عبدالله عباس
صراع بين الاديان إلى يوم الدين ...! إلادارة الامريكية تــقود امتداد الحرب الصليبية ( ١ – ٣ )
تمهيد :
فاجأ العالم خلال 17 دقيقة أشبه بفيديو لإحد الألعاب القتالية، لكنها حقيقة مروعة لحادث إرهابي وقع داخل مسجدين بمدينة كرايست تشورش في نيوزيلندا، بثها المسلح الأسترالي "برينتون تارانت"، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث ارتدى خوذة وثبت فيها كاميرا لتصوير وقائع ما فعله.
وقبيل الحادث كان "تارانت" يستمع لأغنية شعبية ، وهي في الأصل فيديو دعائي أعده الجنود الصرب كتكريم لمجرم الحرب "رادوفان كارديتش"، وبعد ثلاث دقائق من القيادة أوقف السيارة ثم وجه الكاميرا على نفسه قائلا "مرحبا يا شباب"، قبل أن يواصل القيادة مرة أخرى حتى تنفيذه العملية الإرهابية.
ونشر منفذ الهجوم، بيانا مثيرا حول معتقداته ونواياه يتألف من 94 صفحة، أو نحو 16 ألف كلمة، وفقا لما ذكرته صحيفة ذي صن البريطانية، وحسب ما كتب عن نفسه هو من أسرة أسترالية من الطبقة العاملة ذات الدخل المتدني، ليس لديه اهتمام كبير بالتعليم ولم يلتحق بالجامعة. يؤمن "تارانت" أيضا بتفوق العرق الأبيض، حيث يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "رمزا للهوية البيضاء المتجددة
الصحف البريطانية الكبرى تفرد مساحات كبيرة وتخصص افتتاحيات لتناول الهجومين المروعين على المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا. وتكاد تقارير الصحف وكتابها والمحللون الذين أسهموا بمقالات فيها يجمعون على أن "الإرهاب اليميني" بات خطرا داهما يهدد الغرب ما يستدعي مواجهة حاسمة.
كما ظهر إجماع على أن شركات التنكولوجيا العملاقة لا تفي بواجباتها في الحيلولة دون استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار اليمين المتطرف.
ينبه جيسون بروك، في الغارديان، إلى أن إرهاب اليمين المتطرف كان في تصاعد في العقد الأخير من القرن العشرين. ويقول ، في مقال تحليلي، إن "إرهاب اليمين المتطرف" يشبه من حيث الأصول التطرف الإسلامي". غير أنه يعتقد بأن إرهاب اليمين أكثر تهديدا. وضرب عدة أمثلة لذلك.
وعن هذا التطرف في القرن الحادي والعشرين، يقول بروك إنه رغم أن "العنف المتطرف الإسلامي كان أكثر شيوعا وإهلاكا في أوروبا، فإن الدلائل على التهديد الذي يشكل عنف اليمين المتطرف كان قائما منذ فترة طويلة".
ففي عام 2017، يضيف الكاتب، وقعت 5 هجمات إرهابية في المملكة المتحدة أُرجعت إلى المتطرفين اليمينيين. أما في أمريكا فإن نشاط اليمين المتطرف العنيف كانت له علاقة بقتل 50 شخصا على الأقل عام 2018، حسب بروك وفي كل ذلك وعند تدقيق في تاريخ و تفاصيل دافع الصراع الاساس ان منفذي خطوات العمليات العنف مباشر وغير مباشر متسلح بنية الدفاع عن ( عدالة الهيه رمزه الدين ) واشارة أكثيرة مصادر الاعلام والمعلومات ان الغرب مهدد بنمو قيادات ( الشعبوية اليمينية ) .
( 1 ) تصديرو إستيراد الفكر والهدف الواحد
نتذكر في أكثر مراحل من عمر حكومات العراق ‘ ظاهرة إتهام تنظيمات المعارضة عموما ‘ واليسار ( الشيوعية ) على وجه الخصوص بانهم حملة ( أفكار مستوردة ..!! ) بهدف تخريب القيم والاصالة بين الناس ..! والغريب عندما نطلع على تأريخ مسيرات نضال تلك التنظيمات ‘ لانرى اي انتصار يسجل باسمهم ادى بالنتيجة الى مكاسب متوازية لشعاراتهم لافي العراق ولا في اي دولة أخرى في المنطقة ‘ رغم أن طروحاتهم الفكرية فية الكثير من الايجابية اذا تم الاعتماد عليها وتحول الى نهج عملي لاستقرار الواقع الاجتماعي الذي يتمتع فيه الناس بمكاسب لصالح حياته اليومي ‘ولكن مع الاسف أن كل انتصار سجل لمسيرة اليسار ( الشيوعية ) خارج العراق و منطقتنا كان مصيرها الفشل والسقوط المدوي عندما فشل مركز اشعاع الفكر اليسار في دولة كانت تسمى بـ ( الستار الحديدي ) عندما جاء احد قادتهم ورفع ( غطاء ) فوق المخفي‘ انهار الستار الحديدي وانهارت معه كل السلطات الحليفة له في اوروبا ‘ وعند مراجعة هذه الاحداث يظهر أن تحريك عامل ( الدين ) هو الدافع القوي لتلك الانهيارات التي اصابة مسيرات تاريخ اليسار .... و مشجع لمواجهة التيار اليسار كان حملات الغرب ( اليميني و الرأسمالي ) محذرا ( حكام المنطقة وبلدنا من ضمنها ) : ان ترك نهج الدين يؤدي الى خساره كل شيء وبالتالي انتصار تيارات ( الافكار المستوردة ) ‘ فكانت الحملات الاعلامية الغربيه تركز على تشجيع ( الحكام ) بالتمسك بالدين لكي لايخسرون التاريخ والحضارة والتراث ..! ولآن أكثر الحكام من نتاج انتصار حلفاء الحرب العالمية الثانية ‘ فكانت توجيهات الغرب لهم أوامر ..! يروي محمد حسنين هيكل الصحفي الاشهر في مرحلة كانت تسمى بـ( الحرب الباردة ) يتحدث عن كيفية قيام بعض الحكام العرب باستفزاز حكام السوفيت عندما يحاولون عقد العلاقات معهم ويوجهون لهم دعوات رسمية ‘ فكان اثناء عقد الاجتماعات الرسمية معهم في موسكو يتعمدون طلب وقف الاجتماع عندما ياتي وقت الصلاة مسببين احراج للخارجية السوفيتية في اعداد اماكن و مستلزمات الصلاة ‘ و كأن هؤلاء العرب حلفاء لامريكا يقولون لكرملين : طريقكم الى المياه الدافئة ليست بتلك السهولة التي تبعدها الدعوات الدبلوماسية ..!
القصد من هذا التذكير هو التحالف الحالي الذي تقوده الادارة الامريكية لمحاربة الاصول الدينيه الذي اختار العنف لمحاربة ( الشيطان الاكبر ) والشيطان الاكبر يشجع في بلدان البؤر العنف ضرورة ( فصل الدين ) عن الدولة ‘ بعد ان كان يشجع حلفاءه من حكام نفس الدول بانهم اول ما يوجهون الى السوفيت لاينسون مواعيد الصلاة ...! ويفرض عليهم الان التقليل من الاهتمام بنهج الدين في مؤسسات التربية والتعليم .
وأغرب ما في هذا المشهد ان علمانين الشرق من الحكام او السياسيين او ناشطي المجتمعات المدنية ( اخبث بدعة امريكية صهيونية ) للتغلل في كل مفاصل المجتمعات الشرقية عموما والاسلامية خصوصا لجعل الابتعاد عن الدين ‘ يروجون لفكرة : ان طريق البناء لهم ليكونوا سعداء كمجتمعات الغرب هو دعم ابتعاد الدولة وبالتالي المجتمع عن الدين ..! ‘ ليس فقط كعبادة بل كرسالة للحضارة والبناء ‘ كعلامة فارقة للرقي الاجتماعي و وصول الانسان اينما يكون انسانا عصريا واعيا يجب ان يضمن لهم الدولة مستلزمات الحرية في كل المجالات الاخرى في الحياة عدا ( الدين ) ... من هنا ترى اغرب ظاهرة في مجتمعات الشرق ( الاسلامية ) وهي كتابات و ندوات و تاسيس منظمات تحت عناوين متنوعة وتظهر اقلام وتطبع كتب وبشكل واسع ‘ كل ذلك يلتقي في نقطة واحدة هي : تشوية رسالة الاسلام ‘ الى حد انه وفي بعض المجتمعات العالم الاسلامي هناك مفكرين ظهروا بشكل مفاجأ يكتبون دراسات قويه وعميقة وبجانب ذلك ولنفس الهدف دراسات شعبية سهلة الفهم ومؤثر من الجانب النفسي والاجتماعي وحسب الطبيعة الانسانية في مجتمعات الشرق ‘ كل يؤكد ان اسباب كل المشاكل عموما و التخلف في المقدمة سببه انتماءهم للاسلام ويركزون في ذلك على الانتماءات الاقلية العرقية و الدينية ‘ ولآن اولا ان حكام المنطقة همهم الرئيسي خدمة الهيمنة الغربية كظهر قوي لبقاءهم يتصرفون كانهم قادة علمانيين من امثال قادة النهضة الاوروبية ‘ اذا لايعلنون بوضوح تأيدهم لتلك الظاهرة فانهم ساكتين على انتشارها
والثانية ان ادعياء الدين ( في اكثرهم ) كأن مصالحهم مرتبطه بالحكام من خلال خط وهمي يخدم بعضهم البعض في النتيجة وهم نوعين : الاول هم من يسمونهم ( رجال الدين ) وهم امتداد لنفس رجال الدين اوجدهم الحكام منذ حصول صراعات السلطة باسم الدين في الاسلام والذي فجره المرتد ابن ابوسفيان ‘ وتراهم ان السطات الحاكمة في المنطقة و بدعم من غربي الهوى يصنفونهم ب ـ رجال الدين المعتدلين ...!!! ‘ والنوع الاخر ناشطين تحت عنوان ( الجهاد ) حيث ان الشك في وجودهم واهدافهم مضادة لرسالة الاسلام ( رسالة الدين والحضارة وبناء الانسان ) اكثر من مشروع ‘ في الجو كهذا ترى ان قوة الدفاع عن الاسلام الحقيقي بين الناس هنا في الشرق اضعف من قوة الطرفين المذكورين ادنى ...!
( 2 ) عدوانية البشر و استغلال الدين
جاء في القران الكريم : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ- اية 30 البقرة ) ‘ كان اغفال تحذير الله من قبل ادم عندما وضح له ان ابليس عدو له و ان عليه ان لايصدقة او يصادقه لكي لايخسر نعمة الجنة ‘ ولان ادم الذي خلقة الله و جعل له سمع و بصر و اعطاه العقل يفكربه و يساعده للاختيار ‘ فكان تجاوبه مع اغراء ابليس له معنى واضح : ان الرب وجة اول انسان بالخير ليكسب رفاه الجنه وخيره بان يختار بين هذا الخير او يواجه العقاب ..! فهذا اول انسان قدم نموذج لاختيار بنفسه عندما استسلم لاغراءات ابليس وطرد من الجنة و اشارة الاخرى واقعة قابيل وهابيل في القرآن يقول أن كلاًّ من قابيل وهابيل قدَ قدما قرابين إلى الله سبحانه، فتقبل الله قربان هابيل؛ لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل قربان قابيل؛ لسوء نيته ، ...نموذج اخر لاظاهر قدرة الانسان لاختيار مابين الخير والشر وما يحدث نتيجة ذلك الاختيار ...! وعندما ملك الانسان الارض واصبح فوقها خليفة اوحى الله للخيرين منهم بان يدعون الناس لعدم تكرار الخطأ في الاختيار كما فعل ادم ‘ فكان الانبياء والرسل ‘ الى ظهور الرسالات الثلاثة من السماء الى الانبياء موسى و عيسى و محمد ‘ والتاريخ يتحدث من جيل الى جيل ان بعد رحيل الرسول في الديانات الثلاثة ‘ ظهر من سيطر على امور الرعية باسمهم تحولوا من مبشرين بالخير والبناء الى قادة طامعين في حكم الرعية وليس رعاية الرعية والدعوة الى الخير ‘ فكانت الحروب و الفتوحات ... بحيث اصبح للحرب مكان في تاريخ البشرية، فالكرة الأرضية شهدت حروبا طاحنة أدت إلى هجرات بشرية غيرت شكل التركيبة الاجتماعية في بعض مناطق العالم ‘ وسجل التاريخ قوائم بالحروب الطويلة استمرت هذه الحروب مدة تزيد على 780 عاما (منذ بدايات القرن الثامن إلى نهايات القرن الـ 15 الميلادي)، وكان الهدف والشعارات كل طرف نشر العدالة والدفاع عن الانسان في ضوء الرسائل السماوية ....!!!
هكذا يحدث لنا التاريخ ‘ ورغم ان رسالة الاديان السماوية الثلاث اساسا ضد العنف وضد استعمال القوة وترتكز توجيهات تلك الرسائل على ضرورة ألتزام الانسان بمكارم الاخلاق في بناء العلاقات الاجتماعية من أجل السلام والامان ، يقدمون شواهد كثيرة في تاريخ البشرية يؤكد ان البشر الطامع في الهيمنة على ما حوله يستغل الدين لتوجة نحو العنف والحرب بصورة توحي بان الكتب المقدسة لديانات العالم تحكي قصص العنف والحرب وكأنها (يعني الكتب) تتحدث عن السلام والمحبة...! وجرت الحروب الصلبية الاولى نحو الشرق تحت هذا العنوان ‘ ولايخلوا التاريخ من القادة الطامعين في الهيمنة وفي التاريخ الاسلامي ايضا توجد نماذج من هذه الظاهرة ‘ وفي العصر الحديث وظهور ايدولوجيات وافكار الوضعية هناك شواهد تاريخية بان طموح بعض البشر يدفعة لاستغلال هذه الافكار ايضا لفرض ارادتة ويختار الحرب والعنف لحده الاقصى لتحقيق ما يريد واقرب شواهد المذابح التي نفذت بتوجيه من ستاليين الشيوعي و هيتلر النازي .
وفي كتاب ( عندما جاء الجنود ) لمؤرخة ألمانية (ميريام كيرهارت ) تؤكد أن توحش الجنود الأمريكان أدى إلى اغتصاب نحو من 190.000 امرأةً في ألمانيا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها . وتم إغتصاب اكثر من مليون امرأة من قبل عسكر جيش الاحمر السوفيتي و 45 الف من قبل جنود الفرنسيين و 50 الف من قبل جنود الانكليز .
1156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع