كتبت: رنا خالد
الحرف العربي نبتة معطاء في بستان الخط - جولة في عالم الحرف والخط العربي
منذ صغري، سحرني الحرف العربي في تجلياته وتلويناته، فقد كان بالنسبة لي مثل لعبة جميلة، يأخذني الانتشاء بها، وحين كبرتُ، كبر معي هذا الحرف الرائع، فشدتني خصاله وتطويعه وزخارفه، وكأنه ارض مليئة بأنواع الزهور.. فمن اين جاء هذا التنوع؟ فالحرف الواحد يمكن للخطاط ان يجعله رسما، ولوحة من قوس قزح..
لقد ابحرت في عالم الخط العربي ، وغطست في بحار الحرف ، لكني لم احظَ إلا بالنزر البسيط من محيط هذا العالم ، فالخط والحرف العربي ، مزيجان ، احدهما يكمل الأخر ، فهما من منبع واحد يجمع كل من الفائدة والجمال والحكمة والروعة ، والخط العربي يعود إلى الخط المسند الحميري نسبة لقبيلة بني حمير العربية ، أي أنه نشأ في اليمن ومنها انتقل إلى الحيرة ومنها إلى قريش ، ومن هنا نستطيع القول إن الخطوة الفنية والجمالية الأولى للخط العربي بدأت مع بزوغ شمس الإسلام، ولعل أول مظهر من مظاهر الفن والجمال التي عني بها العرب بعد إسلامهم كان في تجميل الخط ، وتجويد آيات القرآن الكريم كتابة، مثلما عنوا بتجويدها قراءةً وترتيلاً.. وكان الخط العربي وسيلة للعلم، ثم أصبح مظهرا من مظاهر الجمال، ومازال ينمو ويتنوع ويتعدد حتى بلغت الأنواع نحو ثمانين نوعا ثبتت أخيرا على ستة أنواع أساسية هي: الكوفي، النسخ، الثلث، الرقعة، الديواني والفارسي.
أب وابن في مسار الخط
في تقريري الصحفي التالي، ابدأ بالمبدع الرائد محمد صالح الشيخ علي الموصللي خطاط بارع ذو عصامية متفردة كما قيل عنه.. اجتهد بالحياة حتى وصل الى مستوى كبار الخطاطين في العراق.. ونحن اليوم في حوار مع ابنه المكنى (أبا سرمد) وهو احمد محمد صالح الطائي الذي تذوق الفن من والده وعمل بالرسم والخط كهواية زاولها بشكل جميل ومعبر حيث تحدث عن سيرة حياة ابيه قائلا: ابي الخطاط محمد صالح الطائي، وان لقبه (الموصللي) جاء نسبةً لمدينة الموصل التي ولد فيها سنة 1891 وبها نشا وكان يعمل في بداية حياته في تصليح الأسلحة النارية وهي كانت مهنة اباه (جدي) وبعد ان قطع إصبع يده اليمنى الوسط خطأ مما اضطره لترك هذه الحرفة..
وبعدها اخذ فنون الخط العربي وتعلم أصوله على يد الخطاط السيد محمد درويش البروشكي، وبرع في هذا العمل واتقن خط الثلث بكل جماله رغم فقدان أصبع يده الا ان ذلك لم يشكل عائقاً لديه. وبعد دخول الإنكليز مدينة الموصل غادرناها الى مدينة بغداد، وعمل والدي بعدها كمصور في التصوير الشمسي(الفوتوغرافي) وافتتح أيضا مكتبا للخط. سنة 1930 وحصل على إجازة بالخط العربي من الأستاذ (طاهر الكردي) وأخرى من الخطاط (حامد الامدي التركي) كما وقام بتزيين محال بغداد التجارية ودوائرها الرسمية بخطوطه الجميلة، وهو اول من ادخل فن الإعلان في العراق، وفي مكتبته الخطية أكثر من 500 لوحة مصورة لكبار الخطاطين كمحمود جلال الدين وعبد القادر المهندس.. لكن أبرز لوحتين معلقتين في حرم جامع مرجان وهما آيات قرآنية كتبت بخط الثلث وكذلك السطور المكتوبة في جامع إبراهيم عطار باشي في شقلاوة وأيضا جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني ببغداد عام 1359هـ. ولقد ذكرت حياته في مطبوع مجمع العلمي ببغداد (مصور الخط العربي) للمؤلف المهندس (ناجي زين الدين) سنة 1968م.
المرأة الخطاطة.. مفاجأة!
الخط العربي، بمساحاته الواسعة، دخلته المرأة وبقوة، ومن النساء الخطاطات، الخطاطة السيدة "جنة عدنان" التي أضافت بعداً ثالثاً في الخط العربي وهو (البعد اللوني) بالإضافة الى (البعد التشكيلي والبعد التعبيري) ويمكن ان يعطي البعد الإيحائي والنفسي الذي يؤثر على المتلقي... سألتها:
** الخط العربي هل هو موهبة أم اكتساب؟
ــــ الخط العربي بدأ عندي منذ نعومة اظفاري قبل تعلمي القراءة والكتابة، كنت أحب اشكاله المتميزة وخصوصا اللوحات التي كان ابي يقتنيها من كبار الخطاطين أمثال أمير الخط العربي حامد الامدي من تركيا... كنت أحب خط جلي الثلث لجمال شكله كذلك لشدة انصهار حروفه ببعض كاللؤلؤ المنضود. كذلك أختي الخطاطة فرح والتي تكبرني بثلاث سنوات كانت لديها الموهبة في الخط ووالدي لاحظ هذا عندها وبدأ يعلمها عن طريق أساتذة مثل الأستاذ حازم عزو مجيد رحمه الله ومن ثم الأستاذ الكبير العلاّمة يوسف ذنون الموصلي رحمه الله.
وعندما كنت اراقب اختي تخط بشكل جميل جدا، لاحظ ابي اهتمامي ومحبتي للخط، ومذ كان عمري خمس سنوات قررت ان اتعلم مع اختي (فرح) أصول الخط العربي. وبدأنا نكبر قليلا، اخذنا ابي الى تركيا لنتعلم عند المرحوم حامد الأمدي، كذلك اخذنا الى مصر لنتعلم الخط عند عميد الخط العربي سيد إبراهيم رحمه الله. وحصلنا على الاجازات من كلاهما في الخط العربي وكان عمري عشر سنوات. وبعد عمر الخمسين حصلت على إجازة عليا من استاذي الموصلي يوسف ذنون.
** كونك خطاطة عربية كيف تساعدين في نشر الخط العربي بالغرب؟
ـــ في الغرب... انا في نيوزلندا وهي دولة غربية تعدادها خمسة ملايين نسمة فقط، بعيدة تمام البعد عن هكذا فن. أجد صعوبة بالغة في نشر فن الخط العربي خصوصا أنى الخطاطة الوحيدة هناك ولا يوجد خطاطين كثر في نيوزلندا لعمل مشروع او ما شابه لنشر هذا الفن السامي.
** ما هي معاناة الخطاطين اليوم خارج البلاد العربية وداخلها؟
ــــ المعاناة داخل البلدان العربية لا أستطيع ان افتي بها لأني أعيش في نيوزلندا منذ أكثر من 23 سنة. أتكلم عن معاناتي الشخصية التي لامستها لكوني أعيش في نيوزلندا، ان كل اعمالي التي اعملها من لوحات أنشرها فقط عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي. والكثير ممن يشتغل هذا بدون علمي ليتاجر بلوحاتي على الصعيد التجاري مثل صياغته على الذهب او طباعته على الملابس ويربحون الكثير، فصرت لهم مصدر رزق.
وفاتني ان اذكر ان مبدعة الحدباء جنة عدنان.. ولدت في مدينة الموصل في العراق ومُنحت العضوية الفخرية من قِبل إدارة جمعية الخطاطين العراقية عام 1975 , وأقامت معرضاً شخصياً لها في دولة الإمارات وشاركت في معارض أُخرى منها معرض في إسطنبول عام 1986 , ومعارض أخرى في عربية ودولية منها تونس ومصر وتركيا وإيطاليا، وقامت بتصميم العديد من الطوابع والساعات وحصلت على المراكز الأُولى في التصاميم.
لقد تميزت جنة بكونها ماهرة باستخدام كلتا يديها، فهي تكتب باليمنى من اليمين وباليسرى من اليسار وتظهر الجملة بعد انتهائها وكأنها مكتوبة بزخرفة دقيقة.
الفرق بين مهنة الخط وفن الخط
وما زلنا نبحر في عالم الحرف والخط، فكان امامنا الخطاط العراقي مثنى العبيدي.. وجدت في لوحاته الخطية الذوق والإتقان الفائق التي يمتزج فيها الخط العربي الأصيل بأسلوب جميل متميز.. لقد تذوق المبدع العبيدي أصول الخط من الخطاط عباس البغدادي.. ومن أشهر أعماله الحديثة المقدمة لإعلانات حلبة "ياس" بأبو ظبي حيث قدم لوحات يعجز اللسان عن وصفها من خلال تجسيد الحروف وتطويعها بما يعبر عن الفورومولا، وايضا ومن لوحاته الفائزة في مسابقة سوق عكاظ بالطائف.. سألت الخطاط العبيدي:
** هل الخط العربي فقط تذوقه مع وجود تكنولوجيا الحاسوب؟ ماهي معاناة الخطاطين اليوم؟ هل يوجد أنواع من الخط صعبة وأخرى سهله؟ لماذا الكثير من أنواع الخط العربي لن تعد مستخدمة، وما أكثر الخطوط استخداما؟ برأيك، لماذا معارض الخط العربي قليلة بينما الرسم أكثر انتشارا؟ اليوم نسمع ونشاهد اهتمام واسع بالخط العربي لخطاطين من دول العالم الاسيوي والاوروبي.. بماذا تفسر ذلك؟
ــ كان جواب الخطاط العبيدي: ان الحاسوب وتكنولوجيته اثرت على استخدام الخط العربي من ناحية بسيطة كإدارة إعلانية وضمن وظائف محددة كإعلانات تجارية وبشكل كتاب او عنوان كتاب او تصميم معين، والخط العربي أوسع بكثير من كونه وسيلة إعلانية. الخط العربي له جذور وادواته وفنونه وتشعباته ويمثل حضارة امة كاملة، ومثلما لم يؤثر اختراع الكاميرا على الفن التشكيلي لأنها وسيلة لأغراض معينة ولكن تطور الإدارة لكن الفن يبقى له جذوره العريقة. وأكبر مشكلات اليوم هو معرفة الخطاط لنفسه هل هو منتمي لمهنة ام لفن الخط.. وذلك لأن المفهوم المهني يختلف عن المفهوم الفني، وان كان في منظوره انه مهني وحرفي فعليه ان يعد نفسه في خانة الحرفيين وعليه ان يتثقف بالقدر المطلوب في مسالة الخط وجذورها وتاريخها الفني وادواتها وخاماتها الاصيلة حتى يتحرر من مفهوم الحرفة ويتحول الى فنان حقيقي لان الخطاط لو رفع عنه لقب الفنان أصبح حرفي. وهذا ما ينقص الخطاطين اليوم هو مسالة الفكر العميق بالخط العربي.
معارض الخط نادرة
وأكمل العبيدي حديثه، ان للخط العربي أساليب وأنواع متعددة وهذا ابتدأ من القرن الأول للإسلام وارتباط الخط بتدوين المصحف الشريف وكان يسمى المدني او المكي او الحجازي وتطور وسمي بالكوفي اصطلاحا وليس نسبة ًالكوفة ... وبعض المستشرقين والمفكرين مثل ديروش هو مستشرق فرنسي متخصّص في علم المخطوطات وعلم الكتابات القديمة أطلق عليه بالخط العباسي لأنه ينتمي للحقبة العباسية حسب رايه.. وفي بداية القرن الثالث تحول الى الخط اللين وهذا نفسه سمي في البداية بالمنسوب، على يد الخطاط ياقوت المستعصمي الذي ساهم في إثراء الخط العربي وصارمن أعظم فنّاني الخط العربي والمدرسة البغدادية كانت الأصل بالخط العربي اللين وهو الأكثر استخداما في وقتنا الحاضر.
ثم أضاف، ان الخط العربي تنقل وتطور باتساع رقعة الإسلام الى مناطق كثيرة كالدولة العثمانية التي اخذت من البغداديين خطي الثلث والنسخ.. كما تطورت الخطوط التي كانت سائدة في الفترة العباسية كخط المحقق والريحان وخط الرقاع وهي مختلفة الصعوبة، واختار العثمانيون خطوط أسهل مثل الخط الديواني والديوان الجلي والرقعة، ويعتبر ملك الخطوط العربية هو الثلث وتحديدا الثلث الجلي حيث أشتهر به الخطاطون البغداديون. وان هناك خطوط أسهل مثل الرقعة والديواني لان اداءها الوظيفي هو تدوين النصوص الطويلة خالية من الحركات ومسافة الاحرف البينية فيها قصيرة غالبا.
والخطوط كلها يتم استخدامها لم تهمل مثل خط الرقاع الذي تحول الى خط الاجازة، ولكن يستخدم الخط كأداة طباعية اختفت اغلبية الخطوط.. الطباعة تحتاج الى خط واضح وقصير وينضد ضمن مساحة معينة.. لكن من الناحية الفنية فالخطوط مزدهرة ويتم استخدامها بجميع أنواعها.
ان معارض الخط قليلة ويعود السببفي ذلك الى ان الهو فن التشكيلي فن عالمي بينما فن الخط عربي واصله مبني على اللغة العربية وهذا يعود الى الجهات الثقافية المنظمة في الدول العربية لأنها لا تدعم حضارتها الاسلامية بالشكل المطلوب.. لكن في دولة الامارات العربية المتحدة الان هناك اهتمام بالمهرجانات الخاصة بالفن اللاسامي أكثر من الفن التشكيلي وهذا يعود الى رؤى الدولة نحو التوجه لهذا الفن العربي العريق.. قبلها كان العراق من المهتمين وكان الرائد الأول بمهرجانات الخط العربي والزخرفة الإسلامية والفن الإسلامي في نهاية الثمانينات وكان مهرجان الخط مضاهياً لمهرجان الشعر (المربد) ويكون تابع للدولة. وهناك مشكلة كبيرة يجب الحديث عنها وهي اقتران الخط العربي بصناعة الإعلان.
ومن الجدير بالذكران انتشار فن الخط العربي في الدول الاوربية والاسيوية يعود للخطاط العربي المسلم ولأنه الفن المعبر عن الدين الإسلامي، وفي مناطق شرق اسيا تنبهت الكثير من الحكومات والدوائر الثقافية الى احياء هذا الفن لأنه يمثل حضارة الامة الإسلامية وفن غير مقتبس من الغرب مثل الفن التشكيلي.. اما الخط العربي فهه فن اصيل مرتبط بالدين الإسلامي، ومدرسة واسعة تحول من الكلاسيكية الى الانطباعية والتعبيرية ثم الى الحداثة والنحت كله يدخل الحرف كفكرة اساسية تمثل الحضارة الإسلامية.
ان فن الخط العربي سينتشر وهذا ما شعرت به من خلال المعارض التي اقمتها في دول اوربية عدة وأيضا من خلال المحاضرات التي ادرستها لطلبة من دول مختلفة عبر الانترنت ويعود حب الغرب لهذا الفن لأنه يمثل الشرق بصدق كبير جدا ولأنهم لا يعرفونه وبالنسبة إليهم في طور الاكتشاف.
مسك الختام...!
ولان المسك، أحلى الختام، التقيت بالخطاط والأديب على الدليمي رئيس تحرير وصاحب امتياز مجلة (الخطاط) الورقية الشهرية، والتي تصدر في بغداد.. قلت له: هل إهمال الخط العربي كان بسبب وجود التكنولوجيا الحديثة.. الحاسوب، وماهي أهمية الخط العربي قديما بالمقارنة مع يومنا هذا؟
فأجاب: _
بدأ الخط العربي (تاريخيا) في بادئ الأمر بشكل (صوري)، ثم (كتابة) عادية وفق مستقيمات طولية وعرضية ومتقاطعة.. كـ (وظيفة) للقراءة والتدوين اليومي في جميع مجالات الحياة إلا انه أخذ يتطور ويدخل مناحي الحياة كافة، حيث كانت بداياته الفنية التي تعتمد على القياسات الهندسية والقواعد الصارمة، مع بداية العصر العباسي على أيدي الخطاطين البغداديين: ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي.. ليتواصل بعدها بالتجويد والتحسين في العصر الأموي حيث كان للخط العربي مكانة سامية ومهمة جداً، لا سيما بعدما انتشر الإسلام، فأصبحت الحاجة ماسة لنسخ المصاحف الشريفة لغرض نشرها بين الأمم، وقد انتعشت عملية (النَسخ)، لذلك أطلق على خط المصحف بـ (النَسخ) وسميّ الخطاطين الذين يخطون المصاحف بـ (النَساخين) بعدها ظهرت أنواع من الخطوط العربية الأخرى بحاجة إلى موضوع مستقل.
ان للخط العربي امتداده وشكله، وله صورته وتراكيبه، عرفه العرب في كتابة أحلافهم ومواثيقهم وعهودهم ورسائلهم، وعرفوه في كل صيغة استخدموا فيها الحرف، ولا بدّ أن تكون الكتابة بهذا الشكل قد أخذت حجمها في حياتهم منذ عصور قديمة حتى ألفوها، واتفقوا عليها، واتسمت دائرة استخدامها وترسخت قواعد كتابتها بين الناس. وقد تابع المهتمون تطور الكتابة في العصور الإسلامية وهم يؤكدون حقيقة أصالة الكتابة وهي تتطور وفق المراحل التي حددت فيها أساليب الكتابة وفق ظل الإسلام، احتلت الكتابة منزلة عظيمة ومكانة كبيرة تقترب من التقديس. فقد ارتبطت الكتابة العربية روحياً "بقدسية القرآن الكريم". وقد ارتبط تطور الخط العربي بظهور الإسلام وتعد الأنواع الأساسية للخطوط العربية والتي يتفرع منها خطوطاً أخرى هي الخط الكوفي، وخط الرقعة، وخط النسخ، وخط الثلث، والخط الفارسي (التعليق) حيث تناوله الخطاطون المسلمون بالتحسين والتزويق والإبداع، خاصة في كتابة آيات القرآن الكريم في المصاحف وفي تزيين المساجد وفي كتابة الدواوين نشر الكتب والمخطوطات، لاقت الكتابة العربية عبر مراحلها التاريخية، عنايةً وتحسيناً في أكثر البلاد وتعددت في أنواعها وتنوعت كذلك أساليبها، وبرز كثير من الخطاطين الذين وضعوا للحرف العربي قواعده وأصوله ومعاييره.. وقد برز مئات الخطاطين المجودين والمتميزين على مدى بقاع الارض.
وأكمل الدليمي ان فن الخط العربي، على مدى تاريخه، لم يهمل بل بدأ يتوسع ويتكاثر الخطاطون في كلا العالمين العربي والإسلامي، وأصبح الخط (فناً جمالياً) له جمهوره الخاص، غير الناحية الوظيفية، بل أصبح علما مستقلا بحد ذاته. وقد خصصت له مسابقات دولية ومعارض كبيرة، واليوم شجعت شبكة التواصل الاجتماعي هذا الفن بشكل كبير جداً جداً، حيث نلاحظ بروز خطاطين متميزين، فضلاً عن التجارب الفنية التي غزت المشهد الفني. أما برامج التكنولوجيا الحديثة في الحاسوب، والخاصة بالخط العربي، فهي لم تؤثر لن تؤثر على مسيرة فن الخط العربي، أو اللوحة الخطية الفنية، كونها تحمل روحية وذائقة خاصة. فالخطوط الحاسوبية، غالباً ما تستعمل في العمل التجاري اليومي أو في الصحف والمجلات، لغرض السرعة، ليس إلا...، وحتى هذه البرمجيات لا تستجيب لأهدافها إلا بوجود خطاط متمرس أو مصمم له خبرة بالخط.. ولكنها على كل حال تبقى خطوط جامدة (صامتة) ليست فيها روحية فن الخط التي نعرفها.. وتبقى الخطوط التي نكتبها بالحبر والقصبة لها وقع خاص في نفوس الجميع.
1024 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع