ميسون نعيم الرومي
رامز مجنون رسمي
برنامج تلفزيوني رمضاني يستدرج فيه مقدم البرنامج (رامز جلال) مشاهير المجتمع الفني والإعلامي والرياضي ، ليستضيفهم في برنامجه السنوي (وذلك لقاء مبالغ سخية كما يقال ، تدفع الى الضيف ، ولم يتم الإعلان عنها رسميا من قبل إدارة البرنامج ).
الذي يقع عليه الاختيار يتعرض الى مفاجآت غير متوقعة ، تحمل الفزع ، الخوف والاثارة الخ ، اما ردات الفعل السريعة للمستضاف فكل حسب وضعه النفسي وما إعتاده في حياته اليومية تجاه المواقف الحرجة وكيفية الدفاع عن نفسه :- كالعنف .. البكاء .. التوسل .. الذهول .. الغضب .. التحدي او التهديد وغيرها ..
اختار رامز جلال لهذا العام (كرسي الاعتراف) لبرنامجه هذا ، ليجلس فيه الضيف مكتف الأيدي والأرجل لا حول له ولا قوة سوى تقبل ما يتعرض له مما اعد له في هذا البرنامج الصادم .
اعتقد وحسب تصوري ، ان ما يتعرض له الضيف في هذه السنة ، من تعذيب نفسي واهانة مدفوعة الثمن ، وان كان متفق عليها مقدما بشكل من الأشكال ، يعتبرجريمة يعاقب عليها القانون .. ان قدم المستضاف دعوى قضائية الى المحاكم المختصة .. ولن يقدم ...
وارى ان هذا البرنامج يؤثر بشكل سلبي على نفسية واخلاق الأطفال والمراهقين ، يحثهم على العنف ويدفعهم الى الجريمة . يحضى هذا البرنامج بنسبة مشاهدة عالية لأسباب كثيرة لسنا في صددها الآن .
وانا اتابع احدى حلقات البرنامج شرد ذهني الى فلم امريكي شاهدته قبل سنوات عديدة يحكي قصة
مثيرة :-
اعلان عن وظائف في المخابرا ت ، مشروطة باجتياز اختبار معين لطالب الوظيفة :-
المشهد:- شخص موثق على كرسي في وسط غرفة خالية تماما ، والى جانبه يقف شخص آخر يستلم أوامر بنوع التعذيب للشخص الجالس على الكرسي ، من خلال جهاز مثبت على اذنيه ، لمعرفة مدى وقدرة احتمال ذلك الشخص ، ليجتاز الاختبار المعد ، وان كان صالحا لهذه الوظيفة التي ليست كما الوظائف الأخرى.
يبدأ المعذب بأساليب تعذيب بسيطة ، ويتدرج بالعنف كما يأمر به ، والضحية يحاول ويناضل لاجتياز الاختبار، وهو يتلوى الما ، الى ان يصل الى ردود فعل مختلفة .. استعطاف ، توسل .. بكاء .. صراخ وما الى ذلك من المشاهد التي توجع القلب وتكتم الأنفاس.
المفاجأة في نهاية الفلم:- ان الاختبار كان للشخص الذي مارس تعذيب ضحيته ، وقياس امكاناته النفسية والعاطفية ، ومقدرته على تقبل تعذيب الآخرين.
في رأيي المتواضع ان من يستمر بهذه الأساليب الآإنسانية هو مريض يحتاج الى العلاج ليشفى من امراضه النفسية الكامنة في ذاته المتعبة المصابة بعقدة نفسية او اكثر تقوده الى تصرفات شاذة لاشعورية تؤدي الى الاختلال في التوازن كما :-
عقدة الشعور بالنقص اوالدونية يلجأ مريض هذه العقدة الى طرق ملتوية لإفراغ مشاعره المريضة المكبوتة ومحاولة الشخص المصاب بهذه العقدة التغلب عليها بطرق مختلفة للاثبات لنفسه عكس ما هو عليه، ليرضي النزعة الكامنة داخله بطرق كثيرة ومتعددة ، ان اتيح له ذلك ، فتراه فرحا مسرورا يزهو وينفخ ريشه كالطاووس المنتصر، ان سنحت له الفرصة لإحراج وإذلال الآخر، ليزداد ايمانا بقدراته وذلك بإجبار ضحيته على التوسل والبكاء ليشعر بقيمته الزائفة
والمرض الآخر السادية وهو الشعور بالمتعة واللذة بتعذيب الاخرين وتتدرج من طرق طفيفة وحتى تصل أحيانا إلى القتل ، وذلك حسب شدة الأصابة المرضية.
مريض العقد النفسية يختار المهنة او الهواية التي تلائم وتتناغم مع ميوله المنحرفة.
نعود الى رامز جلال انصحه ان يعرض نفسه على طبيب نفساني ليشفيه من عقدته المتحكمة فيه والتي نراها تتطور وتزداد وحشية ولا إنسانية من سنة الى أخرى والدليل برنامجه السنوي الذي يزداد عنفا على مر السنين كما ضحكته العرضة وتعليقاته العدوانية ، ونشوته الظاهرة.
اني اشفق عليك يا رامز جلال فلا تهرب وتتوارى خلف عنوانك ( رامز مجنون رسمي).
----------------------
18/مايس/2020
ســــتوكهولم
1973 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع