ﻋﻮﺍﺋﻞ موحدة

                                               

                                  أميــر الحلو

لست واعظاً لأكتب داعياً (على  بساطتي)  ﺍﻟﻰ ﻭﻗﻒ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺟﺮّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻰ ﺇﻗﺘﺘﺎﻝ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﻤﻊ ﺍﻻ‌ﺻﻮاﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ.. ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﻋﺎﺩﻱ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﺃﺷﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﻷ‌ﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻏﻴﺮﻃﺎﺋﻔﺘﻲ، ﺃﻭ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﻃﻊ ﺯﻭﺝ ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ ﺍﻭ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﻲ ﻟﻠﺴﺒﺐ ﺫﺍﺗﻪ !

ﺇﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺻﺒﻴﺎﻧﻨﺎ ﺗﺮﺑّﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻏﺮﻳّﺒﺔ  ﺗﻔّﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻻ‌ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ، ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﻧﻈﺮ ﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ  ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ، ﺃﻭ ﺃﺯﻭﺭ ﺑﻨﺎﺕ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻫﻦ ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻱ  ﻭﺃﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﺑﻜﻞ ﻭﺩ ﻭﻣﺤﺒّﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﺒﺎﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻋﺎﺩ (ﺍﻟﺸﺮ) ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻴﻬﺪﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ  ﺃﻗﺘﺘﺎﻝ ﻟﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻪ (ﻣﻨﺘﺼﺮﺍً ) ... ﻓﻲ ﻇﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻤوﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ  ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﻠﻪ ، ﻭﺍﺧﺘﻼ‌ﻁ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺃﻭ ﺑﻴﺖ !
ﻭﻻ‌ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﺑﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﺑﺎﻟﺼﺪﺍﻗﺔ وﺍﻟﺰﻣﺎﻟﺔ ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﻼ‌ً ﻭﺍﻟﺬﻱ (ﻳﺮﺗﻔﻊ) ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺘﺎﻝ  ﻭﺍﻷ‌ﻏﺘﻴﺎﻻ‌ﺕ ، ﻭﺍﻟﻤﺲّ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﻤﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم ، ﻭﻫﻨﺎ ﻻ‌ﺑﺪ ﻟﻌﻘﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﺀﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ (ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ) ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻼ‌ﺑﺪ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﺼﻠﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻬﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺜﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺘﺪﻓﻊ ﺍﻻ‌ﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻻ‌ﺳﻠﺤﺔ ﻟﻘﺎﺀ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺑﻠﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺩﻳﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻤﺎﺩﻩ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻤﻮﺣّﺪﺓ .
ﻟﻢ ﺗُﺨْﻒِ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻ‌ﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ (ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ)! ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺎﺗﻞ ﺍﻷ‌ﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻨﺎً ﻓﻲ ﺇﻋﻼ‌ﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻬﻞ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻼ‌ﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺮﺗﻞ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻭﺍﻻ‌ﺑﺘﺰﺍﺯ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ؟
ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻻ‌ﻥ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃي عراقي ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼ‌ﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻗﺪ ﻻ‌ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻳﺔ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺩﺭﻭﺑﻬﺎ ﻭﺃﺧﺘﻼ‌ﻓﺎﺗﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ (ﻛﺤﺎﻟﺘﻲ) ﻣﺨﺘﻠﻄﺎً ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷ‌ﺫﻯ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ  ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ، ﻷ‌ﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻛﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻫﻮ ﺍﻷ‌ﺻﻞ ، ﺃﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ  ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ .
ﻳﺎ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻧﺎ ﻭﺍﺣﻔﺎﺩﻧﺎ ﻋﻴﺸﻮﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻻ‌ﻧﺪﻣﺎﺝ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ..ﻭﺃﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ .. ﻓﺘﻠﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺷﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع