اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
22 / 9 / 2020
لماذا الرد الشامل
الضربة الجوية الشاملة ضد ايران 22 / 9 / 1980
اعتدنا في كل عام تقريباً بمناسبة ذكرى الرد الشامل الذي قامت به قواتنا المسلحة وسلاح الجو في 22 ايلول / سبتمبر 1980 ضد ايران ،نكتب مقال نوضح فيه للعامة وايضاً للبعض من الخاصة، اسباب استذكارنا لهذا اليوم بعد معانات القيادة السياسية العراقية والشعب العراقي ما نتج عن الثورة الخمينية في شباط / فبراير 1979 من انتهاكات واعتداءات واضحة باهداف معلنة لاسقاط النظام العراقي وتسخير كل القوى الايرانية ومنها القوة العسكرية القيام بالتعرض على مدننا الحدودية التي زادت بشكل واضح في 4 ايلول / سبتمبر1980 واحتلالها للعديد من المخافر والقرى العراقية الحدودية ، وهذا لم يحدث في عهد شاه ايران قبل هذه الثورة البائسة ، ومن المؤسف ممن رافق المحتل من العراقيين في 2003 يكيلون التهم والشتائم والكلام البذيئ ناهيك عن القتل والتهجير القسري لابناء بلدهم ابطال العراق من سلاح الجو العراقي والصنوف الاخرى وقياداته الرشيدة في اتخاذ قرار الحرب كما انهم يتهمون العراق بالبدء في الحرب ويطالبون بدفع تكاليفها بالاف المليارات وكما هو واضح، علماً لم يرد في أي من قرارات مجلس الأمن، أو في تقرير الأمين العام أي حديث عن (تعويضات)، لا تصريحا ولا تلميحا بل لا نجد ذلك في ميثاق الأمم المتحدة، ولا حتى في الفصل السابع منه، أية إشارة إلى مسألة التعويضات ، ولكن الفوضى السياسية مابعد الاحتلال فرضت هذا الواقع لصالح ايران متناسية بلدنا وتاركة لقوى ايرانية للعبث بمقدراته وقوى دفاعه الوطني .
مبررات الرد الشامل (الاستباقي) ضد العدو الايراني بغض النظر عن المعاهدات والاتفاقيات الدولية منذ العهد العثماني وحتى 1980 .
• شهدت المرحلة بعد الثورة الإيرانية و تولي الخميني حكم إيران وحتى أيلول 1980 سلسلة من التحرشات والاعتداءات ضد العراق لكنها لم تتخذ في بداياتها صفة الحرب وكان العراق يحاول أن يحل المشاكل بالطرق الدبلوماسية والقوانين الدولية وكمثال على الاعتداءات( منذ الثورة الايرانية وحتى 22/9/1980) قام سلاح الجو الايراني بخرق الاجواء العراقية ( 249 )مرة وبَلغ عدد حوادث أطلاق النار على المخافر الحدودية العراقية والقصف المدفعي وعرقلة الملاحة في شط العرب وقصف الاهداف المدنية(244 )حادثاً ، أما عدد مذكرات الاحتجاج الرسمية فبلغت ( 147 )مذكره ناهيك عن التجاوزات من قبل الاعلام الايراني بغرض أثارت الفوضى داخل العراق .
• في الرابع من ايلول / سبتمبر 1980 وما بعدها قصف الجيش الايراني بشده مناطق خانقين ومندلي وزرباطية ونفط خانه مستخدماً المدفعية الثقيلة عيار 175 ملم والطائرات مسبباً أضرار بالغه بالارواح والممتلكات .
• في صباح يوم 7 ايلول 1980 استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالاعمال الايراني في بغداد وسلمته مذكرة حول تجاوزات القوات الايرانية و المناطق المحتلة من قبلها مؤخراً متجاوزه لخط الحدود الدولية ومطالبته بردود فعل عمليه من إيران حيال هذه التجاوزات.
• بالنظر لتسارع الاحداث وعدم اتخاذ اي رد فعل رسمي او عملي من قبل إيران ففي الساعة 1500 من يوم 7 ايلول 1980 قامت القوات العراقية بعملية عسكرية لتحرير الاراضي العراقية المستولى عليها من ايران وتمكنت من أستعادة مناطق ( زين القوس ، الشكره ، وبيرعلي ، وسربنت ) وفي يوم 10 أيلول 1980 شرعت القوات العراقية تحريرواستعادة مخفري ( هيله و ماي خضر ) ، وفي يوم 16 ايلول 1980 حررت مخافر ( الطاووس والرشيدة والسفرية القديم والجديد في نفس القاطع، وفي يوم 17 ايلول 1980 باشرت القوات العراقية بالتقدم نحو مخفري ( شور شيرين وهنجيرة )في قاطع مندلي ( ).
• اما عمليات القوة الجوية العراقية في هذه الفتره اقتصرت على مهام الاستطلاع التصويري والبصري المسلح بطائرات السوخوي/ 22 والميج/ 21 الاستطلاعية اضافة الى الدوريات القتالية بطائرات الميج/ 21 و23 تحسباً لاي خرق جوي ايراني متوقع يبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً .
• كشف ألرئيس أبو الحسن بني صدر الذي كان يتحدث بصفته رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة النقاب من ان حكومة بغداد ارسلت مبعوثين اليه في ثلاث مناسبات ،راجية إجراء مباحثات حول القضايا المختلف عليها بين الشعبين وقال( انه ابلغ هؤلاء المبعوثين انه لن يعمل لمصلحة الحكومة العراقية ضد الشعب العراقي) ( ).
• رفضت ايران على لسان وزير خارجيتها صادق قطب زاده قبول اية وساطة بين إيران والعراق ، وذلك في مؤتمر صحفي عقده زاده في ابو ظبي قال فيه ( ليس هناك اية وساطة ، كلا اننا لا نقبل اية وساطة او حوار مع هذا النظام المجرم ، وانه يجب ان يزول ) . ( ).
• ذكر خميني بان إيران ستطالب بفرض سيادتها على بغداد ، اذا ما اصر العراق على مطالبته بتخلي إيران عن الجزر العربية الثلاث ، وفي نفس الوقت وجه خميني نداء للشعب العراقي وأفراد القوات المسلحة يحرضهم فيه على الثورة ، وقلب نظام الحكم في العراق ( ) .
• تدخل القوة الجوية الايرانية للفتره 7 – 22 ايلول 1980 بشكل سافراً قبل و بعد استعادة القوات البرية العراقية للمخافر الحدودية العراقية حيث بدأت عملياتها المتمثلة بالقصف الشديد للقوات العراقية والمناطق الآهلة بالسكان المشار اليها آنفاً ،وقد بلغ معدل الطلعات اليومية حوالي 20 طلعة قتالية مستخدمه طائرات ف/4 وف/5 اضافة الى الطائرات السمتية وقد تم اسقاط احداها يوم 7 /9/1980 نوع ف/5 ،وأسر قائدها الملازم الاول الطيار حسين لشكري ( ) ، بواسطة طائرة الميج 21 من السرب التاسع اسقطها الرائد الطيار كمال عبد الستار البرزنجي كما اسقطت طائرة عراقية نوع سوخوي 22 يوم 14/9/1980من السرب 44 يقودها الرائد الطيار نوبار عبد الحميد الحمداني عندما كانت مكلفة بواجب استطلاع مسلح لرصد المدفعية الثقيلة التي كانت تقصف المدن والقرى الحدودية بقاطع سربيل زهاب.
• قبل الحرب مع ايران حضر الى مقر قاعدة الشعيبة الجوية ،احد الطيارين الايرانيين على طائرة الفانتوم الرائد الطيار( نعمتي) هرب الى الشواطئ العراقية بقارب ليلاً ويريد ان يصرح بمعلومات حول القوة الجوية الايرانية ومدى كفائتها العالية في التسلل وضرب الاهداف العراقية وقد اضاف نعمتي مؤكداً عن تهيئة وتعبئة عامة في القوات المسلحة الايرانية وان خميني قد أمر بتسليح جميع الطائرات وتزويد الطيارين بالاهداف الاستراتيجية العراقية وبضمنها القواعد الجوية وأكد نعمتي ان الضربة علينا بين اليوم وغداً وان الموضوع لا يتحمل الانتظار وعليكم انتهاز هذه الفرصه للتهيىء لاي طارىء ، وقد حدث هذا اللقاء قبل حوالي 6 شهور قبل البدء بالحرب مع ايران .
• لقد أصر النظام الايراني بشدة رفض اية مبادرة سلمية من جانب العراق وأية محاولة تجعل من الحل السياسي للمسائل المختلف عليها بديلا عن المواجهة العسكرية وراح رئيس النظام ابو الحسن بني صدر يتبجح بانه رفض مهام مبعوثين ووسطاء بغرض حل الامور دون الحرب ، عليه كان النظام الايراني يدفع الامور بقوة نحو الحرب التي بدأت رسمياً في 4/9/1980 حينما اعلنت ايران النفير العام واغلقت أجوائها بوجه الملاحة الجوية وعززت موقف قواتها العسكرية المرابطة على الحدود مع العراق كما حشدت قواتها البحرية في مياه شط العرب والخليج العربي ، إذن ماهو الاستنتاج الذي يمكن التوصل إليه من كل ذلك غير ان إيران وضعت العراق أمام خيار واحد وهو الحرب التي دخلها مضطراً للدفاع عن ترابه الوطني وحقوقه التاريخية.
الخيارات المتاحة للقيادة العراقية
بعد احتساب القدرة القتالية لاسلحة الجو العراقية في 1980 التي كان تحتوي على 325 طائرة قتال ذات الكفاءة القتالية المتوسطة تجاه اسلحة الجو الايرانية التي كانت تحتوي على 473 طائرة قتال ذات الكفاءة القتالية العالية ، وعند حساب معامل التفوق الجوي العام بين القوتين يتضح انه (معامل التفوق الجوي العام = 1 : 0،436 ) لصالح ايران ( ).
المعطيات والحقائق المتوفرة عن القوة الجوية الايرانية بعد وضوح جوانب محدودة عن قدرة وكفاءة هذه القوة وتفوقها المبدئي على القوة الجوية العراقية والنتائج السلبية المحتملة في حالة خوض حرب معها قد تكون معروفه مسبقاً والقوة الجوية كانت في حالة اعداد شامل لطياريها وباقي منتسبيها وكذلك الدفاع الجوي ناهيك عن ضعف المعلومات الاستخبارية عن القوة الجوية الايرانية فقط كان المتحقق معامل التفوق الجوي العام و المشار اليه آنفاً (بتقدير قيادة القوة الجوية وبنسب ضعيفة نوعاً ما ) ، بالاضافة الى الموقف السياسي الايراني المتحكم وهي تضغط من جانبها وتدق طبول الحرب وتنادي باسقاط النظام ، كل هذه الامور لم تساعدها في اتخاذ قرار حاسم ونهائي بقبول المنازلة او رفضها ، اذن في مثل هذه الظروف الصعبة يفترض بالقرار العراقي ان تباشر القوة الجوية العراقية بامكانياتها المتوفره بضربات جوية شاملة مباغتة ومركزة لشل / تدمير القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني و الاهداف الاستراتيجية الاخرى قبل ان تبدأ ايران بضربتها الاستباقية المحتملة ،التي من شانها تدمير سلاحنا الجوي وشل قدراتنا القتالية وبالتالي تحقق اهدافها في نشر مبادئها الهدامة كمبدء ولاية الفقيه واقحام الدين الاسلامي بخزعبلات واكاذيب وافتراءات التي نطلع عليها الان والتي كانت مؤجلة لحين احتلال العراق .
الاجراءات والخيارات المتاحة أمام القوة الجوية
في ظل ميزان معدل التفوق الجوي العام كانت الخيارات محدودة لدى القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية في مواجهة القوة الجوية الايرانية ، كما لم يسبق ان اتخذت القيادة السياسية العراقية اي قرار لشن حرب مع جيرانها ،بل كانت تدفع الامور الى التسوية دون مساس بالامن القومي العراقي ، ولكن النهج العدواني الذي إتخذته إيران بعد الثوره حيال العراق احرج هذه القياده كما احرج قيادة القوة الجوية في إعداد تشكيلاتها الجوية للحرب مع جارتها إيران ، في الفقرات التالية أوضح موجز لبعض الاجراءات السريعة التي اتخذتها قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي في محاولة لمعادلة ميزان القوى الجوية مع ايران.
• الزيادة العددية لطائرات القتال . كان العراق قد تعاقد مع فرنسا على صفقة من طائرات الميراج/ ف1 ومع الاتحاد السوفيتي على طائرات الميج/ 25 ومع الصين على طائرات الميج/ 21 ف 7 الا انها لم تصل قبل بدء الحرب وكان لها أن تحدث تغييرا في نسب معدلأت التفوق الجوي العام لصالح العراق او التعادل على الاقل مع ايران وعليه لم يكن لهذا الخيار تاثير في الميزان الجوي العام وكان على القوة الجوية استخدام مضاعفات القوة بالاعداد والانواع المتوفره لديها كزيادة معدل طلعات الطيارين (تعبوياً) ورفع مستوى الادامة الفنية للابقاء على نسب صلاحية عالية للطائرات ..الخ.
• زيادة عدد طلعات الطيارين ليوم القتال الواحد . بمعدل 3 – 4 طلعة/ يوم .
• رفع كفاءة طياري القتال في القوة الجوية . في الحقيقه لم تتوفر لدى القوة الجوية معلومات دقيقه عن المستوى القتالي للطيار الايراني قبل الحرب ، فقط ما كانت تلمسه من سرعة رد الفعل اثناء العمليات العسكرية عند تواجد الطائرات العراقية قرب الحدود الايرانية لكن لم يحصل اشتباك مباشر معهم او اجراء تمارين مشتركة يمكن من خلالها الاستدلال على مستواه القتالي ، اما بالنسبه للطيارين العراقيين فالنسبه العظمى منهم احداث وخبراتهم العملية والفنية في الطيران محدودة ولم يسبق لمعظمهم المشاركة الفعلية في اعمال القتال سوى قادة التشكيلات المقاتلة وآمري الاسراب والرفوف ممن كانت لهم مساهمات سابقة في حركات القوة الجوية سواء داخل او خارج العراق وتقدر نسبتهم اكثر من 50% بقليل ، عليه كان الاجراء المتخذ من قبل قيادة القوة الجوية هو تكثيف الطيران التعبوي لكافة الطيارين المقاتلين وبالمواصفات القريبة من الواقع مما اثر كثيرا في رفع الروح المعنوية والقتالية لهم ،عليه اعتبرت معدلات الكفاءه للطيارين العراقيين والايرانيين متساوية حتى لايكون هناك مبالغه في التقدير.
• أستخدام وسائل حرب الكترونية إضافية متطورة . في بداية الحرب لم تتوفر معدات حرب الكترونية هجومية مجهزة بها الطائرات العراقية بامكانها التاثير على الرادارات ووسائل المواصلات الايرانية من شانها تمويه الهجمات الجوية العراقية وانما كانت معظم وسائل الحرب الالكترونية دفاعية بسيطة على العكس مما متوفر في القوة الجوية الايرانية عليه يعتبر هذا العامل متحكم لايمكن زيادته في الوقت الراهن عليه تم افتراض ماتحويه الطائرات العراقية من الاجهزة الالكترونية لايتجاوز 50% مما مجهزة به القوة الجوية الايرانية.
• التخطيط لشل الدفاعات الجوية الايرانية . قبل الحرب مع ايران لم تتوفر لدى القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية معدات استطلاع الكتروني بامكانها تثبيت مواقع اجهزة الكشف الراداري الايرانية لكي يتم تجنبها او معالجتها للحد من تاثيرها على الضربات الجوية العراقية الا انه تتوفر معدات بدائيه نسبة الخطا فيها عالية ناهيك عن اسلوب تحليل المعلومات المحصل عليها يدوياً كانت نسب الخطأ عاليه لايمكن اعتمادها عملياً وكذلك لم يتوفر لدى هذه القوة اسلحة خمد لمعالجة رادارات الكشف والانذار ،عليه اعتبر تاثير الدفاع الجوي الايراني على طائرات الضربة الجوية العراقية مؤثر بنسبه عالية وكان على هذه الطائرات اعتماد الاسلوب التقليدي والتدريب عليه وهو الطيران الواطي جداً والصمت الاسلكي على طول خط الطيران ، والقبول بالمجازفة والخسائر المحتملة .
• المساعدات الملاحية المتوفرة . لم تتوفر بطائرات القوة الجوية العراقية اية مساعدات ملاحية تساعد الطيار الوصول الى هدفه بدقة عالية مثلما متوفر في طائرات القوة الجوية الايرانية ،( يعتمد الطيار العراقي على قراءة الخريطة الطبوغرافية وتتبع الهدف اثناء الطيران مثلما كان يجري في الحرب العالمية الثانية ) عليه من خلال التجربة والتمارين التعبوية العديده تولدت لدى قيادة القوة الجوية ثقه عالية بطياريها اعتماداً على قدرة وكفاءة قادة تشكيلاتهم .
استنتاج مهم .مما تقدم نستنتج ان كافة الخيارات المتاحة للقوة الجوية العراقية محدوده تتحكم بها نوع وكفاءة طائراتها بشكل واضح ومؤثر اما موضوع التدريب والمعنويات واستخدام مضاعفات القوة وغير ذلك فله دور محدود قد لايؤدي غرضه في وقت قصير وايران لاتزال تدق طبول الحرب وتكيل التهديدات الى القيادة السياسية العراقية واحتمال قيامها بتوجيه ضربات جوية قد تكون قاتله لسلاح الجو العراقي .
الخيارالانسب المتاح لقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي
بتصاعد المواقف السياسية بين العراق وايران وقيامها مؤخراً بغلق الاجواء والمياه الاقليمية والتهديد باسقاط النظام وتصدير الثورة، بات واضحاً لدى القيادة العراقية ان الحرب واقعه لامحال وهناك احتمال تاكد لدى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية هوأحتمال ( قيام ايران باستخدام قوتها الجوية المتفوقه بشل القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية الاخرى) عندها سيفرض واقعاً يزيد من تهديداتها الاخيرة التي طالت المدن والقرى القريبة من حدودها الى احتلال اجزاء مهمة اخرى من العراق .لقد كان الخيار الانسب والاسرع والاكثر تاثيراً لدى القوة الجوية العراقية بامكاناتها المتاحة هو محاولة شل القوة الجوية الايرانية باي ثمن والعمل على تحقيق المباغتة الاستراتيجية للحد من تاثيرها المحتمل تجاه القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية وعمليات القوات البرية بعد رفع كفاءة طياريها ونسب صلاحية طائراتها بمعدلات عالية وباسرع ما يمكن .
الاستحضارات المتخذة من قبل قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية لتحقيق الخيار الانسب المتاح
بغرض تحقيق الخيار المتخذ آنفاً ًتضمنت الفتره من نيسان /ابريل 1980 وحتى بدء التعرض الشامل في 22 ايلول / سبتمبر1980ماياتي (رفع الصلاحية الفنية لطائرات القوة الجوية الى اقصاها ، والايعاز الى اسراب القوة الجوية المقاتلة بزيادة معدل ساعات الطيران التعبوي اكثر مما كان مقرر في نشرة التدريب واستخدام الطائرة باقصى مدى تعبوي، ثم تقليص الفترة الزمنية لتخرج الطيارين من كلية القوة الجوية ووحدات التدريب العملي المتقدم (FLS) وزجهم في الاسراب الفعالة ، تكليف القواعد الجوية القيام بضربات جوية تعبوية (تشبيهية) بقوة القاعدة من الطائرات باقصى مدى تعبوي ضد اهداف منتخبة واحتساب نسب الخسائر بالطائرات ونسب الاصابة وباشراف مباشر من قبل قائد القوة الجوية والدفاع الجوي الفريق الطيار الركن محمد جسام الجبوري ، تكثيف التمارين مع قواطع الدفاع الجوي والوية الصواريخ ارض – جو التي اتسمت بالواقعية لكشف ومعالجة الثغرات فيها خاصة بالارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً ( 50 -200 )متر وقد افاد ذلك منظومة الدفاع الجوي كثيرا في معالجة اخطائها ، اجراء تمارين للتنقل الفوري للاسراب المقاتلة من والى القواعد والمطارات الثانوية وشقق النزول للوقوف على الاحتياجات الفعلية اثناء الحركات ، تجهيز مسرح عمليات القوة الجوية (القواعد الجوية والمطارات الثانوية وشقق النزول ) بمتطلبات القتال المختلفة لكافة الاسراب العاملة انذاك ، اخيراً تدريب الفنيين على تهيئة وتسليح الطائرات بوقت قياسي والعمل في ظروف مشابهة للعمليات .
هذه الاستحضارات كانت تجري بشكل هادىء وطبيعي ولم يشعر بها أيّاً من عناصر القوة الجوية بانها تهيئه لعمل مستقبلي معين ، واشيع في وقتها ان قائد القوة الجوية لديه خطط طموحة لتطوير القوة الجوية والدفاع الجوي وفق نهج اعتاد عليه مستفيدا من دروس الحروب السابقة التي ساهمت بها هذه القوة ، هذه الاجراءات ساعدت في نجاح المباغتة الاستراتيجية في 22/9/1980 والتي عولت عليها القيادة الجوية في تعديل نسبي لمعامل التفوق الجوي العام بينها وبين ايران مكنها من تحقيق المبادئه منذ اللحظات الاولى للحرب دون تدخل القوة الجوية الايرانية . سهل على القوات البرية خرق الحدود باتجاه تحقيق اهداف الصفحة الاولي من الحرب.
ألفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية
جاء في الفكرة العامة ما ياتي( تحييد عمل القوة الجوية الايرانية ) وعليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف شل عمل القوات الجوية الايرانية والحد من تاثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية اثناء تقدمها في العمق الايراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري و هزيمة القوات الايرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض امر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشان العراقي . وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ما متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني آنذاك ، و تبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم، فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على ألقيام بمهامها اللاحقة ، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وادامته مع الاحتفاظ باحتياط ستراتيجي من الطائرات يستخدم لاغراض الدفاع الجوي ( ) .
الاهداف الايرانية المثبته في خطة قيادة القوة الجوية العراقية . الاهداف الحيوية الممثله بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الايرانية التالية:-
( قاعدة مهرآباد في طهران / قاعدة خاتمي في اصفهان / قاعدة وحدتي في ديزفول / مطار الاميدية او اغاجاري / قاعدة شيراز / قاعدة شاهروخي / قاعدة بوشهر /قاعدة تبريز /قاعدة كرمنشاه /مطار همدان /مطار الرضائيه /مطار سقز /مطار سنندج /مطار شاه آباد /مطار الاحواز /رادار دهلران /رادار ودفاعات كرمنشاه / رادار ودفاعات ديزفول ) ( ).
تسلسل تنفيذ المهام وتركيز الجهود الرئيسة
لقد خُطِط للقوة الجوية العراقية ان تقوم بكامل جهدها الجوي بتوجيه ضربتين جويتين شاملتين لشل القوة الجوية الايرانية يعقبها ضربات جوية مفردة (4 – 8) طائرة لافشال تحضيراتها اللاحقة ، مركزة في بداية الحرب الحصول على السيطرة الجوية وشل القوات البرية الايرانية المستعدة للهجوم ، ومع تقدم عمليات القوات البرية العراقية تنتقل القوة الجوية بجزء من جهدها الجوي لاسنادها واسناد القوة البحرية ، وبجزء آخر لمعالجة الاحتياطات الايرانية ( اعمال تجريد قصير وطويل الامد ) وحماية القوات والاهداف الحيوية والقيام باعمال الاستطلاع الجوي والقصف الاستراتيجي وقطع طرق المواصلات البحرية
زخم الهجوم المخصص في خطة قيادة القوة الجوية العراقية ضد الاهداف الايرانية
تقرر ضمن تخطيط القيادة العامة للقوات المسلحة ان يتم خرق طائرات القوة الجوية لخط الحدود العراقية الايرانية الساعة 1200 يوم 22 ايلول م سبتمبر1980 يتزامن ذلك مع بدء تحرك القوات البرية لتحقيق اهداف الصفحة الاولى في العمق الايراني .
خصص للضربة الجوية الشاملة الاولى الجهد الجوي الاتي ( قاعدة مهرآباد . 4طائرة تي يو/22 من السرب/ 36 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة خاتمي في اصفهان 4 طائرة تي يو/16 من السرب/ 10 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة وحدتي - ديزفول - 4 طائرة ميج/ 23-B من السرب/ 29 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، قاعدة الاوميدية -اغا جاري - 8 طائرة ميج/ 23 - B من السرب/ 49 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة شيراز 2 طائرة تي يو/22من السرب 36 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة شاهروخي 12 طائرة سوخوي/ 22 من السرب الاول والسرب/ 44 في قاعدة الحرية الجوية و 6 طائرة ميج/ 23 B من السرب/59 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، قاعدة بوشهر 12 طائرة سوخوي/ 22 من السرب 109 في قاعدة الوحدة الجوية ، قاعدة تبريز 16 طائرة سوخوي/ 22 من السرب الخامس في قاعدة فرناس الجوية ، قاعدة كرمنشاه 12 طائرة ميج/ 23 MS من السرب 39 من قاعدة تموز الجوية ، مطار همدان 4 طائرة سوخوي/ 22 من السرب الاول في قاعدة الحرية الجوية ،مطار الرضائيه 8 طائرة ميج/ 21 من السرب 11 في قاعدة فرناس الجوية ، مطار سقز 8 طائرة ميج/ 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية ،مطار سنندج 6 طائرة ميج/ 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية ، مطار شاه آباد 8 طائرة ميج/ 21 من السرب 17 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ،مطار الاحواز 4 طائرة ميج/ 23 B من السرب 49 و 4 طائره ميج/ 21 من السرب 14 في قاعدة على الجوية ،رادار دهلران 2 طائره سوخوي/ 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية .رادار كرمنشاه 2 طائرة سوخوي/ 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، رادار دفاعات ديزفول . 4طائرة سوخوي/ 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ( ) .
تصاميم لبعض اهداف الضربة الجوية الشاملة في 22 ايلول 1980
النتائج المتحققة من الضربة الجوية الشاملة الاولى تجاه الاهداف الايرانية يوم 22/9/1980
.حسب ما جاء بتقرير قيادة القوة الجوية – الحركات ص 13 – 19 حول نتائج الضربة الجوية الشاملة الاولى والضربات المفرده يوم 22/9/1980 اوضح الاتي( مطار الاميدية - آغا جاري-. تم استهدافه بقوة خمس طائرات ميج/ 23 وتم اصابة مدرجي المطار اصابة مباشرة وتعطيلهما ، رادار دهلران تم استهدافه بقوة طائرتين سوخوي/ 7 واصابته إصابة مباشرة ، مطار ديزفول - الطريق العام - تم استهدافه بالساعة 1209 بقوة ثلاث طائرات ميج/ 23 B و تم تعطيل مدرج المطار اضافه الى اصابة هناكر الطائرات ، مطار الاحواز تم استهدافه في الساعه 1210 بقوة 2 طائرتين ميج 23 +4 طائرات ميج 21 وتم تعطيل المدرج الرئيس للمطار ، الدفاعات الجوية في كرمنشاه تم استهدافها بالساعه 1210 ، 1215 بقوة أربع طائرات هنتر وتم اصابة الرادارات اصابه مباشرة ، قاعدة وحدتي ( ديزفول ) تم استهدافها بالساعه 1215 بقوة تسع طائرات ميج 23 اصيب مدرج القاعدة ومنطقة وقوف الطائرات وكانت كافة الطائرات بالملاجىء ، شوهدت مقاومه كثيفة في القاعدة ، اصيبت ثلاث طائرات من التشكيل ، قاعدة تبريز الجوية تم استهدافها بالساعه 1216 بقوة 11 طائرة سوخوي 22 وتم اصابة المدرج الرئيسي في منتصفه اصابه مباشره واصيب الثلث الاول من المدرج الثانوي واصيب طريق الدرج في ثلاث مناطق واحتمال اصابة طائرة نقل بوينغ ( 747 ) كانت جاثمه على ارض المطار ، قاعدة شاهروخي الجوية . تم استهدافها بالساعة 1218 بقوة ست طائرات ميج 23 ، وبالساعه 1230 بقوة 12 طائره سوخوي 22 ، اصيب المدرج الرئيسي وساحة وقوف الطائرات ومخازن العتاد ، شوهدت مقاومة كثيفه في القاعدة ، مطار شاه آباد . استهدف بالساعه 1218 بقوة خمس طائرات ميج 23 MC ولم يشاهد الهدف لسوء الاحوال الجوية في المنطقه ، قاعدة بوشهرالجوية تم استهدافها بالساعه 1226 بقوة 12 طائرة سوخوي 22 حيث استهدف المدرج الرئيسي وطرق الدرج في عدة اماكن وتدمير جزء من منشآة القاعدة ، رادار ودفاعات ديزفول . تم استهدافها بالساعه 1228 بقوة ثمان طائرات سوخوي 7 وتم اصابة الرادار اصابه مباشرة ، قاعدة كرمنشاه .تم استهدافها في الساعه 1230 بقوة 11 طائره ميج 23 MC وتم تدمير المدرج تدميراً كاملا كما استهدفت مناطق وقوف الطائرات ، قاعدة مهر آباد ( طهران ) الجوية . تم استهدافها بالساعه 1243 بقوة أربع طائرات تي يو/22حيث استهدف المدرج الرئيس وطرق الدرج والطائرات الموجودة في المطار ، مطار همدان .تم استهدافه بالساعه 1240 بقوة اربع طائرات سوخوي 22 وتمت اصابة المدرج في نهايته ومنتصفه ، قا عدة شيرازالجوية ، تم استهدافها في الساعه 1250 بقوة طائرتين تي يو22 وتم شل المطار تماماً ، مطار خاتمي ( اصفهان ). استهدف في الساعه 1251 بقوة ثلاث طائرات تي يو16 تم اصابة ملاجىء المطار والقسم الايسر من المدرج ( فقدت طائره واحدة قبل الوصول الى الهدف ) ، مطار سنندج ، تم استهدافه في الساعة 1250 بقوة 16 طائرة ميج 21 حيث اصيب المدرج وطريق الدرج الفرعي اصابه مباشرة ( فقدت طائرة من التشكيل ) ، مطار سقز تم استهدافه بالساعه 1253 بقوة خمس طائرات ميج 21 وقد كان عباره عن شقة نزول متروكه تم استهدافها وتخريبها ، مطار الرضائية نفذ الواجب بالساعة 1210 بقوة ست طائرات ميج 23 ولم تتمكن الوصول الى الهدف بسبب الغيوم الكثيفة في المنطقه وقد تم استهداف تجمعات للقوات الايرانية في المنطقة) . لقد اكتفت قيادة القوة الجوية بالضربة الجوية الشاملة الاولى لهذا اليوم واستعاضت عن الضربة الثانية المقرره في تقدير الموقف الجوي بالضربات الجوية المنفردة بسبب تحقق اهداف الضربة الاولى .
الضربات الجوية المفردة التي تم توجيهها لبعض الاهداف الايرانية بعد الضربة الجوية الشاملة الاولى يوم 22 /9/1980 .
( قاعدة بوشهرالجوية . استهدفت للمره الثانية بالساعة 1552 بقوة ست طائرات سوخوي 22 حيث أستهدف المدرج الرئيسي وطرق الدرج بعدة أماكن ، شوهدت دفاعات جويه مكثفة ، قاعدة كرمنشاه تم اعادة الضربة على القاعدة بالساعة 1652 و الساعة 1655 بقوة سبع طائرات ميج 23 MC استهدفت المدرج والمواضع الدفاعية شمال شرق المطار ، شوهدت اعمال تصليح على المدرج ، قاعدة وحدتي الجوية تم اعادة الضربة على هذه القاعدة بالساعة 1710 بقوة ست طائرات ميج 23 حيث اصيب المدرج وطرق الدرج باصابات مباشرة ، مطار الاحواز استهدف للمرة الثانية بالساعة 1430 بقوة طائرة واحدة ميج 23 و أربع طائرات ميج 21 كما استهدف ايضاً عدد من الاوكار ومرسلة رادار ومنشآت اخرى ، مطار الاميدية ( آغا جاري ) استهدف للمرة الثانية بالساعة 1650 بقوة خمس طائرات ميج 23 حيث قصف المدرج ومخازن العتاد والوقود و4 ملاجىء للطائرات ، قاعدة شاهروخي الجوية استهدفت للمرة الثانية بالساعه 1621 بقوة أربع طائرات سوخوي 22 وبالساعة 1625 بطائرتين سوخوي 22 حيث عولج المدرج الرئيس للقاعدة ، شوهدت أعمال تصليح للمدرج من نتائج الضربة الاولى كما عولجت ملاجىء الطائرات وشوهدت الانفجارات داخلها، كانت اسلحة مقاومة الطائرات صواريخ ومدفعية كثيفه جداً في القاعدة ) ( ) .
الضربة الجوية الشاملة الثانية 23 /9/1980
في مقابلة مع آمر جناح طيران قاعدة الحرية الجوية الذي قاد جزء من تشكيلات الضربة الجوية الشاملة الاولى أكد ماياتي .. ( ظهور نتائج ايجابية واخرى سلبية اثناء التنفيذ ، الايجابية هو ارتفاع الروح المعنوية للطيارين الاحداث ممن لم يسبق لهم اية مشاركة فعلية سابقاً وعدم ظهور اي تلكأ في التنفيذ وسبب ذلك هو انعكاس او رد فعل قادة التشكيلات وشجاعتهم العالية امامهم وعدم تنحي اياً منهم في التنفيذ بدءً من آمري اجنحة الطيران وحتى اصغر قائد تشكيل فيه مما سهل أمر اعدادهم للطلعات القادمة كثيراً ، نجاح المباغتة ضد الاهداف الايرانية بشكل مطلق ، النشاط المميز للمهندسين والفنيين في سرعة إعادة الملىء وتصليح الاعطال ومعالجة اصابة الطائرات بالاسلحة المعادية والحفاظ على نسبة صلاحيات أكثر من 85% اما السلبية فهي عدم توفر معلومات كافية عن الاهداف الايرانية ولولا كفاءة الطيار العراقي لما تمكنا الوصول الى اهدافنا لان طائرات الضربة الروسية ليست لديها اية امكانية لمساعدة الطيارفي تحقيق ذلك ... بنفس اسلوب تنفيذ الضربة الجوية الشاملة الاولى تم التحضير للضربة الثانية ولكن التوقيت كان صباحاً وقبل الشروق لمباغتة القوة الجوية الايرانية قبل تمكنها الطيران تجاه قواعدنا الجوية الا ان ذلك لم يتحقق حيث قامت القوة الجوية الايرانية بالاقلاع مبكراً مستهدفة بعض قواعدنا الجوية ( قاعدة الرشيد الجوية ) وبعض الاهداف المدنية داخل بغداد وذلك لفارق الوقت الكبير بين توقيتات الشروق بيننا وبينهم ( 30 دقيقة) مما يتطلب منا الطيران ليلا حتى الهدف وهذا لم نعتد عليه في تدريباتنا بتشكيلات كبيرة ومع ذلك اقلعت تشكيلات الضربة الشاملة الثانية قبل الضياء الاول بقليل في الساعه 0530 باتجاه اهدافها المحددة في أمر التنفيذ وهو تكرار الضربة الاولى لشل القوة الجوية الايرانية ...أنتهت المقابلة مع آمر جناح قاعدة الحرية الجوية ).
لقد حققت النتائج العامة للضربات الجوية الشامل والمفردة ليومي 22 – 23 /9/1980 . تامين موقف جوي ملائم وشل القوة الجوية الايرانية بشكل محدود ومنعها من التدخل الفعال والمؤثر على سير عمليات القوات البرية العراقية نتيجة المباغتة الاستراتيجية الناجحة والاهم من ذلك تفويت الفرصة على ايران من المبادءة في ضربتها الجوية ضد العراق رغم استعدادها لها هذا ما بينه الرائد الطيار الايراني نعمتي (طيار على طائرات الفانتوم ) بعد هروبه متسللا بقارب ليلاً عبر شط العرب ( ) .
بعد تنفيذ الضربتين الشاملتين الاول والثانية ليومي 22 – 23 /9/1980 اصبحت الحرب سجال بين القوتين الجويتين ، وقد استمرت فعاليات القوة الجوية العراقية في تنفيذ ضربات جوية منفرده بقوه 2 -4 طائره بغرض احباط الاستعدادات الايرانية والاستمرار في ادامة الزخم الجوي لشل القواعد الجوية الايرانية وارباك سياقات عملها التقليدية اضافة الى توجيهها ضد المعسكرات والتحشدات الايرانية بعد ان خُصص لهذا النوع من المهام عدد من الاسراب العاملة في القواعد الجوية العراقية ، في نفس الوقت حاولت القوة الجوية الايرانية ان تسلك نفس سلوك القوة الجوية العراقية ولكن بشكل محدود وقد تكبد الطرفان بعض الخسائر بالطائرات والطيارين واختلطت هذه المهام بمهام القوة الجوية الاخرى كالتجريد والاسناد الجوي القريب نتيجة ً لسرعة المعركة ومتطلباتها النهائية في تحقيق الهدف القومي واستعادة كامل الاراضي المستولى عليها من قبل ايران .
موجز للعمليات البرية العراقية لحين تحقيق الهدف القومي (٢٢- ٢٨/
٩/ ١٩٨٠)
كان تخطيط القيادة العراقية للحرب مع ايران بانها ستكون حرب خاطفة قصيرة تحقق اهدافها خلال 6 – 8 أسابيع ، ابتدات الحرب في الساعه 1200 يوم 22/9/1980 وكما يلي:
شن الفيلق الثاني في القاطع الاوسط بقيادة الفريق الركن عبد اللطيف الحديثي هجومه باربع فرق ( 4 /6 / 8 /12 ) على المحاور التالية :-
• محور خانقين – المنذرية - الحدود الدولية – قصر شيرين –سربيل زهاب.
• محور خانقين- جبل بقجه- نفط خانه- الحدود الدولية - نفط شاه- سومار- كيلان غرب.
• محور خانقين- زين القوس- الحدود الدولية-جاي حمام-كولينا-أمام حسن-كيلان غرب .
• محور الكوت – بدره- الحدود الدولية –مهران.
شن الفيلق الثالث بقيادة الفريق الركن أسماعيل تايه النعيمي في القاطع الجنوبي هجومه في نفس التوقيت أنفاً بخمس فرق (1 /3 / 5 / 9 / 10 )على المحاور التالية :-
• محور العماره –الفكة - الحدود الدولية - نهر دويريج- الرقابية- عين الخوش- جنانة- الشوش- ديزفول- الدوسك- جنانة- الشوش.
• محور العماره- الشيب-هور الحويزه- الحدود الدولية - الخفاجيه- نهر الكرخه.
• محور البصره- غزيل- الحدود الدولية- مفرق باسم - معسكر حميد-الاحواز.
• محور البصره – الشلامجة - الحدود الدولية - المحمره- خوزستان- نهر الكارون- مسجد سليمان .
• محور البصره-عتبة- الشلامجة- المحمرة- نهر كارون- ترعة بهمشير- عبادان.
أدخل الفيلق الاول بقيادة اللواء الركن نعمه فارس المحياوي في القاطع الشمالي بالانذار مدافعاً بثلاث فرق (2 /7 /فرقة شرطة الحدود) لمواجهة اي مفاجآت محتملة .
حتى يوم 28 ايلول (سبتمبر)1980تمكنت القوات البرية باسناد جوي مكثف تحقيق اهدافها ( ).
احتلال المحمره ( خورمشهر)
بعد صدور قرار مجلس الامن المرقم 479 في 28 /9/1980 الذي طالب إيران والعراق إيقاف القتال بينهما ، وبعد مسك زمام المبادئه بيد العراق ، القى الرئيس صدام حسين في الساعه 2355 خطاباً موجها الى الشعبين العراقي والايراني والامه العربية شرح فيه مجريات الحرب واسبابها واعلن (استعداد العراق لآيقاف القتال اذا التزم الجانب الايراني بهذا النداء على ان تعترف الحكومة الايرانية اعترافاً صريحا ًوقانونيا وفعلياً بحقوق العراق التاريخية المشروعة في ارضه ومياهه وان تتمسك بسياسة حسن الجوار والتخلي عن اتجاهاتها العنصرية والطائفية والعدوانية والتوسعية وعن محاولاتها في التدخل بالشؤون الداخلية لبلدان المنطقه وان تعيد كل شبر اغتصبته الى ارض الوطن وان تحترم القوانين والاعراف والمواثيق الدولية) ....واعلن في نهاية خطابه إيقاف القتال من جانب واحد لاثبات صدق نوايا العراق تجاه هذه المسالة ( ) ، وفعلا اوقف القتال ليومي 29 /30 ولكن كان الرد الايراني عن طريق العميد فلاحي نائب رئيس اركان الجيش الايراني بعد لقائه مع الخميني ( انه كمسؤول عسكري لايرضى بوقف القتال وإنهاء الحرب الدائره مع العراق ) ( ) كما صرح هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الشورى ( رفض أيران وقف القتال مع العراق حتى تنسحب القوات العراقية ) اما الحسن بني صدر فقد صرح ( ان العدو العراقي سيواجه حرباً متواصله صباحاً ومساء ) اما الخوميني فقد صرح ( ان العراق الذي يمد يده لمصالحتنا وعدوانه لازال قائماً، فلا صلح معه ونحن لانستطيع المصالحه معه وانما نحارب حتى اللحظة الاخيرة ) ( ).
وعليه أستأنفت الفرقه المدرعه /3 من الفيلق الثالث تقدمها واحتلت المحمره يوم 1/10/1980 .
المصادر
1. ). فصول من النزاع العراقي الايراني: وزارة الثقافة والاعلام العراقية:دائرة الاعلام الخارجي):حزيران1982: ص ه
2. ). وكالة رويتر الاخبارية في 11/4/1980 :من فصول من النزاع العراقي الايراني ص80.
3. ).ابو ظبي وكالة الانباء في 1 / 5 / 1980.
4. ). صحيفة الراي العام الكويتية في 16/6/1979
5. ). وفيق السامرائي (مدير شعبة ايران في مديرية الاستخبارات العسكرية ):حطام البوابة الشرقية :دار القبس للصحافه الكويتيه :1997 :ص43.
6. ). الحسابات الجوية التعبوية : كلية الحرب العليا – اكاديمية ناصر للدراسات العسكرية العاليا .
7. ). تقدير موقف قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي صص7-8ز
8. ). المصدر نفسه ص 9.
9. ). المصدر نفسه ص 10.
10. ). المصدر نفسه :ص12.
11. ). اللواء الطيار الركن هشام اسماعيل بربوتي (آمر قاعدة البكر الجوية)و آمراً السرب 109 سوخوي 22 في قاعدة الشعيبة الجوية ، ذكر في استيضاحه ماياتي ( قبل الحرب مع ايران حضر الى مقر قاعدة الشعيبة الجوية احد عناصر استخبارات المنظومه الجنوبية وطلب من آمر القاعدة العميد الطيار الركن سالم سلطان البصو السماح باستصحابي الى مقر المنظومه وقد سمح لي بذلك ، وفي الطريق اوضح لي بان طيارا ايرانيا على طائرة الفانتوم اسمه الرائد الطيار نعمتي هرب الى الشواطئ العراقية بقارب ليلاً ويريد ان يصرح بمعلومات الى احد الطيارين العراقيين ، وفعلا امضيت معه ثلاث ايام خلالها تم استطلاع واقع القوة الجوية الايرانية ومدى كفائتها العاليه في التسلل وضرب الاهداف العراقية وفي هذه الاثناء حضر معنا العميد الطيارالركن نجدت النقيب( آمر قاطع الدفاع الجوي الثالث في الناصرية) واستفسر من الرائد نعمتي عن كفاءة منظومة الدفاع الجوي الايراني وقد اضاف نعمتي مؤكداً عن تهيئة وتعبئة عامة في القوات المسلحة الايرانية وان خميني قد أمر بتسليح جميع الطائرات وتزويد الطيارين بالاهداف الاستراتيجية العراقية وبضمنها القواعد الجويه وأكد نعمتي ان الضربة علينا بين اليوم وغداً وان الموضوع لا يتحمل الانتظار وعليكم انتهاز هذه الفرصه للتهيىء لاي طارىء ، وقد حدث هذا اللقاء قبل حوالي 6 شهور قبل البدء بالحرب مع ايران ، استبيان تحريري خاص بالمراسلات الالكترونيه في 2011 .
12. ). الفريق الركن رعد مجيد الحمداني :دراسه موجزه للحرب العراقية الايرانية : الاردن 2011: ص ص من4-5.
13. ابراهيم الاوسي : الاساطير المؤسسة للادعاءات الايرانية بتعويضات الحرب العراقية الايرانية : من المركز الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية : في 18/9/2010 .www.deumocraticles.com.
14. راديو طهران 2/10/1980 .:من فصول من النزاع العراقي الايراني : ص82
15. موسوعة الحرب العراقية الايرانية : الدار العربية للموسوعات المجلد الاول: ص 177.
كل الشكر والتقدير للاستاذ مهند عبد الجبار الشيخلي لتصاميم الضربة الجوية الشاملة .
في مقالي القادم ساشرح تفاصيل مهنية عملية ماجرى اثناء الضربة الجوية الشاملة الثانية يوم 23 / 9 / 1980 .
1108 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع