كشكول الذكريات / ألحلقه / ١٣

                                               

                        د.طلعت الخضيري

                    كشكول الذكريات -حلقه ١٣

ألعروس البديله
قصه حقيقيه مشابهه إلى الأفلام الهنديه لأيام زمان ، فتميزت الأفلام الهنديه سابقا بالقصص الغير معقوله وضرب المثل لدينا بمقارنه الحوادث الغير معقوله بوصفها( فلم هندي) ، وإليك أيها القارىء الكريم واقعه عراقيه حقيقيه بنكهه هنديه .
قبل عده عقود عندما كانت النساء تلبس العبايه والبوشيه ، ويمنع اختلاط شباب وشابات العائله ، ويتهم الشاب إذا أراد مجالسه الفتيات عند زيارتهن لأهله ، يطرد ويوصف ويقال له (أنسيويني)،
لذا كانت قضية ترتيب الزواج يتم على أيدي الأهل ، وتذهب النساء لاختيار العروس لولدهم ، ومن المحتمل أن يتم ذلك بدون أن يرى الشاب خطيبته بل يتعرف عليها ليله الدخله.
وأسرد قصه حقيقيه جرت لأحد معارفي ، عندما ذهبت الأم وأقاربها لزياره عائله بغداديه بقصد اختيار العروس لإبنهم ، وعندما قدمت لهم العائله إبنتهم ألتي كانت معروضه للزواج لم ترق لهم ، وشاء القدر أن يشاهدوا وهم في طريقهم لترك الدار شابه جميله كانت تقف على( الطرمه)أي ما يسمى ألشرفه ألتي تطل على باحه الدار(ألحوش) ،وكانت محاطه ببعض قريناتها، وقد أعجبت الفتاه الخطابه فأشاروا لها وقالوا للأهل ( نحن نريد تلك الفتاه) ،وتمت الموافقه ، والإجراءات المعروفه، وقبل العريس الزواج بمن اختارته له والدته ، ومن العاده أ ن في ليله الدخله فقط ، يكشف العريس عن وجه العروس ويرفع البوشي ألمسدول أمام وجهها وقد لبست ( نفنوف العرس)أي( الدواغ ) وقد زينتها قبل ذالك ( ألحفافه) بإزاله الشعر من على وجهها وصبغ وجهها باللون الأبيض وشفاهها ب( الديرمه) أو أ حمر الشفايف فيما بعد ورسمت الكحله حول عينيها وسط هلاهل النساء، وسارت الأمور على ما يرام وتمت مراسيم زفه العريس محاطا بالصراديج أي إثنان من أقاربه وأصدقائه ، ومشى متبخترا يتبعه أقاربه وأصدقائه وتسير أمامه المزيقه ، وعندما تمت كل الأمور ورفع بوشيه العروس ذهل ، وذهل أهله ، بأنها لم تكن العروس المختاره وإنما أخرى أكبر سنا وليست جميله، وتلى ذالك معاتبه العائلتان وادعى أهل العريس أنها لم تكن تلك العروس المختاره وهي في أعلى ( ألطرمه) بينما أكد أهل العروس إنها كانت من أشاروا بأصبعهم نحوها.
ولا مناص للعريس إلا أن يتقبل الواقع المر حقنا للدماء والمعارك، ولم تمض إلا أشهر قليله وتم الطلاق وكانت خاتمه لقصه عجيبه حقا ، وكأنها من قصص ألف ليله عندما ختمت (شهرزاد) قصتها للأمير لتصرفه كعادته عن قتل زوجته صباح ليله العرس وكتب( أصبح الصباح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح).

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1077 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع