أنا والگاردينيا والآشوريون والكلدان الجدد

                                                      

                              موفق نيسكو

أنا والگاردينيا والآشوريون والكلدان الجدد

قبل مدة قصيرة اعترض على كتاباتي في موقع مجلة الكاردينيا الغراء عدد من السريان الشرقيين الكاثوليك الذين سمتهم روما كلداناً يساندهم عدد من السريان الشرقيين النساطرة الذين سَمَّاهم الإنكليز آشوريين، وطلبت هيئة المجلة مني تبيان سبب تركيزي في مقالاتي عن الآشوريين والكلدان دائما، خاصة القول إنهم من بني إسرائيل، وأشكر اعتراض البعض، وبداية بعضهم بالكتابة للدفاع عن أنفسهم في الموقع، وهو ما أفرحني وكسر حجتهم، وباختصار أقول:

أولاَ: كتابي اسمه: اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان، حوالي 1000 صفحة كبيرة، وهو حصيلة جهد 8 سنوات متواصلة، وأنا انشر فقرات منه، فأنا مختص بهذا، مثلما يختص البعض بالشعر، وآخرون بالأمثال، وثالث بالقضايا العسكرية وهكذا.

ثانياً: كل حضارات العراق العظيم مقدسة عندي بما فيها الآشورية والكلدانية، وكتاباتي هو الدفاع عن العراق وحضاراته ضد قيام مجموعتان سريانيتان عراقيتان بانتحال وسرقة اسمين من أسماء حضاراته والتركيز عليها دون غيرها، وتصوير أنفسهم أنهم سليلوها لأغراض سياسية استعمارية، وهم الورثة الحقيقيون والشرعيون فقط لتلك الحضارتين، وبقية الأقوام عبارة عن غرباء، ولاحظنا ذلك في أول مقال لأحدهم قرر عدم الكتابة، وقال بالحرف الواحد قبل حوالي شهرين إنه رمى كتبه في حاويات القمامة، ثم جاء ليفتتح مقاله بأن كل أقوام العراق بمن فيهم العرب، هم غرباء ومحتلون والإنكليز هم من حرروا العراق منهم، فقال بداية مقاله: جوابنا لسؤال الاستاذ جلال چرمگا، الاخ موفق نيسكو يكتب، طيب لماذا لا تردون عليه ؟ بعبارة (من المعروف ان العراق الحالي منذ سقوط الامبراطورية الاشورية وبابل فيما بعد، أصبح تحت حكم الغرباء من الفرس الاخمينيين، والسلوقيين، و الفرثيبن، والساسانيين، والعرب، وهولاكو والترك ثم الانكليز الذين حرروا البلد بعد الحرب العالمية الأولى من السيطرة العثمانية. (امَّا عن الكورد فحدث ولا حرج فهو يعتبرهم آشوريين أصلاً، وسأنشر الوثائق المهمة مستقبلاً).

ثالثاً: إن المسالة ليست مسألة سجال أو خلاف بين طرفين مسيحيين كما يحاول تصويرها بعض الآشوريين والكلدان الجدد الذين لا يملكون أية وثائق وأجوبة تاريخية، لذا يحاولون تسويق قضيتهم للسادة القرَّاء والكتاب المسلمين، واستمالة عواطفهم، لأنهم ينظرون إلى المسيحيين باحترام وعلى أنهم مسالمين، وفعلا هم مسالمون مع المسلمين، فقط لأنه ليس لديهم سلطة، وقد أبرق السفير البريطاني في بيروت في الحرب الأولى لوزارته: لاحظنا عندما نعطي السلطة للمسيحيين يظلمون بني جلدتهم أكثر مما يظلمهم المسلمون، وفي حروب الأفرنجة (الصليبية) قُتل من المسيحيين أكثر من المسلمين، وفعلاً هناك كثير من الإخوة المسلمين من باب الإخوة والعاطفة وفكرة احترام مكونات الشعب العراقي تعاطفوا مع طلب بعض الكلدان والاشوريين الجدد معتقدين أن المسالة خلاف بين طرفين، والحقيقة هي أن مسالة قيام الكلدان والآشوريين الحاليين بالترويج زوراً أنهم أحفاد القدماء لا علاقة لها بالعواطف واحترام مكونات الشعب، فالمسالة تاريخية ووطنية عراقية، علماً أن كتاباتي في التصدي لهم هي تاريخية فقط، ولم أسيس الموضوع، ولم أدخله في مسالة الوطنية العراقية، وهو من حقي أيضاً أسوةً بالكتَّاب الآخرين الذين يكتبون ضد التدخل الفارسي الصفوي في العراق (وأنا طبعاً معهم)، علماً أن هناك جالية فارسية في العراق، ومكونات عراقية أخرى من أصل فارسي، بل أن عدداً ليس بقليل من مذهب معين في العراق ضد هذا انتقاد الفرس، لذلك لا علاقة لكتاباتي باحترام مكونات الشعب، وإني احترم جميع مكونات العراق العظيم بمن فيهم الآشوريين والكلدان الجدد، وللعلم إن كثيراً من رجال دين ومثقفين آشوريين وكلدان معجبون بكتاباتي ويراسلوني ويطلبون مني وثائق، وأن أكتب أكثر، وقسم منهم يجاملني بمنحي شهادات علمية وتقديرية، وآخر جعلني هبة إله لبلاد الرافدين، علماً أني علمت من السيد عماد حكمت صاحب مكتبة بابل في شارع المتنبي أن غبطة بطريرك الكلدان لويس ساكو قد أهداني نسخة من كتابه آباؤنا السريان وهي موجودة عنده.

رابعاً: مسالة بني إسرائيل: حاول قسم من الكلدان والآشوريين الجدد التباكي لكسب عواطف الآخرين والطلب مني عدم التركيز على أن الآشوريين والكلدان الحاليين هم من الأسباط العشرة من بني إسرائيل، وصوروا الأمر كأنه تهمة، وجوابي هو: مع أن هذا الأمر له أبعاد سياسية خطيرة أيضاً مثل الصفوية، لكني لم أتطرق له سياسياً بالتفصيل وذكرت أكثر من مرة أن السيد المسيح نفسه كان يهودياً إلى سن الثلاثين، وفي كتابي ص675 أيضاً ذكرت ذلك لكي لا يؤول الموضوع، كما ذكرت إني أتمنى عودة اليهود من فلسطين والعيش بكرامة كأي عراقي، لذلك هدفي هو إثبات أنه لا علاقة للكلدان والآشوريين الحاليين بالقدماء، عدا إن مسالة كونهم من أسباط إسرائيل، وهي مسالة حقيقة يفتخرون بها، وينشرون أدق التفاصيل والخرائط عنها، ومنهم بطريرك الكلدان ساكو، والمطران الآشوري (سور) وقد نشرنا الوثائق والخرائط الأصلية في المجلة، علماً أن أحد الأشخاص الذي يكتب حديثاً في المجلة واسمه الشخصي عبري، قبل سنوات طويلة في بداية كتاباتي أعتقدَ إني آشوري الاتجاه، فحيَّاني على الإيميل بالتحية العبرية المعروفة، قائلاً لي: (نحن مسيحيون ببركة أبينا يعقوب (أي إسرائيل) وثقافة الدولة الآشورية)، وهي عبارة تستعمل كتقية بين الآشوريين، وهذا الموضوع طرحه منذ حوالي 200 سنة الدكتور الأمريكي آشيل غرانت الذي زار النساطرة قبل أن يتسموا آشوريين، وقال إنهم من بني إسرائيل، والأمر المضحك أن قسماً كبيراً من الكلدان كانوا ينشرون مقالات في موقع بطريركية الكلدان الرسمي ضد الآشوريين، ويقولون: إنهم من الأسباط اليهودية، وعندما قام موفق نيسكو بنشر وثائق دامغة أكثر من غرانت بكثير، وقال إن الكلدان أيضا من الأسباط، والاثنان بالهواء سوا، كما يقول المثل العراقي، توقف الكلدان حينها عن تعيير الآشوريين إنكم من بني إسرائيل.

https://saint-adday.com/?p=1243

خامساً: مسالة العداوة: يحاول الآشوريون الجدد وضع قولي إن الآشوريون هم أعداء السريان في قالب سياسي وعاطفي، لذلك أقول: إن الآشوريين القدماء هم فعلاً ألد أعداء السريان كتابياً دينياً وتاريخاً مدنياً أيضاً، وهذا الامر موجد في القواميس التي ألفها أسلاف من يسمون أنفسهم اليوم آشوريين، وإذ أراد بطريرك الآشوريين الحالي القول بلغته لشخص أنت عدوي، يجب أن يقول له أنت آشوري، وإذ أراد بطريرك الكلدان أن يقول بلغته لشخص بأنت دجال يجب أن يقول له أنت كلداني، وأكثر شعبين عدوانية في التاريخ هم الآشوريون القدماء والآراميون السريان، وقولي هذا لا يعني إن السريان الحاليين يجب أن يحاربوا الآشوريين لأن الآشوريين الحاليين هم ليسوا بآشوريين أصلاً بل أي منتحلي اسم الآشوريين، لكن قصدي أن أثبت زيف إدعاء الآشوريين الحاليين، أن الآشوريين القدماء والسريان شعب واحد، أي مثلما يدعي شخص أن الروم اللاتين والروم البيزنطيين هم شعب واحد، لكنهما شعبان عدوان في التاريخ رغم تطابق اسميهما، بل إن اسم الروم البيزنطيين مشتق من الروم اللاتين، أو مثلما يدعي شخص أن الفرس والعرب شعب واحد، وهما عدوان تقليديان في التاريخ، أو شخص يدعي أن الشعب العبري والعربي هم شعب بحجة تقارب الاسمين، أو شخص يدعي أن الشعب الروسي أو الفرنسي والشعب الألماني هم شعب واحد (والدليل الآخر إني استثني الكلدان القدماء أنهم أعداء السريان لأن الآشوريين فقط هم أعداء السريان).

سادساً: مسالة احترام الرأي، يحاول الآشوريون والكلدان الجدد أن يقنعوا الآخرين بعدم وجود وثائق تثبت أنهم آشوريون وكلدان، وأنهم سريان بأن بحجة احترام كل الآراء، وأنا أقول الحقيقة تختلف عن الآراء، فبغداد عاصمة العراق هي حقيقة، أما اسم بغداد ففيه عدة آراء، لكنها لا يجب ان تبدل من حقيقة كون بغداد عاصمة العراق، ومن يقول إن بغداد عاصمة الصين، لا يجب أن يحترم رأيه، فالسريان يختلفون عن الاشوريين في كل شيء، ومن يحاول القول إن السريان هم الاشوريون لا يجب أن يحترم رأيه لأن ذلك تزوير.

سابعاً: منذ أن قام الغرب بتسمية هؤلاء السريان، آشوريين وكلدان حديثاً، منتحلين لهم اسمين من أسماء العراق القديم، وصال وجال الطرفان خاصة الآشوريين إذ أن الكلدان كانوا هادئين عموماً إلى سنة 2003م، ومن يومها، وكما يقول المثل (كنا بواحدة وصرنا باثنتين)، والمهم بدأ الطرفان بخلط الحابل بالنابل، والترويج زوراً دون حسيب ورقيب (إلا ما ندر) على أنهم أحفاد الآشوريين والكلدان القدماء ووراثيهم، ناسين أن جميع الحضارات التي أنشأها كل أقوام العراق القديم، السومرية والأكدية، والأمورية والآرامية السريانية، والسوبارتية والكلدانية، والكيشية والميدية، والجوتية والحثية، والحورية والميتانية، والعربية الأموية والعباسية والكوردية وغيرها، هي ملك جميع العراقيين، عرباً وكورداً، أرمناً وسرياناً تركماناً وشبكاً، مسلمون ومسيحيون، صابئة وأيزيدويون، لذلك فإن كتاباتي تدافع عن حضارات العراق، وتؤكد أن الآشوريين والكلدان الحاليين لا علاقة لهم بالقدماء.

ثامناً: لقد قام هؤلاء بتزوير وتشويه ليس تاريخ المسيحية في العراق فحسب، بل تاريخ العراق كله، وربطوا تاريخهم بالقدماء، وجعلوا من ملوك العراق القدماء السومريين والأكديين والأموريين مثل حمورابي ونارم سين وسرجون الأكدي، كلداناً وآشوريين، كل من جانبه فعند كاتب كلداني هم كلدان، ونفسهم عند كاتب آشوري آشوريين، وكذلك زوروا تاريخ المنطقة وبالذات اسم سوريا حيث شنوا حرباً عنيفة على اسمها من سنة 1897م والى اليوم بأكثر من 200 كتاب ومقال ومقابلة تلفزيونية (وهذا الموضع لا يعلمه إلا قلة نادرة من المثقفين العرب المسلمين وغيرهم، علماً أن قسماً منها تم تعليقه على مقالاتي في الكاردينيا، وأنا متأكد أن الإخوة العرب لم ينتبهوا لها)، حيث يعتبرون ان اسم سوريا والسريان مشتق من آشور فسريان SYRIAN بالحقيقة هي ASSYRIAN وقد سقطت AS ، وبالتالي سوريا والسريان هي آشور والسريان هم آشوريين، وسأتطرق لهذا لموضوع بالتفصيل مستقبلاً.، فهؤلاء الذين نزح أغلبهم من القوقاز وحكاري تركيا وأُروميا إيران وآواهم العراق في معسكري بعقوبة والمندان، لكنهم خانوه وانقلبوا عليه مستعملين الاسم المزيف الآشوري يساندهم بعض الكلدان، واخترع المطران أدي شير عبارة كلدو وأثور المزورة سنة 1912م معتقدين أنهم بهذين الاسمين سيكسبون ود العالم ويتفهمهم أكثر لشهرة الدولتين كتابيا (الكتاب المقدس) ومدنياً في التاريخ المدني ويعطيهم الإنكليز دولة كلدو وآشور حسب وعد كريسي في 28 كانون الثاني 1918م بعد ثلاثة أشهر من وعد بلفور.

تاسعاً: منذ حوالي 15 سنة وأنا أكتب، ولم يجلب لي شخص واحد وثيقة واحدة من أرشيفهم وبلغتهم منذ بداية المسيحية وإلى القرن التاسع عشر عشر لشخص قال بنفسه إنه آشوري أو كلداني وكنيسته أو لغته آشورية أو كلدانية أو قديس لقبه آشوري أو كلداني، وقد بحث الأب فييه الدومنيكي وجمع 50 صفحة من أسماء أعلامهم ورجال دينهم في التاريخ ولم يجد فيه اسما اشورياً أو كلدنياً واحداً، ومنذ سنة 1900م تقريباً فنصف أسمائهم هي سنحاريب وآشور وكلدو وعشتار.

عاشراً: كل ما يجلبه الآشوريون والكلدان الجدد هي من كتب الغير وتتحدث عن الآشوريين والكلدان القدماء فقط، وخاصة الآشوريين نتيجة تقارب اسمي سريان واسيريان، وباليوناني والانكليزي فقط، فجاءوك أن فلان اعتقد أن السريان هم اسيريان (ملاحظة مهمة كلمة سرياني وآشوري تختلفان كلياً في لغة الكلدان والآشوريين الحاليين وهي السريانية طبعاً)، أو شخص اختلط عليه الأمر بالأسماء، أو رحالة سمى العراقيين كلهم تسمية جغرافية أو تاريخية عامة بمن فيهم المسلمين أنهم آشوريون أو كلدان، مثلما يسمي العرب الغرب كله افرنج وهم ليسوا بفرنسيين، وفي المقابل مئات الآلاف من الوثائق باللغتين السريانية والعربية اللتين كتب أسلافهم بهما يفتخرون أنهم سريان، فلا أعرف كيف سيكونون كلداناً وآشوريين؟ ويبدو أنهم يطبقون المثل: إن ضيعت أصلك فقل إني جبوري، ويُشبِّه البروفسور جون جوزيف من كنيسة الآشوريين في كتابه الآشوريون الجدد والاستعمار ادعاء الآشوريين الحاليين أنهم ينحدرون من القدماء بقول أستاذ تاريخ الشرق القديم في جامعة كاليفورنيا ميخائيل موروني: إنه شاهد متسولاً إيرانياً شيعياً جالساً في كرمنشاه يدعي بصوت عال أنه سليل الإمام الحسين وحفيد الرسول محمد لكي يكسب عطف الناس، ولذلك يقول موفق نيسكو إن جنود فرقة نبوخذ نصر، والعاملين في فندق آشور في الموصل، يستطيعون إثبات كلدانيتهم وآشوريتهم أسهل بكثير من الكلدان والآشوريين الجدد الذين تاريخهم أوضح من الشمس فهم من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل تأرموا واعتنقوا المسيحية وعاشوا كل عمرهم سرياناً ولغتهم هي السريانية الآرامية، إلى العصر الحديث حيث يؤيدون العودة إلى أصولهم العبرية. وأهديكم الصفحة الأولى من كتابي لأشهر آبائهم في التاريخ كيف يفتخرون أنهم سريان وهي من آلاف مؤلفة .

    

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع