الدكتور محمود الحاج قاسم محمد
طبيب أطفال - الموصل
الموهوبون ومسؤولية اكتشافهم ورعايتهم -١
شغلني موضوع الأطفال الموهوبين منذ زمن وقد قرأت واطلعت على الكثير مما كتب عنهم سواءً في الشبكة العنكبوتية والمجلات أوفي الكتب المتخصصة بتربية الأطفال ، وبعد غربلة ما أجتمع لدي من خزين حول الموضوع ، رأيت أن أدلو بدلوي ، فالتقطت قولاً من هنا ورأياً من هناك ، قمت بتنسيقها وإضافة ما عندي من أفكار خرجت من كل ذلك بهذا المقال الذي أرجو أن يكون عوناً وذا فائدة للآباء والأمهات ورجال التربية في اكتشاف الموهوبين من أطفالنا ورعايتهم إن شاء الله . ونظراً لطوله جزئته إلى ثلاثة محاور وأبدأ اليوم بنشر المحور الأول :
المحور الأول : الموهبة والموهوب
1 - الموهبة : من الناحية اللغوية تتفق المعاجم العربية والإنجليزية على أن الموهبة هي قدرة واستعداد فطري لدى الفرد ، أما من الناحية التربوية والاصطلاحية فهناك صعوبة في تحديد وتعريف بعض المصطلحات المتعلقة بمفهوم الموهبة، والتي تعتبر سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف .
2 - الموهوب : هو ذلك الفرد الذي يملك استعدادً فطريا تصقله البيئة ، و يظهر قدرات خاصة، أو لديه هذه القدرات بشكل كامن في أي من المجالات التالية : قدرة عقلية عامة ، قدرات أكاديمية خاصة ، تفكير إبداعي وإنتاجي، قدرات قيادية، قدرات فنية مرئية وأدائية، قدرات جسمية حركية. والطفل صاحب الموهبة أو ما يسمى بالموهوب لا يعلم ولا يعي بان لديه موهبة لذلك علينا أن نساعده في اكتشاف الأمر.
3 - نسبة الموهوبين بالنسبة للسكان : وفقا لأحدث الدراسات تبين أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى الخامسة من أعمارهم هي نحو 90%، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تنخفض أكثر . وقد تباينت آراء الباحثين حول نسبة الموهوبين بالنسبة للمجموع بين 1،2،3% من أصل السكان. وإن تناقص النسبة مع تقدم العمر يشير إلى أن أنظمة التعليم والأعراف الاجتماعية تعمل على إجهاض المواهب وطمس معالمها مع أنها كانت قادرة على الحفاظ عليها بل تطويرها وتنميتها.
4 - لماذا هناك ضرورة ملحة للاهتمام بالموهوبين؟
يؤكد خبراء التربية على أن الجنس البشري دون استثناء سوف يحقق مكاسب جمة إذا أحسن استغلال الموهبة التي منحها الله لبعض عباده ، وأن الأطفال الموهوبين ذخيرة يجب أن تصان ولا تبدد ، باعتبارهم القوة التي تدفع البشرية إلى الأمام، وأنهم وديعة الوطن وثروته ، وهم المنفذ الذي تبحث عنه المجتمعات التي تريد ان تسطر لها تاريخا، وأن يكون لها إسهامها الواضح في الحضارة الإنسانية بأسرها . لذلك كله تعمل مثل هذه المجتمعات جاهدة من خلال أساليب علمية مقننة للكشف عن الموهوبين ، وصقل مواهبهم ، وتهيئة الجو الذي يساعد على تفجير الطاقات المبدعة الخلاقة التي يتحلون بها ، إضافة على تهيئة مجالات العمل المناسبة لهذه الفئة المميزة بعد الانتهاء من مرحلة التعليم والتدريب والإعداد, حتى يمكن استغلال مواهبهم وقدراتهم, وإبعادهم عن الأعمال الروتينية التي تخنق الإبداع.
908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع