د.طلعت الخضيري
كشكول الذكريات -الحلقه ٣١
عطلة في شمال العراق
في صيف سنه 1964ذهبت اصطاف مع إبني وإبنتي ، اللذان كانت تتراوح أعمارهما 12 و8 سنوات، إلى مصيف صلاح الدين وهو مصيفا جميلا يقع على سفح جبل وله قمه صغيره تسمى ( ألقمه الجنوبيه) عليها كازينو يطل من بعيد على مدينه أربيل.
لقد لاحظت خلال إقامتي أن المنطقه كانت تعاني من شحه في المياه بينما كانت المياه وافره في مصيف سرسنك.
بعد أيام قلائل رغبت في زياره منطقه ألحاج عمران وهي منطقه حدوديه تحيطها الجبال ، فتوجهنا فجرا بسيارتي الموسكوفج لنجتاز واد ضيق بين الجبال الشاهقه ، ولن أنسى ما حييت أشعه الشمس وهي تتسلل بين تلك القمم ،أرجعني ذلك إلى حنين الأيام الماضيه في جبال سويسرا ووديانها .
بعد أن اجتزنا ذلك الوادي وصلنا إلى أرض منبسطه يجاورها نهرا تلمع مياهه تحت اشعه الشمس المشرقه وتنحدر مسرعه نحو الأسفل.
جذب ذلك المنظر الخلاب رغبه أولادي أن نقف ونذهب إلى جوار ذلك النهرألذي تناثرت به الصخور وتلاطمت به أمواج المياه.
حدث ما حدث بسرعه وكاد أن يؤدي بحياتنا ، فقد سبقتنا إبنتي ببضعه أمتار مسرعه نحو النهر وهي ترغب أن تقف على تلك الأحجار وتستمتع بمنظرالنهر ، رأيتها وهي تسقط في النهر ، يجرفها التيار بسرعه ، حاول أخيها مد يده لانتشالها فسقط هو أيضا في مجرى النهر. أسرعت جاريا نحو أسفل مجرى المياه فوصلت إبنتي يجرفها التيار بقربي فاستطعت أن أسحبها ، وتمكن إبني أيضا أن ينجو بدون مساعدتي ، و السر في سقوط إبنتي هو وجود الطحالب على الصخور الذي تسبب إنزلاقها في ألمياه الهائجه وبين الصخور المتناثره، لقد جال بخاطري بسرعه ذكريات أمثال تلك الحوادث المميته في سويسرا عندما يصطدم رأس الإنسان بإحدى الصخور وتسبب موته.
وصلنا أخيرا إلى هدفنا وهي قريه حاج عمران ، تطل عليها الجبال، فتناولنا غدائنا في حديقه قهوه صغيره ، و لاحظت قدوم شخص مهيب الطلعه حوله حرس ليجلسوا بالقرب منا ،واليوم أعتقد أن قدومه كان بسبب تواجدنا ، فلم يكن هناك أي من الغرباء غيرنا، ولم أرى عند قدومي ورجوعي أي شخص أو سياره في الطريق الطويل ألذي اجتزناه ، فهل كان هناك توتر سياسي في المنطقه كنت أجهله ؟. ذكرى مفزعه لحادث كاد أن يؤدي بحياه أولادي وحياتي وصوره أخرى جميله في مخيلتي لمنطقه لها جميع الفرص أن تكون مقصدا سياحيا رائعا.
1063 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع