ازرق غامق وفي رقبتها مسبحة خشبية طويلة وفي طرف انفها الايسر عران ذهبي كبير في نهايته ياقوتة حمراء , والعران في الأرياف والبوادي العراقية تلبسه عادة المرأة المهمة او الشيخة او كبيرة العائلة وهو فأل خير لكل العائلة والمرأة الشابة ترتدي الخزامة والتي هي على أنواع واشكال مختلفة صغيرة ومصنوعة من الذهب كذلك وعادة ما تكون فيها احجار كريمة, اما المرأة الجالسة على اليسار فكانت في بداية الاربعينات من العمر رمقتنا بنظرة قوية عندما دخلنا ثم رجعت تنظف العدس كانت بيضاء مشربة باللون الأحمر ينم عن الصحة والجمال الطبيعي وكان وجهها مدور وعيناها سوداوين وكانت ترتدي ثوب ملون على عادة القرويات أيام الأعياد مع اساور ذهبية في يدها اليسرة , رحبت بنا العجوز وقالت اهلا وسهلا بالضيوف فعرفتها بنفسي وقلت لها هذا صديقي محمد عنده قشة في عينه يريد إخراجها فرحبت بنا وقالت ان شاء الله نقوم بالواجب ونحن نطلب الاجر والثواب من أبو خيمة الزرقاء وتقصد من الله وأشارت الى المرأة التي تجلس في الطرف الثاني من الممر فاتجهنا اليها وسألها صديقي محمد ماذا افعل فأشارت اليه بيدها بالجلوس امامها فجلس على الأرض فتقدمت منه وجثت على ركبتيها وفي يدها اليسرى قطعة محرمة كلينكس بيضاء اللون ومدت يدها اليمنى اليه ففتحت عينه وقلبت جفنه الأعلى وبلمح البصر أخرجت لسانها كانه لسان افعى فضربت الجفن ثم بصقت في قطعة الكلينكس ثم قامت بالضرب بخفية عجيبة برؤوس اصابعها على حاجبه ثم قلبت الجفن مرة ثانية واخرجت لسانها الطويل وضربت عينه هذه المرة بلسانها بنفس السرعة والخفة وبصقت في قطعة الكلينكس ثم اعطته قطعة الكلينكس ورجعت الى مكانها تنظف العدس بدون ان تنطق باي كلمة , ان تلك العملية لم تستغرق سوى دقيقتين , وقف صاحبي على رجليه واخذنا ننظر الى قطعة الكلينكس البيضاء فوجدنا ثلاث قطع من القش الأصفر بأحجام مختلفة فطلبت منا المرأة العجوز الجلوس لشرب الشاي فجلسنا على فراش على الأرض فجاءت صبية من داخل البيت وقدمت لنا الشاي مع صينية من كعك العيد ( الكليجة ) وكانت الذ ما اكلت في حياتي حيث العجين مخلوط بين الحنطة والشعير وبأنواع مختلفة الحشوة كالجوز واللوز المر والتمر وفيه نكهات لم اعهدها في كليجة المدن وفي الأرياف يقومون بشوي الكليجة في تنور الطين فتبقى نكهة الحطب فيه ويستعملون سمن الغنم الطبيعي , بادر صديقي وشكر العجوز على اخراج القشة من عينه وقال لها انه سمع عن كراماتهم من بعض الأصدقاء لكنه لم يصدق الا الان عندما تم تنظيف عينه من القش فأجابته العجوز ان الكرامة منه وله وتقصد ان الكرامة من الله والى الله وفهم صاحبي ان كل شيء هنا مجانا فطمع بهم وقال للعجوز ان لي اخا اصغر مني عمره سبعة عشر عاما وهو مصاب بالصرع ويتناول ادوية منذ ان كان طفلا وهو طالب في المدرسة وفي كثير من الأحيان يسقط على الأرض ويفقد الوعي ويسبب ذلك احراجا شديدا له امام زملائه الطلبة فهل من علاج عندكم ؟ فقالت له نعم علاجه عند الشيخ وهو الان في الزرع " وتقصد ان زوجها في المزرعة " ويمكنك ان ترسل اخوك يوم غد الخميس في وقت العصر وقبل صلاة المغرب , فقمنا ونحن نشعر بالحرج لأننا علمنا من جوابها انه ليس هناك رجل في البيت وكنا نعتقد بان الرجال في داخل البيت بعد ان اخبرتنا ان زوجها في المزرعة فشكرنا العجوز وسألها صديقي هل تامرينا بشيء لكي يتأكد من عدم دفع أي مبلغ نظير خدمتهم لنا فقالت العجوز لا يأمر عليك ظالم لكن لا تهمل امك فانت مازلت وستبقى جزء منها ولو صرت بعيدا عنها ضاع جزء منها , فرد عليها ان شاء الله خير وهو يعتقد انها تنصحه بنصيحة عامة ثم قالت له انك لا يمكنك تبديل امك ولا يمكنك فقدان زوجته وعليك ان تحب الاثنين وترعاهما بنفس الدرجة , هنا اختفت الابتسامة من وجه محمد وجفل كانه شاهد منظرا مرعبا ثم قالت له انت وابنك ملك امك فتلعثم ولم يجيبها ثم نظرت العجوز الي وقالت لي يا فقير سبح باسم ربك فقد بارك الله بك , ثم قالت لنا اذهبوا في رعاية الله .
خرجنا من البيت ومشينا باتجاه السيارة وصديقي قد اصبح لون وجهه اصفر وصارت شفتيه يابستين وهو لا يعرف ماذا يقول , ركبنا السيارة وسرنا باتجاه المقر الخلفي لقطعاتنا ولمدة نصف ساعة بدون ان نتكلم مع بعض وفجأة وقف صاحبي على جانب الطريق وقال لي ان ما قالته العجوز اصابني بالرعب فكلامها صحيح فاني لم ازور امي في اجازتي الاخيرة وكانت امي تريد ان تراني وترى ابني وعندما اتصلت بها بالتلفون لكي اودعها قالت لي انها زعلانة لأني لم ازورها ثم توقف عن الكلام قليلا وقال لي ان هؤلاء الناس فعلا لديهم كرامة وهذه اول مرة في حياتي اصادف مثل هذا الموقف , فأكدت له على كلامه اني شعرت برهبة وانا معهم والمرأة ذات اللسان الطويل العجيب ارعبتني في نظراتها والتي أخرجت القش من عينك بتلك الطريقة الغريبة وبالسرعة التي تصورت نفسي اشاهد فلم زهي لم تتكلم معنا قط ولا نعرف اهي خرساء ام ناطقة.
ما ان رجعنا الى المواقع الخلفية لقطعاتنا حتى اتصل محمد مع اخوه غسان بالتلفون واعطاه العنوان وقال له يجب ان تكون عندي غدا قبل الظهر على هذا العنوان وفي اليوم التالي جاء اخوه غسان المصاب بالصرع وقبل المغرب كنا ندق باب بيت أبو القش كما يسميه القرويين فقابلنا رجل عمره في منتصف السبعينات أطول منا قليلا جسمه قوي ذو وجه مبتسم بشوش صافحني أولا فضاعت يدي في داخل يده الكبيرة الخشنة وادخلنا الى الديوان الذي هو عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل مفروشة بالحصير العراقي الناعم وفوقه مراتب بالوان جميلة ومساند من نفس اللون وضعت بشكل متناسق حول الديوان وفي منتصف الغرفة المستطيلة عمودين خشبيين معلق عليهما عدة بنادق من نوع برنو مختلفة الاحجام وعلى الجدران آيات قرانيه وفي صدر الديوان علقت لوحة كتب عليها بخط جميل ( انا شيخ من لا شيخ له , انا شيخ المنقطعين ) فعلمت انهم دراويش من الطريقة الرفاعية لان ذلك قول الشيخ احمد الرفاعي , وعلى الحائط المقابل علقت اعداد من الدفوف كبيرة الحجم وأنواع من السيوف والخناجر وفي زاوية الديوان صندوق خشبي كبير يستعمله القرويين عادة كدولاب لوضع الأغراض والملابس فيه, جلسنا على الأرض وشربنا الشاي واخبرنا الرجل العجوز عن موضوع الصرع فقال لنا سيكون غسان ضيفنا الليلة وان شاء الله ننظر في امره ولم يخبرنا أي شيء اخر فأصابنا الخوف من ان العجوز سيقوم بإيذاء غسان او ربطه بالسلاسل على عادة بعض الدراويش في ربط المجانين والمصروعين بالسلاسل في الاضرحة المقدسة طلبا للشفاء لكننا كنا واثقين من انهم لن يسببوا اذى الى غسان لما لقيناه في زيارتنا السابقة من ترحيب وكرامات وكان الرجل متوازنا ولا يظهر عليه أي سلوك مخيف كباقي الدراويش , ودعنا العجوز وشيعنا الى باب الدار وخرجنا ونحن ننظر خلفنا مرتبكين كأننا كنا ننتظر حدوث شيء لنا كما في الزيارة السابقة , في اليوم التالي بدأت اجازتي فغادرت في الصباح الى بغداد ورجع محمد الى الجبهة بعد انتهاء اجازته ولم التقي به عند عودتي لأنه كان قد ذهب بعدي الى الاجازة ومرت الأيام والتقيت مع محمد بعد ثلاثة أسابيع مرة واحدة وسالته عن اخوه فقال انه بخير ولا يعرف اذا كان قد شفي من الصرع ام لا ونقل محمد بعدها الى وحدة عسكرية ثانية لأنه كان يعمل مع وحدات استمكان المدفعية وهو يتنقلون عادة بين القطعات العسكرية وانتهت الحرب ومرت الأيام والسنين ولم التقي مع محمد الى ان جاء ذلك اليوم والصدفة الغريبة , ففي مساء احد الأيام بعد تسعة سنوات من زيارتنا لبيت الدراويش كنت عائدا الى البيت من منطقة الباب الشرقي في بغداد وأوقفت سيارة لأعود الى البيت وفي ذلك الوقت كان الكثير من الشباب عاطلين عن العمل وكانوا يستعملون سياراتهم الخصوصي بمثابة تكسي لكسب بعض المال ركبت السيارة وجلست الى جانب السائق واخبرته بالعنوان لكن وجهه قد اثار فضولي وكأني اعرفه فسالته من أي منطقة انت وما اسمك لأني اعتقد باننا تقابلنا سابقا فتوقف الى جانب الطريق وقال لي انا غسان شقيق محمد صديقك هل تتذكرني ؟ لقد كبر غسان وصار له شارب كبير وأصبح رجل ففرحت به كثيرا وسألته كيف حالك وأين هو محمد فأخبرني بما حل بعد انتهاء الحرب وسفر محمد الى البصرة للعمل هناك وفي النهاية سألته هل استفدت من زيارتك للدراويش؟ فقال لي نعم لقد تركت الادوية من اليوم التالي عند رجوعي للبيت بناء على نصيحة الشيخ ولم تحصل معي أي نوبة صرع منذ ذلك اليوم واكملت الجامعة وحصلت على رخصة سياقة للسيارة وتزوجت وحياتي عادية، فسألته ماذا حصل لك وكيف عالجك العجوز وماذا حصل في تلك الليلة؟ فاخبرني اننا بعد ان غادرتم البيت انت ومحمد جلست مع الرجل العجوز وجاء أبنائه واحفاده من المزرعة وتكلمنا قللا ثم صلينا العشاء جميعا في الديوان واحضروا العشاء وكان بامية ورز وخبز وتمر ولبن وبقينا نتكلم ونسمع القصص والحكايات وما حصل خلال ذلك اليوم في المزرعة حتى تجاوزت الساعة العاشرة ثم جاؤوا بالأغطية والمخدات ونمنا على الفرض الموجودة على الأرض في الديوان وعند الخامسة جلس الجميع للصلاة وبعد الصلاة تناولنا الإفطار وهو زبدة ودبس التمر واللبن والشاي مع خبز التنور بالسمسم وما زالت رائحة الخبز تملء انفي واتذكرها دائما كلما مررت من جانب مخبز وبعد ان تناولنا الإفطار قالوا لي شكرا على زيارتك يمكنك العودة للبيت ثم اوصلني احدهم بسيارة بيك اب قديمة الى القرية ومن هناك رجعت الى بغداد ومنذ تلك الليلة لم اشعر باي شيء من الصرع وحتى اني نسيت الصرع الذي كان عندي .
لم أجد تفسيرا لزيارتنا تلك فكيف لتلك المرأة بلسانها الطويل ان تخرج القشة من عين محمد الذي لم يشعر باي شيء بعد ذلك؟ وما الذي حدث لغسان في تلك الليلة؟ هل ان شفائه كان من قوة الرجل العجوز؟ ام ان هناك تأثير روحي من المكان؟ او ان الحالة النفسية الإيجابية قد تأثر بها غسان وشفي بطريقة الإيحاء الذاتي؟
على الرغم من ان لي خبرة طويلة في التعامل مع الدراويش في علاج الامراض في أدعيتهم وصلواتهم وبعضهم كان يعطي اعشاب او ادوية معينة لكن هؤلاء لم يعطوه أي دواء وقد صلى معهم واكل من اكلهم ونام عندهم بدون ان يلمسه أحد منهم, لقد بقي هذا اللغز يحيرني واحدا وثلاثين عاما ولم اجد تفسيرا علميا له الى ان جاء يوم في سنة 2016 وخلال احدى زياراتي الروتينية الدورية لمركز أبحاث الباراسايكولوجي في مدينة فرايبورغ جنوب غرب المانيا وخلال احدى المناقشات تكلمت عن حادثة علاج غسان من الصرع مع مجموعة من الباحثين فأخبرني الخبير في هذا الموضوع ان هناك احتمالين لسبب شفاء غسان من الصرع الاحتمال الأول لقد حصل ايحاء ذاتي الى غسان مكنه من التغلب على موجات الصرع وهذا الاحتمال يصبح حقيقة لو تم فحص غسان قبل وبعد عملية العلاج للتعرف على نوع وحجم الصرع الذي كان عنده وتقدير مستوى الإيحاء الذاتي لكي يتمكن من الشفاء بالإيحاء الذاتي والاحتمال الثاني ان هناك قوى غير مرئية لم يشاهدها غسان قد قامت بعملية الشفاء وعلى الأرجح تمت العملية في الليل عندما كان نائما.
من خلال خبرتي في مجال الأبحاث صارت لدي قناعة بان ليس كل الظواهر التي تمر علينا نتمكن من تفسيرها علميا في وقت حدوثها.
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع