(نموذج صادق لواقع مشرف وتاريخ مضيئ)

                                                     

                        حسن ميسر صالح الأمين

(نموذج صادق لواقع مشرف وتاريخ مضيئ)

وجه مشرقٌ وضّاء وشخصيةً ثقافية متميزة النشاطات ومتنوعة المشارب من ابناء محافظتي العزيزة نينوى، ولد في تربة غربها الخصبة، ومنها رضع معنى الوفاء والإخلاص وأُشرِبَ منهما إرتواءً، فغدا في العطاء كمثل خيراتها الوفيرة وصنوان حنطتها الشهيرة ومآثر وخصال أهلها الأجاويد ذوي الكرم والضيافة والشجاعة وقول الحق والثبات على المبادئ والمثل والقيم العليا، فأضحى بخلقه القويم وأخلاقه الدمثة قامة من قاماتها نينوى الشامخات وشخصية من شخصياتها العتاة الثقاة ووجه لامع من فسيفساء اهلها البراق، انه الأستاذ الكبير والتربوي القدير والقاص والشاعر والكاتب والمؤرخ والنساب وقبل هذا كله الإنسان الورع والنقي والتقي والخلوق والخدوم والمتواضع والكيس والفطن، انه التربوي الجليل الأستاذ الفاضل (بلاوي فتحي الحمدوني)، ولد في ناحية احميدات عام 1945، وفي مطلع الخمسينات درس القرآن الكريم بالطريقة التي كانت معتمدة آنذاك في الكتاتيب في ذلك الزمن وهي طريقة (الأليفات والتهجي) ليكون تلميذًا نجيبًا عند الشيخ (الملا محمد السبعاوي رحمه الله) والذي عاد للتو من دراسته في الأزهر الشريف.
التحق بعدها في مدرسة بادوش الإبتدائية عام (1954) وكان من المتفوقين الأوائل في المحافظة (البكلوريا) في الصف السادس الإبتدائي عام (1960) ليتم قبوله في الأقسام الداخلية للطلاب في الموصل، فدخل الموصل آمنًا مطمئنًا كعذب دجلتها الزلال السلسبيل وهو يدخل الموصل، وكان من حسن الطالع انه تعرف على الأستاذ (الشيخ احمد الكبيسي) المدرس في الإعدادية المركزية وقتئذ والذي كان مراقبًا ومسؤولًا عن الطلاب في القسم الداخلي في ذلك الزمن الجميل، درس في متوسطة الجمهورية عام (1963) فالإعدادية الغربية عام (1966) والتحق بعدها في معهد اعداد المعلمين في الموصل وتخرج عام (1968- 1969).
تم تعينيه أول مديرًا لمدرسة (العلكانة) في ناحية ربيعة عند افتتاحها عام (1969)، واستفاد كثيرًا من صحبته للأستاذ الموسوعي في العلوم الدينية والتاريخ والأنساب (الشيخ حروش سالم عبدالعزيز آل الجربا - رحمه الله) ونهل من مكتبته العامرة والمزدهرة بالعديد من الكتب النادرة الكثير في مختلف العلوم والمعارف.
شارك في العديد من الدورات في تخصص اللغة العربية وكذلك في دورات الخط العربي (خط الرقعة - وبإشراف الأستاذ الخطاط يوسف ذنون حفظه الله) ودورات الإدارة المدرسية ودورات القادة التربويين لمدراء المدارس ودورات التأهيل لمدارس محو الأمية وكان من الأوائل في العديد منها.
احيل على التقاعد عام (2008) بعد حياة وظيفية وتربوية تقارب (40) عامًا كانت مليئة بالعطاء والتميز، ليتفرغ الى العمل الثقافي وإظهار ما يكتنزه من مقدورات ادبية وملكة فكرية وليضعها مادة دسمة سهلة التناول قيّمة المعنى والمضمون وليجعلها تحت ايدي الباحثين والمتعطشين للارتواء من المعلومة الصائبة والحقائق الدامغة، ففي الجانب الثقافي من حياته الزاخرة بالمنجزات والعطاء، أبدع فيه أيما إبداع وكان له حضورًا لافتًا ومميزًا منذ بداية حياته فيما شهدته مدينة الموصل من حراك واسع وعريض في مجال القصة والشعر في سبعينيات القرن الماضي، فشارك بقوة وكان أحد المشاركين بقصة (التوبة) ضمن سلسلة أصدقاء القصة في الموصل (قصص- 69)، ونشر في العديد من الصحف والمجلات كمًا هائلًا من القصص والمقالات والشعر والدراسات والبحوث منها جريدة الهدف والتعاون وفتى العراق والرسالة التي سميت فيما بعد - جريدة الحدباء ومجلة معهد المعلمين (1968) ومجلة الكوكب التي اصدرتها الأعدادية الغربية – ومجلة النبراس ومجلة التربية التي تصدرهما مديرية تربية نينوى) والمجلة التراثية الموصلية ومجلة الجامعة - موصليات - ومجلة التراث الشعبي - ومجلة الأنساب والتراث الموصلية - ومجلة التاريخ و الأنساب - ومجلة ناس الموصل ومجلة صدى الريف – ومجلة علامات وباحث في الأنساب، وجريدة عراقيون وذاكرة مدينة والموصل والميزان والرأي الجديد، ومجلة رسالة المربي- وكانت اغلب كتاباته تتمحور عن تاريخ الموصل وامجادها وإرثها وتراثها.
أينعت جهوده وأثمرت نشاطاته الأدبية والثقافية عن تأليف وطباعة الكتب التالية: (حنين الى فلسطين – المطبعة العصرية - الموصل - 1969)، (احتراق الزيتون نصوص شعر – 1985)، (ضمائر في المحاق - قصص - 1972)، (المنتخب من دروس اللغة والأدب - 1990)، (الدّر المكنون في نسب طي والحمدون - ط/1 - مكتب الإتقان للطباعة - الموصل 2005)، (مجتمع ريف الموصل في قرن – الصفار للطباعة والاستنساخ 2009)، (صفحات من تاريخ ريف الموصل صدر عن (مركز دراسات جامعة الموصل - ابن الأثير - 2012)، (التبيان من علوم القران – صدر عن دار السياب – بغداد – 2012)، (اساطير قروية - صدر عن دار نون للنشر - اربيل - 2016)، (اساطير نينوى – دار نون للطباعة والنشر – الموصل - 2017)، (مباحث في تاريخ وتراث الموصل - دار غيداء للطباعة والنشر والتوزيع الأردنية -2017 والذي ضم جميع ما تم نشره في الصحف والمجلات)، (ثورة الدنابر... في مدينة الواق واق - رواية – دار نون للطباعة والنشر - الموصل - 2019)، وأخيرًا وليس آخرًا كتاب (من سدنة الموصل) والذي صدر عن دار غيداء للنشر والتوزيع في عمان (2019) والذي تم الإعلان عن صدوره وأنا أعد هذا المقال، وفي الطريق لإصدار (موسوعة عشائر العراق وسورية وما بينهم - سيصدر عن دار غيداء للطباعة والنشر والتوزيع - الأردنية) ، وكذلك كتاب عن (اساطين الموصل المعاصرون) وهو قيد التنضيد والطباعة.
عمل عضوًا في هيئة تحرير العديد من المجلات والصحف وتلك التي عمل بها منها (مجلة رسالة المُربي للأعوام 1967- 1968)، (مجلة الأنساب والتراث الموصلية والمدقق اللغوي فيها - 2014)، (مجلة المكتبة العامة المركزية والتي لم تصدر لظروف واحداث عام 2014)، (المدير الفني لمجلة صدى الريف منذ مطلع عام 2019)، علاوة على عضويته في (نقابة المعلمين ومؤتمرات نقابة المعلمين في الموصل ولجنة الثقافة والاعلام فيها منذ عام 1970 – 2000)، (لجنة حملة بناء المدارس في المحافظة وممثل التربية فيها)، (رابطة المعلمين والمدرسين في الموصل)، (اتحاد الكتاب والأدباء في نينوى)، (التجمع العربي للأدب والإبداع –في المملكة الاردنية الهاشمية)، (لجنة موسوعة عشائر وبيوتات نينوى)، (عضو مؤسس والنائب الأول في الرابطة العربية للنسابين والمؤرخين)، (عضو هيئة تحرير مجلة الأنساب والتراث المستقلة)، (عضو فعال وذا حضور مميز ومتواصل في مجلس اسر وعوائل الموصل).
حصل على العديد من كتب الشكر والتقدير خلال مسيرته التعليمية من المديرية العامة لتربية نينوى وتم تكريمه من قبل محافظة نينوى ومُنح شهادات تقديرية عديدة وكتب شكر وتقدير من جهات ثقافية وأدبية متعددة وكذلك من قبل المحافظ ومجلس محافظة نينوى، وتم تكريمه بدرع الإبداع وشهادة تقدير وعرفان من جامعة الموصل - مركز دراسات الموصل عام 2018).
ورد اسمه الكريم في موسوعة اعلام الموصل للدكتور (عمر الطالب) مع الإشارة الى إصداره لمجموعته (حنين إلى فلسطين - عام 1969) والتي تضم قصصًا عن تحرير فلسطين والتي وصفها بأنها تسودها الخطابية والنبرة العالية.
كما شهد بحقه وكتب عن سيرته الكثيرون ومنهم (الأستاذ المؤرخ عبد الجبار محمد جرجيس في كتابه (وجوه موصلية) قائلًا: (الأستاذ بلاوي فتحي وجه من وجوه العائلة التربوية في الموصل، عٌرف بأخلاقه الحسنة، وصحبته المستقيمة، وحُسن المعاشرة، طيب القلب، هادئ الطبع يحترم الناس، ويحب اصدقاءه ويتواصل معهم، تواصل مع الحركة الثقافية في الموصل فنشر العديد من المقالات في القصة والشعر والبحوث في اغلب الصحف الموصلية، وخاصة جريدة الحدباء، ومجلة النبراس التي أصدرتها مديرية تربية نينوى، وقد الف العديد من الكتب ... الخ)، كما شهد له وكتب عنه باعتزاز كبير (الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف) في معرض تقييمه لمنجزه الكبير المتمثل في إصداره لكتاب (مباحث في تاريخ وتراث الموصل ) قائلًا: أمس الخميس 26 تموز - يوليو 2018 التقيت واحداّ من (سدنة التراث الموصلي) في قاعة ملتقى الكتاب وهو الأخ والصديق الأستاذ بلاوي فتحي الحمدوني وأهداني أول نسخة من كتابه الجديد (مباحث في تاريخ وتراث الموصل ) الذي صدر عن دار غيداء للنشر والتوزيع في عمان وأنا اشكره كثيراً وأقول: قد عرفت الكاتب والباحث الأستاذ (بلاوي فتحي الحمدوني) منذ عقود كاتبًا وباحثًا دؤوبًا وقرأت له في مجلات وصحف الكثير من المقالات التي توثق لتاريخ وتراث الموصل وحسنا فعل عندما قام بجمع بعضها في كتاب خوفًا عليها من الضياع ولكي تكون في متناول شاباتنا وشبابنا ممن يحبون الموصل ويعشقون تاريخها وتراثها والكتاب موسوعة كبيرة بحق، وهو لم يترك زاوية في هذا التاريخ وذلك التراث إلا وأنارها وكتب عنها وفصّل في محاورها وقد وقف عند محطات مهمة من تاريخ الموصل وتناول معالم الموصل الحضارية من حمامات ومقاه وخانات وقيصريات، وكرس جانبًا من كتابه الموسوعي لدراسة بعض أحداث التاريخ وميادينه في الموصل ولم ينس المآثر والتقاليد والعلاقات الإجتماعية بين أبناء الموصل وبحث في مهن وحرف الموصليين ولم ينس ما شهدته الموصل في تاريخها الإسلامي والحديث من نهضة فكرية وثقافية وادبية وفنية، نعم الباحث الأستاذ الحمدوني وهو كما قلت، من سدنة تراث الموصلي - ابدع فيما كتب فجاء كتابه شاملاً لكل جوانب تاريخ الموصل وارثها ... ).
سادتي الكرام:
بعد هذه السيرة المباركة وهذه البهاء اللامع لشخصيتنا الأثيرة والمؤثرة والمتأثرة وما قدمت وخدمت ولمّا تزل وهي في اوج عطائها وقمة إيثارها وهي من المؤكد أنموذج صادقًا لكم هائل ومديد وعدد كبير جدًا من الشخصيات البهية والمماثلة في العطاء والتميز من ذوي الجذور الراسخة في قرى وأرياف محافظتنا العزيزة نينوى وهذا أمر حتمي ومن المسلمات فيه واقعًا مشرفًا وتاريخًا مضيئًا، اعادت بي الذاكرة إلى ما كان ينتابنا من شعور تجاه اصدقائنا وزملاؤنا في مقاعد الدراسة من أبناء القرى والأرياف، فقد كانوا في قمة الخلق والأخلاق وكذلك الالتزام بالدوام والمواظبة على تأدية الواجبات المدرسية وغيرها ذات الصلة بعلاقات الصداقة والزمالة وكانوا ايضًا منافسون أقوياء في الجد والاجتهاد للحصول على الصدارة في أن يكونوا الأوائل على المدرسة وفوق هذا كله التزامهم الديني والأخلاقي وكرمهم وتواضعهم، وكذا الحال معهم حتى التخرج وامتد حُسن المعشر وطيب الأخوة والصداقة في حياتنا الوظيفية وستبقى موضع اعتزاز كبير وتقدير عال ونتشرف بهم وبصداقتهم ومعرفتهم والعمل معهم دومًا، ولازلت اذكر كيف كان الشعور الصائب والسائد على ابن القرية آنذاك في انه الأحسن نباهةً والأسرع إجابةً على سؤال الأستاذ والأفضل في تأدية الواجبات وكنا نعلل السبب في ذلك هو مخالطتهم للكبار واخذ الحكمة منهم ومن حديثهم التوجيهي المتواصل وكذلك عدم وجود ما يُبعدهم عن الدراسة في بيوتهم والتفرغ لها غير مكترثين كحال ابن المدينة بالذهاب الى ملاعب كرة القدم او دور السينما او التجول في الأسواق او الوقوف مع ابناء المحلة في شوارعها.
إنني لأجد نفسي ومن خلال هذه الشخصية الأنموذج امام فرصة كبيرة من التذكير والإشارة أنه وبعد الهرج والمرج الذي اصاب العراق في مقتل والموصل فيه بشكل خاص، ظهرت ابواق نشاز هنا وهناك وأقلام مأجورة بعيدة كل البعد عن تمثيل الموصل والشرفاء من أهلها وهي في حقيقتها لا تمثل إلا نفسها واولي نعمتها وهي تحمل تخصص وحيد وفريد وبغيض جدًا، ألا وهو التطبيل والتزمير وراء من تنقصه الحكمة ويفتقر الى الكياسة في إدارة الأمور واحتواء الأزمات ومن المجربون سابقًا والمجردون من أدنى لباقة او حنكة سياسية، فتراهم تارة يعزفون على وتر الطائفية المقيتة والتي تم وأدها وإلى الأبد ان شاء الله، فتحولوا للعزف على وتر القومية وهذا عربي وهذا كردي وآخر تركماني وغيرها ولم يجنوا منها سوى الخيبة والخذلان أيضًا، فراحوا يتراقصون على جراحات الموصل ليزيدوها إيلامًا ويثخنوا في جراحاتها وهم يُصرحون ويُصرخون مطالبين بإقصاء فلان وتنصيب فلان وإبعاد فلان وحرمان فلان من تولي المنصب الفلان، وكأنما نصبوا أنفسهم أوصياء على الموصل وضاربين كل الحقوق والمشتركات بين ابناء المحافظة الواحدة عرض الحائط دون اكتراث او مبالاة وفي النهاية خابت مخططاتهم وخرجوا بوجوه ليست بالبيضاء كالمتوقع من تصرفهم والمعتاد عن تصرفاتهم.
واقول لهم ، ان ابناء القرى والأرياف كانوا السباقون في بناء دول يُشار لها بالبنان وأصبحوا أصحاب حضارات تقدمت على كثير ممن سبقها، وما دول الخليج عنكم ببعيد، ومن الأمثلة الحية الأخرى في الموصل حيث في ستينات وسبعينات القرن الماضي كان الدكتور الأرمني (سرجيان) صاحب القصر المشهور جوار نبي الله يونس (عليه السلام) والذي قدم من ارمينيا وخدم الموصل واهلها افضل ما يكون ولا يزال يذكر بالطيب والثناء، وتناسى هؤلاء إن عدد من محافظي نينوى في الماضي القريب كانوا من سكنة محافظات اخرى وتركوا طيب الذكر والأثر فيما قدموه، ومن الامثلة القريبة هو ما يجري في الغرب حاليًا، فمثلًا في بريطانيا فإن عمدة لندن هو شخص من اصل باكستاني، وكذلك في النمسا فرئيس بلديتها من اصل عراقي، والرئيس الأمريكي السابق كان من اصل أفريقي، ومن هذا يتبين أن مقياس المنصب ليس الشخص وتبعيته وليس من اين أتى والى اين ينتمي بل هو ما سيقدمه من خدمات وتذليل للصعوبات وترفيه للمواطنين، فالرجاء الابتعاد عن هذا النفس اللا محمود والنظرة الضيقة ولتكن شعارات المحبة للموصل ترفرف على اجنحة محبتنا الصادقة لمحافظة نينوى وهي بدورها يجب ان ترفرف عاليًا في محبة العراق والإخلاص له، فمن المعيب ان ندّعي حب الموصل دون نينوى ومن المعيب كذلك محبة نينوى دون العراق، ولا فرق بين عراقي وعراقي إلا بما يقدم ويعمل ويخدم، واتمنى ان تصل رسالتي لمن بحاجة الى تذكير لتصويب مواقفه وليبدي شيئًا من الوفاء تجاه اهلنا ومحبينا الذين شرعوا أبواب قراهم ودورهم لتأوي النازحين والمهجرين اثناء العمليات العسكرية وما اعقبها من مكوث طال أمده في مخيمات النازحين ولمّا يزل.
وليس بوسعي إلا ان أعيد نشر بعض من فقرات مقالي الموسوم (اليس منكم رجل رشيد) والمنشور بتاريخ (24/3/2017) تذكيرًا لما جاء فيه قائلًا (... والشكر والثناء والتقدير العالي موصول لأبناء العشائر العربية الأصيلة المحيطة بالموصل والأصلاء من أبناء العشائر في جنوب العراق و وسطه ومحافظاته الأخرى وفيهم الخير كله وجزاهم الله خير الجزاء لما قاموا به في مساعدة ومساندة الأهالي النازحين والهاربين من بطش الدواعش وغدرهم وظروف معارك التحرير الناجزة والذي جاء موقفهم النبيل هذا مكملاً لما قام به أبناء العراق الغيارى من منتسبي القوات المحررة فكانت صفعةً للجم الأفواه وإسكات الأصوات النشاز التي بدأت تنعق بكل قيحٍ وحقد وكراهيةٍ مطالبة بالتقسيم والأقلمة والتتريك وأثبتت للعالم أجمع أن العراق واحداً مُوحداً بشعبه وآلامه وجراحاته و وحدة الدم والمصير) .
واود في هذه الجزئية تسجيل موقف لغرض تثبيته للتاريخ أن هناك نفر ضال معدود ممن دعوا واعلنوا شروط ووضعوا ضوابط وهددوا ووعدوا بأنهم سيزلزلون الأرض تحت الأقدام وسيجعلون عاليها سافلها اذا صار الأمر المقصود، أقسم بالله العلي العظيم كان البعض منهم من اوائل المهنئين وناشري الخبر بعد ان أفشل الله ما كانوا اليه يطمحون، وإني لأخشى ان تظهر هذه الأصوات قريبُا لتنادي بهذا (أيمني وهذا أيسري) في مسعىً جديد لإظهار محبتهم الزائفة ودنو وطنيتهم الكاذبة من خلال التفرقة بين جانبي الموصل (الأيمن والأيسر)، خسئوا وخابت توجهاتهم وما إليه يسعون.
ختامًا ، اتوجه بعظيم التحايا والتقدير لكل من علمني حرفًا من أساتذتي الأجلاء وكذلك لجميع الأخوة الأعزاء والأصدقاء الكرام الذين تعرفتُ عليهم وتعاملتُ معهم في حياتي الدراسية والوظيفية ولمّا تزل وأولئك الذين تشرفتُ بهم من المتواجدون في قائمة الأصدقاء في صفحتي على الفيس بوك من أهل القرى والأرياف الكرماء والمعروفون بأصحاب المواقف المشرفة والحضور البهي ممن يقطرون حبًا وإخلاصًا ووفاءً لعراقنا العظيم وموصلنا الحبيبة بما يضاهي ويزيد اعتزازهم الكبير بقراهم ومناطقهم وهم كثر وارتأيت عدم ذكرهم بالأسماء خشية ان اغفل اسمًا منها سهوًا فجلهم ذو معدن اصيل مجبول بالوفاء الصادق والوطنية الخالصة والمواقف النبيلة وطيبة الخلق والأخلاق والذكر الحسن والذكريات الجميلة، شكلوا بحضورهم وتواجدهم فسيفساء أهل نينوى البراق وبياض صورتها الناصع، وستبقى هذه الصورة البهية خالدة أمد الدهر مهما حاول ويحاول المغرضون وذوي التوجهات غير السوية.
سادتي الكرام: اتمنى ان وفقني الله في الوصول الى ادنى حد من الإيفاء بمواقفهم والوفاء لهم ، بارك الله بهم جميعًا وعذرًا لهم عن التقصير في الكتابة بحقهم متمنيًا ان يروق لكم إختيار الأنموذج كشخصية ومضمون مسجلًا عظيم الشكر والإمتنان لتفاعلكم القيم ومشاركاتكم بآرائكم ومقترحاتكم السديدة، وعذرًا للإطالة وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير.
حسن ميسر صالح الأمين
15/6/2019
* لقراءة التعليقات على اصل المقال اعلاه على الرابط ادناه:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10218570892884750&id=1269245661

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1031 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع