ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
العميد خليل ابراهيم حسين معاون مدير الاستخبارات العسكرية ووزير الصناعة الأسبق في حوار مع الصحفي الأستاذ شامل عبد القادر
لي مع العميد المرحوم الاستاذ العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين علاقات ومراسلات منذ سنوات وكنا نلتقي في بيت الحكمة .. كما كنا نتهاتف ونتحدث في تاريخ العراق المعاصر وقد كتبت عنه بعد وفاته أكثر من مرة وله (موسوعة ثورة 14 تموز 1958 ) وقد طبعت منها عدة أجزاء واتابع ما ينشر عنه ولعل آخر ما تابعته ما نشره الصديق الكاتب والصحفي والمؤرخ الأستاذ شامل عبد القادر في جريدة (المشرق ) وفي العددين الصادرين يومي 25 و26 من آب الجاري 2019 بعنوان ( المؤرخ الأول لثورة 14 تموز 1958 :حوار مع العميد المتقاعد خليل ابراهيم حسين الزوبعي قاسم وعارف والبكر والبزاز ".
وفي الحوار ثمة وجهات نظر جديدة قديمة أقول وبلا تردد أنني سمعت جزءا منها من فم العميد الاستاذ خليل ابراهيم حسين والذي كان يسميه رفاقه ( خليل رويتر ) لانه كان مهووس بإذاعة الأخبار ورواية احداث التاريخ ، وكنت ارى استاذي الاستاذ الدكتور فاضل حسين يعتد بأحاديثه واعتمد بعضها في كتابه ( سقوط النظام الملكي في العراق) .
ما يهمنا اليوم أن أضع احبتي في صورة ما نشره الصديق الأستاذ شامل عبد القادر الذي اجرى الحوار مع العميد خليل إبراهيم حسين في منزله في حي اليرموك قبل وفاته وكان تاريخ اللقاء يوم الجمعة 8-1-1999 وتكررت اللقاءات وانا اعرف أمانة الاخ الاستاذ شامل عبد القادر وحرصه ومهنيته .
قال الاستاذ خليل ابراهيم حسين الكثير ، وقيم رجالا عملوا معه وقيم رؤساء وزراء وسياسيين ، وقيم قادة كبارا منهم الرئيس جمال عبد الناصر وانا اعرفه - رحمة الله - كم كان صريحا وشجاعا .
قال عن كتابه (موسوعة ثورة 14 تموز 1958 ) ويقع بعدة اجزاء وصلت الى الثمانية ان وزير الثقافة والإعلام السابق قبل 2003 لطيف نصيف جاسم انتزع أكثر من 500 صفحة من الموسوعة ، وعندما اعترض المؤلف اجابه ( مو مهمة هذه كشور بصل !!) فتأمل وانا شخصيا شطب حامد يوسف حمادي وزير الثقافة والإعلام من دراستي عن ( رجالات تكريت ودورهم في تكوين العراق الحديث ) العشرات من الصفحات فظهرت الدراسة في موسوعة تكريت مشوهة وناقصة .
قال خليل ابراهيم حسين ان العقيد الركن عبد الوهاب الشواف كان رجلا يساريا .وقال إن أخطاء الزعيم عبد الكريم قاسم كانت كثيرة ربما أبرزها اعدامه ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري لكن الزعيم كان وطنيا ليس مرتبطا بجهة أجنبية إلا أن السلطة استهوته .
وقال إن العقيد الركن عبد السلام عارف كان رجلا شجاعا ولولاه لما قامت ثورة 14 تموز 1958 فهو من دخل بغداد وأسقط النظام الملكي .
وقال ان الرئيس جمال عبد الناصر عادى الزعيم عبد الكريم قاسم لانه كان ضد النفوذ الشيوعي وكان يريد فك ارتباط الشيوعيين بالزعيم قاسم الذي ايدهم .
وقال ان ثوار تموز اتفقوا على الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة حالما تتعرض الثورة الى تدخل القوى الاجنبية .
وقال ان الرئيس جمال عبد الناصر قال للعميد خليل ابراهيم حسين أنه لم يقابل محمد صديق شنشل الذي قال انه موفد الضباط الأحرار قبل الثورة الى عبد الناصر لمعرفة موقفه عند اندلاع الثورة .
وقال انه لايكتب التاريخ وإنما الذي يهمه الحقيقة التاريخية وقال انه لا يعتبر عبد الرزاق الحسني مؤرخا وحسنته الوحيدة انه نشر وثائق عراقية رسمية وقال انه كانت هناك عدة محاولات لاسقاط نظام حكم الفريق عبد الرحمن محمد عارف .
وقال انه اخطأ في حياته مرتان الأولى عندما دخل الجيش والثانية عندما قبل ان يكون وزيرا للصناعة وقال كانت هناك حركة بإسم ( حركة الثوريين العرب ) قبل انقلاب 17 تموز 1968 وأبرز عناصرها عبد الرزاق النايف ولديه الكثير من وثائقها . وقال ان عبد السلام محمد لم يكن ساذجا كما أشيع والرجل اثبت جدارته بالحكم بعد 1963 وهو من قام بحركة تشرين ضد حكم البعث وقال إن أحمد حسن البكر شخصية غامضة ، و ثقافته ضحلة .
وقال ان الفريق طاهر يحيى لم يكن (حراميا ) وقال إن قاسم الجنابي بطل من ابطال ثورة 14 تموز 1958 . ولم يكن العميد خليل ابراهيم حسين معتقدا بشخصية علي صالح السعدي وقال ان ثورة 14 تموز 1958 فتحت شهية الضباط الى المناصب وقال ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان يسمع ويعد ولا ينفذ وقال انه لم يكن متحاملا في موسوعته على الزعيم الذي اخطأ بحق العراق رغم مزاياه الوطنية الشخصية ونظافة كفه لكنه كان مستبدا .
وقال ان العقيد رفعت الحاج سري مدير الاستخبارات العسكرية بعد الثورة في 14 تموز 1958 والذي أعدمه الزعيم كان رجلا مظلوما واشاد العميد خليل ابراهيم حسين بغازي الداغستاني وقال إن عبد الناصر تعاطف مع الاكراد ومع البارزاني وكان يؤيد الاكراد بمطالبهم القومية واذكر ان عبد الناصر قال لنا سنة 1963 إمنحوا الاكراد حقوقهم والكلام للعميد خليل ابراهيم حسين .
وقال ان طه الشيخ أحمد لم يكن شيوعيا وقال ان حامد اخو الزعيم عبد الكريم قاسم أثرى كثيرا مستغلا وجود أخيه رئيسا للوزراء لكن قاسم لم يكن راضيا عن ذلك .
وقال إن ناجي طالب شخصية محترمة وقال انه اي العميد خليل ابراهيم حسين وقد تسلم منصب وزير الصناعة لديه ملف عن الكبريت واستثماره في العراق وان عبد الناصر نصحنا ان نقبل بالعرض الأمريكي لاستثمار الكبريت فأعطي الاستثمار للبولونيين وقال ان لطفي العبيدي لم يكن جاسوسا وهو الذي لعب دورا في ملف الكبريت والمباحثات مع هندرسون وزير المالية الأمريكي .
وقال ان عبد الرحمن البزاز شخصية نزيهة ومثقفة ولكن العسكر حاربوه وكان سعيد صليبي هو الذي يعين رئيس وزراء العراق في عهد عبد السلام عارف لانه جميلي من عشيرته و"كان سعيد صليبي مقتنعا بمنصبه كآمر للانضباط العسكري"
وقال انه كان على الضابط أن يكون ضابطا وكان على الحزبي أن يكون حزبيا لاتصرفه شهوات السلطة عن واجباته .
واخيرا ولمن لايعرف العميد خليل ابراهيم حسين معاون مدير الاستخبارات العسكرية بعد ثورة 14 تموز 1958 ووزير الصناعة الأسبق تولى وزارة النفط أيضا كما تولى رئاسة الطاقة الذرية ولديه أربع شهادات ماجستير وكانت لديه مكتبة فخمة وكان داره مزارا لطلبة الدراسات العليا وفي مكتبته قرابة 110 آلاف كتاب ولديه وثائق بريطانية اشتراها من بريطانيا نشر بعضها تضم مئات التقارير عن العراق المعاصر ، وقد ترجم قسم منها مع زوجته وباع قسما منها الى بيت الحكمة بثمانية ملايين دينار وكان يرى في الأستاذ شامل عبد القادر في كتابة أحداث تاريخ العراق المعاصر خليفته .
شكرا للاخ الأستاذ شامل عبد القادر على جهوده الطيبة وكم انا سعيد بما قدمه ويقدمه وبدون شك فإن ما قدمه ويقدمه يساعدنا في فهم كثير من الألغاز في تاريخنا العراقي المعاصر
660 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع