د.ضرغام الدباغ
تشارلي شابلن فن ورسالة
المراسلات :
Dr. Dergham Al Dabak : E-Mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
دراسات ـ إعلام ـ معلومات
العدد : 175
التاريخ : / 2019
تشارلي شابلن
Charles Spencer Chaplin
ولد شارلي شابلن عام 1889 في لندن / بريطانيا، وتوفي عام 1977 في جنيف / سويسرا (88 عاماً). ممثل ومخرج، كان من مشاهير الفنانين الممثلين الكوميديين في عصره الذي برز فيه (حتى عام 1918 نهاية الحرب العالمية الأولى) منذ عصر السينما الصامتة، وتواصل بالعمل بنجاح حتى في عهد السينما الناطقة. وله عدد من الأفلام التي نالت نجاحاً كاسحاً في عهد السينما الصامتة أو الناطقة.
يتم تصنيف شابلن من قبل معهد الفلم الأمريكي في المرتبة العاشرة من بين أنجح 100 ممثل، خلال 100 عان الأولى من تاريخ السينما.وأمضى هذا الفنان الرئائع 75 عاماً من عمره في ترفيه الجمهور متقمصاً أدوار المهرج والصعلوك كفنان كوميدي مستخدما الأفكار التقدمية المعادية للاستعمار والإمبريالية والفاشية والديكتاتورية، والحروب، ونال بسبب مواقفه تلك الاضطهاد في فترة المكارثية في الولايات المتحدة (مطلع الخمسينات القرن العشرين). (1)
ينحدر شابلن من أسرة فنية فوالده كان مغنياً وممثلاً وكان قد نال لقب سير، وكذلك كانت والدته مغنية، ولكن حياته الأسرية كانت مضطربة، سافر بين عامي 1910 و 1912 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأشتغل في التمثيل على المسرح، ومنذ البداية أكتشف موهبته في التمثيل الكوميدي، وبقي كذلك حتى النهاية يمثل دور الصعلوك والمهرج، ولكن كان لفنه مغزى اجتماعي وفني عميق، فلم يكن مضحكاً بدون فكرة، بل كانت أعماله تدور عن فكرة عميقة، وغالباً أنحاز إلى معاناة الفقراء والمشردين، وعالج مشكلات الأطفال المشردين، وظلم أصحاب العمل للعمال والكادحين.
ولكن أفكار شابلن تطورت مع بتقدم الحياة الاجتماعية والأفكار المعبرة عنها، وكان أداؤه في السينما الصامتة عبقرياً في التعبير عن الأفكار العميقة الكبيرة، بالحركات الإيمائية، وأعظم أفلامه الصامتة كان فلم " الصعلوك " (1914)، وخلق لنفسه شخصية مميزة بملابسه، وعصاه، وحذاؤه، وطريقة مشيه، وحركاته، بطريقة لا يستطيع ممثل أن يجاريه، وأستطاع رغم ضعف حال الصعلوك المتشرد أن يجعل منه شخصية لها أخلاق عالية، وكرامة وعزة نفس، وشهامة، وإسراع لمساعدة الآخرين رغم بؤسه، وبذلك كانت أعماله الفنية رسائل اجتماعية للناس، للفقراء وحرضهم على أن لا يخجلوا من فقرهم، بل إن على الأثرياء أن يخجلوا من طغيانهم.
كانت السينما الناطقة تحدياً لقدرات ومواهب تشابلن، الذي كان قد أبدع ونجح في السينما الصامتة، وكان عليه أن يناضل مع نفسه ويعمل على تطوير مهاراته الفنية، وأن لا يقف عند نقطة التذمر من السينما الناطقة وسلبيتها، بل كان عليه أن يكتشف إيجابياتها الفنية ويلائم نفسه وقدراته معها. والتعمق في التعبير عن انفعالاته، وطريقة تحويلها إلى مرح وكوميديا.
كانت تلك التحولات من المسرح إلى السينما الصامتة، ثم إلى السينما الناطقة تعمق من مواهب تشابلن وقدراته الفنية، واراؤه العميقة حول المجتمع الذي يعيشه وللعالم من حوله. ليس من حيث مظاهره السطحية، بل وأيضاً ما يدور في عمق المجتمع، وأوضاع الراقدين في قاع المجتمع ويعانون الظلم والتهميش، والقمع إن هم أبدوا التذمر. فحقاً تكامل كفنان له رسالة كبيرة ثقافية يستطيع أن يؤديها وأن يكون ضرورياً للمجتمع. كان يقدر نفسه حق قدرها بقوله " أنا لا أزال على حالة واحدة .... حالة واحدة فقط، وهي أن أكون كوميدياً فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي ".
ويوم أسقطت عنه الجنسية الأمريكية وطرد منها، عاش ما نبقى من عمره في سويسرا ومات فيها، وقال كلمة بليغة لسؤال طرح عليه فيما إذا كان يحب العودة إلى أميركا قال " لا يوجد لدي أي حاجة في أميركا، لا لن أعود لأميركا ولو ظهر فيها يسوع المسيح ". لم يعد يهمني أن أعود إلى أميركا البلد البائس، المشبع بالكراهية، ولم أعد احتمل إهاناتها وأخلاقها المتبجحة وأن كل ذلك ينهكني ".
وبعد أن قام بتمثيل دور هتلر في فيلم " الديكتاتور العظيم " (The Great Dictator) عام 1940 قال " أني مستعد أن أفعل أي شيئ، لأعرف رأي هتلر بالفلم ".
تشارلي شابلن كان يكتب معظم أفلامه، ويخرجها ويلحن موسيقاها، وأخيراً كان هو ينتج أفلامه، ومثل آخر فلم له عام 1966 " الكونتس من هونغ كونغ ". حاز على جائزة الأوسكار " الفخرية"، واعتبرت أفلامه " حمى الذهب "، " أضواء المدينة "، " الأزمنة الحديثة "، " الديكتاتور العظيم ". من أعظم الأفلام التي أنتجها صناعة السينما في تاريخها.
اشتدت الحملات عليه بعد نيله " جائزة السلام الدولية " من موسكو في خمسينات القرن الماضي، وبعد لقاءه مع الزعيم السوفيتي خروتشوف والزعيم الصيني شوين لاي، ولكنه نال في نفس السنة شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أكسفورد ودورم البريطانيتين.
منح شابلن لقب سير (لقب نبيل بريطاني) وفي عام 1971 نال وسام فرنسي رفيع " وسام جوقة الشرف من رتبة قائد " خلال مهرجان كان السينمائي، وفي 1972 جائزة الأفلام المتحركة، ووسام الشرف من مهرجان البندقية السينمائي / إيطاليا.
في سنه الثامنة والثمانين، تعرض شابلن لعدة جلطات دماغية، وتوفي هذا الفنان صاحب الرسالة.
(الصورة: ملصق فلم الأزمنة الحديثة )
ـــــــــــــــــــــ
الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=HJJ5I8TQY5g
3053 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع