د.طلعت الخضيري
كشكول الذكريات /ألحلقه العاشرة
ألدوندرمه
هل تعني هذه الكلمه شيئا للقارىء اليوم من شباب أو كهول ؟
إنها كلمه كنا نعرفها ما قبل تسعون سنه مضت ، ونتشوق إليها.
إنها تحولت بعد ذلك إلى كلمه مثلجات وأخيرا إلى آيس كريم وفي فرنسا يسمى كلاس وفي إيطاليا جيلاتي.
هل يعلم القارىء اليوم أن ما يحصله اليوم من المثلجات المتنوعه وأغلبها بروائح مصطنعه للفواكه من باعه العربات في أوربا أو مخازن بيعها في مدننا كنا نصنعها و نتذوقها في بيوتنا بعد جهد شاق وفرحه عظيمه آنذاك.
فقد وفر لنا الأهل (مكينه الدوندرمه) وهي عباره عن برميل صغير خشبي بوسطه أسطوانه معدنيه تدار ميكانكيا باليد وبينهما فراغ يوضع به الثلج ونرش عليه قليل من الملح لتأخير ذوبانه ، ثم يوضع في الإسطوانه ألحليب والنشاء والثعلبيه والسكر ،ونلتم جميعا حول ذلك ونبدأ بالتناوب بإداره الإسطوانه لمده حتى نحصل أخيرا على مانشتهي ونتوق إليه أي الدوندرمه ، ولا أنسى جو المرح والإنتضاروالشوق لتلك الأكله اللذيذه التي تطلبت منا ذلك الجهد وذلك التعب ، ونقدم الأقداح الزجاجيه بعد أ ن تنتهي العمليه لنملائها بالدوندرمه.
ومرت السنون وتقدمت التكنولوجيا كما نسميها اليوم وفتح رجل أسمه زينل ، أتى من الجاره إيران ،ما نسميه اليوم (ألكافتيريا) أي أول محل لتناول الدوندرمه في العشار في سوق المغايز وكانت دوندرمه زينل الشهيره ممزوجه مع أطيب الفواكه الحقيقيه وخصوصا العنبه أي ما يسمى اليوم( ألمانكه) ، إنها ذكريات جميله لم يمحوها الزمن من ذاكرتي,إنها ذكرى الطفوله الجميله .
1058 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع