د.طلعت الخضيري
ألنفط أفيون الشعوب
في السبعينيات من القرن الماضي كان لي زميل أخبرني في حينه أنه عندما قدم سفير العراق أوراق اعتماده لدى ملك السويد كما تجري العاده في العرف الدبلوماسي ، إستمع له الملك عن أحوال بلده أي العراق وفي نهايه المقابله قال له الملك بالحرف الواحد ( لي نصيحه أرجو إيصالها إلى رئيس بلدكم هو أن تركزوا على الإنتاج الزراعي فتأريخ بلدكم يعزز قولي ومستقبلكم سيكون مضمون إذافعلتم ذلك).
واليوم أتذكر تلك المقوله ألتي لم يطبقها فلاسفه الإجتماع و الإقتصاد والإشتراكيه ، فهل كان هارون الرشيد يمتلك النفط عندما كانت بغداد في عصرها الذهبي لا تمتلك النفط ، وكان هارون الرشيد يملك في خزائنه أضعاف وأضعاف ما كان يملكه شارلمان ملك فرنسا من الذهب حسب ما ذكره الكاتب السويسري ( أولسومر) في كتابه( ألعرب أجدادنا) ووصف في كتابه رخاء دوله الأندلس العربيه فوصف رخائها وازدهارها كما يلي ( كان التعامل النقدي بها بالدينار العباسي ألذي كان يساوي إثنا عشر فرنك من الذهب ، وكان دخل الخليفه الخاص يقدر بعده ملايين سنويا ، أما دخل الخليفه هارون الرشيد فكان يقدر بثلثمائه وثمانين مليون فرنك ذهب ، بينما كان قرينه الملك الفرنسي شارلمان لا يملك واحد بالمائه من هذا المبلغ) و لم يكن الخليفه ألمأمون بحاجه إلى النفط عندما أسس جامعه الحكمه وكانت منارا في ترجمه ألكتب ألأغريقيه واللاتينيه والشرقيه.
واليوم أتت أخيرا ألصحوه بعد أحلام الرخاء في السبعينيات من القرن الماضي ، فصحونا على واقع مؤلم عندما تبخرت بساتين النخيل ، وامتدت الأراضي البور في معظم أجزاء العراق، ويعاني اليوم العراقيون من الفقر والعازه ، ونهب ثرواته المتبقيه من ذلك الرخاء ألموقت ،وغياب الخدمات الصحيه وغيرها من تبعات الفقر والبطاله ولم يعد النفط أن يكون ألعصا السحريه للرخاء.
رحم الله ملك السويد على نصيحته الثمينه وندعو ا أن ينير الله سبحانه وتعالى لنا طريقا آمنا في ألتقدم الإقتصادي والصحي والإجتماعي والله سبحانه قادر مقتدر.
1177 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع